أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - عدنان شيرخان - سميرة سويدان وقاضيات مصر














المزيد.....

سميرة سويدان وقاضيات مصر


عدنان شيرخان

الحوار المتمدن-العدد: 3014 - 2010 / 5 / 25 - 10:16
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    


يبدو ان اوضاع المراة في البلدان العربية تتقدم بالسنتمترات وتتراجع بالامتار، ولاشك ان سطوة الفكر الذكوري يقف وراء هذا التراجع. للفكر الذكوري عندنا انصار ومحاربون، كتاب ومفكرين وسياسيين يشكلون (لوبيات) وقوى ضغط ظاهرة وباطنة تعمل على الضد من تمكين المرأة من الحصول على حقوقها اسوة بالرجل، وتمنعها من الوصول الى مراكز قيادية في المجتمع، دعاة وحماة الفكر الذكوري يتحججون بتعاليم الدين الحنيف تارة، وبالتقاليد والاعراف تارة اخرى، ويرون استحالة المساواة بين نصفي المجتمع .
حملت اخبار الاسبوع الماضي حكاية المواطنة اللبنانية سميرة سويدان المتزوجة من مصري توفى العام 1994، انجبت السيدة سويدان من زوجها المصري اربعة ابناء بنتان وولدان، رفض القضاء اللبناني منحهم الجنسية اللبنانية، استنادا الى قانون سن العام 1925 يحصر منح الجنسية بالاب اللبناني دون الام.
سبق للسيدة سويدان ان حصلت على حكم ابتدائي في حزيران العام الماضي يقضي بمنح جنسيتها اللبنانية لاولادها الاربعة، ولكن رئيسة محكمة الاسئتناف القاضية ماري دنيز المعوشي اصدرت الاسبوع الماضي حكما يبطل حكم منح سويدان اولادها الجنسية.
وترفض الدولة اللبنانية منح الجنسية لابناء اللبنانيات لان القانون اللبناني يعترف برابطة الدم من جهة الاب فقط، ويرى انها من جهة الام غير كافية لمنح الجنسية، وترى الدولة ان منح الجنسية لابناء اللبنانيات المتزوجات من اجانب ( يقدرن في تقارير غير رسمية بنحو 30 ألف أمرأة) سيؤدي الى الاخلال بالتوازن الديموغرافي (المقدس)، وسيلحق ضررا كبيرا بطوائف معينة، اضافة الى فتح ملف مئات الآلاف من الفلسطينيين المقيمين والمولودين في لبنان وتوصيات القمم العربية بتجنب منحهم الجنسية حفاظا على حق العودة. خارج قصر العدالة في ضاحية المتن، اصاب الذهول وخيبة الامل والاحباط مئات اللبنانيات المتزوجات من اجانب وناشطات من المجتمع المدني، اللواتي يقدن حملة مناصرة تحت عنوان (جنسيتي حق لي ولاسرتي)، سيدة لبنانية قالت : ( كيف لا تكون رابطة الدم موجودة بيننا وبين أبناء حملناهم تسعة أشهر؟ كيف لا يحق لنا أن نمنح الجنسية، فيما نمنح الحياة؟).
وعبرت زينة ابنة السيدة سويدان عن خيبة املها بقولها ( نحن ولدنا هنا ونعيش ونعمل وندفع الضرائب هنا أيضاً، ننتج ما يفيد هذا البلد ويحرك عجلة الحياة فيه، فلم لا نُعَدّ لبنانيين؟(...) اليوم أثبتت الدولة اللبنانية، ومعها القضاء أن لا مساواة حقيقية بين المرأة والرجل في مجتمعنا ولا ديموقراطية حقيقية في ظل غياب التشريعات التي تستند فقط إلى توازنات طائفية). أما سميرة سويدان فقالت : ( الدولة عودتنا الظلم، تتذكر حقوق المرأة وتتاجر بها فقط في مواسم الانتخابات، أما باقي المواسم فتنتزع منا أبسط حقوقنا. لن استسلم وسألجأ إلى التمييز، ما حصل اليوم كان اختباراً لمدى حسن نية الدولة تجاه المرأة اللبنانية لا تجاهي فقط، وقد ثبت أن الدولة تعاملنا بدونية معيبة ومخجلة أمام الرأي العام العالمي).
اما في مصر فقد عاد الجدل بشأن تولي المرأة القضاء، بعد شهرين من حسم المحكمة الدستورية المصرية العليا بالاقرار بحق المرأة في العمل قاضية في مجلس الدولة، الرافض القوي لتعيين المرأة في مناصب قضائية.
المرأة في مصر قاضية منذ العام 2003، عندما بادر الرئيس مبارك الى تعيين السيدة تهاني الجبالي كاول قاضية في المحكمة الدستورية، وهو الامر الذي اغضب الداعين الى ابقاء القضاء المصري ذكوريا، هؤلاء يرون في تعيين الرئيس مبارك استثناء وليس توجها عاما للدولة المصرية. ويقولون ان امر تولي المرأة القضاء محسوم شرعا، لان (جمهور) علماء المسلمين يحظرون تولي المرأة منصب القضاء. وحتى وان تم تجاوز ذلك جدلا، فان من شأن تولي المرأة للقضاء الاضرار بهيبته ومكانته بين عامة الناس، الذين سيصدمون بمنظر القاضية الحامل على منصة المحكمة. وان القاضية ربما ستحتاج الى خلوات استماع تثير الشكوك والشبهات وتحرك الغرائز.
في الجانب الاخر يرى مناصرو حقوق المرأة ان الاسلام شهد وجود المفتيات والداعيات منذ زمن النبوة، وان الشريعة الاسلامية لا تمنع تولي المرأة منصب القضاء سواء في امور الولاية او كوظيفة ادارية، وان الاسلام لا يقيم دليلا على وجود فوارق بين الذكر والانثى في التفكير والعمل. اما عن الحمل والخلوات، فأن الدولة والمجتمع رضوا بالمرأة وزيرة وسفيرة ومحامية ومدعية عامة، فلماذا يتم رفض عملها بالقضاء لوحده، وما المخجل والمعيب في الحمل ؟ وما الذي سيفرق عندما تترافع محامية حامل، او تؤدي على عملها سفيرة حامل، او تتفقد قوات بلدها وزيرة دفاع حامل.
القارئ للدساتير العربية يستنتج ان تولي المناصب يستند على مبدأ المساواة بين المواطنين، لكثرة ورود عبارات ( المواطنون متساوون دون تمييز بسبب الجنس او العرق او القومية او الاصل او اللون او الدين او المذهب او المعتقد او الرأي ووو ... الخ)، ولكن ستبقى جميع الدساتير حبرا على ورق ما لم تحترم بالعمل بها، وانصاف الشريك الآخر: المرأة التي تهب الحياة وتحمل العقل والحكمة وتنشر الحب والوئام في بيتها وفي مجتمعها.



