أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - نعيم عبد مهلهل - أساطير البالطو














المزيد.....

أساطير البالطو


نعيم عبد مهلهل

الحوار المتمدن-العدد: 4787 - 2015 / 4 / 25 - 09:02
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


أساطير البالطو
نعيم عبد مهلهل

في الصيف فقط يصادفني العقال العربي وهو يتجول في سوق دوسلدورف. عندما يأتي أبناء الخليج سياحا الى المدينة وقتها يشدك الحنين الى عقال ابيك وتلك الأناقة الفقيرة التي يعدل فيها هندامه يوم يهم فيها للخروج الى الرزق وقد تعود أن يرتدي ( البالطو ) الجاكيت الطويل في الشتاء ، وحجته ان تعرف الناس ان ما في الهندام قد لا يكشف ما في الخفاء من حاجة الروح والجسد الى مال يرفع فيه من مستوى احلامنا ويوفر فيها ثيابا جديدة للعيد القادم.
أظن أن كلمة بالطو ليست عربية واقرب الظن انها تركية اتت الينا يوم دخلت موضة ملابس الافندية بين الموظفين في الدوائر الرسمية ، او أن العثمانيين الزموا جميع الموظفين في ولاياتهم ان يرتدوا البالطو والطربوش ، غير اني كنت انتبه الى حراس شوارع المدينة كانوا يرتدونه مثل ابي مع العقال.
صورة البالطو ، واستدارة العقال كما تلك الحلقة التي تدور حول كوكب زحل . هي من بعض نوافذنا ارواحنا ، وكم كانت تلك الشتاءات جميلة وساحرة حين يجيء تلامذة مدارسنا وهم يحتمون من لسعة برد شتاء صباح الأهوار بذلك البالطو الذي توزعه المديرية التربية كمعونة شتاء للأطفال الفقراء ، ولأن نسب الفقر في القرية تكاد تكون متساوية فكانت القرعة هي الحل الاسلم لم نوزع ( البالوطات ).
وبالرغم أن البالطو هو القبوط ( المعطف ) إلا أنه بسبب حجمه الجاكيت الكبير كنا نوزعه على تلاميذ قصار القامه فكانوا يطلقون على الجاكيت أسم بالطو.
لذلك الزي أساطير حلوة ، يوم سعى المعلمون بعد ان شعروا بقسوة البرد الشتاتي في ايام ( جويريد ) وهو ينهش في عظام المعدان واصرارهم ليتحدوا الرجفة وينتظروا جواميسهم عند حافات الماء ولا يذهبوا معها لبرودة الماء وعدم تحمل اقدامهم العارية هذا البرد سعوا الى اقناع البعض بشراء البالطو من محلات البالات او من الشرطة الخيالة الذين يتقاعدون ويبقون معاطفهم الخاكية معهم وتكون ثقيلة وقماشها من الوبر الشعري.
بدأ البالطو يغزوا اجساد اهل القرية ،وفي عام ما اكتمل نصاب جميع ابناء القرية في ارتداءهم هذا المعطف ، وتحول الجميع في اول الصباح الى فصيل من جند انكشارية او خيالة في مخفر ( وانه ) الذي يقع على الحدود البرية الجنوبية لأهوار الجبايش ، فنسجل منظرا جديدا في حياة هؤلاء الناس وهم يقون شتاءهم بتلك المعاطف الطويلة التي يرتدونها فوق دشاديش ثقيلة ، ومن فرط تعلقهم بها صار البعض يستعيض عنها باللحاف في نومه ،ويهجعوا معها بعد ان يتمددوا ليغفوا نائمين فيما المواقد تخفت رويدا رويدا.
الليلة تقيم دار أزياء في شارع الملك في مدينة دوسلدورف عرض أزياء بيار كردان بعنوان ( معاطف ليلنا الطويل ) .
لن احضره فبطاقة الدخول غالية جدا ، ولكني حتما سأتابعه على قناة ( فيوشون شو ) فقط لأستعيد متعة صباحات البالطو الذي يأتي من معامل نسيج اوربا واسطنبول ومخازن ميرة الشرطة الخيالة ليشتريه اهل قريتنا ليهزوا البرد ويظلوا يتمتعون بلذة جلوسهم امام النار وهم يتكورون معها بسعادة حتى لحظة النعاس......!



#نعيم_عبد_مهلهل (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حوار راكيل وعزرائيل
- من سماء بعاذرا الى مياه الأهوار
- الجاسوس الأكادي
- لصوص الدواب
- الجبايش وعصافير مراكش
- شيء عن غرام سارتر وبوفوار
- مقبرة القمح المكسيكي
- أطفال الأهوار ومحمد عطية الابراشي ...!
- اخيرا وصل الى السماء
- بروك شيلدز وبندقية البرنو
- الغضارة وحرب الحليب
- الثناء على معونة الشتاء
- طروادة والمْطارَدْ
- معدان دوائر التجنيد
- سفينة حنا مينه
- أقراط روزا لكسمبورغ
- لاخَبرْ وعُرسِ عَنبرْ
- تعال ايها الملك
- أيثاكا كافافيس وأيثاكا شغاتي
- جاموسة موشي دايان


المزيد.....




- بولتون لـCNN: النظام الإيراني في ورطة ولا أساس للأمن بوجوده. ...
- الأحداث تتسارع والضربات في تزايد.. هل تنذر المؤشرات بنهاية و ...
- حفل زفاف طفلة في ديزني لاند باريس يثير استنكاراً واسعاً وتدخ ...
- بالاعتماد على استخبارات مفتوحة المصدر.. تقرير يُرجح أن إسرائ ...
- هل عقد ترامب العزم على إسقاط النظام في إيران؟
- أطفال بدو سيناء في وجه السياحة.. حين يتحول التراث إلى مصدر ر ...
- 7 أنواع من الجبن قد تفسد أطباق المعكرونة
- مخاوف أوروبية من إغلاق مضيق هرمز
- مغردون: هل وصلت المواجهة بين طهران وتل أبيب إلى ركلات الترجي ...
- شاهد.. السرايا تستهدف قوات إسرائيلية بصاروخين روسيين موجهين ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - نعيم عبد مهلهل - أساطير البالطو