أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - اسعد الامارة - صراع الجسد والنفس والمجتمع..رؤية نفسية















المزيد.....

صراع الجسد والنفس والمجتمع..رؤية نفسية


اسعد الامارة

الحوار المتمدن-العدد: 1252 - 2005 / 7 / 8 - 11:06
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


لاشك ان اي صراع هو في الحقيقة جهد اضافي مبذول لحل الاشكال الواقع بين طرفين،اذا كان هناك طرفي صراع،اما اذا تعددت الاطراف وتداخلت مع بعضها البعض يصبح السلوك شاذاً حتماً،كما هو الحال في موضوعنا الحالي. ويقول علماء النفس هذا السلوك ناتج من صراعات الجسد والنفس من جهة والمجتمع من جهة اخرى حتى يغدو السلوك شاذاً وهو بنفس الوقت استجابة لمشكلات الحياة.يقول(د.محمد شعلان)اذا كان الانشقاق اكثر شمولا بحيث يطغي الجزء المنشق على الاصل ويفقد الشخص توافقه مع نفسه وجسده ومجتمعه على السواء فينطمس صوت الشاكي بداخله لدرجة ان تأتي الشكوى من المجتمع المحيط به فأن التغيير يتحول الى تغيير كيفي ويفقد الشخص تماسك بنيانه ويصبح انشقاقه على نفسه جذرياً.ويتحدد ذلك في ما يصدر عنه من سلوك تميزه المحكات التالية:

- قصور النشاط المعرفي مثل تدني القدرات العقلية والادراك ،الانتباه،التفكير،الاستلال،الحكم على الاشياء،التذكر،الاتصال.
- قصور السلوك والنشاط الاجتماعي مثل الخروج على القيم والتقاليد الاجتماعية السائدة في المجتمع،والتي تنظم السلوك العام في اي مجتمع،فأنه ينحرف بدرجة عالية عن مستويات تلك القيم والتقاليد.
- ضعف التحكم الذاتي ووضوح في ضعف القدرة على التحكم المطلق في السلوك،يكاد ينعدم عند البعض او يصل الى مستويات عالية في الانعدام.
- مشاعر الضيق،حيث تبدو علامات ومشاعر الضيق الواضحة التي ينتابها الاسى والقلق والغضب والحزن،كلها انفعالات سوية ولكن في حالة صراع الجسد والنفس والمجتمع تكون بطريقة غير مناسبة تؤدي الى المعاناة بطريقة حادة جداً وغير مألوفة.

انها الاضطرابات الذهانية بعينها"الذهان"ويقول(سيجموند فرويد)يغدو الواقع مؤلماً الى حد يعجز معه الشخص عن مواجهته نفسياً على اي نحو من الانحاء او حين تقوى الدوافع الغريزية بحيث لا يستطيع المرء السيطرة عليها فيصبح اصطدامها بالواقع امراً محتوماً.ومن الملاحظ ان في صراع الجسد والنفس والمجتمع المتمثل في الاضطرابات الذهانية عدة اعراض منها الغيرة الشديدة والشك في الاخرين واهدافهم،وتفسير ما يفعله الآخر من وجهة نظر شخصية بحتة دون محاولة التحقق من معرفة النوايا والنتائج التي يتوصل لها تفكيره.الفرد الذي يعصف به هذا الصراع لا يحتمل اي نقاش او جدال،حتى ان سلسلة افكاره تكاد تتلاطم وتنسج خيالات غير منطقية يخدع بها نفسه وغيره.كما انه يمتاز بالميل الشديد للانتقام ويمتاز بقدرة عالية وملحوظة في الذكاء العام يصل في الكثير من الاحيان الى درجات عالية فوق المستوى العادي،كما انه يمتاز بقدرات اضافية علمياً واقتصادياً وادبياً وفكرياً.انه يميل الى المباهاة والمفاخرة مع الحساسية الزائدة والتزمت حد الجمود والتمسك في الرأي والفكرة.
ان ما يميز الشخص الذي يعاني من صراعات الجسد والنفس والمجتمع والمعروف علمياً بالاضطراب الذهاني انه يشعر بحب العظمة وتعتريه موجات من الهياج والاضطراب والغضب والنشوة،كما قد تعتريه حالات من الضيق والكرب والضغوط النفسية الداخلية والحزن.هذه الانفعالات كما يقول علماء النفس تجد تسريبها المقبول بشكل ذكي دون ان يتورط بها مباشرة ولن يتحمل اوزارها . ان من يعاني من هذه الاضطرابات والصراعات ينغصون حياة كل من يتعامل معهم او يحتك بهم،لتأويلهم وتفسيرهم اي بادرة بالشك والظن وسوء النية من المقابل حتى يستشعرها بانها تستهدفه شخصياً وانها مضادة له وتشكل لديه اضطهاد. ان الكثير ممن يعيشون هذه الصراعات يتسمون بالشك الدائم لذا اطلق عليهم بانهم في اضطراب دائم باختلال الانية والعالم الخارجي ويقول (د.احمد عكاشة) انه تبدد الشخصية مع الواقع وتنعكس شخصيته على معاملاته مع الناس ويضيف ( عكاشه) بقوله يتميز بالاتي:

