أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عدنان شيرخان - انتفاضة تونس كانت استثناء














المزيد.....

انتفاضة تونس كانت استثناء


عدنان شيرخان

الحوار المتمدن-العدد: 3267 - 2011 / 2 / 4 - 16:40
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


توهم البعض منا ونسى وحشية ودموية انظمة البطش العربية وفارس صفها وملهمها بامتياز ديكتاتور العراق السابق، تصوروا ان سيناريو تغيير نظام ديكتاتور ممكن ان يتكون من بضع لقطات، يحرق بوعزيزي نفسه، تخرج مظاهرات غاضبة مرددة : (اذا الشعب يوما اراد الحياة)، يسقط حاجز الخوف الذي بنته اجهزة الامن القمعية لسنين، ترعب هذه التظاهرات الحاكم بأمر حرمه، يفكر قليلا، يتوصل الى قرار تأريخي التخلي عن الكرسي، يستدعي طائرته الخاصة ويغادر تونس بلا مقدمات، ترفض عدة دول استقباله، تنتبه (الجماعة) في الرياض ان حاكما لفظه شعبه تدور طائرته في سماء المنطقة يبحث عن مأوى، تحط طائرته بسلام في مطار مدينة جدة، التي تمتلك خبرة واسعة في استضافة الرؤوساء المخلوعين، يضاف الرئيس التونسي السابق سريعا رقما الى مأوى الحكام (العواجيز) السابقين، يتغير النظام بسرعة وسط ذهول الجميع، نهاية سعيدة على طريقة الافلام المصرية واستجابتها لمقولة (الجمهور عايز كدة).

انتفاضة تونس انتفاضة محظوظة بأمتياز، عرفنا الظاهر، ولا نعلم ماذا حدث وراء الكواليس؟ هل اجبر جنرالات الجيش التونسي بن علي على المغادرة؟ هل رفضوا استخدام القوة المفرطة ضد المتظاهرين؟ ام ان بن علي غادر طوعا لانه وزن الامور بميزان العقل، واهتدى الى ترك البلد حقنا للدماء، ان كان فعل ذلك فحري ان يوضع في (فاترينة) المستبد الطيب على غرار الشرير الطيب.
ما حدث في مصر مؤخرا كان دليلا واضحا على ان الخروج على حاكم مستبد ليس نزهة او سفرة مدرسية، بأمكان حاكم مصر ان يحوله الى سيناريو فيلم رعب بامتياز، يدخل جمال وحصن وسيوف ومولوتوف وكرات نارية الى الكادر ويصرخ (اكشن .. اكشن)، وفي قرارة نفسه يردد انا (ربكم الاعلى .. لانسفنكم نسفا). الحاكم الذي تعوّد منذ ثلاثين عاما على رؤية شعبه منبطحا يهتف بوجهه اينما حل ومهما فعل ( بالروح بالدم نفديك ياريس)، لايمكنه قبول ان يرفع المتظاهرون في ميدان التحرير الاحذية سخرية وتحقيرا خلال القاءه خطابه الاخير، وان يرددوا : ( يا حسني بره بره).
الحل الامني مطروح دائما، يحن له ويلجأ أليه اي حاكم عربي مهما كان كلامه معسولا، ومهما اعطى من عهود للافرنجة باحترام حقوق الانسان والديمقراطية. (بلطجية وكلاب مبارك ينكّلون بالمتظاهرين تحت أعين الجيش)، (النظام اطلق العنان لبلطجيته)، (المتظاهرون يتعرضون الى مذبحة في ميدان التحرير)، (احصنة وجمال تقتحم ميدان التحرير .. ومئات الجرحى)، (مبارك يفجر حرب شوارع)، (مبارك يخوض معركة البقاء في ميدان التحرير)، ( تنفيذ خطة جمال لهجوم البلطجية وفرار ماما سوزان) هذه هي اهم عناوين الصحف العربية صباح الخميس الماضي.

لقد خبرنا (وعجنا وخبزنا) الحكام الطغاة خاصة نحن اهل العراق، ما فعله الرئيس المصري ( برغم انه انتهى سياسيا) كان مزيجا من التودد والتحايل انتظارا لفرصة البطش بالمتظاهرين، تحول مبارك الى (اسفنجة) يمتص غضب المصريين لايام، خرج بخطاب عاطفي حاول دغدغة مشاعر ابناء البلد الطيبين مذكرا انه يريد ان يموت على ارض مصر، وانه لن يرشح نفسه لانتخابات ايلول القادمة، ولكنه قد يتراجع وسط الحاح انصاره الذين سيظهرون في ميدان التحرير.
بعد الخطاب مباشرة اوعز لكلابه ان يمتطوا الجمال والخيول والبغال والحمير، وان يصولوا على المعتصمين العزل في ميدان التحرير، ويفرقوا الملايين التي لا تريده في الحكم. وهو بفعلته هذه يثبت بانه ينتمي باصالة الى جيل الحكام العرب الحاكمين بالحديد والنار.

ان ما يحدث في مصر يثبت بلا جدل بان الذي حدث في تونس كان امرا استثنائيا وخروجا على المالوف العربي، وهو قتال الحاكم العربي من اجل كرسي العرش كقتال البدوي عن شرفه وعرضه، وما فعلته كلاب مبارك هو المتوقع، لان نظاما بوليسيا كنظام مبارك شرعن طوال عقود عمل عصابات وبلطجية يطلق عليهم اسماء دوائر تابعة للامن والمخابرات، تمارس عملها بمنتهى الحرية بعيدا عن ابسط معايير احترام البشر. ( قرة عين) اميركا ورئيسها الهمام حامي الديمقراطية والوكيل الحصري لحقوق الانسان.



#عدنان_شيرخان (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تونس .. الانتفاضة المحظوظة
- تعاطف مزيف
- التظاهر حق دستوري
- التظاهر حق دستوري
- كمبوديا .. مصالحة وطنية
- الموقف من حقوق المرأة
- طوائف وقوانين
- هل تلزمنا سيداو ؟
- سميرة سويدان وقاضيات مصر
- مواطنة كاملة
- الانسان هو الغاية
- وجه الحكومة
- الثالوث المشؤوم
- بين الامل والخوف
- الانتخابات العراقية .. ملاحظات وارقام
- آمال الملايين
- التعلم من الانتخابات
- نجم الانتخابات
- دعاية انتخابية
- مراقبة الانتخابات


المزيد.....




- ناصيف زيتون ودانييلا رحمة يحتفلان بذكرى زواجهما الأولى
- فرنسا: قضية -المجوهرات المخفية- للوزيرة رشيدة داتي تعود إلى ...
- قضية اختطاف وقتل الطفلة الجزائرية مروة تثير تساؤلات عن ظاهرة ...
- تقارير: قرار واحد لترامب قد يُفضي إلى أكثر من 14 مليون وفاة ...
- من العزلة إلى الإعمار... هل ستفتح واشنطن أبواب سوريا للعالم ...
- قتيلان على الأقل في موجة حر شديدة وفيضانات تجتاح إيطاليا
- دعم خليجي متجدد للبنان.. تأكيد على الأمن والاستقرار والتنمية ...
- شبهة تجسس ـ برلين تستدعي السفير الايراني وطهران تنفي ضلوعها ...
- ماكرون يبحث مع بوتين الملف النووي الإيراني وحرب أوكرانيا في ...
- عاجل| ترامب: رفعت العقوبات عن سوريا من أجل منح البلاد فرصة


المزيد.....

- الوعي والإرادة والثورة الثقافية عند غرامشي وماو / زهير الخويلدي
- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عدنان شيرخان - انتفاضة تونس كانت استثناء