أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - عماد صلاح الدين - المصالحة الفلسطينية المتعثرة














المزيد.....

المصالحة الفلسطينية المتعثرة


عماد صلاح الدين

الحوار المتمدن-العدد: 4806 - 2015 / 5 / 14 - 14:38
المحور: القضية الفلسطينية
    


المصالحة الفلسطينية المتعثرة

عماد صلاح الدين

يعزو المراقبون للساحة الفلسطينية فشل المصالحة الفلسطينية، إلى هذا التباين الهائل في برنامجي حركة المقاومة الإسلامية حماس وحركة التحرير الوطني الفلسطيني فتح، علما انه لعقود خلت جرت محاولات حثيثة وعديدة، لصياغة برنامج موحد يجمع الطرفين على ما سمي بالحد الأدنى لحقوق الشعب الفلسطيني؛ في إقامة دولته، وضمان حق العودة، بحسب قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة 194 الشهير لسنة 1948.

هذه المحاولات بدأت في لقاء الخرطوم عام 1992، الذي دعا إليه الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات، والذي شمل عددا من الفصائل الفلسطينية بما فيها حركة حماس، لكن هذا اللقاء لم يتمخض عنه شيء، وتبين بعدها انه كان يراد منه التمهيد للمفاوضات بين منظمة التحرير الفلسطينية وإسرائيل في حينها. وهي أي هذه المحاولات لم تنته حتى هذه اللحظة، على الرغم، ومن الناحية النظرية على الأقل، ماتم توليفه من صيغة للتوفيق بين برنامجي الحركتين الكبريين في وثيقة الأسرى عام 2006 (وثيقة الوفاق الوطني الفلسطيني الذي وضعته الحركة الأسيرة عبر ممثليها وقتذاك)، وعلى رغم أيضا ما تمخض عنه اتفاق إعلان الشاطئ في غزة عام 2014.

إذا، أين تكمن المشكلة؟ ولماذا تتعثر المصالحة الفلسطينية والاتفاق الفلسطيني، رغم عديد المحاولات سواء في القاهرة بداية عام 2005، أو اتفاق مكة عام 2007، أو تفاهمات قطر والقاهرة لاحقا ؟
تتبادل الحركتان الاتهامات بخصوص إفشال المصالحة، وتحقيق اتفاق الوحدة الوطنية على ارض الواقع؛ فحماس تتهم فتح بالتفريط بالحقوق والثوابت الوطنية، وما أدى ذلك عمليا إلى اتفاقات أوسلو وشرعنة التنسيق الأمني مع إسرائيل، وبالتالي ملاحقة عناصر المقاومة الفلسطينية. وتعتقد حماس أن سبب ذلك هو النزعة العلمانية لدى فتح وفصائل منظمة التحرير الفلسطينية التي وافقت من الأساس على العملية التفاوضية مع الاحتلال. بينما تكيل فتح الاتهام لحماس بكونها حركة غير واقعية، وتتخذ من الدين غطاء لأهدافها وتحركاتها، لأجل السيطرة والاستفراد بالمشهد الفلسطيني.
هذا هو المشهد الطافي على السطح كأساس للخلاف والانقسام ما بين الحركتين، لكن المشكلة لها جذور تاريخية ممارسة في إطار الصراع مع المشروع الصهيوني، وهي غلبة العقلية القبلية والفئوية في الساحة الفلسطينية ليس من اليوم، وإنما جذورها كانت قائمة ما قبل عام 1948؛ حيث كانت الصراعات العائلية على أشدها في القدس مثلا بين عائلة الحسيني والنشاشيبي، وكانت التشكيلات الحزبية وحتى المؤسسية تتخذ غطاء لهذه الصراعات، بل وتجري تحالفات مع الانتداب البريطاني نفسه في مواجهة الطرف الآخر، على حساب حقوق ومصالح الشعب الفلسطيني، مما كان له الأثر الفاعل في عدم عرقلة إقامة المشروع الصهيوني و دولته إسرائيل .

واعتقد أن نفس البنية القبلية والعائلية موجودة في الحالة الفلسطينية اليوم، لكن ترجماتها هي حزبية، بسبب المعايير الظرفية الحالية عنها في السابق، فعقلية الاستفراد والاستحواذ والاستقواء بالأجنبي لا زالت قائمة، ولو على حساب حقوق الشعب الفلسطيني.

