أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - فيحاء السامرائي - على معبر بْزيبيز














المزيد.....

على معبر بْزيبيز


فيحاء السامرائي

الحوار المتمدن-العدد: 4782 - 2015 / 4 / 20 - 01:52
المحور: الادب والفن
    


تأخروا..المسافة من طريق السياحية الى بزيبيز، ساعة ونص تقريباً بالسيارة..فضلنا أن ننتظرهم على الطرف الثاني من المعبر لدى سماعنا بأنهم سيصلون خلال دقائق قليلة.
أفرغنا غرف البيت وسننام كلنا في غرفة واحدة..أمي في انتظارنا، طبخت في قدر كبير ما يكفي لثلاث عوائل وقالت، " عين غطه وعين فراش"..أبي، أمتنع عن مشاهدة التلفزيون، يبرر ذلك بقوله، حتى لا أرى صور النازحيين وحالهم " اللي يبچّي الصخر"، أخجل من روحي وأحسّ بعدم الراحة لأنني أملك سكناً.
اليوم تحدثتُ مع أصدقاء كانوا على وشك الخروج في مظاهرة ضد قضية الكفيل لقيادة عمليات بغداد، ولكن الحكومة سبقتهم وتراجعتْ عن القرار..لم ننم منذ ثلاث ليالٍ، قلوبنا وبيوتنا مفتوحة لهم، نخصص سياراتنا لنقل الأطفال والعجائز والمرضى..يصرّح مسؤول كبير، يجب أن يتم التوزيع بين العاصمة والمحافظات فمن غير المعقول احتواء كل هذا العدد ودخول أكثر من 27 آلاف عائلة لحد الآن سيثقل ويعرقل الحياة اليومية أكثر مما هي عليه..يعلن آسفاً عن وفاة مئة طفل حديثي الولادة من النازحين، ومع ذلك ينبغي على جميع النازحين أن يخضعوأ للتفتيش قبل دخولهم العاصمة.
ليس الآن وقت التدقيق في هويات النازحين يا جماعة.
ثمة أصوات تشمت وتتهم، أنت ترفض الحشد فأنت داعشي، أنت لم تقاوم داعش فأنت منهم، أنت سني يعني أنت داعشي ومن الحواضن..التعميم بأي موضوع خطأ ياجماعة..يكفيهم ضغط داعش لاستخدامهم كدروع بشرية ويكفيهم قصف عشوائي وعدم وجود جيش وفرجة طيران تحالف دولي، وعند النزوح، يلومونهم على ترك بيوتهم وأراضيهم مصرّحين،
" أكيد داعش يدسّ المفخخين بين ذوله النازحين.

تأخروا..اشتدّ الحر والضجر ولم نلمح أحد منهم للآن.
اشتكى أحدهم يوم أمس، قدمي لاتعينني على الوقوف بعد مشي يومين، خرجت حاملاً معي جنسيتي وخوفي فحسب، ولا أطيق ثيابي الآن بسبب تراب الطريق والحر، أما الجوع...
يتحمس وينفعل أحدهم متكلماً بسخرية:
- عيني إحنا نازحينا منا وبينا، ومخيماتنا مو للأجانب لكن إلنا، أكو أحسن من هيچي تنكة؟ يعني زوار ايرانيين فتحنالهم الحدود والمحافظات واحنه الممنونين، مو ذولة أهل بلدنا يا ناس.
يمتدح آخر من مكانه الجهود الانسانية المبذولة وشعارات (الخدمة مع حفظ الكرامة واجب)، و(أفتحُ بيتي لعائلة نازحة) و حملة (أعانك الله ياعراق لدعم أهلنا الكرام النازحين في الانبار)..يتفاخر بأمثلة كمركز الحياة الانساني الكاظمية المقدسة، وموكب حي الدورة قطاع 60 الذي وزّع طعاماً على النازحين، وحملات شبابية بجهود وتمويل ذاتي من طلاب كليات، وناس تتطوع وتشرد الى أماكن مراكز توزيع البطاقة الذكية في بغداد، وحسينيات الشعلة والكاظمية وامتلاءها بأهلنا من الانبار.
- بارك الـله بكل الحهود، أهل الغربية أهل الكرم والجود، وصوانيهم أم العراوي، أشهد باللـه المحافظة الوحيده اللي مابيها فنادق، فتحولنه بيوتهم أيام محننا زمان، واستقبلو نازحين من البصرة بعد قصفها بحرب إيران وخدموهم أحسن خدمه.
ترى كم ستتكرر مشاهد استقبالنا لناس هاربة من كل محافظة؟ وهل أبتلي ناسنا بالتهجير داخل بلادنا؟ وكم من مخيمات سننشأها؟ والى متى ستستمر تلك الحالة، وهناك أطفال بحاجة الى رعاية صحية وتعليمية؟ كيف سنعلّم طفلاً نازحاً كلمة بيت ومفهوم وطن؟

نلمحهم قادمين من بعيد، لوحة مأساة حيّة يعجز أمهر رسام على تجسيدها، نساء وأطفالاً وعجائز وشيوخاً، حاملين صرر على رؤؤسهم، إمرأة حبلى يدفعونها بعربة، بكاءً وصراخاً أكثر خشونة من تراب يصحب موكبهم، يطلب أحدهم برجاء ماءً، يصرخ آخر على طبيب بعد أن تفقد إمرأة وعيها أمامه، رعب وهلع في العيون، قسمات تتساءل، ما ذنبنا؟
نهرع نحوهم بقوارير ماء وربطات خبز، يتلقفها الكبار ويسقون ويطعمون الأطفال، يبكي أحد الرجال بصمت، ماسحاً دمعه بيشماغه.

يصيح أحدنا بألم:
- عمي قسّمو العراق وخرب



#فيحاء_السامرائي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العراق الى أين؟ الحلقات الدراسية للجنة تنسيق التيار الديمقرا ...
- رواية -أنا ونامق سبنسر- أرشفة ذاكرة ومشتقات حياة
- -تكفير ذبيح الله- رواشم سردية على قرابين بشرية
- نضوب
- يوم عادي
- حصار الرصد الواقعي فيما سرده لنا الجبل
- رثاثة
- على الأرض السلام
- هنا خازر (من أوراق نازحة)
- عائلة الياسمين والمسرح
- - خبال - علمي
- إمرأة للدهشة
- كراسي في استراحة
- أحزان الدم
- شيء من ذلك
- هل تنحصر -الانسانية- في مهرجان؟
- (حمار وثلاث جمهوريات) من يروي ومن يرى؟*
- تفاحة الذاكرة
- فصل
- 1979


المزيد.....




- مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 مترجمة بجودة عالية فيديو لاروز ...
- الكشف عن المجلد الأول لـ-تاريخ روسيا-
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو
- نجم مسلسل -فريندز- يهاجم احتجاجات مؤيدة لفلسطين في جامعات أم ...
- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...
- العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة
- -من داخل غزة-.. يشارك في السوق الدولية للفيلم الوثائقي
- فوز -بنات ألفة- بجائزة مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة
- باريس تعلق على حكم الإعدام ضد مغني الراب الإيراني توماج صالح ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - فيحاء السامرائي - على معبر بْزيبيز