- اندفاع وعدم تنبؤ بسلوكه،خاصة في امكانية تحطيم الذات غير المباشر مثل الايذاء الجسدي
- علاقة قوية غير متوازنة مثل التأرجح المستمر في الاتجاهات وتأليه او تحقير النفس او الاخرين والتلاعب في استعمال الاخرين للمآرب الخاصة
- الغضب غير المناسب او عدم التحكم في الغضب
- اضطراب الهوية بعدم التأكد من بعض الظواهر في الذات مثل الاهداف المستقبلية واختيار المستقبل وانماط الصداقة والقيم والولاء
- عدم التوازن الوجداني وتذبذب العاطفة من الاكتئاب الى القلق الى الغضب الى العصبية الزائدة لعدة ساعات يعود بعدها الى وجدانه الطبيعي
- عدم تحمل الوحدة.

ان سمة الشك الدائم بالزوجة والغيرة عليها فالكثير منهم يتبوأ مواقع ومناصب متقدمة كبيرة فيصبوا نقمتهم على من يعمل معهم دون الاخذ بالاعتبار المسؤولية او المصلحة العامة. يعاني هؤلاء تلقائيا من تغير كيفي في نشاطه العقلي والجسدي او العالم المحيط به بحيث تبدو هذه الاشياء غير حقيقية وقد يشير الى ان حركاته وسلوكه لم تعد تلك الخاصة به وان جسمه يبدو مفتقدا الحياة او معزولا او غريباً بشكل او بآخر وان العالم من حوله يبدو مفتقد اللون والحياة ومفتعلا وان الحياة تبدو غير ذات اهمية ،وان اكثر الشكوى لديه من فقدان المشاعر، فهو يعاني من اختلال واضح في الانية ،اي ان الشخص يشعر بأن مشاعره الخاصة به او خبراته معزولة بعيدة ليست خاصة به،مفقودة فضلا عن اختلال العالم الخارجي لديه ،اي ان الاشياء والناس والعالم المحيط تبدو غير حقيقية،بعيدة مفتعلة،فاقدة الحياةويضيف د.عكاشة بقوله بان صاحب هذا الصراع يؤمن بان هذا التغير هو تغير ذاتي تلقائي،وليس مفروضاً من الخارج او من اشخاص اخرين. تؤكد الكثير من المصادر المقربة للنازي(ادولف هتلر)انه كان يعاني من هذا الصراع المرضي وكذلك الدكتاتور المخلوع(صدام حسين)دكتاتور العراق المهزوم، كما تبدو النزعات الاضطهادية من الشعور بالعظمة وحب الانتقام في كثير من شخصيات هؤلاء الافراد .
ان ما يميز سلوك هؤلاء الذين يعانون من صراعات الجسد والنفس والمجتمع المتمثلة في الاضطرابات الذهانية العقلية ،انهم يحاولون احاطة انفسهم بما يستطيعون من ابهة وعظمة وكبرياء،فالمباني التي يبنونها ضخمة جداُ والمكاتب التي يعملون بها ذات طابع ضخم جداً فضلا عن وجود الحمايات الخاصة والسكرتيرات والاعوان والمستشارين وجمهرة المنافقين والمداحين حتى يبدو لديهم تضخيم الذات ويصدقوا هذا التضخيم بالمديح والرياء وفي اسلوب وطريقة الادارة ،انهم لا يتفاعلون مع الناس او يلتقوا بهم كسائر الاخرين من الناس او يعيشوا حياة اعتيادية بل يحيطون انفسهم بالاعوان والجواسيس الذين يعملون لحسابهم وينقلون لهم الاخبار والمعلومات واحاديث الناس ويتدخلون في خصوصيات الجميع . خلاصة القول ان هذه الشريحة من البشر تتميز باختلال الانية والعالم الخارجي في اطار عدة امراض اهمها اضطراب الوسواس القهري ورهاب الناس الدائم لذا فانهم يعيشون لحظات الخطر الشديد الدائم على الحياة .



