أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالرحمن مطر - تقلبات وإرباكات المشهد السوري














المزيد.....

تقلبات وإرباكات المشهد السوري


عبدالرحمن مطر
كاتب وروائي، شاعر من سوريا

(Abdulrahman Matar)


الحوار المتمدن-العدد: 4808 - 2015 / 5 / 16 - 01:05
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



يتسم المشهد السوري، بانكشاف واسع، تتبدى فيه هشاشة الأطراف المختلفة داخل المعارضة، أو في بنية النظام التي تشهد حالة من انعدام التوازن، لم يسبق وأن شهدتها الثورة السورية منذ انطلاقتها، مع ركود في الحراك السياسي الى حدّ ما نتيجة لانشغال الأطراف الدولية والاقليمية، كلٌ بقضاياه الاستراتيجية.
كان من المفترض أن يتم استثمار تطورات الوضع السوري، لارغام النظام على الانخراط في تفاوض جدي على مرحلة انتقالية، فالتطورات الميدانية في عدة مناطق من الشمال والجنوب السوري، والتي يخسر فيها الجيش النظامي مزيداً من المناطق التي كان يسيطر عليها، في مواجهة قوى المعارضة المسلحة، بمختلف تلويناتها، المثيرة للإشكاليات داخل الثورة السورية، قد أحدث اهتزازاً حقيقياً في قلب دمشق، وضعت نظام الأسد وحلفائه أمام مؤشرات جديدة، وبأن تغيرات مؤثرة في المعادلات التي ظلّت قائمة على الأرض طوال عامين مضيا.
السقوط الدراماتيكي لمدن والبلدات، ومعسكرات الجيش السوري، يكشف الغطاء كاملاً على مسألتين مهمتين، أولاها أن النظام قد وصل الى درجة كبيرة من العجز في المحافظة على مواقعه، والتي ظلت عصية على مختلف الفصائل، بما تشكله من بؤر إسناد وتموين، وقيادة عمليات لمنطقة الغاب باكملها، إضافة لريف حلب واللاذقية. والمسألة الثانية انكشاف مناطق الساحل السوري وجباله، أمام القوى التي تشكل تهديداً عقائدياً وسياسياً مباشراً لها، ولسكانها، وبالتالي مزيداً من تضييق الحلقة على نظام الأسد وحلفائه.
فتحت هذه التطورات، الطريق أمام مواجهة مفتوحة مع حزب الله مرة أخرى في القلمون، مع استهداف متكرر للطيران الإسرائيلي لمواقع النظام وحلفائه، في العمق السوري، في جملة ما يعنيه ذلك استمرار تقليم أظافر الأسد، بعد تسليمه السلاح الكيمياوي، ومن ثم تدمير ترسانته الصاروخية، ومخازن الأسلحة النوعية، ليس فقط بما يضمن استخدامها من قبل النظام ضد اسرائيل، في أي مواجهة محتملة، لتصدير الأزمة الى الخارج، في سياق توتر قائم في المنطقة. لكنه أيضاً سعي استباقي لحرمان المعارضة السورية، بما فيها التنظيمات الإرهابية، وحزب الله، من السيطرة على هذه الأسلحة والقواعد. في ذلك استشعارٌ وإلماحٌ واضحٌ بأن النظام يفقد قدراته تدريجياً وأن سقوطه، قد يكون قريباً إن لم تكن هناك تسوية سياسية تنقذه من سقوط الدرجة الأخيرة.
أدت ارتدادات عاصفة الحزم، إلى خلخلة بيّنة في مسار المشروع الإيراني في سورية، أشغلت أطرافه بحشدٍ مناهضٍ لما أسمته التدخل الخارجي في اليمن، في الوقت الذي كانت تتلقى فيه ضربات موجعة، تجبرها على التراجع.
الأطراف الدولية التي أوكلت مهمة تأسيس أرضية للتفاوض في الوقت المستقطع، تعمل بهدوء على عكس نتائج العمل السعودي الخليجي في اليمن، ومشروع الاتفاق النووي الايراني، على الأحداث في سوريا، فأضحت طهران اليوم مابين المطرقة والسندان، فيما فشلت موسكو في انقاذ منتدى الحوار.
ثمة تساؤل اليوم، عما إذا كانت واشنطن وحلفائها قد أنضجت رؤية ما لحل الوضع في سورية، أو بعبارة اكثر دقة، إن كانت ظروف وأسباب إسقاط الأسد ونظامه، قد توافرت.
ليس من الواضح أن هناك توجه امريكي/غربي لدعم تقدم قوى المعارضة المسلحة، في سوريا، سواء على المستوى السياسي، ومن ثم العسكري، فلا تزال القوى المكونة لجيش الفتح في نظر المجتمع الدولي هي تنظيمات وتشكيلات إسلامية غير معترف بها، وبالتالي فإن شراكتها لجبهة النصرة، تجعل منها " إرهابية ". وهذا الأمر واضح حتى الآن في التعتيم الإعلامي الواسع، إضافة إلى الحديث المتواصل عن التهديد الذي تشكله هذه القوى، على الأقليات، والعمل المدني، وبالتالي الآمال بإقامة مجتمع ديمقراطي عادل، ستصبح مجرد حلم يتبخر مع تعاظم سلطة الاسلاميين الجهاديين.
هذه المخاوف محقة، لاتزال كثير من ممارساتها غير مطمئنة، غير أن ما يتعرض له نظام الأسد من هزائم حقيقية، على يديها، ستؤثر بلا شك في تكوين المشهد القادم، باستمرار الزحف في سهل الغاب، وربما العودة الى معركة الساحل، وبالتالي الاستحواذ على جملة أوراق قوية سوف تستخدم لاحقاً في أي عملية تفاوض مع النظام.
لكن المعطيات الجديدة، المتصلة بإرباكات المعارضة السورية، وانشغالاتها بقضايا لا تصب في مصلحة الثورة والاستفادة من النتائج على الأرض، يجعل من مخاوف الغرب تقترب كثيراً من رؤى النظام التي ما انفك يسوقها أمام المجتمع الدولي، ولاشك في أن تراجع فرص إطلاق برنامج التدريب العسكري للمعارضة السورية، يحمل دلالات واضحة، بشأن استمرار الفوضى الى مابعد الانتخابات الامريكة، وبالطبع انجاز الاتفاق النووي الايراني الشهر المقبل.



