أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - اسعد الامارة - الشخصية المازوخية وانحرافاتها















المزيد.....

الشخصية المازوخية وانحرافاتها


اسعد الامارة

الحوار المتمدن-العدد: 1219 - 2005 / 6 / 5 - 11:41
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


تعد الانحرافات في الشخصية بلاءاً يصيب الانسان،فانحرافات الشخصية متعددة منها ما يؤثر على اقرب المقربين ومنها ما يصل الى الغرباء من الناس وهي الشخصية السيكوباثية –المضادة للمجتمع- حيث تكون العدوانية عند صاحب هذه الشخصية عظيمة لا يمكن وصفها بشكلها الطبيعي حتى تطول جميع الاهل والناس الاخرين،فتضفي على صاحبها الروح العدوانية القاسية .أما في الشخصية السادية وما فيها من انحرافات ايضاً ،فيها عنف وسلوك عدواني ولكن تكون القسوة واضحة في التعامل الجنسي ويتعداه بشكل اوسع الى الممارسات الاخرى في الحياة اليومية خصوصاً اذا احيل بين الفعل الجنسي وممارسته مع الشريك(امرأة كانت او من نفس الجنس)فهو يعد بحد ذاته انحرافاً يشمل الفرد الذي يعاني منه ومن يمارس معه الجنس،بنفس الوقت يتحول الى عدوان سافر وسلوك عدواني قاسي علني في احيان كثيرة.
اما نمط الشخصية المازوخية فهي الشخصية القريبة من الشخصية السادية وربما كانت صنوها او نقيضها في الفعل والممارسة ويقول(سيجموند فرويد)مؤسس التحليل النفسي،يدل هذا الانحراف على ارتباط اللذة الجنسية التي يستشعرها الشخص بما يعانيه من الم بدني ونفسي،ويعود ابتداع هذا الانحراف الى الكاتب النمساوي"ساخر مازوخ" Sacher Masoch " (1836- 1895) الذي تفنن في وصف المواقف التي تتجلى فيها سطوة المرأة وقسوتها في الحب واستخدامها السوط في تعذيب من تحب واستعبادها الحبيب استعباداً مطلقاً ويضيف(فرويد)بقوله يصحب هذا الالم الجسمي عذاب نفسي ويقول ايضاً عادة تتقمص المرأة شخصية يتوفر لها بالضرورة صفات معينة كأن تكون قوية البنية ترتدي ثوباً من الفراء وفي يدها سوط. وفي مجتمعاتنا الشرقية تظهر صورة الشخصية المازوخية لدى النساء خصوصاً بصورة المرأة المتسلطة التي تفرض سيطرتها الكاملة على الزوج وعلى الابناء وعلى من حولها حتى تلجأ احياناً الى ان تتفوه بالعديد من الالفاظ الخشنة والقاسية تجاه من تتعامل معه وتكون شخصية متسلطة في البيت والعمل ايضاً . ان المرأة في المجتمعات المحافظة مارست هذا السلوك بصورته المخففة بسبب القيود التي تفرضها الحضارة الشرقية عموماً والعربية بشكل خاص فهي تحمل الروح العدوانية وتبدو واضحة جداً في التعامل الخشن ونلاحظها ايضا في تحكمها العنيف في ادارة شؤون الاسرة "البيت"وتقسو على من معها وخصوصا الخادمات او العاملات في كل شئ ونراها تقرر وتطلب من الاخرين التنفيذ بدون مناقشة، وتشبه صورة المرأة المسترجلة، في حين يرغب معظم الرجال بعكس هذه الصورة، وهي صورة المرأة الانسحابية . ان مازوخيتها الملطفة جعلتها ان لاتتجاوز الحدود المسموحة لها في مجتمعاتنا وتكون صورة المرأة المازوخية خصوصاً في الممارسة الجنسية مع زوجها او مع من تحب في بعض المجتمعات التي تسمح بذلك تكون على الوضع التالي ، ان اشباعها الجنسي يكون مرتبطاً بالالم البدني الذي توقعه بالشريك(الطرف الآخر) ويظهر على صورة سلوك بدني مثل العض الشديد والقرص القاسي او ضغط يرتبط به الم جسدي او نفسي،والالم النفسي هو اطلاق الالفاظ مع المحب او الشريك الجنسي بالاهانة والتحقير والاذلال ،ولاتصل المرأة المازوخية الى قمة اللذة المتاحة للاشباع الكامل الا بعد ان تمارس كل تلك الطقوس الانحرافية ويصاحبها شد نفسي وتوتر وخيالات واسعة وتستحضر او يستحضر المازوخي مواقف وخيال به من صفات العنف والقسوة بمكان لكي يزيد الاستثارة ويساعد على اكتمال الفعل الجنسي.
