أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فلاح المشعل - من ْ يشتري وطن .......!؟














المزيد.....

من ْ يشتري وطن .......!؟


فلاح المشعل

الحوار المتمدن-العدد: 4799 - 2015 / 5 / 7 - 15:49
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


من ْ يشتري وطن .......!؟
فلاح المشعل
يراجع ذكرياته كل يوم ، يتجول في الشوارع والأحياء التي استبدلت اسماءها مع واسم التغيير ، يلاحق آثار ماكان قائما ً قبل ثلاثين سنة ، المقاهي والمطاعم ومواقف السيارات والمكتبات ، دور السينما والجوامع ، ويعاود وسط الذكريات مسيره اليومي من الباب الشرقي حتى كهرمانة وبقايا "الف ليلة وليلة " ..!
يطمئن لوجود مكتبة "بناي " وكذلك " مكتبة حسن " مطعم الشمال وساحة النصر وتمثال السعدون ، ودجلة لم يزل يتكاثف الشجر على سفحيه ، أذن هي بغداد لم تزل تقاوم وتحضن الحالمين بخوف ووجل .
لم يؤمن بإستبدال الأوطان ، ومازال يتمسك بحكمة الشاعر " قبر في أرض الوطن أجمل من كل فنادق العالم "* وحين مزق اوراق اللجوء الى امريكا لم يشعر بندم ،بل غمره ارتياح من يرجع للحياة ، فعجل بترك ربايا "عمان " وعاد لبغداد يتأبط أحلامه و صور وافكار وأمنيات ، لم تزل تشكل مركز الثقل بوجدانه .
يعترف انه مكث في سجون الوطن طويلا ، أقام في محطات التشرد والحرمان وملاحقة رجال الأمن ومخابرات نظام صدام ، ولم ينس مكوثه مرة واحدة خمسة شهور متواصلة في عتمة زنزانة في سجون الإستخبارات في الكاظمية ، ليس له صلة إلا بصوت المآذن الواصل للزنزانة بخفوت اقرب للصمت والإيحاء اللحني " الله اكبر ..الله أكبر ..يتردد ثلاث مرات في أوقات منتظمة ، ويعلم الأوقات بحسب وصول صوت المؤذن ...، لم يحصل من هذا الوطن سوى الخوف والقلق وبعض أجداث الأحبة .
كانت الأحلام تضج برأسه لدرجة الإنفجار يشغله المسرح والفكر والأدب والسهر والموسيقى والتجوال في شوارع بغداد والتظاهر اليومي على شواطئ دجلتها واحتفاؤه بالمواسم حين ينضج النارنج او يتساقط " النبق " يفترش الشوارع أثر عواصف ورياح نيسان ثم يتوالى بياض " التكي " أو تنتشر بقع السواد ..كم عشق تلك الحالات في الوزيرية وأزقة الكرادة وشارع ابو نؤاس ...تشعر ان بغداد اشبه بمطعم مفتوح بكرم مطلق من تمرها الذهبي العالق على نخل ينتظر الآكلون مرورا ً، الى رغيف الخبز والطعام الذي تقدمه المساجد للداخلين ، الى باراتها التي تبيع الخمرة بالآجل ... لهذا اصبحت مأوى للمشردين والنازحين من المدن التي تختنق بالشعراء والمتمردين على الطبيعة ، بغداد فيها اكثر من طبيعة ، تتلّون من اصوات المنشدين قرب الأمام الأعظم بالأعظمية وصولا الى ترانيم رياض احمد في آخريات الليل ...وماتت بمحراب عينيك إبتهالاتي .....، مدينة تعتاش على الذكريات وبقايا الصامدين ممن لايبتاعون وطنا ً غنما يشعرون بأنهم سيتحولون الى بعض من ملامح وتراث هذه المدينة الصاعدة الى مراتب التقديس .
الغرباء الداخلون لها يقتلون بعضا ً من وجدها ....، الفاسدون وابناء القرى وقمامات المدن يشوهون عذرية جمالها وفتنتها ، المحتلون يريدون سحق كبريائها وطيبتها ، لكن بغداد هي بغداد تضحك على الجميع ... لأنها تملك سر القوة .
من يشتري وطن بديل يبيع نفسه ، ومن يبيع الوطن فهو لقيط ...،يقول المسيح "ما نفع الإنسان لو ربح العالم وخسر نفسه " ، وهو لم يزل يعشق بغداد ويحن لها وهو يقيم بين ثنايا روحها .



#فلاح_المشعل (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إنهم يخافون البغدادية ...!؟
- في إنتظار - كاوه- الحداد ..!؟
- -داعش - أخطاء تتكرر .....!؟
- بغداد - الأجمل - في الوجدان ...!؟
- معركة تكريت ،صراع إستراتيجيات ...!
- تدمير العراق، تدميرالذاكرة .....!
- الأمن الوطني ..شيروان الوائلي ...!
- مطر كلّش مطر ....!
- إحتلالين وصمت مقلق ....!؟
- الظلم والإيمان .....!؟
- فرح بقسوة وإرهاب ....!
- الغراوي حوار المهزوم ....!
- شذوذ الفيس بوك ...!؟
- كان زمان ...!
- أنشودة - العار- الوطني ...!
- جيش ام ميليشيا ...!؟
- الأمن المفقود ...!
- هو الذي سرق كل شيء ...!
- رؤساء أم رؤوس ...!
- عقوبات رئاسية ...!


المزيد.....




- يوم -الجمعة 13-.. أضاعت ماسة خاتم خطوبتها في المطار ووجدتها ...
- بوتين يقول -أعتقد أن أوكرانيا كلها ملكنا- وكييف تتهمه بـ-ازد ...
- تفاصيل الاتفاق السوري التركي بشأن شمال حلب
- شاهد.. استقبال حاشد للنيجيري صادق بعد عودته إلى بلاده لقضاء ...
- 26 شهيدا بنيران الاحتلال في غزة والمعاناة الإنسانية تتفاقم
- الأمن السوري يعتقل وسيم الأسد في كمين
- سقطت الصخور فوق رؤوس المتنزهين.. فيديو يظهر لحظة انهيار جبلي ...
- انطلاق أسبوع الموضة الرجالي في ميلانو.. وهذه أبرز التوقعات
- تحليل جملة قالها ترامب عن سد النهضة وتأثيره على نهر النيل يش ...
- الأسد والشمس في واجهة حملة إسرائيل الرقمية ضد إيران


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فلاح المشعل - من ْ يشتري وطن .......!؟