أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - اسعد الامارة - احلام اليقظة ..تسوية موفقة ام انسحاب انهزامي!!














المزيد.....

احلام اليقظة ..تسوية موفقة ام انسحاب انهزامي!!


اسعد الامارة

الحوار المتمدن-العدد: 1328 - 2005 / 9 / 25 - 13:47
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


لم يلحظ احد من الناس عملية الانسحاب هذه من الواقع الى عالم الخيال الا وكان حال الفرد في مواجهة غير محسومة ربما خاسرة،لأن الطرف الاهم فيها فضل الهروب على المواجهة.فاحلام اليقظة Day dreams وسيلة انسحابية في صورتها المسرفة تنبئ بوقوع ازمة نفسية مهيئة وربما بدأت بوادرها تلوح في افق ذهن الفرد الذي يكاد ان يدمن هذه الاليات"الميكانيزمات"الدفاعية رغم ان صورتها المعتدلة تعد وسيلة ضرورية اذا كانت تمهد للابداع او تكون عامل دافع نحو العمل الجاد الخلاق. وتقول الدراسات النفسية التحليلية انه نتاج الخيال من حلم يقظة داخلية لا شعورية الى تخيلات تبعد صاحبها عن الواقع ، واحلام اليقظة تتخذ شكل تخيلات تتصف بصفات مستقلة عن صفات التخيلات اللاشعورية ،وتضيف رؤية التحليل النفسي ان طابعها شعوري وهو دليل على وجود" انا"على قدر كاف من النضج يسمح بظهورها والسيطرة عليها ويحصل على اشباع معين.
ان احلام اليقظة ما هي الا رؤى وخيالات مليئة بالتمني تصاحبها الرغبة في تحقيق ما لم يكن تحقيقه في الواقع المعاش وبدقة اكثر هي نوع من التخيل الداخلي يرسخه الفرد في نفسه ليهرب من الواقع ويعيش الخيال والتأمل وهو بنفس الوقت يجمع الخيال واليقظة،التمني والواقع معاً،انها رغبات هربت من الواقع لصعوبة تحقيقها ولم تغادر صاحبها حتى انه عجز في مواجهة الصعوبات لكي يحققها،ففضل الخيال وذهب بعيداً في تأملاته التي تعد اسهل لكي يحقق ما يريد ، بهذه الوسيلة استطاع صاحبنا ان يخفض التوتر والقلق الناجم عن حاجات محبطة ورغبات عجز عن تحقيقها في عالم الواقع.
تبدأ احلام اليقظة عادة في مراحل العمر الاولى وتشتد في مرحلة المراهقة لا سيما ان هذه المرحلة هي مرحلة اثبات الذات ،وهي مرحلة ازدهار رغباته وغرائزه وما يصاحبها من تخيلات وردود فعلها من التخيلات المقابلة في صورة العقاب والاثم والمبالغة في التحكم بالغرائز وخصوصاً في المجتمعات الشرقية المنغلقة،حيث يجد المراهق نفسه امام سلوك داخلي لا مفر منه ،وهو سلوك اشباع رغباته بالتمني والخيال حتى يصل الى احلام اليقظة التي تعيد له التوازن،فالبعض من الاباء او الامهات الذين يفهمون ابناؤهم المراهقين او المراهقات ،يسهل لهم ذلك بحدود معقولة لكي يسدل الستار له على ما يعتلج في نفسه ويرضيها وبنفس الوقت يسهل له عملية مواجهة الواقع، فبجانبها الايجابي تعد تسوية موفقة تتميز بالبهجة والمتعة وهي تخيلات شعورية بهذه المثابة تعد توفيق ناجح بين مبدأ الواقع ومبدأ اللذة ولكن بنفس الوقت يطالب المراهق-المراهقة بالانتقال الى عملية ترجمة تخيلاته الى واقع بوساطة المثابرة والعمل الدؤوب مع القدرة على تأجيل بعض رغباته غير المتحققة ،فهي صمام الامان حين يوجهها الكبار نحو الالتصاق بالواقع ومحاكاته ،وهي حالة انهزام وهروب من المواجهة وربما تتحول الى مرض نفسي حقيقي اذا ادمن عليها وبات من المستحيل الاقلاع عنها.ولهذا فأن الاستخدام السوي يتميز بالاشباع الوقتي لهذا الميكانيزم لفترة ثم يقلع عنه الى مواجهة الواقع،بينما غير السوي –المريض- لا يفرق بين احلامه وبين الواقع،انما هو يعيشها كحقيقة كاملة البناء والتكوين.
اكدت الابحاث والدراسات النفسية ان هناك فروقا واضح في احلام اليقظة لدى الذكور عنه لدى الاناث،فاحلام النساء تختلف عن احلام الرجال لابسبب عوامل بيولوجية او تكوينية ،بل بسبب عوامل اجتماعية مكتسبة ورغبات مقموعة لدى النساء اكثر من الرجال وخصوصاً في مجتمعاتنا الشرقية حيث تعطي الاهمية الكبرى لتنشئة الرجال"الذكور"عنه في تنشئة النساء"الاناث"،فتكون الفروقات الواضحة في تخيلات الاناث عنها في تخيلات الذكور لاسيما ان الاحلام هي انعكاس طبيعي للواقع وان ما يحلم به الذكور يرتبط بمواقف الحياة السعيدة او تحقيق المال او العمل اللائق والمكانة الاجتماعية والوضع المتميز والثروة ،بينما تكون احلام الاناث اميل الى الاستقرار والاختيار الزواجي الامثل لتكون اسرة يسودها الجو العاطفي مع الاكتفاء المادي مع الهدوء الدائم.هذه الاحلام تختلف من بيئة اجتماعية الى بيئة اجتماعية اخرى ومن مستوى اقتصادي او مادي الى مستوى آخر.
ان احد اساليب التعامل مع ضغوط الحياة هو اسلوب الخيال والتمني وهي ستراتيجية شعورية يلجأ اليها الافراد في مواقف الحياة الصعبة لغرض استعادة التوازن ،وهو بنفس الوقت هروب وتجنب الناس او المواقف او الاشياء التي تثير في نفسه القلق الذي لا يستطيع مواجهته او رده. فاحلام اليقظة هو الموقف الذي يقود صاحبه الى الانطواء على نفسه والتقوقع على ذاته شيئا فشيئاً حتى ينقطع عن الجميع تماماً،فينغمس في احلام اليقظة الى حد اكثر من اللزوم فيبدو وكأنه هروب من الواقع ولكن هروب الى الداخل المغلق،حتى يتخيل نفسه انه يعيش عالمه الخيالي وحقق جميع ما يتمنى واصبح ربما مليونيراً او حصل على شهادات كان يحلم بها او تزوج من اجمل الجميلات،او انه اصبح بامكانه الغاء اي قرار يضايقه ولا يتعارض مع امنياته،فالطالب الفاشل يرى في احلام اليقظة العلاج الذي به يلغي كل ما يريد ويمتثل له الجميع ويذعن له الاخرين، هذا الاستغراق في احلام اليقظة يؤدي في احيان كثيرة الى عدة اضطرابات عصابية(نفسية)او ذهانية(عقلية). واخيراً نقول ان احلام اليقظة بها من الفوائد بقدر ما بها من المساؤي،ففوائدها تعمق الخيال وتشحذ المشاعر الداخلية وتعطي العقل فسحة من التجوال في زواياه التي لم تطأها الافكار ولكن اذا تعمقت هذه العادة وادمن عليها المراهق وطالت مدتها سوف تؤدي الى الفشل في التكيف مع الواقع ،والخلل في التوافق الداخلي النفسي والخارجي وتكون نتيجتها الادمان حتى يبتعد صاحبها عن ملامسته واقع الحياة ومجاهدته من اجل المواجهة التي تقتضي ان يفكر ويعمل معاً.



