عبد الستار نورعلي
شاعر وكاتب وناقد ومترجم
(Abdulsattar Noorali)
الحوار المتمدن-العدد: 1326 - 2005 / 9 / 23 - 08:29
المحور:
الادب والفن
قصيدة للشاعر السويدي توماس ترانسترومر
ترجمة: عبد الستار نورعلي
1
هنا كنت على وشك أن أفارق الحياة في مساء من شباط.
انزلقت السيارة جانباً فوق المنحدر ، خارجاً
الى جانب الطريق الخطأ . السيارات المقابلة ـ
مصابيحها ـ اقتربت مني.
أسمي ، فتياتي ، عملي
فكوا أنفسهم وظلوا صامتين في الخلف
مبتعدين جداً. كنت مجهولاً
مثل صبي في ساحة مدرسة محاط بأعداء.
مصابيح السيارات المقابلة شديدة الإنارة .
أنارت في وجهي وأنا أقود وأقود
برعب شفاف سال مثل بياض البيض.
نمت الثواني ـ حصل المرء على غرف هناك ـ
صارت كبيرة مثل أبنية المستشفيات.
كان بإمكان المرء أن يتوقف
ويتنفس لحظة
قبل أن ينسحق.
حينها برز مقود : حبة رمل مساعدة
أو نسمة ريح رائعة. انفلتت السيارة
وزحفت مثل افعى بسرعة في تقاطع الطريق .
برز عمود وانكسر ـ ضجة حادة ـ
طار بعيداً في الظلام.
حتى عم السكون. بقيت جالساً في مقعدي
ورأيت كيف أن أحدهم جاء من خلال برودة الثلج القارسة
لكي يرى ما حلَّ بي.
2
لقد سرت زمناً حول حقل أوسترغوتلاندي* متجمد.
لم أر أي أثر لإنسان على مدى الرؤية.
في أجزاء أخرى من العالم
يوجد من يولدون ، يحيون ، يموتون
في مزدحم بشري دائم.
كي تكون مرئياً دائماً ـ عشْ
في حشد من العيون ـ
يجب أن تعطي تعبيراً خاصاً بوجهك.
الوجه مغطى بالطين.
التمتمة تعلو وتنخفض
بينما هم يقتسمون بينهم
السماء ، الظلال ، حبات الرمل.
يجب أن أكون وحيداً
عشر دقائق في الصباح
وعشر دقائق في المساء.
ـ دون برنامج.
الكل يقف في طابور عند الكل.
مجموعة.
واحداً.
* أوسترغوتلاند احدى محافظات السويد .
#عبد_الستار_نورعلي (هاشتاغ)
Abdulsattar_Noorali#
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