أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - صباح ابراهيم - لماذا يستنكر المسلمون الاساءة للاسلام فقط ؟













المزيد.....

لماذا يستنكر المسلمون الاساءة للاسلام فقط ؟


صباح ابراهيم

الحوار المتمدن-العدد: 4804 - 2015 / 5 / 12 - 02:56
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


يقيم المسلمون الدنيا ولا يقعدوها عندما يجدون على صفحات الجرائد او الصور او المقالات او التعليقات ما يسئ الى الاسلام او نبيه ، يستنكرون ويحرضون الشعب والرعاع منهم للخروج بمظاهرات عنيفة تندد وتستنكر وتهاجم السفارات و المقرات الدبلوماسية الاجنبية كما حدث في دمشق او المقرات الصحفية كما في الهجوم على مقر صحيفة شارلي ابدو في باريس ، ويطالبون بوقف التعامل التجاري و عدم شراء منتجات الدولة التي تخرج منها تلك الاساءة ، إن كانت تلك الاساءة في صحيفة او كتاب او رسوم كاريكاتورية .
الغريب ان المسلمين يعتبرون انفسهم هم الاعلون دائما على البشرية ، وانهم خير أمة أخرجت للناس ، والدين الأسلامي ناسخ لبقية الاديان ، وكتابهم مهيمن وناسخ لبقية الكتب السماوية التي يصفها القرآن بأنها هدى ونور وهم يقولون عنها انها محرفة . ولايجوز قطعا الاساءة للاسلام، وهم على حق بذلك ، الكل يعتز بدينه وعقيدته .
ولكن لماذا يسئ المسلمون للاديان الاخرى ، ويعتبروها أمرا طبيعيا ، ولايقبلون ان يسئ لهم احد ؟
هل يحق للمسلمين الاساءة للاخرين فقط ولا يحق للاخرين الرد عليهم بالمثل ؟
لن تجد مسلما متعصبا لا يقر بتباه - وبغير علم - ان الانجيل والتوراة كتابان محرفان ويقولها بكل تاكيد بسبب حشو الشيوخ لادمغة المسلمين بهذه الفرية من على منابر الخطابة والتلفزيونات الاسلامية . وان المسيح لم يصلب ، وانه نبي كبقية الانبياء ، وانه ليس كما يقول المسيحيون انه كلمة الله المتجسد والذي حل فيه الروح القدس ، ويقولون هو انسان يأكل الطعام ويمشي في الاسواق . حرفوا اسمه من يسوع الى عيسى ، واتهموه زورا بانه يدعو للذبح لأعداءه ، بسبب مثل قاله عن احد الملوك نسبوه له كذبا لعدم الفهم .
والبعض منهم يصف المسيحيين زورا بالمشركين ويعبدون ثلاثة الهة ، والقرآن يتهم النصارى انهم يعتبرون المسيح وامه مريم الهين من دون الله !!
تلك الافتراءات والاكاذيب يصرح بها شيوخ المسلمين بكل حرية في الصحافة وفي خطب الجمعة والندوات والحوارات الدينية ، ومن على شاشات التلفزيونات بكل وقاحة دون الاعتبار لمشاعر الاخرين الذين يهينون دينهم وعقائدهم وكتبهم ، رغم ان هؤلاء الاخرين هم مواطنون واخوة لهم في الوطن والانسانية والجيرة والعمل وخاصة في الدول العربية.
لماذا لا يعتبر المسيحيون او اليهود تلك الاساءات الموجه لكتبهم المقدسة ولأنبيائهم اساءات وقحة من المسلمين، ويقابلوها بالتنديد والاستنكار والشجب كما يفعل المسلمون؟ ولماذا لازال البعض من الجهال يسمون المسيحيين بالنصارى ، رغم انهم ليسوا بنصارى وهذه الطائفة من نصارى الجزيرة العربية هي فئة من الهراطقة المنشقين قد انقرضت منذ مئات السنين .
لماذا لا يخرج المسيحيون في تظاهرات عنيفة يهاجمون فيها السفارات الاسلامية او المساجد او الحسينيات بالعنف كما يفعل المسلمون المتعصبون الذين يقادون ويُحرَضون من قبل الشيوخ في المساجد ايام الجمع ، ولماذا لا يحرقون كتابهم المقدس ( القرآن ) ردا على ما فعلها الشيخ المصري المعتوه ابو اسلام في القاهرة عندما احرق الكتاب المقدس علنا في الشارع امام السفارة الامريكية متباهيا بعمله امام الكاميرات ؟
لماذا لا يتم الاعتداء على الجوامع وحرقها وهي موجودة في دول الغرب بالمئات وتحت حراسة الحكومات الغربية ( الكافرة) . لماذا لا يحدث رد فعل من المسيحيين انتقاما من المسلمين المقيمين معهم او بجوارهم وخاصة في الغرب المسيحي ، خاصة عندما يُقتل المسيحيون ويُهجرون من ديارهم في العراق وسوريا ويحرقونهم احياء داخل كنائسهم من قبل بوكو حرام في نيجيريا ؟
الا يتسائل المسلمون لماذا لايقابِل المسيحيون الشرَّ بالشر ؟
لماذا يصدر العنف والغلظة من المسلمين المتشددين فقط ، ومنهم فقط تظهر المنظمات الارهابية المسلحة الاسلامية التوجه والشعارت ؟
عشرات الكنائس احرِقت في مصر على يد الاخوان المسلمين والسلفيين ؟
مئات المواطنين الاقباط ( المسيحيين ) قتلوا واحرقوا على ايدي نفس الشلة المجرمة في مصر بتحريض الشيوخ السلفيين والحاقدين والتكفيريين ؟
ولا ننسى هجوم انتحاري داعش والقاعدة على كنيسة سيدة النجاة في بغداد وقتلهم لعشرات المصلين المسيحيين الابرياء نساء ورجالا واطفالا دون تدخل وحماية من الدولة الا بعد انتهاء الهجوم .
كم مسيحي اعدمته قوات داعش والقاعدة وجبهة النصرة ذبحا بالسكين او رميا بالرصاص لأنه مسيحي (كافر) لايقبل تبديل دينه واعتناق الاسلام او دفع الجزية ؟ وأخر حملة اعدامات حصلت على يد مجرمي داعش في ليبيا باعدامهم اكثر من عشرين قبطيا وبحدود ثلاثين مسيحيا اثيوبيا من العمال الابرياء المسالمين ، تحت راية لا اله الا الله محمد رسول الله .
لماذا يثور المسلمون عند شعورهم بالاساءة للاسلام ولنبيه وينتقمون فورا بالقتل والحرق والتدمير ، ولا يتحرك مسيحي واحد للانتقام اويقوم برد فعل معاكس ضد اجرام الاخرين عليهم ؟
هل لأن الاسلام دين عنف و يتبعون تعاليم نبيهم بقتل المخالفين لهم بالعقيدة بسبب نشاته الاولى بحمل السيوف وغزو الشعوب الاخرى؟ ام لأن المسيحيين من الشعوب المسالمة وتنبذ العنف وتدعو الى المحبة والسلام والتسامح . حسب تعاليم السيد المسيح .
ام هم يتبعون آيات القتل للكفار والمشركين معتبرين اهل الكتاب كفارا ، لأن الدين عند الله الاسلام فقط ؟
طبعا نحن لا نخلط بين سياسة الحكومات وحروبها باسم الدين واطماعها السياسية ، لكننا نخص بالذكر التحريض والعداء للاديان وعقائدها وتعاليم انبياءها والذين يتبعوها فقط .
لقد مرت مئات السنين والمسلمون يعيشون في إخاء ومحبة في الدول العربية والاسلامية جنبا الى جنب مع المسيحيين سكان البلد الاصليين وحتى مع اليهود ، متجاورين في الحي الواحد ، اصدقاء متحابين في العمل والمدرسة والجندية ، يقاتلون كتفا لكتف دفاعا عن الوطن الواحد ، وتختلط دماء الشهداء المسلم والمسيحي في خندق واحد اوفي دبابة واحدة تتفجر بلغم معادي ، ولم يحدث بينهم سابقا اي احتكاك او معارك او قتل بسبب الدين .
فلماذا توحشَ البعض منهم وكشر عن انيابه في السنوات الاخيرة ؟
هل انه تحريض من قبل الاسلام السياسي الذي نشط في العقود الماضية منذ بدء دعوة حسن البنا وسيد قطب ، وفرخ منظمات ارهابية وهابية وسلفية وتكفيرية واخوانية مسلحة ام انه زمن الارتداد والعودة للتخلف تحت شعار التدين ؟
ما رايكم ؟
الكاتب
صباح ابراهيم