#اسعد_الامارة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- التوافق المهني انعكاس للتوافق النفسي
- الانفعال والجسد
- حياتنا والضغوط النفسية
- انه الفصام-الشيزوفرينيا-ما اقساه
- العلاقة الزوجية.. نضوج الدوافع وتوافق الحاجات
- الميول الانثوية عند الرجال.. بين الرغبة والدفاع
- الجنس..الرغبة والدفاع
- التوافق الديني..ونقيضه
- التوافق والصحة النفسية
- الضغوط النفسية ونتائجها المرضية
- الحاجة للآخر ..ضرورة!!
- القلق وقرحة المعدة
- الطفل بين القبول والرفض والرفض في الاسرة
- الطفولة والتلقائية
- تحرير المرأة وتحرير المجانين
- لغز القلق
- اٍعرف المسالمة، ترفض العنف
- التفاؤل والتشاؤم بين الصحة ونقيضها
- التعصب والتصلب في الرأي وعلاقتهما بالمرض النفسي
- هل تخفي شخصياتنا افعالنا ام العكس؟


المزيد.....




- -قناع بلون السماء- للروائي الفلسطيني السجين باسم خندقجي تفوز ...
- شاهد.. آلاف الطائرات المسيرة تضيء سماء سيول بعرض مذهل
- نائب وزير الدفاع البولندي سابقا يدعو إلى انشاء حقول ألغام عل ...
- قطر ترد على اتهامها بدعم المظاهرات المناهضة لإسرائيل في الجا ...
- الجيش الجزائري يعلن القضاء على -أبو ضحى- (صور)
- الولايات المتحدة.. مؤيدون لإسرائيل يحاولون الاشتباك مع الطلب ...
- زيلينسكي يكشف أسس اتفاقية أمنية ثنائية تتم صياغتها مع واشنطن ...
- فيديو جديد لاغتنام الجيش الروسي أسلحة غربية بينها كاسحة -أبر ...
- قلق غربي يتصاعد.. توسع رقعة الاحتجاجات المؤيدة للفلسطينيين
- لقطات جوية لآثار أعاصير مدمرة سوت أحياء مدينة أمريكية بالأرض ...


المزيد.....

- فيلسوف من الرعيل الأول للمذهب الإنساني لفظه تاريخ الفلسفة ال ... / إدريس ولد القابلة
- المجتمع الإنساني بين مفهومي الحضارة والمدنيّة عند موريس جنزب ... / حسام الدين فياض
- القهر الاجتماعي عند حسن حنفي؛ قراءة في الوضع الراهن للواقع ا ... / حسام الدين فياض
- فلسفة الدين والأسئلة الكبرى، روبرت نيفيل / محمد عبد الكريم يوسف
- يوميات على هامش الحلم / عماد زولي
- نقض هيجل / هيبت بافي حلبجة
- العدالة الجنائية للأحداث الجانحين؛ الخريطة البنيوية للأطفال ... / بلال عوض سلامة
- المسار الكرونولوجي لمشكلة المعرفة عبر مجرى تاريخ الفكر الفلس ... / حبطيش وعلي
- الإنسان في النظرية الماركسية. لوسيان سيف 1974 / فصل تمفصل عل ... / سعيد العليمى
- أهمية العلوم الاجتماعية في وقتنا الحاضر- البحث في علم الاجتم ... / سعيد زيوش


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - اسعد الامارة - احلام اليقظة ..تسوية موفقة ام انسحاب انهزامي!!