أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - اسعد الامارة - حياتنا والضغوط النفسية















المزيد.....

حياتنا والضغوط النفسية


اسعد الامارة

الحوار المتمدن-العدد: 1313 - 2005 / 9 / 10 - 11:56
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    



ان الناس باستمرار يسايرون ضغوط الحياة اليومية والعادية من دون ان يدركوا ذلك في الغالب،فأذا كانت الحياة وعاء لأي شئ فأنها في المقام الاول وعاء يحوي ضغوطاً كثيرة ومتنوعة بالنسبة الى الافراد،وحتى البشر السعداء والمرتاحين والميسرة احوالهم المالية او الانفعالية النفسية يواجههم الكثير من خيبات الامل والصراعات والاحباط والازمات والانواع المختلفة من الضغوط اليومية،الا ان عدداً قليلا نسبيا منهم هم الذين يواجهون الظروف القاسية والصعبة الشديدة كما عبرت عن ذلك ليندا دافيدوف ، وهو تصريح واضح وصريح بوجود الضغوط النفسية في حياتنا اليومية التي باتت تشكل الغيمة الاكثر قتامة في سماء ايامنا هذه والتي لم تكن في الازمان السابقة ذات تأثير فعال على الانسان مثلما هو الحال اليوم رغم التطور التكنولوجي ووسائل الراحة والاتصال حتى غدا عالم اليوم كما تقول تكنولوجيا الاتصالات قرية صغيرة لكن موضوع الضغوط النفسية شغل الباحثين والمهتمين بالصحة النفسية والطب انشغالا زاد على الوضع الاعتيادي لما لاثاره الجانبية من سلبيات واضحة في حياة الانسان لكون الخبرات المؤلمة التي تمر به على حدتها وقوتها تدخل فيما يسميه علماء النفس بالاحداث الضاغطة،ففي العقود الاخيرة اصبح للضغوط النفسية Stress هيئات متخصصة لدراسة الضغوط النفسية التي تعتري انسان اليوم وما يعانيه من ارق بسبب هذه الضغوط وما جلبته له من امراض مثل قرحة المعدة او الاختناق الليلي او اضطرابات القولون العصبي وهي اعراض جسمية لاسباب نفسية تسمى الامراض النفسجسمية.
ان الضغط النفسي كما يقول وولف حالة نفسية مستمرة عند الكائن الحي توحي له بعدم امكانية تحاشيها لان الضغط حالة ديناميكية مستمرة ومتفاعلة مع المواقف الاخرى، تحدث عند الكائن الحي استجابة لحاجة التكيف،ولأن الحياة بحد ذاتها تستلزم تكيفاً ثابتاً،لذا يتعرض الكائن الحي لحالة ضغط اعلى من الحد العادي او اقل منه،وفي هذا الامر اضطراب بكلتا الحالتين فالمؤسسات العلاجية والجمعيات النفسية والعقلية اكدت على وجود الاسباب المؤدية للامراض النفسية بعد ان تم تشخيصها كسبب اساس ورئيس للامراض النفسية فاعلنت رابطة الطب النفسي الامريكية ان الضغوط يمكن ان تقود الى امراض عقلية وأحد تلك الامراض الاكثر تكراراً والناتجة من الضغوط هي الاكتئاب، وقد اشارت بعض النتائج العلمية والدراسات الميدانية ان الضغوط تأخذ اشكالاً متعددة في احداث نتائجها المرضية او الحالات اللاسوية،فمواقف الضغط النفسي اكبر خطراً من مواقف الضغط المادي او الاجتماعي وذلك بسبب طبيعتها المتواترة،وقد تحدث مواقف الضغط النفسي بفعل مواقف الضغط المادي او الاجتماعي.