يقول(د.علي كمال)المازوخية هي القطب الثاني من محور السادومازوخية وهي الحالة التي تتمثل في تقبل الفرد للمعاناة والالم الجسمي او النفسي او لكليهما تمهيداً للعلاقة الجنسية او اتمامها وكما هو الحال فأن السادية هي الاستسلام للالم وتقبله وربما السعي اليه وتطلبه. اما المازوخية فهي تقبل الالم كشرط للاثارة الجنسية ،والسادو مازوخية هي توفر التجربتين معاً في الفرد الواحد.
تتداخل في مفهوم المازوخية العديد من الافكار وتتفاعل الممارسات في الشخصية المنحرفة بشقها المازوخي حتى يبدو الخضوع للالم او القبول به لغرض الحصول على اللذة الجنسية في الممارسة او ما يساويها من افعال تصدر من بعض المازوخيين هي الهدف والنتيجة معاً وهي بحد ذاتها لذة مبتورة تخفي خلفها العديد من الاستفسارات التي يعرفها معشر السيكولوجيين المتخصصين في علم نفس الاعماق(التحليل النفسي)اكثر من غيرهم، وازاء ذلك فأن الفرد الذي يقع عليه الالم كما يرى التحليل النفسي يشعر بذلك على صورة ألم او انه يجد لذة بتحويل الالم الى لذة.وتفسر نظرية التحليل النفسي المازوخي على اساس تجارب الطفولة التي تربط بين الممارسة الجنسية وبين الالم كما حدث في حياة "مازوخ"الذي منه اشتق هذا المفهوم،ولذلك فأن الثمن الذي لابد للشخص المازوخي ان يدفعه للوصول الى لذته الجنسية هو الالم ومدى تقبله في العلاقة الجنسية،وعَد البعض من المهتمين بدراسة الشخصية المازوخية بكل انحرافاتها،ان الحرارة والدغدغة قد تكون مثيرة للشعور بالراحة واللذة غير انها تصبح احاسيس مثيرة ومؤلمة اذا ما زادت عن مستواها الاعتيادي واستمرت مدة طويلة،حتى وجدوا ان الاحساس بالالم اذا ما استمر وتواصل ربما يصبح احساساً مرغوباً به،وبذلك فأن ما يبدأ بالاصل كمجرد خضوع او قبول بالالم قد ينتهي الى الشعور باللذة كما يعتقد اصحاب مدرسة التعلم الشرطي،ويكون التطبيع الشرطي والتطبع بالاحاسيس الجديدة وقبولها امراً مقبولاً.
ان معظم الناس يمرون بخبرة السادية او المازوخية كسلوك في خصوصياتهم الدقيقة مع زوجاتهم او مع ازواجهم او مع من يتعاملون جنسياً معهم، وتحدث الحالة بشكلها الطبيعي وفي حدود المعقول التي لم تجد الاستمرارية والتطبع عليها بشكل مستمر،واثبتت بعض الدراسات المتخصصة بأن المرأة اكثر عنفاً من الرجل وبأنها الاكثر سادية،الا ان البعض من الباحثين يرون العكس وبأن المرأة في سلوكها اكثر تدليلاً على غلبة السلوك المازوخي في ثنايا خصوصياتها او عموميتها،رغم ان تأكيدهم بان الانثى تتحمل الالم بشكل مازوخي حاد وتقبل الخضوع والرضوخ للرجل في احيان كثيرة بغية تحقيق اهدافها التي تجد فيها اللذة ومنها عملية فض البكارة،وهي عملية مؤلمة وبها من العنف الموجه للانثى ولكن اللذة المتحققة بعد ذلك اكبر من لحظات الالم،وكذلك هو الحال في عملية الحمل،فقدرات المرأة على تحمل الصعاب والمشقة خلال مراحله ثم مرحلة الولادة والانجاب،بها من الالم ما يساوي اللذة،بل تفوق اللذة على مستويات الالم وشدته،فاللذة المتحققة من الانجاب عند الانثى تجعلها تقبل آلم الحمل وطول مدته ومضاعفاته وما ينتج عنه من معاناة مقابل اللذة المتحققة.خلاصة القول لابد من الالتفات الى ان المازوخية لاتنفصل عن السادية وان القسوة على الذات مشوبة بالقسوة على الغير،فنحن في الواقع حيال حدين متضايفين متساويين في درجة المتعة والآلم،مختلفين في النوع،متفقين في النتيجة.