#عبدالرحمن_مطر (هاشتاغ)       Abdulrahman_Matar#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- صعود الجماعات الارهابية في المنطقة
- اليرموك - دير الزور: حصار الإبادة المنظّمة
- لوزان والاحتلال الإيراني لسوريا
- إطار لوزان والحقبة الإيرانية الجديدة
- العمل المدني في الثورة السورية
- تحديات أمام الثورة السورية في ذكراها الرابعة
- داعش والتحالف الدولي في سوريا
- مشاورات القاهرة : رُسُل الحرية أولاً
- أحداث باريس:الاستبداد والعنصرية وانتاج التطرف
- حُمّى التفاوض وعقيدة القتل
- أورفا ظلّ فراتيّ
- الاختفاء القسري في سورية
- المنطقة العازلة وتقاطع المصالح الدولية
- الثلاثاء الدامي في الرقة
- أفق التسوية السياسية في سورية
- شتورلسن وحالول في رائعةٍ ملحمية: سْنورا إدّا
- الشمال السوري بين فكي داعش والنصرة
- يوم في حياتي: الكتابة والعشق!
- السوريون : موتٌ..وغرباء
- المأزق التركي في الحرب على داعش


المزيد.....




- سؤال صعب خلال فعالية: -مليونا إنسان في غزة يتضورون جوعًا-.. ...
- كيف تبدو تصاميم الحدائق والمناحل الجديدة المنقذة للنحل؟
- ماذا يعني قرار ترامب نشْر غواصتين نوويتين قرب روسيا على أرض ...
- ويتكوف: لا مبرر لرفض حماس التفاوض، والحركة تربط تسليم السلاح ...
- ويتكوف يتحدّث من تل أبيب عن خطة لإنهاء الحرب.. وحماس: لن نتخ ...
- فلوريدا: تغريم تيسلا بأكثر من 240 مليون دولار بعد تسبب نظامه ...
- عاجل | وول ستريت جورنال عن مسؤولين: واشنطن تلقت خلال الصراع ...
- عاجل | حماس: نؤكد مجددا أن المقاومة وسلاحها استحقاق وطني ما ...
- الهند والصين تُعيدان فتح الحدود للسياح بعد قطيعة طويلة
- حتى الحبس له فاتورة.. فرنسا تدرس إلزام السجناء بدفع تكاليف ا ...


المزيد.....

- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب
- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي
- كشف الاسرار عن سحر الاحجار / عبدالاله السباهي
- زمن العزلة / عبدالاله السباهي
- ذكريات تلاحقني / عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالرحمن مطر - تقلبات وإرباكات المشهد السوري