قطع الاعناق .. و لا قطع القلفة

ايدن حسين

الحوار المتمدن-العدد: 4787 - 2015 / 4 / 25 - 11:20
المحور: كتابات ساخرة
    

ترددت كثيرا قبل ان اكتب هذه المقالة عن هذا الموضوع الحيوي و الخطير .. الا و هو موضوع الختان و القلفة .. فمعلوماتي ضحلة في هذا المجال .. و ليست لدي اي معرفة مسبقة بالاستاذة نوال السعداوي .. حتى انني لا اعلم الكثير عن حيوان الجمل لاحشو بها مقالتي .. لكنني تمالكت قلمي بصعوبة .. و قلت في نفسي .. ان واجبي الانساني يحتم علي ان اكتب و لو مقالة عن هذا الموضوع .. حيث ان البعض كتب ما يقرب من مائة و خمسون مقالة عنه .. و ما زال يكتب عن نفس الموضوع .. مما يدل بشكل واضح و صارخ على ان هذه المسالة هي مسالة شائكة و متشعبة .. و لها جوانب كثيرة جدا .. و فيها نظريات و قوانين نسبية و غير نسبية .. و معادلات خطية و غير خطية .. و تكاملات و تفاضلات .. و تحليلات و تخيلات
لا احد يعلم متى بالضبط ابتدات عادة الختان .. فهناك من يقول ان ابراهيم هو اول من تختن .. و كان كبيرا في العمر .. و لنا ان نتسائل .. كيف كانوا يقومون بايقاف النزيف الحاصل .. و هل كانوا يستعملون مخدرات موضعية .. و هل كانوا يستعملون مطهرات او مضادات حيوية
الحقيقة ليست لدينا اية مشاكل غير مشكلتين .. الختان و الحجاب .. فلو تخلصنا من هذين العادتين .. ثقوا ايها الاخوة .. اننا سنقيم حفلة ختان كبيرة لاولاد المسؤولين في المريخ
المشكلة ان الناس لا يستطيعون الاقلاع عن عادة الختان .. تماما كعدم قدرتهم على الاقلاع عن عادة التدخين
و من المؤمل ان تتطور عادة الختان في المستقبل .. حيث قال العالم الموزمبيقي هونولولو عبيد .. المتبحر في علوم الختان .. انه في غضون عدة سنوات سنكون قادرين على ان نكون مختونين و غير مختونين في ان واحد
حيث اسهب العالم الموزمبيقي حديثه .. انه في المستقبل لن تضيع اية قلفة بعد الختان .. بل سنخيط عليها سحابا .. فعندما يريد المرء ان يكون مختونا .. فانه يزيل القلفة بوساطة فتح السحاب .. و عندما يعجبه ان يكون غير مختون .. فانه يعيد القلفة الى مكانها و يقفل السحاب .. و يمكن في المستقبل اقتناء قلفات صناعية .. ملونة .. او عليها علامات الماركات العالمية كالمرسيدس او تويوتا او سامسونج .. او حتى علامة التفاحة الخاصة بشركة apple .. مما يعني سوقا كبيرا تتنافس فيه كبرى الشركات العالمية في تصنيع القلفات الصناعية .. اسوة باكسسوارات الهواتف النقالة
و العلامة الاخيرة نكتبها في العربية على شكل ( ابل ) .. و من الطريف ان ابل هي كلمة مرادفة لكلمة الجمل .. و الجمل حيوان صحراوي عاشب .. و لها سنام في ظهرها .. تخزن فيها الغذاء و الماء .. فتكون قادرة على تحمل العطش و الجوع لفترات طويلة
و كان العرب يستعملون خيمة على ظهر البعير .. لكي تتستر فيها زوجاتهم و بناتهم عن اعين الناس .. و هذا ينقلنا الى مسالة الحجاب .. هل شعر المراة عورة ام هي ليست عورة .. و اكبر الفقهاء مختلفون في هذه المسالة .. فهناك من يقول ان شعر المراة عورة .. و هناك من يدعي ان شعر المراة ليست عورة .. و الرابح في النهاية هو التاجر و الصانع .. فلو كشفت المراة عن شعرها .. فلدينا شامبوهات و اصباغ و مواد كيمياوية كثيرة و متنوعة للعناية بالشعر .. اما اذا سترت المراة شعرها .. فلدينا اغطية راس فرنسية و انكليزية و ايطالة غالية .. و سواء لو سترت المراة شعرها او كشفته .. فالاموال لا تكف عن الدخول في جيوب صانعي مواد التجميل و اصباغ الشعر و العناية بالشعر
الحقيقة لو فكرنا بجدية اكثر في هذا الموضوع .. فان اكثر الخيارات اقتصادية هي العري و حلق شعر الراس للجنسين
و هذا يجعلنا نعرج الى مسالة الملابس .. المراة المحتجبة .. تلبس ملابس غالية فرنسية او ايطالية خاصة بالمتحجبات .. و لكن لان هذه الملابس هي طويلة و تسدل جميع البدن .. فالشركات الاجنبية دائما تحارب الحجاب و الملابس المحتشمة .. لانها تجبرها على استعمال اقمشة اطول .. مما يعني زيادة في التكلفة في تصنيع هذه الملابس
لكنها ايضا لا تستطيع ان تقصر هذه الملابس اكثر من حد معين بالنسبة للمراة غير المحتجبة .. لماذا .. لان المراة يمكن ان تستغني حينها عن جميع الملابس .. مما يؤدي الى افلاس الشركات المصنعة للملابس
لكن هذه الشركات دائما تحاول الاقتصاد في الاقمشة المستعملة في صنع الملابس .. فترى ملابس ضيقة او جاكيتات قصيرة بدعوى الموضة الجديدة و الحديثة .. في حين انها ليست الا اقتصاد في القماش .. لجني ارباح اكثر
و اريد ان ادعو كتاب و كاتبات الحوار المتمدن على الكتابة في موضوع الختان .. لكي لا نترك اخينا الدكتور وحيدا في مواجهة هذا العدو الشرس
و كما قلت ان الجمل حيوان صحراوي .. لكن يبقى السؤال القائم بلا جواب .. هل تستطيع الاسود افتراس الجمل ام لا .. و هل هناك حوادث من هذا النوع ام لا
و عذرا .. فعلي ان انصرف .. لان هناك حفلة ختان لولد مديري ستبدا بعد قليل .. و علي ان احضر تلك الحفلة .. و الا ستكون العواقب وخيمة
..

#ايدن_حسين (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل