أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - عدنان شيرخان - محنة العيد والعطل الطويلة














المزيد.....

محنة العيد والعطل الطويلة


عدنان شيرخان

الحوار المتمدن-العدد: 3476 - 2011 / 9 / 4 - 09:35
المحور: المجتمع المدني
    


ربما يكون العراق من اكثر دول العالم التي تهب فيها الحكومة بكرم عطلا لايام طوال لاسباب عديدة، لكن المواطن والمواطن الموظف الذي يتمسك بقوة بحافة الطبقة المتوسطة خوفا من الانحدار الى الملايين التي تصنف على انها تعيش تحت خط الفقر، لا يجد في هذه العطل اية فسحة للترويح عن النفس، بسبب غياب المرافق الترفيهية المجانية، المسارح ودور السينما، بقيت امامهم المطاعم التي قد تكلف وجبة عائلة جزءا مهما من راتب الموظف، وعليه ادمن معظم العراقيين قضاء عطلهم بين جدران منازلهم وامام شاشات التلفزيون، وهذا سلوكهم الجمعي منذ فيلم الساعة الرابعة ايام الجمع..

بغداد عاصمة العراق مدينة واسعة شاسعة يسكنها ملايين من البشر فقراء واغنياء وما بينهما، فشل القائمين عليها واضح للعيان، ضاعت هويتها الوطنية، حلت الفوضى والترقيع مكان التخطيط الذي كان من الممكن لو خلصت النوايا ان يساهم فيه عباقرة عراقيون من مخططي مدن ومهندسين معماريين اغلبهم يعيش في المنافي منذ عقود. لازلنا برغم مرور اكثر من نصف قرن نذرف الدموع على مجلس اعمار العهد الملكي، فاي بؤس نعيش في ظله.

كلنا نعلم ان مدينة بغداد في ظل النظام الدموي المقبور كانت مجموعة من قطاعات من المتناقضات الواضحة، وهب رأس النظام اراض شاسعة تطل على نهر دجلة بين ازلامه الاشد فتكا وايغالا بدماء المواطنين. وسادت مسميات عن قصر فلان وفلانة وقصور قادة جيش صدام المضحين بدم بارد بآخر جندي عراقي في سبيل بقاء (قائدهم الضرورة) في الحكم. بعد انهيار النظام السابق شاهدنا افلاما عما كان يحدث في هذه القصور من حفلات ماجنة ونصف ماجنة، مغنيات، راقصات غجريات، بغايا شقراوات، قوادون يرتدون آحدث البدلات، يصاحب تلك الحفلات اطلاق الرصاص في الهواء تعبيرا عن السطوة والنشوة والاستهتار، في خلفية حدائق وابنية عصرية جميلة تنم عن ذوق رفيع .

لعن المواطنون الحواجز التي وضعت امام ناظريهم تمنعهم من رؤية دجلة، كان النظام يبني لنفسه القصور والفيلل والمتنزهات والتي لا تمت باية صلة او علاقة مع الاماكن العامة. وهذا منهج نظام البعث المقبور وصميم تفكيره في تصنيف المواطنين الى ان تصل الى الاغلبية المشكوك في ولائها للقائد وحزبه الدموي، وشعاره (جوع كلبك يتبعك).

ولكن ماالذي حدث بعد العام 2003 ؟ التغيير الذي انتظرته وحلمت به اجيال من العراقيين ودفعوا ثمنا باهضا من اجله، ما الذي تغيير، هل استطاع احد السياسيين من طبقة صناع القرار المؤثرة استحضار روح الزعيم الخالد عبدالكريم قاسم، وفكر بالشعب قبل ان يفكربنفسه بنرجسية عالية، فكروا اين يسكنون وعلى اي من قصور عاد وثمود يستحوذون. ولسان حال التاريخ يقول لو دامت لغيرك ما آلت اليك.
بغداد .. تعودنا ( وياللاسف والحسرة) على مناظر القمامة والابنية المتهالكة والفوضى، راقبوها في عيون العائدين اليها بعد عقود في الغربة، راقبوا الذهول الصادم على وجوههم، انها مدينة بالية بحاجة الى جهود جبارة لتكون عاصمة عصرية لوطن تحرر من براثن الفكر الشمولي الدموي. الى ان يهدي الله من بيده امرها ويفكر اين يقضي سكان بغداد الذي يزيد عديدهم على الثمانية ملايين عطلهم الطويلة المملة، سيبقى سكانها امام شاشات التلفزيون يراقبون الحكام العرب تخلعهم شعوبهم واحد تلو آخر ....



#عدنان_شيرخان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ازهار المجتمع المدني
- آوان التغيير
- الدولة المدنية
- مأزق حقوق الانسان
- الكويت .. عقدة الغزو الصدامي
- الكويت .. الجغرافية لا التاريخ
- انتفاضة تونس كانت استثناء
- تونس .. الانتفاضة المحظوظة
- تعاطف مزيف
- التظاهر حق دستوري
- التظاهر حق دستوري
- كمبوديا .. مصالحة وطنية
- الموقف من حقوق المرأة
- طوائف وقوانين
- هل تلزمنا سيداو ؟
- سميرة سويدان وقاضيات مصر
- مواطنة كاملة
- الانسان هو الغاية
- وجه الحكومة
- الثالوث المشؤوم


المزيد.....




- إسرائيل: 276 شاحنة محملة بإمدادات الإغاثة وصلت إلى قطاع غزة ...
- مفوضية اللاجئين تطالب قبرص بالالتزام بالقانون في تعاملها مع ...
- لإغاثة السكان.. الإمارات أول دولة تنجح في الوصول لخان يونس
- سفارة روسيا لدى برلين تكشف سبب عدم دعوتها لحضور ذكرى تحرير م ...
- حادثة اصفهان بين خيبة الأمل الاسرائيلية وتضخيم الاعلام الغرب ...
- ردود فعل غاضبة للفلسطينيين تجاه الفيتو الأمريكي ضد العضوية ...
- اليونيسف تعلن استشهاد أكثر من 14 ألف طفل فلسطيني في العدوان ...
- اعتقالات في حرم جامعة كولومبيا خلال احتجاج طلابي مؤيد للفلسط ...
- الأمم المتحدة تستنكر -تعمد- تحطيم الأجهزة الطبية المعقدة بمس ...
- يديعوت أحرونوت: حكومة إسرائيل رفضت صفقة لتبادل الأسرى مرتين ...


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - عدنان شيرخان - محنة العيد والعطل الطويلة