أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - زكي رضا - القتل حرقا سنّة أسلامية .. فلم العجب؟














المزيد.....

القتل حرقا سنّة أسلامية .. فلم العجب؟


زكي رضا

الحوار المتمدن-العدد: 4711 - 2015 / 2 / 5 - 08:18
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


صُدِمَ العالم يوم أمس بالطريقة البشعة التي تم فيها قتل الطيار الاردني "معاذ الكساسبة" من قبل عصابات "داعش" الأرهابية بعد أن نقلت صفحات الارهابيين الالكترونية فلما عن طريقة القتل التي لن توحي الا بهمجية أشباه البشر هؤلاء وخسّتهم ومدى إجرامهم. وجريمتهم هذه ليست أكثر بشاعة من قتلهم لشهداء "سبايكر" مع حلفائهم البعثيين في صلاح الدين ونينوى والانبار وغيرها من مدن وبلدات العراق التي عاثوا بها فسادا، بعد تحالفهم مع هذه العصابات البربرية وفتح مدن المحافظات السنّية أمامهم.

لقد خرجت علينا مرجعيات دينية ورجال دين بعد جريمة "داعش" هذه بتبريرات عديدة كالعادة تبريء فيه الدين الاسلامي من أمثال هذه الجرائم البشعة التي يقف مجرمون لا يعرفون من الاسلام شيئا وفق وجهة نظرهم!! دون ان يعودوا لقراءة تاريخ الاسلام منذ نشأته أو على الاقل بعد أن اصبح دينا لامبراطورية واعدة ما مرّت سنوات حتّى كانت تحتل بحد السيف مساحات شاسعة أمتدت من حدود الصين حتّى حدود أسبانيا الشمالية مرورا بشمال إفريقيا وصولا الى وسط أوربا، وما نتج عن عمليات الاحتلال تلك والتي يسّميها الاسلاميون "فتوحات".

لا يجب أن نصاب بالعجب لما كانت ترتكبه إمبراطوريات كبرى كالبيزنطية والفارسية وغيرهما من جرائم بشعة بحق مخالفيهم ولا طرقهم البربرية في قتلهم لاولئك المعارضين أو أبناء البلدان التي كانوا يحتلونها. ولكننا يجب ان نصاب بالعجب والدهشة ونحن نقرأ أمّهات الكتب الاسلامية التي لازالت تملأ رفوف المكتبة الاسلامية حول طرق القتل والتعذيب التي كان يمارسها المسلمون بحق أبناء الشعوب المغلوبة أو بحق مخالفي سلطتهم من قبل معارضهيم المسلمين. أقول نصاب بالدهشة والعجب كون المرجعيات الدينية لا تريد ان تعترف بمدى همجية تلك الممارسات لليوم بل وتعمل جاهدة على تعطيل العقل العربي خصوصا والاسلامي عموما عن البحث والتنقيب في تاريخ دينهم ومحاولة بعض المفكرين من تجديد التفسير الديني على الاقل كي يتوافق مع تطور الفكر البشري وآفاقه الرحبة.

دعونا نعود الى مقتل الطيار الاردني "الكساسبة" حرقا لنتابع ما قاله الأمين العام لمجمع البحوث الأسلامية في الأزهر "محي الدين عفيفي" حينما قال "إن الدين الأسلامي يرفض هذه الأفعال جملة وتفصيلا" ولنرحل مع ما قاله الى أيام خلافة "أبي بكر الصدّيق" لنتعرف إن كان الحرق من الدين الاسلامي بشيء أم لا؟

يقول أبن الأثير، وأما خبر الفجاءة السلمي وإسمه إياس بن عبد ياليل فإنه جاء إلى أبي بكر ، فقال له : أعني بالسلاح أقاتل به أهل الردة، فأعطاه سلاحاً وأمره أمرة فخالف إلى المسلمين ، وخرج حتى نزل بالجواء وبعث نخبة بن أبي الميثاء ، من بني الشريد وأمره بالمسلمين، فشن الغارة على كل مسلم في سليم وعامر وهوازن، فبلغ ذلك أبابكر ، فأرسل إلى طريفة بن حاجز يأمره أن يجمع له ويسير إليه ، وبعث إليه عبد الله بن قيس الحاشي عوناً، فنهضا إليه وطلباه فلاذ منهما ثم لقياه على الجواء فإقتتلوا، وقتل نخبة ، وهرب الفجاءة فلحقه طريفة فأسره ثم بعث به إلى أبي بكر، فلما قدم أمر أبوبكر أن توقد له نار في مصلى المدينة ثم رمي به فيها مقموطاً. (1)

أما أبن خلدون فقد ذكر نفس الواقعة قائلا " وأما بنو سليم فكان الفجاءة بن عبد يا ليل قدم على أبي بكر يستعينه مدعياً إسلامه ، ويضمن له قتال أهل الردة فأعطاه وأمره وخرج إلى الجون وإرتد ، وبعث نجبة بن أبي المثنى من بنى الشريد وأمره بشن الغارة على المسلمين في سليم وهوازن فبعث أبوبكر إلى طريفة بن حاجز قائده على جرهم وأعانه بعبد الله بن قيس الحاسبي فنهضا إليه ولقياه فقتل نجبة ، وهرب الفجاءة فلحقه طريفة فأسره وجاء به إلى أبي بكر فأوقد له في مصلى المدينة حطباً ثم رمى به في النار مقموطاً. (2)

وفي معارك العرب الداخلية بعد وفاة النبي محمد والمسمّاة بالردّة فأن العديد من الصحابة أعترضوا على عمليات حرق الاسرى التي كان ينفّذها "خالد بن الوليد" وقد فاتحوا "أبي بكر الصدّيق" بالأمر فردّهم قائلا "لا أشيم سيفا سلّه الله على الكفّار"، وفي نفس تلك المعارك وبعد قتل مالك بن نويرة فأن خالدا بن الوليد أم برأسه فجعل مع حجرين وطبخ على الثلاثة قدرا فأكل منها خالد تلك الليلة ليرهب بذلك الأعراب من المرتدة وغيرهم!! (3).