إن المشروع الوطني الفلسطيني الجامع كيما يتحقق إستراتيجية وفعلا، بحاجة إلى كينونة بنيوية إنسانية صالحة وفاعلة، تقوم على أسس من الهوية والتراث الفلسطيني والعربي الإسلامي؛ خال من الأساطير والخزعبلات وانحرافاتها الشخصانية والأنانية والانغلاقية، وأيضا التفريطية، وعدم تحمل المسؤولية، بحيث يؤدي إلى:

1- موقف أكثر تماسكا بالنسبة للجهة أو الجهات، التي تحصر الوطنية الفلسطينية بمفاهيم استعمارية معولمة، تنكر منظومة القيم والتراث، وتقدس البراغماتية قوة وضعفا، دون اعتبار لمقومات النهوض الوطني سواء في السلم أو الحرب.
2- موقف أكثر انفتاحا ضمن الدائرة الإنسانية الواسعة، التي تتعاطى مع المعطيات والوقائع والحوادث، بحيث تنظر إلى ما هو كائن وسيكون، خصوصا فيما يتعلق بالتحرر الوطني وتقرير المصير، مع حضور واستمرار فكرة القضاء على الظلم والاستعمار والتمييز وغيرها كبنية ومشروع.



#عماد_صلاح_الدين (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كلية الحق الفلسطيني
- في العام ال67 للتطهير العرقي في فلسطين
- الانتخابات والاحتلال
- الإسلاميون والانتخابات
- الاستهلاكية تحت الاحتلال ستؤدي إلى الانفجار
- إلى متى معاناة اللاجئين الفلسطينيين في المخيمات
- فلسطين في زمن الانكفاء
- لماذا الوحدة الوطنية الفلسطينية ؟
- كامب ديفيد وأوسلو والحرب على الشعب الفلسطيني
- حقيقة المواجهة مع المشروع الصهيوني
- الافراط في التركيز على شكل القانون الدولي
- العدل وحق تقرير المصير
- عن السياسة والدين
- أساس القدرة على التحرر و تقرير المصير
- ماذا نريد من اسرائيل؟
- منطق الإيمان مقابل ما يسمى بالحرب الدينية
- في ضرورة التركيز على بنية الفكر الإنساني في الدين
- تعقيل المستوطن الصهيوني
- الحركات الاسلامية الفلسطينية وصراعها مع اسرائيل
- من الوضعية الى الواقعية


المزيد.....




- ما هي التقنيات المفترضة التي شوشت أنظمة الجي بي إس على طائرة ...
- -رمز للصمود ونعمة عظيمة-..آبي أحمد يشيد باكتمال بناء سد النه ...
- هجوم بسكين في مرسيليا يوقع 4 جرحى.. والشرطة تطلق النار على ا ...
- شي جين بينغ يرحب بفلاديمير بوتين لإجراء محادثات في بكين
- مواجهات في باندونغ: شرطة إندونيسيا تطلق غازاً ومطاطاً على طل ...
- حركة تحرير السودان: كيف نشأت وأين هي اليوم؟
- قمة شنغهاي تكشف -أنانية- واشنطن وإهمالها مبدأ المصلحة المشتر ...
- إسرائيل تبدأ بتعبئة جنود الاحتياط قبل هجوم متوقع على غزة، و- ...
- يوسف الكواري عضو المكتب السياسي للحزب في حوار حول “ماذا يجري ...
- شركة نستله تطرد رئيسها بسبب إخفاء علاقة غرامية مع موظفة!


المزيد.....

- البحث مستمرفي خضم الصراع في ميدان البحوث الأثرية الفلسطينية / سعيد مضيه
- فلسطين لم تكسب فائض قوة يؤهل للتوسع / سعيد مضيه
- جبرا نيقولا وتوجه اليسار الراديكالي(التروتسكى) فى فلسطين[2]. ... / عبدالرؤوف بطيخ
- جبرا نيقولا وتوجه اليسار الراديكالي(التروتسكى) فى فلسطين[2]. ... / عبدالرؤوف بطيخ
- ااختلاق تاريخ إسرائيل القديمة / سعيد مضيه
- اختلاق تاريخ إسرائيل القديمة / سعيد مضيه
- رد الاعتبار للتاريخ الفلسطيني / سعيد مضيه
- تمزيق الأقنعة التنكرية -3 / سعيد مضيه
- لتمزيق الأقنعة التنكرية عن الكيان الصهيو امبريالي / سعيد مضيه
- ثلاثة وخمسين عاما على استشهاد الأديب المبدع والقائد المفكر غ ... / غازي الصوراني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - عماد صلاح الدين - المصالحة الفلسطينية المتعثرة