أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - اسعد الامارة - هل تخفي شخصياتنا افعالنا ام العكس؟














المزيد.....

هل تخفي شخصياتنا افعالنا ام العكس؟


اسعد الامارة

الحوار المتمدن-العدد: 1277 - 2005 / 8 / 5 - 09:21
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


معظم الناس يعرفون ان الشخصية هي جماع جوانب الذات كما يراه الاخرون وهي تتضمن عادة في اوسع معانيها الشائعة ،التوافق الاجتماعي والقدرة على التأثير في الاخرين تأثيراً مرغوباً فيه بغير مجهود ولكن البعض يعاني من الاحساس بالنقص في الشخصية ،والبعض الآخر يعاني من ازدواج في الشخصية والبعض لديه انحراف واضح في سلوكه عن الاخرين وبسبب هذا الانحراف يشعر باختلاف في شخصيته عن الاخرين،وآخر يتمتع بقوة الشخصية وهكذا ..وحديثنا الان عن الشخصية التي لا تظهر ما تريد مباشرة في سلوكها او افعالها،فهل تخفي فعل ما تريد؟
يقول علماء التحليل النفسي ان احدى ميكانيزمات الدفاع التي يلجأ اليها الفرد لكي يخفي القلق الذي يشكل له في احيان كثيرة فقدان الاتزان النفسي فيلجأ الفرد الى ان يخفي ما يريد او يقول عكس ما يريد ولكنه يقصد شيئا اخر غير مباشر،هذه الحيلة الدفاعية هي التكوين العكسي Reaction Formation والتكوين العكسي سمة من سمات الخلق نشأت كرد فعل على ميل غريزي مرفوض لدى الذات(الانا)فهو ينتج عن عملية كبت سابقة ويدعم وجودها وتقول(ليندا دافيدوف)حينما يخفي الناس دافعاً حقيقياً عن انفسهم(عن طريق القمع او الكبت)ويعبروا عن العكس باتجاهاتهم وسلوكهم فأنهم بذلك يستخدمون التكوين العكسي،وتساعد هذه الطريقة اي منا على تجنب القلق المرتبط بعملية المواجهة الفعلية للسمات الشخصية غير المرغوبة فيحول الحقد ونزعاته في داخله في صورة معاكسة تماماً صورة اخرى مثل المحبة والود المبالغ فيه او الزائد عن اللزوم او كما تقول(دافيدوف)وجود الدافع الجنسي الشديد يبدو في صورة الفتور واللامبالاة وكذلك صورة العدوان الذي يختفي خلف صورة الرقة والعاطفة.
ان صور التكوين العكسي او رد الفعل تتضمن ابدال المشاعر المثيرة للقلق في الشعور بنقيضها مثل تبدل الكراهية المعلنة بالود والحب وبهذه الوسيلة تدفع الفرد الى التكيف لكي تخفف لديه من حدة التوتر والقلق الناتج عن المشاعر الاصلية وان كانت نوع من تشويه للحقيقة وفي هذه الحالة كما يقول علماء التحليل النفسي تظل الشحنات والدفعات الاصلية غير المرغوب فيها موجودة الا انها تُقنع وتغطي بطريقة تكون بعكس حقيقتها لكي لا تسبب القلق والتبرير.فاستخدام هذه الحيلة"الستراتيجية" اللاشعورية يغني عن اللجوء الى حيل "استراتيجيات"دفاعية مساعدة لدرء الخطر الناجم عن احتمال رفع الكبت في احوال معينة، لذا فهذه الحيلة الدفاعية تساعد هذه الشخصية فتحصنها وتجعلها في منأى عن الخطر الغريزي المستبعد.
ان الامثلة عديدة وكثيرة في حياتنا اليومية وفي تعاملنا مع الاخرين وفي سلوكنا الفردي،فهذه التعاملات والسلوكيات تخفي خلفها افعال اخرى ويتسائل البعض عن كيفية التمييز بين الحالتين الاولى:الحقيقية الاصلية والثانية:التي تكون رد رد فعل، فيقول علماء النفس ان الحالة الاولى تسير الامور بشكلها الطبيعي بدون اية مزايدة او مبالغة في حين في الحالة الثانية يبالغ الشخص بمشاعره واظهار الصور المتطرفة من التعامل والسلوك،فمبالغة الزوج في معاملته لزوجته باظهار اعلى درجات الود والاحترام حتى يغرقها بالهدايا والود المبالغ فيه ويظهر لها مشاعره المتطرفة بالود وهو في نفس الوقت يخونها مع امرأة اخرى،فكما لو كان شعوره بالذنب وتأنيب الضمير الذي لا يستطيع مواجهتها بصراحة افعاله الحقيقية وما يفعله ضدها في الخفاء،فتظهر هذه الحيلة كدفاع عن هذه الافعال والسلوكيات التي يمارسها،كذلك هناك صور اخرى لسلوك التكوين العكسي يتمثل في القسوة والمبالغة في النظافة من حيث هي رد فعل على ميل لا شعوري الى القذارة. يعد التكوين العكسي احد الحيل الدفاعية الاساسية التي يمارسها الاشخاص الذين يعانون من العصاب الوسواسي Obsessional neurosis والوسواس هي حالة مرضية نفسية يكون المظهر الغالب فيها شكوى الانسان الدائم من اعراض مرضية ثابتة او متبدلة تشغل بال وذهنيته وتستحوذ على معظم تفكيره واهتمامه وهذا العرض المرضي تكون معظم مظاهره تدور حول القلق وانواعه الاخرى،ونجد في صفات الشخصية الوسواسية التي تتخذ من التكوين العكسي الستراتيجية الاكثر التزاماً بها،ان الوسواسي ذو شخصية خاصة فهو محب لنفسه(نرجسي)ويحب العزلة ويجد فيها وسيلة دفاعية نفسية وكلما زادت عزلته كلما زاد تأمله لنفسه ولجسمه وكلما زادت اعراضه المرضية وربما يكون في النتيجة اكثر غموضا واكثر استخداما لهذا الميكانزم الدفاعي"التكوين العكسي" وهو يقول عكس ما يضمر في داخله وما ينوي فعله، فالساسة من رجال الحكم المتسلط هم اكثر الشخصيات استخداما له فضلا عن الرجال الذين يضمرون شيئا ويظهرون شيئاً آخر في سلوكهم.