يقول علماء النفس ان الازمات النفسية الشديدة او الصدمات الانفعالية العنيفة او اي اضطراب في علاقة الفرد مع غيره من الافراد على مستوى الاسرة او المدرسة او العمل او المجتمع الصغير الذي يعيش فيه وغير ذلك من المشكلات او الصعوبات التي يجابهها الفرد في حياته من السهل ان تدفعه الى حالة الضيق والتوتر والقلق وهي بحد ذاتها ضغوط حياتية تضرب كيان الانسان واتزانه النفسي. وعليه فان الكائن البشري حينما يتعرض يوميا لمصائب او مواقف او هزات انفعالية شديدة ،قد يتحمل وقد ينهار وهناك فروق بين الناس في القدرة على التحمل والمطاولة لاطول فترة ممكنة ولكن لا يمكن ان يستمر الحال كما هو عليه وبعد هذا التحمل ينهار الكائن البشري بعد ان يفقد اخر قدرات التحمل وطاقات المناعة البدنية والنفسية حتى يصاب البعض بامراض نفسية او عقلية. ان الطريقة التي يعبر بها الافراد عن المرض تكون بشكل اعراض مرضية تسبق المرض مثل حالة الذهول او التوهان الفكري او ضعف التركيز الواضح وكثرة النسيان حتى تتطور الحالة المرضية لتصل الى الانهيار.
عدت حياتنا الحالية بكل ما فيها من مصاعب وازمات ناتجة من مشكلات الحياة تؤدي الى ترسب المواقف الضاغطة وتكون استجابة الانسان حادة ازاء المواقف فيختل توافقه النفسي والذاتي ويبدو الاجهاد واضحا في علاقاته الاجتماعية وكثيرا ما شخص اطباء النفس بعض الاضطرابات العصابية"النفسية"على انها استجابة لحادث شديد او نتيجة لضغط نفسي شديد ويقول د.احمد عكاشة تاتي الاضطرابات كنتيجة مباشرة لضغط شديد او حادث مستمر ،فالحدث شديد الاجهاد او الظروف المستمرة غير المريحة هي العامل السببي الاول والاساس ولولا تأثيرهما لما ظهر الاضطراب اصلاً.
ان ما نواجهه في حياتنا اليومية من ضغوط نفسية مستمرة يترسب ويتراكم الى الحد الذي يجعل البعض منا ينفجر فجأة بعد اول موقف شديد حتى تظهر الاعراض،ولا توجد فترة زمنية مباشرة او واضحة بين وقوع الحدث وبداية الاعراض ،فهي عادة لا تتجاوز بضع دقائق ام لم تكن فورية حتى يقع الانهيار الكلي فضلا عن ان الاعراض تعكس نمطا مختلطا وغالبا يكونمتغيرا فبالاضافة الى شدة الحالة وشدة الذهول في مراحلها الابتدائية فقد يشاهد البعض الاكتئاب والقلق والغضب واليأس وزيادة النشاط او انسحاب الفرد التدريجي من دوامة العمل المرهق والاختلاط الاجتماعي الكثيف الى العزلة والانسحاب،هذه الاعراض تخفت بعد ساعات على الاكثر وخصوصا اذا تم استبعاد الفرد الذي تعرض للضغوط النفسية القوية الصادمة عن المحيط محل وطأة تفجر الموقف الضاغط مثل سماع خبر مؤلم او اخبار عن وفاة شخص عزيز او اخبار عن خسارة مالية مفاجئة وصلته بشكل سريع دون سابق انذار فيكون رد الفعل بقوة حجم الضغط ولكن بعد مرور 24-48 ساعة تصبح المؤثرات ضئيلة وتنقص بعد حوالي الثلاثة ايام، ولكن عند البعض تظهر اعراضا تستوفي شروط الاضطراب النفسي المرضي مثل هذيان الاجهاد واستجابة الازمة الحادة وحالة الازمة الفعلية الحادة.
كانت الفكرة السائدة قديما ان الانسان بامكانه ان يتحمل قساوة الطبيعة ومشكلات الحياة بكل ما حملت من ضغط او قسوة علية وان جسده به من القوة ما لا يمكن ان يوصف ونحن نقول ان الضغوط النفسية يمكن لها ان تسبب حالة الارهاق والاجهاد التي لاحصر لها وقد تقع في مجال اي تجربة جسمية ولكن ما يؤثر عليها فعليا هو العوامل الداخلية النفسية والعقلية ولهذا فان الضغوط تحدث اثرها ان تجمعت تدريجيا ووصلت الى الحد الذي لا يستطيع الفرد التكيف عليه او تحمله،واثبتت البحوث النفسية الميدانية ان انفعال الضغوط قد يحدث اذاما تجمعت مصادر الشدة الكافية والمختلفة في آن معاً او بالتتابع تكفي بمجموعها تكوين ازمة تهز كيان واختلال الفرد حتى تفقده المقاومة وقدرته على التحمل.





