أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبد الستار نورعلي - مكابدات الشهيد سالم*














المزيد.....

مكابدات الشهيد سالم*


عبد الستار نورعلي
شاعر وكاتب وناقد ومترجم

(Abdulsattar Noorali)


الحوار المتمدن-العدد: 1331 - 2005 / 9 / 28 - 13:54
المحور: الادب والفن
    


عينان لونُ البحرِ والفضاء
يسبحُ في موجيهما الضياء
والحبُّ والوجدُ وشوقُ الشعراء
حنينُ آلافِ الصبايا في رياضِ العشقِ والحليِّ
والأساورِ الأغلال
يمرُّ بالأزقةِ الأطلال
يقرأُ في الوجوهِ آثارَ الرحيلِ في السنينِ
في مدارجِ الرمال
يحسبُ فيها عددَ الغضونِ ، والشجونِ ، والأحمال .
منْ ذا يزيلُ النزفَ في الجلدِ ،
يزيلُ الجرحَ في الأكتاف ؟
منْ ذا يذيبُ الشمعَ في الأبواب ،
ويفتحُ النوافذَ المغلقةَ الأهداب ؟
****************
قرأتُ في وقعِ الخطى رسالةً
تحكي عن الطريقِ في الفجرِ إلى المساء
عن رحلةِ الهجرِ وعن مدينةٍ
فيها تباعُ الأرجلُ ، الأيدي ، العقول ،
وحرمةُ النساء ،
براءةُ الأطفال ،
رجولةُ الرجال .
مدينةٍ يسرحُ في تاريخها اللصوص .
تُحرَّفُ النصوص .
قرأتُ عن مدينةٍ أُهيلَ فوق وجهها التراب
وأُحرقتْ في حضرةِ الصحابةِ المبجَّله .
مدينةٍ ، مارقةٍ ، كافرةٍ !
ما كان فيها الجوعُ والحرمانُ والعذاب
والناسُ كالأسنانِ في المشطِ فلا
يحدِّقُ الإنسانُ في كفِّ أخيه
مدينةٍ ...
زنديقةٍ ..!
فليس فيها البعضُ قد فُضِّلَ في الرزقِ ولا تعددِ النساء .
دلمونُ ،
قد حُبيتِ عدناً ...
أنهراً صافيةً ...
موانئاً تعجُّ بالسفائنِ المُحمَّله
فلا يشيخُ المرءُ ، لايشكو ، ولا ينعقُ في أرجائكِ الغراب .
لا ينهشُ الذئبُ فؤادَ الحملِ الوديع ،
لا يحتسي الدماء !
دلمونُ ،
ما راقتْ وصاياكِ لفرسانِ الخفاء ،
وسادنِ الكتاب .
أُهيلَ فوق وجهكِ النصالُ والتراب ،
وباعةُ الحروف .
دلمونُ ،
حلمٌ أنْ نزيلَ الرجسَ عن أزقةِ الأطلال
فلا تباعُ نشوةُ الأطفال
والماءُ في الأنهار
عباءةُ النساء
والسُورُ المحكمةُ الآيات .
حلمٌ تكونُ اللُعبُ الأشجار
ومهرجانُ النورِ والأنهار
*********
حملتُ عينيَّ ... رأيتُ الأعينَ المطفأةَ الأرجاء ،
والأوجهَ المسمَّره .
وجدتُ فيها حلماً يلمعُ في السحاب
رافقتهُ في الأسطرِ الممنوعةِ الحروف
ألفيتُها تختزنُ الأجوبةَ الكبيرةَ
والمدنَ الأثيرةَ
صاحبتُها ...
فانطلقتْ أجنحةُ الحقول
وانفتحتْ أوردةُ الآبارِ والسيول
هذا الذي تبحثُ عنهُ رجفةُ الأطلال
وحرقةُ الأعينِ في الأغلال
****************
حملتُ عينيَّ معي ....
ودرتُ في الأزقةِ المأسورةِ الجناح
أعلنُ تاريخَ المياهِ ، عنفوانَ الحلمِ ، الريحِ ، الزهور .
أعلنتها سرَّاً وجهراً ، تحت أبصارِ السيوف
أعلنتها :
هذا أنا ...
أنقشُ في مسلةِ الشعوب
بين ضلوعي شمعةٌ ،
ورقعةٌ ،
من صفحاتِ الكتبِ الممنوعةِ الأبواب
بين الزنازين وبين السيفِ والرقاب
هذا أنا ...
من رفقةِ البيتِ الكبير
زاويةٌ ، ونقطةٌ في ذلك البحرِ الكبير
هذا أنا ...
في لحظةٍ ...
بين السكاكينِ وبين الخطفِ والرصاص
يخافني الحراس
عريتُ صدري . فانظروا
ضلوعي البارزةَ الأحداق !
تحكي زمان السلبِ ، والصلبِ ، وتاريخَ اللصوص
منْ ذا سيبقى ؟
ذاك ما تحكي به النصوص .

