أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عدنان شيرخان - مذبحة سطيف














المزيد.....

مذبحة سطيف


عدنان شيرخان

الحوار المتمدن-العدد: 4797 - 2015 / 5 / 5 - 09:06
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


مآسي الماضي ومذابحه ومقابره الجماعية لا يمكن ان تعالج بالنسيان او ترك الامور على حالها، والاتكال على فتور المطالب بمرور السنين. التاريخ يقول بأنه يجب مواجهة هذا الماضي بشجاعة والاعتراف والاعتذار وما يترتب عليهما من تبعات معنوية وقانونية ومادية.

ماضي فرنسا الاستعماري الدموي المرعب لا يزال شاخصا امام الشعوب التي استعمرتها، وفرنسا بحكوماتها المتعاقبة (من يمين ويسار ووسط) تتهرب من الاعتراف رسميا كدولة بمسؤوليتها عن الجرائم والمآسي التي احدثتها قواتها الغازية. ولكن هل من الممكن التعويل كثيرا على زيارة ملفتة للانظار من مسؤول فرنسي كبير الى الجزائر الاسبوع الماضي، عندما حضر وزير الدولة الفرنسي المكلف بشؤون قدامى المحاربين جان مارك توديسكيني للمشاركة في ذكرى مرور 70 عاما (مجزرة سطيف 1945) التي راح ضحيتها 45 ألف شهيد حسب التقديرات الجزائرية.

زيارة غير مسبوقة ومشاركة ربما تفضي الى الاعتراف والاعتذار كما يتمنى الاخوة الجزائريون، ولكن لاحظ التلاعب بالالفاظ بتصريح الوزير توديسكيني الذي قال "أن زيارته هي اعتراف بالعذابات التي عانى منها الجزائريون في تلك الحقبة". وقبله أقر السفير الفرنسي في الجزائر هوبير كولان دي فيرديار، عام 2005، بمسؤولية معينة لفرنسا في مجزرة سطيف، عندما وصف ما حصل بالمأساة التي لا تتحمل أي اعتذار.

ساء الجزائريون ويسوؤهم التردد الفرنسي بالتقدم الى الامام والاعتراف بالكم الفظيع من جرائم الابادة الجماعية والتي لا تسقط بالتقادم ومرور الزمن، وتعد مجازر سطيف، احدى اهم النقاط السوداء فى تاريخ العلاقة بين الجزائر وفرنسا. المجزرة بدأت في مدينة سطيف شرق الجزائر يوم 8 أيار 1945، وقد احتفل الفرنسيون يومها بانتصار الحلفاء على النازية، ونزل مئات آلاف الجزائريين إلى الشوارع في سطيف وبلدات مجاورة، وهم يحملون الأعلام الجزائرية وشاركوا الفرنسيين فرحتهم وطالبوا باستقلال بلادهم، كما وعدتهم فرنسا فى حالة مشاركتهم فى الحرب العالمية الثانية وتحقيق الانتصار، ولكن رد فعل القوات الفرنسية الغازية كان وحشيا داميا في سطيف ومدينتي قالمة وخراطة مخلفين نحو 45 ألف شهيدا في حملة ابادة جماعية قل مثيلها دمروا خلالها قرى بكاملها واحرقوا المزارع واستخدموا فيها القوات البرية والجوية والبحرية.

وكانت هذه الاحداث الاليمة الشرارة التي مهدت للثورة الجزائرية الكبرى ( 1954) التي كللت بالاستقلال في الخامس من تموز سنة 1962 بعد ان دفعت الجزائر اكثر من مليون شهيد ثمنا لحريتها واستقلالها. ان رفع شعارات المساواة والديمقراطية والتباهي بالتحضر والحرية والإنسانية لا يمكن الاطمئنان لها الا اذا اقترنت بأفعال شجاعة وتحمل المسؤولية، ولا شك ان بيد فرنسا مفاتيح حل هذه الاشكاليات التأريخية المرة. ولايمكن قبول تبرير الوحشية التي ادت الى مقتل عشرات الآلاف من المواطنين الابرياء. لا نتمنى ان نرى فرنسا منافقة، تحتج وترى في المذابح التي تعرض لها الارمن ابادة جماعية، وتدفن رأسها في رمال الوهم عن الجرائم التي ارتكبتها في الجزائر، وان تعمد الى استبدال كلمات (ابادة جماعية) الى "عذابات عانى منها الجزائريون في تلك الحقبة".



#عدنان_شيرخان (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل تراجع أداء منظمات المجتمع المدني؟
- في ظل غياب القيم الديمقراطية
- بقايا واذناب ..
- مولده يوم عالمي للاعنف
- امتحان الخدمات العسير
- انتخابات ونتائج
- عام المعجزات
- محنة العيد والعطل الطويلة
- ازهار المجتمع المدني
- آوان التغيير
- الدولة المدنية
- مأزق حقوق الانسان
- الكويت .. عقدة الغزو الصدامي
- الكويت .. الجغرافية لا التاريخ
- انتفاضة تونس كانت استثناء
- تونس .. الانتفاضة المحظوظة
- تعاطف مزيف
- التظاهر حق دستوري
- التظاهر حق دستوري
- كمبوديا .. مصالحة وطنية


المزيد.....




- بيان للنيابة العامة في مصر بشأن حريق سنترال رمسيس وسط القاهر ...
- غزة.. غارات إسرائيلية وعشرات القتلى وسط أوامر إخلاء لمعظم سك ...
- جهود قطرية وزيارة مرتقبة لويتكوف.. استئناف المفاوضات بين حما ...
- رشيد حموني، يعرض أعطاب الصحة ويستشرف البدائل. أثناء تعقيبه ع ...
- ثلاثة قتلى و2 مصابين في هجوم جديد على سفينة شحن في البحر الأ ...
- مقتل 29 فلسطينيا على الأقل و5 جنود إسرائيليين في غزة
- زيارة الرئيس الفرنسي ماكرون إلى بريطانيا.. استقبال ملكي وقمة ...
- الاتحاد الأوروبي يوافق على انضمام بلغاريا إلى اليورو بداية 2 ...
- سلطات شرق ليبيا تأمر بمغادرة وزراء أوروبيين فور وصولهم لبنغا ...
- انعكاسات كمين بيت حانون على مفاوضات وقف إطلاق النار


المزيد.....

- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي
- كشف الاسرار عن سحر الاحجار / عبدالاله السباهي
- زمن العزلة / عبدالاله السباهي
- ذكريات تلاحقني / عبدالاله السباهي
- مغامرات منهاوزن / ترجمه عبدالاله السباهي
- صندوق الأبنوس / عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عدنان شيرخان - مذبحة سطيف