أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - زكي رضا - مستلزمات درء خطر الأقتتال الكردي الكردي















المزيد.....

مستلزمات درء خطر الأقتتال الكردي الكردي


زكي رضا

الحوار المتمدن-العدد: 4782 - 2015 / 4 / 20 - 00:33
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


في أشارة واضحة الى غريمه التقليدي الأتحاد الوطني الكردستاني أشار السيد مسعود البارزاني في رساله له مؤخرا الى خطر أندلاع حرب أهلية في كردستان العراق، واصفا حزب الأتحاد الوطني الكردستاني بشكل واضح " بالتيار اللاوطني والخطير الذي يسعى لاشعال فتيل الحرب الاهلية وتجزئة الاقليم الى ادارتين". وجاءت رسالته هذه إثر تصاعد الخلافات بين الحزبين بسبب تمديد ولاية السيد مسعود البارزاني التي ستنتهي في شهر آب الجاري بعد أن تم تمديها لمدة سنتين في العام 2013 . وكان البارزاني قد أنتخب رئيسا للأقليم في دورتين متتاليتين في الأعوام 2005 – 2009 و 2009 – 2013 وهي التي يجيزهما الدستور الكردستاني من مادته 103 في فصله الثاني الذي ينص على أن " تكون ولاية رئيس اقليم كوردستان أربع سنوات ويجوز إعادة انتخابه لولاية ثانية".

على الشعب الكردي أن يأخذ رسالة البارزاني هذه وعمق الخلافات بين طرفي النزاع في كردستان العراق على محمل الجد وهي تهدد تجربة عمّدها " الشعب الكردي" بدماء أبناءه لعقود طويلة. فالخلافات بين الحزبين لم تأتِ من فراغ أو هي وليدة اليوم، بل أسبابها عديدة منها ما يتعلق بأعادة صياغة الدستور الكردستاني، وأخرى تتعلق بأحتكار المناصب، ومنها ما يتعلق بالعلاقة مع المركز، ومنها ما يتعلق بحقوق الأنسان، ومنها ما يتعلق بتوزيع الواردات بين الأطراف الحاكمة. وأهمها على الأطلاق هو التهرب من تطبيق أهم مبدأ بالديموقراطية وهذا ما يفعله السيد مسعود البارزاني اليوم أي العمل على عدم تبادل السلطة بشكل سلمي و التهرب من هذا المبدأ بحجة ظروف سياسية غير مؤاتية، لأن هذه الظروف السياسية غير المؤاتية أو غيرها قد تظهر مستقبلا بشكل آخر وهذا يعني توفر فرص غير معلومة للأمساك بقبضة من حديد على السلطة وعدم التنازل عنها حتى مستقبلا.

إن العمل بالدستور يعتبر المفتاح الرئيسي لحل العديد من الملفّات الشائكة من تلك التي تهدد تجربة الشعب الكردي بالفشل عن طريق أندلاع صراع غبي لا يبتعد في أسبابه عن صراعات سابقة بين الطرفين من اجل مصالح حزبية ضيقة دفع ثمنها الشعب الكردي دماء كثيرة وأثّرت طويلا على تبلور ونجاح تجربته، ومن هذه الصراعات هو صراع عام 1996 ودخول القوات العراقية الى كردستان العراق بطلب من الحزب الديموقراطي الكردستاني وانكفاء حزب الاتحاد الوطني الكردستاني وانسحابه الى داخل الأراضي الأيرانية. ومن هذا المنطلق فعلى السيد مسعود البارزاني وهو يتوق الى ولاية ثالثة مخالفة للدستور أن يضع مصلحة الشعب الكردي وتاريخه السياسي وعائلته في كفتي ميزان. إن التجاوز على الدستور سيكون مقدمة لمشاكل جدّية في الأقليم متأثرة بمحيطها الجغرافي، خصوصا وأن العراق الذي لازالت كردستان جزءا منه معرّض بعد تحرير أراضيه من تنظيم داعش الأرهابي الى صراعات شيعية – شيعية وأخرى سنّية – سنّية، فهل يريد القادة الكرد أستباق هذه الصراعات بصراع كردي - كردي سببه تمديد فترة حكم السيد مسعود البارزاني وأستئثار أفراد من عائلته بمناصب مهمة وحسّاسة للغاية، وهل هناك نية التوجه الى التوريث ليكون منصب رئاسة الأقليم حصرا على عائلة السيد البارزاني؟

من المفروض على حكومة الأقليم وهي تخوض تجربة سياسية ناجحة الى حد ما مقارنة بتجربة الحكومة الفدرالية العراقية الفاشلة أن تتعلم من أخطاء المركز، الا اننا نرى ان الاداء الحكومي فيها له نفس أمراض الأداء الحكومي في بغداد، فالفساد على سبيل المثال منتشر كما في بغداد وإن بنسب أقل في الكثير من الوزارات والمؤسسات مما أثّر ويؤثّر على عمل وفاعلية هذه الوزارات والمؤسسات. وهذا الفساد والهدر المالي دفع حكومة الأقليم أن تعلن عجزها عن دفع رواتب موظفيها حالما أوقفت حكومة بغداد المستحقات المالية ضمن موازنة الأقليم لفترة إثر الخلاف على تصدير النفط، ما تسبب بأندلاع مظاهرات وأحتجاجات وأعتصامات في الأقليم ما أثّر سلبا على حياة المواطنين.

أن أحتكار المناصب وتوزيعها لا تختلف بشيء عن توزيع المناصب في حكومة المحاصصة ببغداد لا بل أسوأ في بعض الحالات، فرئاسة حكومة الأقليم هي من نصيب عائلة البارزاني ممثلا بـ"نيجرفان" وليس الحزب الديموقراطي الكردستاني و مركز نائب رئيس وزارء الأقليم هو من نصيب عائلة الطالباني ممثلا بـ"قباذ" وليس بحزب الأتحاد الوطني الكردستاني، أما المناصب الأمنية الحسّاسة والتي تتعلق بالأمن القومي الكردي فأنها من نصيب عائلة البارزاني تحديدا، وهذا التوزيع غير العادل الذي أمتد الى العديد من المؤسسات يثير العديد من الأسئلة وسط الشارع الكردي، كما أثار ويثير حفيظة الاتحاد الوطني على رغم انجراره هو الآخر الى سياسة أشبه بسياسة التوريث، فهل خلت قيادة الحزب وقواعده من الذين قاتلوا نظام البعث لعقود ، من شخصيات قادرة على أن تستلم مهمة قباذ الطالباني!.

أن أحدى نقاط الخلاف الكبيرة بين الحزبين هي نوع العلاقة مع المركز، فالأتحاد الوطني الكردستاني يميل الى بناء علاقات كردية - عراقية في ظل هذه الظروف السياسية المعقدة على اساس أن كردستان ، جزء من العراق وعليه يجب العمل على ان تكون العلاقة بينهما مرنة ومتواصلة، في حين أن الحزب الديموقراطي الكردستاني يميل نوعا ما الى علاقات متشنجة مع بغداد مستغلا ضعف حكومة المحاصصة وطائفيتها خصوصا عهد حزب الدعوة الأول والثاني، هذا التشنج دفع بالسيد مسعود البارزاني مرارا الى أن يصرّح بتصريحات ذات سقف عال وغير قابلة للتحقيق في ظل الظروف الموضوعية التي يمر بها العراق والمنطقة، ومن هذه التصريحات تهديده بالأنفصال عن العراق إثر كل خلاف وخصوصا حول ملفّات النفط والميزانية والمادة 140 . علما أن حق تقرير المصير هو حق طبيعي للشعب الكردي كما هو هدف مشترك بين جميع الفصائل الكردية ومنها حزب الاتحاد الوطني الكردستاني نفسه. وقد وصلت مناكفة حكومة الأقليم للسلطات الفدرالية ببغداد حدّاً أن تكون أربيل مأوى للخارجين عن القانون والمتهمين بالأرهاب والبعثيين ممّن ساهموا ويساهمون في إذكاء نار الحرب الطائفية ومن أولئك الذين يمجّدون تنظيم داعش الأرهابي، كنائب الرئيس العراقي السابق طارق الهاشمي الذي كان ضيفا عليها والعشرات من رجال "الدين" والقبائل الذين يصرّحون بتصريحات مؤذية ضد كامل العملية السياسية بالبلد ولا يخفون حنينهم للنظام البعثي المنهار.

إن الحفاظ على نجاح التجربة السياسية في كردستان العراق لا يأتي بمعزل عن نجاح التجربة السياسية في العراق فمن غير الممكن بناء نظام سياسي اجتماعي اقتصادي محمي من خلال وضع أمني مستقر، وبقية العراق يعاني من سوء الأوضاع السياسية والأجتماعية والأقتصادية ومن عصابات داعش وميليشيات طائفية تهدد واقعه الأمني الهش بشكل مستمر ومؤثر. علما أن الواقع الأقتصادي ممثلاً بالجانبين الزراعي والصناعي البائسين في كردستان العراق لا يختلف بشيء عن مثيله في العراق الفدرالي. لذا فهناك ضرورة حتمية تقع على عاتق الساسة الكرد وهي العمل على بناء نظام ديموقراطي حقيقي قادر على أيجاد حلول جذرية للمشاكل السياسية والأقتصادية والأجتماعية التي يمر بها الأقليم بعيدا عن الهيمنة الحزبية أو المناطقية أو القبلية، وبناء علاقات طبيعية ومتوازنة مع بغداد وذلك بالأبتعاد عن التصريحات المتشنجة والغير مبررة أحيانا كثيرة والتي يتم أستغلالها لتهييج الشارع العربي ضد الشعب الكردي كونها مضرّة على كامل المشهد السياسي العراقي ومنه المشهد الكردي.

وعودة الى رسالة السيد مسعود البارزاني حول خطر أندلاع حرب أهلية أقول، لا يجب أختصار نضال الشعب الكردي وتضحياته بشخص فرد أو عائلة، فالشعب الكردي قدّم من التضحيات ، الكثير وينتظر من قادته الكثير. فلتحتكم القوى الكردية الى الدستور والى أسس النظام الديموقراطي في حل مشاكل الأقليم وهي ليست بالقليلة وليس الى السلاح، كون الحرب هذه المرّة ليست بالنزهة وستطيح بتجربة الشعب الكردي هذه لسنوات طويلة من الصعب التكهن بها.

ئاڤ-;-اكرن زه‌حمه‌ته‌ ، به‌لێ-;- خراكرن ساناهى ی-;-ه‌ "مثل كردي"
البناء صعب اما الهدم فسهل



#زكي_رضا (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حليب أطفال شيعي ... حليب أطفال سنّي
- مثقفون يتنازلون عن أمتهم فماذا عن الدين؟
- تزاوج العشائر والميليشيات خطر على مركزية الدولة
- البعث بريء من جريمة ضياع الموصل!
- القتل حرقا سنّة أسلامية .. فلم العجب؟
- هيومن رايتش ووتش بين البعث والاحزاب الشيعية الحاكمة
- عيّارو بغداد بين الأمس واليوم
- هل العبادي جاد بمحاربة الفساد؟
- هل لازال أهالي الموصل قلقون على بغداد يا ميسون!؟
- تسليح العشائر السنية يعني جيشا -عراقيا- ثالثا
- السيد العبادي لا تحتفظ بملفّات الفساد وأكشفها
- لا ديموقراطية في ظل إنتهاك حقوق المرأة
- صدگ ما تستحون
- دلّالية حزب الدعوة لبيع الاراضي
- 50 ألف حرامي والحبل عالجرّار
- د . علي شريعتي وأقطاب التشيع العلوي والتشيع الصفوي (الحلقة ا ...
- سماء الخضراء تمطر مستشارين
- فؤاد معصوم غير معصوم
- د . علي شريعتي وأقطاب التشيع العلوي والتشيع الصفوي (الحلقة ا ...
- محاكم تفتيش طائفية في شارع المتنبي


المزيد.....




- رئيسة جامعة كولومبيا توجه -رسالة- إلى الطلاب المعتصمين
- أردوغان يشعل جدلا بتدوينة عن بغداد وما وصفها به خلال زيارته ...
- البرازيل تعلن مقتل أو فقدان 4 من مواطنيها المرتزقة في أوكران ...
- مباشر: 200 يوم على حرب بلا هوادة بين إسرائيل وحماس في غزة
- مجلس الشيوخ الأمريكي يقر بأغلبية ساحقة مشروع قانون مساعدات ل ...
- محكمة بريطانية تنظر في طعن يتعلق بتصدير الأسلحة لإسرائيل
- بعد 200 يوم.. تساؤلات حول قدرة إسرائيل على إخراج حماس من غزة ...
- -الشيوخ- الأمريكي يوافق على حزمة مساعدات لأوكرانيا وإسرائيل ...
- مصرية الأصل وأصغر نائبة لرئيس البنك الدولي.. من هي نعمت شفيق ...
- الأسد لا يفقد الأمل في التقارب مع الغرب


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - زكي رضا - مستلزمات درء خطر الأقتتال الكردي الكردي