#اسعد_الامارة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- انه الفصام-الشيزوفرينيا-ما اقساه
- العلاقة الزوجية.. نضوج الدوافع وتوافق الحاجات
- الميول الانثوية عند الرجال.. بين الرغبة والدفاع
- الجنس..الرغبة والدفاع
- التوافق الديني..ونقيضه
- التوافق والصحة النفسية
- الضغوط النفسية ونتائجها المرضية
- الحاجة للآخر ..ضرورة!!
- القلق وقرحة المعدة
- الطفل بين القبول والرفض والرفض في الاسرة
- الطفولة والتلقائية
- تحرير المرأة وتحرير المجانين
- لغز القلق
- اٍعرف المسالمة، ترفض العنف
- التفاؤل والتشاؤم بين الصحة ونقيضها
- التعصب والتصلب في الرأي وعلاقتهما بالمرض النفسي
- هل تخفي شخصياتنا افعالنا ام العكس؟
- مهارة اللاعنف..مهارة الالفة والصداقة
- التكامل النفسي بين الواقعية والمثالية
- نحن واضطرابات العصر(الاضطرابات النفسجسمية)سيكوسوماتيك


المزيد.....




- مؤلف -آيات شيطانية- سلمان رشدي يكشف لـCNN عن منام رآه قبل مه ...
- -أهل واحة الضباب-..ما حكاية سكان هذه المحمية المنعزلة بمصر؟ ...
- يخت فائق غائص..شركة تطمح لبناء مخبأ الأحلام لأصحاب المليارات ...
- سيناريو المستقبل: 61 مليار دولار لدفن الجيش الأوكراني
- سيف المنشطات مسلط على عنق الصين
- أوكرانيا تخسر جيلا كاملا بلا رجعة
- البابا: السلام عبر التفاوض أفضل من حرب بلا نهاية
- قيادي في -حماس- يعرب عن استعداد الحركة للتخلي عن السلاح بشرو ...
- ترامب يتقدم على بايدن في الولايات الحاسمة
- رجل صيني مشلول يتمكن من كتابة الحروف الهيروغليفية باستخدام غ ...


المزيد.....

- فيلسوف من الرعيل الأول للمذهب الإنساني لفظه تاريخ الفلسفة ال ... / إدريس ولد القابلة
- المجتمع الإنساني بين مفهومي الحضارة والمدنيّة عند موريس جنزب ... / حسام الدين فياض
- القهر الاجتماعي عند حسن حنفي؛ قراءة في الوضع الراهن للواقع ا ... / حسام الدين فياض
- فلسفة الدين والأسئلة الكبرى، روبرت نيفيل / محمد عبد الكريم يوسف
- يوميات على هامش الحلم / عماد زولي
- نقض هيجل / هيبت بافي حلبجة
- العدالة الجنائية للأحداث الجانحين؛ الخريطة البنيوية للأطفال ... / بلال عوض سلامة
- المسار الكرونولوجي لمشكلة المعرفة عبر مجرى تاريخ الفكر الفلس ... / حبطيش وعلي
- الإنسان في النظرية الماركسية. لوسيان سيف 1974 / فصل تمفصل عل ... / سعيد العليمى
- أهمية العلوم الاجتماعية في وقتنا الحاضر- البحث في علم الاجتم ... / سعيد زيوش


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - اسعد الامارة - حياتنا والضغوط النفسية