#اسعد_الامارة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المقاومة العراقية ..بين الطائفية وجذورها!!
- صراع النفس مع النفس
- البرهان العلمي في اسس الجامعة المفتوحة في الدانمارك
- العراقيون وعقوبات المقاومة
- الشخصية النرجسية
- الانتماء وحرية الاختيار..رؤية نفسية
- التوافق النفسي والرضا عن اهداف الحياة
- الصراع النفسي..ديالكتيك الهَمِِْ الانساني
- بين الخصاء والخصاء العقلي !!
- ابني المراهق في ازمة ..كيف اتعامل معه؟
- الهفوات وفلتات اللسان وزلات القلم!!رؤية نفسية
- الايحاء ..المدخل السيكولوجي لمصادرة العقل
- الجامعة العربية المفتوحة في الدانمارك التنوع العلمي المتجانس ...
- الشخصية الفيتشية Fetishism انحرافات
- الشخصية بين اضطرابها ونضجها
- العنف والتعصب ..كسب وهمي ناقص
- الشخصية المازوخية وانحرافاتها
- العنف يسود العالم
- رؤية في الفكر العلمي العملي
- الشخصية السادية وانحرافاتها


المزيد.....




- حمزة يوسف.. الوزير الأول بإسكتلندا يعلن أنه سيستقيل من منصبه ...
- مصادر لـCNN: حماس تناقش مقترحًا مصريًا جديدًا لإطلاق سراح ال ...
- رهينة إسرائيلية أطلق سراحها: -لن أسكت بعد الآن-
- لا يحق للسياسيين الضغط على الجامعات لقمع الاحتجاجات المناصرة ...
- باسم خندقجي: الروائي الذي فاز بالجائزة العالمية للرواية العر ...
- بلينكن يصل إلى السعودية لبحث التطبيع مع إسرائيل ومستقبل غزة ...
- ظاهرة غريبة تثير الذعر في تايوان.. رصد أسراب من حشرات -أم أر ...
- مصري ينتقم من مقر عمله بعد فصله منه
- لردع الهجمات الإلكترونية.. حكومة المملكة المتحدة تحظر استخدا ...
- الدفاع الروسية تعلن تحرير بلدة في دونيتسك والقضاء على 975 جن ...


المزيد.....

- فيلسوف من الرعيل الأول للمذهب الإنساني لفظه تاريخ الفلسفة ال ... / إدريس ولد القابلة
- المجتمع الإنساني بين مفهومي الحضارة والمدنيّة عند موريس جنزب ... / حسام الدين فياض
- القهر الاجتماعي عند حسن حنفي؛ قراءة في الوضع الراهن للواقع ا ... / حسام الدين فياض
- فلسفة الدين والأسئلة الكبرى، روبرت نيفيل / محمد عبد الكريم يوسف
- يوميات على هامش الحلم / عماد زولي
- نقض هيجل / هيبت بافي حلبجة
- العدالة الجنائية للأحداث الجانحين؛ الخريطة البنيوية للأطفال ... / بلال عوض سلامة
- المسار الكرونولوجي لمشكلة المعرفة عبر مجرى تاريخ الفكر الفلس ... / حبطيش وعلي
- الإنسان في النظرية الماركسية. لوسيان سيف 1974 / فصل تمفصل عل ... / سعيد العليمى
- أهمية العلوم الاجتماعية في وقتنا الحاضر- البحث في علم الاجتم ... / سعيد زيوش


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - اسعد الامارة - صراع الجسد والنفس والمجتمع..رؤية نفسية