#اسعد_الامارة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مهارة اللاعنف..مهارة الالفة والصداقة
- التكامل النفسي بين الواقعية والمثالية
- نحن واضطرابات العصر(الاضطرابات النفسجسمية)سيكوسوماتيك
- تفجير النفس بين التعصب والاكتئاب
- الصراع النفسي ..ديالكتيك الهم الانساني
- هل يتراجع العراقيون عن قيم التسامح والمودة!!
- الشخصية السلبية Passive
- الهذيان والهلاوس في المرض العقلي..حقيقة ام وهم؟
- هكذا يتم تحويل المشاعر والافكار!!
- عقدة النقص وآلية التعويض
- التسامي في السلوك ..قوة للنفس والانسان
- الشك المرضي..ابعاده وتأثيره على الشخصية
- الارهاب الاسلامي وقيم العنف
- صراع الجسد والنفس والمجتمع..رؤية نفسية
- المقاومة العراقية ..بين الطائفية وجذورها!!
- صراع النفس مع النفس
- البرهان العلمي في اسس الجامعة المفتوحة في الدانمارك
- العراقيون وعقوبات المقاومة
- الشخصية النرجسية
- الانتماء وحرية الاختيار..رؤية نفسية


المزيد.....




- وثقته كاميرا.. فيديو يُظهر إعصارًا عنيفًا يعبر الطريق السريع ...
- -البعض يهتف لحماس.. ماذا بحق العالم يعني هذا؟-.. بلينكن يعلق ...
- مقتل فلسطينيين برصاص الجيش الإسرائيلي في الضفة الغربية (صور+ ...
- سماء غزة بين طرود المساعدات الإنسانية وتصاعد الدخان الناتج ع ...
- الناشطون المؤيدون للفلسطينيين يواصلون الاحتجاجات في جامعة كو ...
- حرب غزة في يومها الـ 204: لا بوادر تهدئة تلوح في الأفق وقصف ...
- تدريبات عسكرية على طول الحدود المشتركة بين بولندا وليتوانيا ...
- بعد أن اجتاحها السياح.. مدينة يابانية تحجب رؤية جبل فوجي الش ...
- ضابط استخبارات سابق يكشف عن عدد الضحايا الفرنسيين المرتزقة ف ...
- الدفاعات الروسية تسقط 68 مسيرة أوكرانية جنوبي البلاد


المزيد.....

- فيلسوف من الرعيل الأول للمذهب الإنساني لفظه تاريخ الفلسفة ال ... / إدريس ولد القابلة
- المجتمع الإنساني بين مفهومي الحضارة والمدنيّة عند موريس جنزب ... / حسام الدين فياض
- القهر الاجتماعي عند حسن حنفي؛ قراءة في الوضع الراهن للواقع ا ... / حسام الدين فياض
- فلسفة الدين والأسئلة الكبرى، روبرت نيفيل / محمد عبد الكريم يوسف
- يوميات على هامش الحلم / عماد زولي
- نقض هيجل / هيبت بافي حلبجة
- العدالة الجنائية للأحداث الجانحين؛ الخريطة البنيوية للأطفال ... / بلال عوض سلامة
- المسار الكرونولوجي لمشكلة المعرفة عبر مجرى تاريخ الفكر الفلس ... / حبطيش وعلي
- الإنسان في النظرية الماركسية. لوسيان سيف 1974 / فصل تمفصل عل ... / سعيد العليمى
- أهمية العلوم الاجتماعية في وقتنا الحاضر- البحث في علم الاجتم ... / سعيد زيوش


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - اسعد الامارة - هل تخفي شخصياتنا افعالنا ام العكس؟