#صباح_ابراهيم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اخطاء لغوية ونحوية في القرآن [4]
- اخطاء لغوية ونحوية في القرآن [3]
- اخطاء لغوية ونحوية في القرآن [ 2 ]
- اخطاء لغوية ونحوية في القرآن [ 1 ]
- الشريعة الاسلامية وحقوق المراءة
- سيرة نبي
- كيف تكونت المجموعة الشمسية
- نظرية الصدفة تتهاوى امام عوامل ظهور الحياة
- استراتيجية اقامة دولة الخلافة الاسلامية
- اصل المادة في الكون
- هل انزِلَ القرآنُ بلسانٍ عربي مبين
- الحلقة 2 - ردودي على الشيخ العريفي ومن انتدبه للدفاع عنه
- ردود على حوار بين البروفيسور العريفي وقس انكليزي - الحلقة 1
- من خلق الله؟
- حوار بين البروفيسور العريفي وقس انكليزي
- العلاج بالخلايا الجذعية
- الارهابيون والجهاديون
- الشيخ يوسف القرضاوي يجدد كراهيته لعيد الميلاد وشجرة الكريسما ...
- تكاثر النسل وعلاقته بحجم الكائن
- الشخصية النرجسية والسايكوباثية ج - 4


المزيد.....




- مشاهد مستفزة من اقتحام مئات المستوطنين اليهود للمسجد الأقصى ...
- تحقيق: -فرنسا لا تريدنا-.. فرنسيون مسلمون يختارون الرحيل!
- الفصح اليهودي.. جنود احتياط ونازحون ينضمون لقوائم المحتاجين ...
- مستوطنون يقتحمون مدنا بالضفة في عيد الفصح اليهودي بحماية الج ...
- حكومة نتنياهو تطلب تمديدا جديدا لمهلة تجنيد اليهود المتشددين ...
- قطر.. استمرار ضجة تصريحات عيسى النصر عن اليهود و-قتل الأنبيا ...
- العجل الذهبي و-سفر الخروج- من الصهيونية.. هل تكتب نعومي كلاي ...
- مجلس الأوقاف بالقدس يحذر من تعاظم المخاوف تجاه المسجد الأقصى ...
- مصلون يهود عند حائط البراق في ثالث أيام عيد الفصح
- الإحتلال يغلق الحرم الابراهيمي بوجه الفلسطينيين بمناسبة عيد ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - صباح ابراهيم - لماذا يستنكر المسلمون الاساءة للاسلام فقط ؟