#اسعد_الامارة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العنف يسود العالم
- رؤية في الفكر العلمي العملي
- الشخصية السادية وانحرافاتها
- التوحد(التقمص)..بين القوة واصطناعها!!
- الارق ..واضطرابات النوم
- الشخصية المتقلبة Cycloid
- الخيال الفكري عند الفصامي
- الشخصية المتفجرة Explosive
- فيدراليةجنوب العراق..السمات والخصائص
- اطفال العراق بين المدرسة والكفن
- التعصب .. تعزيز لصورة الذات السلبية
- الشخصية المتزنة
- العراق..الوضوء بالدم
- الشخصية المبدعة-الابتكارية-
- اضواء على فيدرالية الجنوب في العراق الجديد!!
- اسقاط المشاعر..هل يعيد الاتزان ام يكشفها؟
- الشخصية الانطوائية
- العقدة النفسية.. حقيقة ام وهم
- الالتزام الديني ..بين الطاعة والطاعة العمياء
- الدافعية واستجابة الانجاز


المزيد.....




- عباس: أمريكا هي الدولة الوحيدة القادرة على منع إسرائيل من ال ...
- هل غيرت الضربات الصاروخية الإيرانية الإسرائيلية الشرق الأوسط ...
- كيف وصل مصريون قُصّر غير مصحوبين بذويهم إلى اليونان؟
- جهود دولية حثيثة من أجل هدنة في غزة - هل تصمت المدافع قريبا؟ ...
- وسائل إعلام غربية تكشف لكييف تقارير سيئة
- الرئيس السوري يستعرض مع وزير خارجية البحرين التحضيرات للقمة ...
- -ما تم بذله يفوق الخيال-.. السيسي يوجه رسالة للمصريين بخصوص ...
- روبوتات -الساعي- المقاتلة الروسية تقتحم مواقع العدو وتحيّد 1 ...
- روسيا.. قانون جديد يمنح -روس كوسموس- حق بيع بيانات استشعار ا ...
- اكتشاف صلة بين فيتامين الشمس والاستجابة المناعية للسرطان


المزيد.....

- فيلسوف من الرعيل الأول للمذهب الإنساني لفظه تاريخ الفلسفة ال ... / إدريس ولد القابلة
- المجتمع الإنساني بين مفهومي الحضارة والمدنيّة عند موريس جنزب ... / حسام الدين فياض
- القهر الاجتماعي عند حسن حنفي؛ قراءة في الوضع الراهن للواقع ا ... / حسام الدين فياض
- فلسفة الدين والأسئلة الكبرى، روبرت نيفيل / محمد عبد الكريم يوسف
- يوميات على هامش الحلم / عماد زولي
- نقض هيجل / هيبت بافي حلبجة
- العدالة الجنائية للأحداث الجانحين؛ الخريطة البنيوية للأطفال ... / بلال عوض سلامة
- المسار الكرونولوجي لمشكلة المعرفة عبر مجرى تاريخ الفكر الفلس ... / حبطيش وعلي
- الإنسان في النظرية الماركسية. لوسيان سيف 1974 / فصل تمفصل عل ... / سعيد العليمى
- أهمية العلوم الاجتماعية في وقتنا الحاضر- البحث في علم الاجتم ... / سعيد زيوش


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - اسعد الامارة - الشخصية المازوخية وانحرافاتها