وقد أستمرت هذه الهمجّية والمثلة عند الامويين كحرقهم "للمغيرة بن سعيد العجلي" بأمر مباشر من قبل "خالد القسري" ، أما العباسيين فأنهم أعدموا الكاتب "عبد الله بن المقفع" بأمر من "سفيان بن معاوية أحد ولاة المنصور"، وقد طوّر العباسيون لاحقا هذه الطريقة البشعة الى أبشع عندما حرقوا "محمد بن الحسن المعروف بشيلمة" وهو أحد قادة الزنج فوق نار هادئة.

السادة في الأزهر وغيره من المؤسسات الدينية الاسلامية ، السيد "محي الدين عفيفي" الامين العام لمجمع البحوث الاسلامية، هل الدين الاسلامي أيام "أبي بكر الصديق" هو نفسه الدين الاسلامي اليوم؟ إن كان الجواب نعم فهذا يعني إن الحرق هو من الدين الاسلامي والاّ لمَ يحرق "أبي بكر مناوئيه"، وإن كان الجواب لا فكيف تفسّر لنا قيام "ابي بكر بحرق مناوئيه" وهذا العمل ليس من الاسلام بشيء كما تقول؟

أيها الدواعش بالله عليكم وانتم تذبحون أبنائنا بالعراق أن تحسنوا الذبحة فقد جاء في صحيح مسلم "عن شداد بن أوس رضي الله تعالى عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إن الله كتب الإحسان على كل شيء فإذا قتلتم فأحسنوا القتلة وإذا ذبحتم فأحسنوا الذبحة وليحد أحدكم شفرته وليرح ذبيحته".

أنسنة الاسلام بحاجة الى قراءة جديدة لنصوص القتل والنهب "الانفلة" لتتماشى مع عالمنا المتحضر اليوم




(1) إبن الأثير - الكامل - الجزء : (2) - رقم الصفحة : (350)
(2) إبن خلدون - تاريخ إبن خلدون - الجزء : (2) - رقم الصفحة : (72)
(3) البداية والنهاية لابن كثير فصل في خبر مالك بن نويرة اليربوعي التميمي



#زكي_رضا (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هيومن رايتش ووتش بين البعث والاحزاب الشيعية الحاكمة
- عيّارو بغداد بين الأمس واليوم
- هل العبادي جاد بمحاربة الفساد؟
- هل لازال أهالي الموصل قلقون على بغداد يا ميسون!؟
- تسليح العشائر السنية يعني جيشا -عراقيا- ثالثا
- السيد العبادي لا تحتفظ بملفّات الفساد وأكشفها
- لا ديموقراطية في ظل إنتهاك حقوق المرأة
- صدگ ما تستحون
- دلّالية حزب الدعوة لبيع الاراضي
- 50 ألف حرامي والحبل عالجرّار
- د . علي شريعتي وأقطاب التشيع العلوي والتشيع الصفوي (الحلقة ا ...
- سماء الخضراء تمطر مستشارين
- فؤاد معصوم غير معصوم
- د . علي شريعتي وأقطاب التشيع العلوي والتشيع الصفوي (الحلقة ا ...
- محاكم تفتيش طائفية في شارع المتنبي
- د . علي شريعتي وأقطاب التشيع العلوي والتشيع الصفوي (الحلقة ا ...
- أحزاب المحاصصة ودعارة غسيل الاموال
- د . علي شريعتي وأقطاب التشيع العلوي والتشيع الصفوي (الحلقة ا ...
- باقات ورد من مجرمي المحاصصة لذبّاحي داعش
- د . علي شريعتي وأقطاب التشيع العلوي والتشيع الصفوي (الحلقة ا ...


المزيد.....




- فيديو لرجل محاصر داخل سيارة مشتعلة.. شاهد كيف أنقذته قطعة صغ ...
- تصريحات بايدن المثيرة للجدل حول -أكلة لحوم البشر- تواجه انتق ...
- السعودية.. مقطع فيديو لشخص -يسيء للذات الإلهية- يثير غضبا وا ...
- الصين تحث الولايات المتحدة على وقف -التواطؤ العسكري- مع تايو ...
- بارجة حربية تابعة للتحالف الأمريكي تسقط صاروخا أطلقه الحوثيو ...
- شاهد.. طلاب جامعة كولومبيا يستقبلون رئيس مجلس النواب الأمريك ...
- دونيتسك.. فريق RT يرافق مروحيات قتالية
- مواجهات بين قوات التحالف الأميركي والحوثيين في البحر الأحمر ...
- قصف جوي استهدف شاحنة للمحروقات قرب بعلبك في شرق لبنان
- مسؤول بارز في -حماس-: مستعدون لإلقاء السلاح بحال إنشاء دولة ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - زكي رضا - القتل حرقا سنّة أسلامية .. فلم العجب؟