أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عدنان شيرخان - امتحان الخدمات العسير














المزيد.....

امتحان الخدمات العسير


عدنان شيرخان

الحوار المتمدن-العدد: 3499 - 2011 / 9 / 27 - 10:48
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


يقبع مأزق ملف الخدمات داخل مأزق اكبر هو العملية السياسية التي بدأت بعد تغيير العام 2003، الوجه الاخر لمشكلة تردي الخدمات والبطالة يفضح احد اهم عيوب سياسيي العالم الثالث المتثمل بالتشبث بالسلطة وكأنها الفرصة الاولى والاخيرة برغم فشل الاداء الفظيع.
على السياسي المحترف اي كان موقعه في السلطة التشريعية او التنفيذية ان ينزل الى الشارع ويتعرف على احوال الناس ولا يعتمد في بناء مواقفه على المعلومات التي يجمعها من الحاشية التي تحيط به ، او النخبة التي يلتقي فيها والتي غالبا ما تنقل له ما يريد ويطرب لسماعه. الشارع العراقي لا يهمه اخبار خصومات ومناكدات وتناقضات الطبقة السياسية ولا تمثل له ولمستقبله شيئا مهما.

التناقضات الكثيرة بين السياسيين لا تلتقي على خدمة المواطنين والتفكير بمشاكلهم بقدر التفكير بشؤونهم الشخصية البحتة، وهو ما يولد عزلة بين الطرفين. المواطن في العراق يحمل ارثا تأريخيا ثقيلا على كاهله، اختلت معادلة المواطنة الحقة التي تستند على الحقوق والواجبات، حكم بالحديد والنار ودفع للقتال في حروب ليست له فيها ناقة ولاجمل، سرق النظام المباد عقودا من اعمار اجيال من العراقيين والعراق كدولة، عاشوا آخر 13 عاما من عمر النظام السابق تحت حصار اقتصادي ظالم وكافر لا تزال آثاره ظاهرة على البشر وجميع مفاصل الحياة الاقتصادية والاجتماعية والنفسية.

الامر لا يتعلق فقط بتعويض مآسي واحزان تلك العقود، ولكن للعراقيين طموحات كما لكل الشعوب، ان يجدوا اساسيات ومقومات الحياة الكريمة بابسط صورها وبشكل يتناسب مع الدخل القومي للعراق وما يرد من عوائد نفطه.

واول واقسى امتحان امام الحكومة والبرلمان هو امتحان الخدمات وسيلحق به حتما محاربة البطالة وتوفير السكن والضمان الصحي والاجتماعي لمن لا مورد لهم، ومع تحسن الوضع الامني بشكل عام تأتي اهمية ملف الخدمات لان حجة الامن تعيق العمل لم تعد مقبولة.
في السياسة يقال للسياسي المبتدئ والذي ينوي ان يكون محترفا اياك والوعود التي تعرف انها لا تنفذ لانه يدخل باب الكذب على الشعب، هذا امر ينزل اي سياسي الى اسفل سافلين. نحن لا نحلم ان نجد بين ليلة وضحاها قائدا عراقيا له كاريزما عبدالكريم قاسم او سياسيين من وزن عتيد، ولكن من الممكن ان يجتمع جزء مهم من الشعب العراقي على شخصية وطنية قوية تمتلك مقومات قيادة العراق في هذه المرحلة المهمة، حب شرائح كبيرة من العراقيين لعبدالكريم قاسم جاء من زهده ونزاهته، ولانه كان قريبا من الفقراء، احس بهم وفكر في احوالهم مليا وعمل شيئا مهما لهم، بامكانيات العراق البسيطة ايامها ووزع عشرات آلاف الدور السكنية بين المتعففين ونقلهم من حال الى حال.

العملية السياسية بحاجة الى هدوء اكثر، والى افعال كثيرة واقوال قليلة، ليس كما يحدث الان مع البعض ممن يجهلون ألف باء العمل السياسي، صارت لدينا (موضة) التصريحات النارية والتصريحات المضادة الحادة التي لا تخدم العملية السياسية. وعندما يتم الحديث عن الخدمات والبطالة والبنية التحية يتم الحديث ضمن مربع التصريحات النارية التي ملّها الشعب وسئم الاستماع لها.

امتحان الخدمات عسير، ورث صناع القرار في العراق واقعا مؤلما، بنى تحتية في طريقها الى الانهيار الكامل، بلد يعاني من خراب هائل غطت القمامة والانقاض اجزاء من كبرى مدنه، ولكن ما حصل لاصلاح الامور لحد الان اقل من ادنى المطلوب، المسألة لا تتحمل ان تكون مطروحة تحت عنوان (وجهات نظر واجتهادات)، دول عديدة عانت مما نعاني منه، ونجحت من العودة الى الحياة بالعلم والتخطيط والعمل المثابر. الوزارات الخدمية التي تتهرب منها بعض الكتل هي صاحبة الشأن الاهم في حياة العراقيين، وستبقى اسماء وزرائها الذين احدثوا فرقا في حياة العراقيين مضيئة في الذاكرة.



#عدنان_شيرخان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- انتخابات ونتائج
- عام المعجزات
- محنة العيد والعطل الطويلة
- ازهار المجتمع المدني
- آوان التغيير
- الدولة المدنية
- مأزق حقوق الانسان
- الكويت .. عقدة الغزو الصدامي
- الكويت .. الجغرافية لا التاريخ
- انتفاضة تونس كانت استثناء
- تونس .. الانتفاضة المحظوظة
- تعاطف مزيف
- التظاهر حق دستوري
- التظاهر حق دستوري
- كمبوديا .. مصالحة وطنية
- الموقف من حقوق المرأة
- طوائف وقوانين
- هل تلزمنا سيداو ؟
- سميرة سويدان وقاضيات مصر
- مواطنة كاملة


المزيد.....




- نتنياهو يأذن لمديري الموساد والشاباك بالعودة إلى مفاوضات الد ...
- رئيس وزراء بولندا يكشف عن -جدال مثير- أشعله نظيره الإسباني ف ...
- دراسة رسمية تكشف أهم المجالات التي ينتشر فيها الفساد بالمغرب ...
- تشابي ألونسو يستعد لإعلان قرار حاسم بشأن مستقبله مع نادي ليف ...
- الجيش الروسي يكشف تفاصيل دقيقة عن ضربات قوية وجهها للقوات ال ...
- مصر.. إعادة افتتاح أشهر وأقدم مساجد البلاد بعد شهرين من إغلا ...
- قائد القوات الأوكرانية: تحولنا إلى وضع الدفاع وهدفنا وقف خسا ...
- مقتل شخص وإصابة اثنين إثر سقوط مسيّرة أوكرانية على مبنى سكني ...
- استطلاع يظهر تحولا ملحوظا في الرأي العام الأمريكي بحرب غزة
- معتمر -عملاق- في الحرم المكي يثير تفاعلا كبيرا على السوشيال ...


المزيد.....

- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل
- شئ ما عن ألأخلاق / علي عبد الواحد محمد
- تحرير المرأة من منظور علم الثورة البروليتاريّة العالميّة : ا ... / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عدنان شيرخان - امتحان الخدمات العسير