#عدنان_شيرخان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مواطنة كاملة
- الانسان هو الغاية
- وجه الحكومة
- الثالوث المشؤوم
- بين الامل والخوف
- الانتخابات العراقية .. ملاحظات وارقام
- آمال الملايين
- التعلم من الانتخابات
- نجم الانتخابات
- دعاية انتخابية
- مراقبة الانتخابات
- عقبات وعلل
- ذاكرة العذاب
- هجوم على المجتمع المدني
- شروط البرادعي
- رومانسية سياسية
- جنون الاعلام
- شيراك امام القضاء
- رعب الارقام
- مسوخ ديمقراطية


المزيد.....




- قدم الآن spf.gov.om.. التسجيل في منفعة الأسرة عمان 2024 وأهم ...
- قدم الآن spf.gov.om.. التسجيل في منفعة الأسرة عمان 2024 وأهم ...
- لبنان يطلب مساعدة قطر في إخراج مواطنات وعائلاتهن عبر معبر رف ...
- لولو بتتدلع بزياة.. تردد قناة وناسة wanash tv الجديد 2024 بج ...
- الكشف عن وجه امرأة نياندرتال عاشت قبل 75 ألف عام
- بقيادة دار الفتوى اللبنانية.. حملة تحريض ضد الكوميديان شادن ...
- أوركسترا الفردوس النسائية في دبي.. 28 جنسية من حول العالم تص ...
- الكشف عن تفاصيل جريمة اغتصاب وقتل مروعة في السعودية
- السعودية.. جريمة مروعة واغتصاب -بمكان ناء بعيد عن الغوث- تفض ...
- فحص يكشف امرأة عشية زفافها أنها رجل


المزيد.....

- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى
- مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية / رابطة المرأة العراقية
- اضطهاد النساء مقاربة نقدية / رضا الظاهر
- تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل ... / رابطة المرأة العراقية
- وضع النساء في منطقتنا وآفاق التحرر، المنظور الماركسي ضد المن ... / أنس رحيمي
- الطريق الطويل نحو التحرّر: الأرشفة وصناعة التاريخ ومكانة الم ... / سلمى وجيران
- المخيال النسوي المعادي للاستعمار: نضالات الماضي ومآلات المست ... / ألينا ساجد
- اوضاع النساء والحراك النسوي العراقي من 2003-2019 / طيبة علي
- الانتفاضات العربية من رؤية جندرية[1] / إلهام مانع


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - عدنان شيرخان - سميرة سويدان وقاضيات مصر