هذا أنا ...
في لمحةٍ ،
وطلقةٍ ،
ترنُّ في الجدران ،
وجثةٌ
فوق الطريق العام .
حكايةٌ
تحكي بها النصوص ............

سالم صادق الملا نظر : أغتيل عام 1971بعد اختطافه من شارع الكفاح في بغداد من قبل الأمن العام . وجدت جثته على طريق بغداد ـ المحاويل ، طلقة في الرأس وجمجمة مهشمة ، أضلاع مكسورة ، وآثار تعذيب في كلِّ أنحاء الجسد . كان في الرابعة والعشرين من العمر .



#عبد_الستار_نورعلي (هاشتاغ)       Abdulsattar_Noorali#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عروس الأرض - الى روح الشهيدة الذبيحة ابنة الخمسة عشر عاماً
- الوحدة
- الجسر
- تلك الأحلام نداولها
- الباحث عن الثورة المقتولة
- قصيدتان للشاعر السويدي كريستيان لوندبرغ
- رحلة في شوارع اسكلستونا
- بين يدي البحر
- التنين
- انجرار - للشاعر السويدي روبرت أولفده
- الضوء الشارد
- في سماء عبد الكريم قاسم
- صورة أخرى للإنتحاريين المسلمين
- المعول - الى غيورغي فاسيلييف
- هل تعمل الولايات المتحدة الأمريكية على إثارة الحرب الطائفية ...
- حب - قصيدة للشاعر السويدي روبرت أولفده
- قصيدة وشاعر - تلخيص : للشاعر السويدي روبرت اولفده
- أحبك يا أرنستو
- حول العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقراطية ...


المزيد.....




- فادي جودة شاعر فلسطيني أمريكي يفوز بجائزة جاكسون الشعرية لهذ ...
- انتهى قبل أن يبدأ.. كوينتن تارانتينو يتخلى عن فيلم -الناقد ا ...
- صورة فلسطينية تحتضن جثمان قريبتها في غزة تفوز بجائزة -مؤسسة ...
- الجزيرة للدراسات يخصص تقريره السنوي لرصد وتحليل تداعيات -طوف ...
- حصريا.. قائمة أفلام عيد الأضحى 2024 المبارك وجميع القنوات ال ...
- الجامعة الأمريكية بالقاهرة تطلق مهرجانها الثقافي الأول
- الأسبوع المقبل.. الجامعة العربية تستضيف الجلسة الافتتاحية لم ...
- أرقامًا قياسية.. فيلم شباب البومب يحقق أقوى إفتتاحية لـ فيلم ...
- -جوابي متوقع-.. -المنتدى- يسأل جمال سليمان رأيه في اللهجة ال ...
- عبر -المنتدى-.. جمال سليمان مشتاق للدراما السورية ويكشف عمّا ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبد الستار نورعلي - مكابدات الشهيد سالم*