أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فلاح المشعل - فرح بقسوة وإرهاب ....!














المزيد.....

فرح بقسوة وإرهاب ....!


فلاح المشعل

الحوار المتمدن-العدد: 4700 - 2015 / 1 / 25 - 14:02
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


فرح بقسوة وإرهاب ....!

فلاح المشعل

فساد النظام السياسي يصطحب معه فسادا ً إجتماعيا ً، ومظاهر سلوك شعبي منحرف يعد إنعكاسا ً لسلوكيات وإفرازات النظام السياسي ، وإذا ماتحدثنا عن خمسين سنة وأكثر من فساد النظام العراقي 1963- 2015، تقابلها إزدواجية آخذة في التركز في الشخصية العراقية ، كما كشف عنها المفكر العراقي علي الوردي ، فأن المحصلة ، شعب يجنح الى العنف والقسوة حتى في التعبير عن الفرح .

ترددت في ذهني هذه الأفكار وانا اقرأ عن موت وجرح أعداد ليست قليلة بالرصاص الذي اطلقه بعض المعتوهين والأغبياء والسذج ،بمناسبة فوز المنتخب العراقي على منتخب ايران، هذا الإنسياق لسلوكيات ومفاهيم شاذة وغبية للتعبير عن الفرح ، دون التفكير بنتائجه السلبية الوخيمة على الآخرين ، تكشف عن هيمنة مشاعر العنف والقسوة على سلوكيات الكثير من افراد المجتمع ، ويكرسه مجتمعا ً عنفيا ً إرهابيا ًبعيد كل البعد عن المدنية والسلوك السوي ّ.

قبل 2003كان مجرد إطلاق رصاصة واحدة يكلف صاحب العرس أو مجلس العزاء شهر سجن مع مصادرة السلاح ووضع الشخص موضع متابعة من الأجهزة الأمنية ، كانت عقوبة قاسية في ظل غياب الإرشاد ووضع العلاجات لممارسات تتظاهر بالشجاعة والقوة المفرغة من مضامينها الإنسانية أو الإجتماعية .

بعد 2003 وتكاثر شعارات الديمقراطية والحرية والمدنية ، تزايد هذا السلوك الوحشي وهو يترجم رغبة في الإنتقام واستفزاز الآخر ،فصار التعبير عن الوجود بعنف وقوة يقترن بالرصاص، ولايختلف كثيرا ًعن الإرهاب ونتائجه سوى انه لم يرفع شعارات الميليشيات ، أو يافطة سوداء تحمل شعار "لاالله الا الله محمد رسول الله " .

إطلاق الرصاص في مفاهيم الوعي الإجتماعي المتناقلة تاريخيا ً ، يعني إشعار الآخرين بوقوع حدث ما غير طبيعي ، وبسبب إنعدام وسائل الإتصال يتم التبليغ وإلفات النظر عبر إطلاق الرصاص في الهواء ، ومع هذا التنوع بوسائل الإتصال الذي جاءت به ثورة العلم من بلاد الغرب الكافر ، ظلت مجتمعاتنا تعيش عبودية الإنتماء لممارسات الماضي ومايحمل من تخلف وإنحطاط مقارنة بسلوك التحضر والمدنية لدى بقية الشعوب .. ، ونقول هذا لأن من يقع الموت بين أفراد اسرته وأطفاله لايجد من وسيلة سوى استنكار هذه الجرائم التي تمارس بعنوان " الفرح الوطني " ، بغضب وانتقام مضاد .

تكاثر الرصاص يضيع ملامح الجريمة والقتلة ايضا ً ، وفي ظل هزالة القانون وفوضى السلاح وإنعدام التثقيف ووسائل الإرشاد والتربية والمحاسبة الواقعية ، يرافق ذلك انتشار الميليشيات وعصابات الجريمة ، وتعدد السلطات المسلحة التي أحالت بلادنا الى معسكر حربي وساحات رمي مفتوحة ، نكون قد حققنا مايريده الإرهاب وقانون المؤامرة في جعل بلادنا مكرسة للإرهاب ، وجعل الشعب يقتل بعضه ليس بدوافع طائفية حقيرة وحسب ، بل بنتيجة " الطوبة" أو " وفاة شخص هرم جاوز الثمانين من العمر...!

مجتمعنا يعاني إزدواجية الشخصية مرة ، وإنفصامها مرات ، وتلك ابلغ الخسائر التي تعرضنا لها خلال مائة سنة منصرمة ، فهل يوجد تخلف إجتماعي أبلغ من هذا ...؟

[email protected]



#فلاح_المشعل (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الغراوي حوار المهزوم ....!
- شذوذ الفيس بوك ...!؟
- كان زمان ...!
- أنشودة - العار- الوطني ...!
- جيش ام ميليشيا ...!؟
- الأمن المفقود ...!
- هو الذي سرق كل شيء ...!
- رؤساء أم رؤوس ...!
- عقوبات رئاسية ...!
- الذلقراطية والنزول للأسفل ...!
- النازحون ..النازحون ...!
- لاتفكر لها مدبر ...!
- الفاسدون اكثر منا ...!
- يا ارهاب أرحمنا ..!؟
- أجمل نساء الكون ...!
- فساد الأنظمة ، سقوط الأنسان...!
- السياسي العراقي والمركب السوري ...!
- عمار الحكيم .. صورة الزعيم الوطني .
- قطار الحكومة ومحطات الموت ...!؟
- الحكومة .. وعود آب ورياح ايلول ...!؟


المزيد.....




- بعد ثلاثين عامًا في السجون الفرنسية: مصير بوعلام بن سعيد معل ...
- -يأكل مما نأكل-.. القسام تنشر مشاهد جديدة لأسير إسرائيلي في ...
- من رام الله - وزير خارجية ألمانيا يحذر إسرائيل من ضم الضفة ا ...
- طهران تطالب واشنطن بالتعويض والضمانات قبل المفاوضات
- التاكسي الطائر في دبي.. 10 دقائق من المطار إلى نخلة جميرا
- بعد تصريحات روسية -استفزازية-.. ترامب يُعلن نشر غواصتين نووي ...
- إسبانيا تسقط 5,500 حصة غذائية فوق غزة وتتهم إسرائيل بتجويع ا ...
- ترامب: خطة أمريكية قيد الإعداد بهدف تأمين الغذاء لسكان غزة ...
- كل ما تريد معرفته عن انتخابات مجلس الشيوخ المصري
- محللون: تهديدات الضم تكشف مأزق نتنياهو في الحرب على غزة


المزيد.....

- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب
- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي
- كشف الاسرار عن سحر الاحجار / عبدالاله السباهي
- زمن العزلة / عبدالاله السباهي
- ذكريات تلاحقني / عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فلاح المشعل - فرح بقسوة وإرهاب ....!