تعاطف مزيف

عدنان شيرخان

الحوار المتمدن-العدد: 3145 - 2010 / 10 / 5 - 14:53
المحور: المجتمع المدني
    

يعاني الناشطون في منظمات المجتمع المدني من واقع قاس وافق تلوح عليه الكثير من علامات التساؤل والتعجب، ولا يمكن لهؤلاء الناشطين ان يدعوا ان عمل هذه المنظمات يستند الى قاعدة تأييد شعبية واجتماعية عريضة، وان بامكانهم مثلا تحريك الشارع العراقي ولو بشكل جزئي للدفع باتجاه الـتاثير والضغط على صناع القرار السياسي.
وربما جاء الوقت المناسب للاعتراف بفشل الرهان على وعي ودعم السياسيين خاصة الذين كانوا لاجئين في دول ديمقراطية عريقة لعقود طويلة، وما كان منتظرا منهم ومعولا عليهم من العمل على المساعدة الفاعلة لبناء مجتمع مدني عراقي ضروري بشكل حازم للنظام السياسي الديمقراطي الذي وعد الشعب العراقي انه سيعيش في كنفه. وقفت الانتماءات الايديولوجية الحزبية والهويات الفرعية لهؤلاء السياسين عائقا امام دعم وتعاطف كاملين للعمل المدني، وما يطفو على السطح ليس اكثر من تعاطف مزيف. ولولا وجود شروط غير معلنة للمشاركة في العملية السياسية لاظهر الكثير من السياسيين علنا ما في صدورهم من اراء بشأن عمل واداء منظمات المجتمع المدني وقضايا اخرى كحرية الصحافة وحق التعبير عن الرأي والتظاهر والاعتصام. وفي احيان كثيرة ينظر السياسيون الى ان بقاءهم في المشهد السياسي وتواجدهم في السلطة وعمل منظمات المجتمع المدني وصحافة حرة مستقلة مسالة تعارض مصالح.
اصبح من الامور البديهية القول ان لا وجود لنظام ديمقراطي حقيقي بدون منظمات مجتمع مدني فاعلة وصحافة حرة مستقلة، يجتمعان في ادوار ومهام مشتركة اهمهما : التوعية والمراقبة، توعية المواطنين بحقوقهم وواجباتهم ومراقبة اداء الحكومة وجميع مفاصل الدولة. ثمة عشرات الامثلة عن حالات تدخل حاسمة للصحافة والمجتمع المدني في الدول الديمقراطية، اطاحوا بشخصيات سياسية ارادت لنفسها اما التفرد بالسلطة او التمرد على النظام الديمقراطي باشكال مختلفة.
وليس عجيبا ان ترى في دول العالم الثالث المتخلف مستوى العداء العالي لدور فاعل مفترض لمنظمات المجتمع المدني ولصحافة حرة مستقلة، فهذان مسماران رئيسان في خاصرة الانظمة المتأرجحة بين الادعاء الديمقراطي والحنين الى زمن التفرد بالسلطة وشعارات (اذا قال فلان قال الوطن). دليل العافية من الفكر الشمولي البغيض الاعتقاد الجازم ان الوطن باق والسياسيون يأتون ويرحلون وربما يأتون مرة اخرى لخدمة الوطن والمواطنين.

#عدنان_شيرخان (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات