أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - اسعد الامارة - الشخصية المبدعة-الابتكارية-















المزيد.....

الشخصية المبدعة-الابتكارية-


اسعد الامارة

الحوار المتمدن-العدد: 1198 - 2005 / 5 / 15 - 11:55
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


يتحدث الناس كثيرا عن الذكاء والتفوق والموهبة والابداع والعبقرية والابتكارية وما الى ذلك من مفاهيم ومصطلحات واحيانا تدخل المعادلات في حساب نسبة الذكاء وقياسه . وفي البداية سوف نعرض لبعض التعريفات .
الذكاء .. هو القدرة على النشاط العقلي التي لايمكن قياسها مباشرة ، اما الابتكارية .. فهي النشاط العقلي الابداعي والاصيل الذي ينحرف عن الانماط المعتادة والمألوفة والذي يؤدي الى اكثر من حل واحد مقبول للمشكلة . اعتقد الناس بان الشخص المبدع لابد ان يكون مضطربا في حياته النفسية او ان هناك تصرفات او سلوكيات تصدر عنه غير متوافقة مع عامة الناس حتى انهم ربطوا هذه التصرفات بين العبقرية والجنون ، والبعض من العامة ارجع ذلك الى وجود اختلال في العقل ، مما ساعد على ترسيخ هذا الرأي والاعتقاد لدى البعض ، وهو ناتجمن اصابة بعض المبدعين والعباقرة والموهوبين عقليا او المتفوقين باضطراب عقلي في فترة او اخرى من حياتهم . ولو تأملنا في ملاحظة سلوك بعض الشخصيات المبدعة في الرسم او النحت او الادب والفن او العلوم او الموسيقى والشعر والكتابة بانواعها ، لوجدنا هناك بعض مظاهر هذه السلوكيات غير الطبيعية ، ولو تأملنا ايضا في دراسة اعمالهم ونتاجاتهم بكافة انواعها لوجدنا ان السمة الغالبة هي الاختلاف عن السلوك العام لدى عامة الناس .
اما علماء النفس في مجال التفوق العقلي والابتكارية فيرون عكس ذلك بقولهم بشكل عام بأن اضطراب الحياة النفسية والعقلية للعبقري لاعلاقة سببية بينه وبين العمل الابداعي وبأن معظم المبدعين في المجالات المختلفة هم من الاسوياء في حياتهم النفسية وسلوكهم الاجتماعي وان القلة فقط من المبدعين يتسمون باعراض تدلل على انحرافهم بصورة او اخرى عن المجال الطبيعي للحياة النفسية والعقلية . وللعمل الابداعي في مثل هؤلاء ان يتأثر في موضوعه وفي طريقة انتاجه وفي زمن خلقه بالحالة النفسية او العقلية لصاحبه . ومن امثلة ذلك ما يوصف به لودفيج فان بيتهوفن بالغضب ، وجوناثان سويفت بالسخط والنقمة ، وفينسيت فان كوخ بالعزلة والوحدة الكبيرة ، وآميل برونت باليأس .
رصدت بعض السمات الطاغية في سلوك الشخصيات المبدعة الخلاقة من خلال تعبيرات معينة مثل: الشجاعة في طرح الرأي ، السمة المبدعة في الطرح الفكري والاسلوب ، ذو تفكير واضح ، معظمهم متقلبون ، متفردون ، مشغولو البال ، معقدون ، في حين ان الافراد العاديين او اصحاب التفكير والقدرات الاعتيادية يتميزون بشكل واضح عن المبدعين في انهم : متذوقون ، اكثر ميلا لمراعاة مشاعر وحقوق الاخرين ، تقليديون ، ميالون للمساعدة ، متعاطفون ، كسولون ، مهملون ، خجولون ، مثبطون ، ضعفاء مع شئ من الغباء .
ان السلوك الابتكاري وسمات التفوق العقلي والقدرات غير الاعتيادية تظهر منذ مرحلة الطفولة وهناك بعض المؤشرات التي تونبئ باحتمال ظهور الابداع في المراحل العمرية اللاحقة في الكبر ، ومن اهم هذه المؤشرات في حياة الاطفال والاحداث هي وجود مظاهر واضحة على التخيل الواسع والذكاء مثل حب الاستطلاع ومعرفة الكثير من الحقائق عن الكون والخلق وتكوين الحياة فضلا عن كثرة الاسئلة والبحث عن اجابة لها من الوالدين اولا ثم الانشغال بالبحث عن اليات عمل الكون او صنعه ، فالاطفال والاحداث المبدعين لديهم الميل الى الابتكاروالانشغال بذلك على حساب النشاطات البريئة التي يمارسها الاطفال في مثل اعمارهم في نفس المرحلة العمرية .
ان الشخصية المبدعة الابتكارية المتفوقة لها قدرة خاصة متميزة لحل المشكلة وابداع الرؤية في العمل الفني واسلوب حلها وطريقة انتاج اعمال اصيلة وافكار تتميز بالخلاقة في الرسم والشعر والرياضيات والكتابة والموسيقى وفي كل المجالات حتى ان نتاجهم الفني والابداعي يكون تام التكوين ويرقى الى التفرد النوعي ، هذه المقومات لانجدها في الانسان العادي وانما تكون لدى المبدع المتفوق حصراً ومن اهم العوامل الشخصية التي يمكن ملاحظتها لديه :
- الحس المفرط
- المقدرة الفكرية المتميزة
- قابلية الحركة
ففي تفاعل العامل الاول "الحس المفرط"والعامل الثاني "المقدرة الفكرية" تنتج العبقرية وان كانت بعض الفنون تحتاج الى الابداع في العامل الثالث "قابلية الحركة " بدرجة واضحة مثل الابداع في النحت والابداع في التمثيل والابداع في الرقص .
ان العبقرية والابداع والابتكارية هي سمات تقترن بالشخصية الانسانية ومدى حاجات كل منها ، فعادة ما يميل الفنانون المبتكرون الى انفاق قدر كبير من الوقت في اكتشاف العمل الفني المبدع وتحديده او اكتشاف المشكلات الاستثنائية برؤية اخرى تختلف عن الرؤية العامة للناس لذا فان المبدعين لهم بعض الصفات تختلف عن الناس العاديين وبشكل اكثر من الاخرين ومنها : المثابرة والاصرار وبذل الجهد بصورة مكثفة فضلا القدرة على ان يكونوا في براءة وصراحة الاطفال والكشف عن مشاعر يتم في العادة قمعها .
من صفات الشخصية المبدعة ان لديها قدرات خاصة متميزة في الطلاقة الفكرية والمرونة والاصالة بصورة واضحة ، كذلك وجد ان نمط الشخصية المبدعة الابتكارية تستخدم دائما استراتيجيتين في نطاق واسع خصوصا لدى الراشدين والبالغين وهما :
- القصف الذهني Brain storming
- تآلف الاشتات Synectics
وتقدم فكرة القصف الذهني لدى المبدع على انه يستطيع انتاج عدد كبير من الافكار حول موضوع معين ، وله القدرة على ايجاد العديد من الحلول لمسألة رياضية واحدة او مسألة فيزيائية او مسألة تتعلق بالعلوم الصرفة او حتى في مجال الابداع الفني والشعري والقصصي او كتابة النص او تأليف مقطوعة موسيقية او رسم لوحة فنية او ماشاكل ذلك من الاعمال ، فهويتمتع بقدرة وافرة على غزارة انتاج الافكار. اما فكرة تآلف الاشتات فهي ايضا سمة واضحة لدى الشخصية المبدعة وتقوم على انه يعيد رؤية ودراسة اي ابداع في الانتاج الفكري من وجهات نظر جديدة ومتعددة .
تظهر بوادر القدرات المتميزة في الابتكارية والتفوق العقلي في اغلب الاحيان في مرحلة الطفولة وتنمو مع النمو الجسمي ، فالنمو الجسمي يصاحبه النمو النمو العقلي ووضع علماء النفس معادلة رياضية لقياس نسبة الذكاء والتفوق والابتكارية من خلال معرفة العمر الزمني والعمر العقلي ومؤشرات العمر النضجي الذي يسبق العمر الزمني عادة ، فالكثير منا يطلق على بعض الراشدين المتميزين بان عمرهم العقلي يفوق عمرهم الزمني ، وهذا صحيح تماما من الناحية العلمية ، ومن الصفات الشخصية التي وجدها علماء النفس التي ترتبط بالزيادة والنقصان في نسبة الذكاء لدى المبدعين ان مؤشر حب الاستطلاع هو الواضح على سلوكهم فضلا عن الاستقلال الانفعالي مع الميل الواضح الى العدوان اللفظي والاصرار على بذل الجهد لحل المشكلات الصعبة وتحديها مهما استغرقت من الوقت والجهد فضلا عن وجود الباعث القوي على التحدي والتنافس في جوانب السلوك المألوفة ، وهي جميعها مرتبطة بنسبة الذكاء المرتفعة لديهم . ويبقى ان نطرح السؤال الاهم في موضوع الابداع والابتكار وهو : كيف يحدث الابداع لدى الانسان المبدع ؟
يرى علماء النفس ان هناك اربع ادوار للعملية الابداعية عند الاشخاص المبدعين وهي :
- الدور الاعدادي ... وفيه يتوفر الجهد المركز
- دور الترقيد ... وفيه تترك المشكلة او الاهتمام بدون متابعة واعية
- دور الاضاءة ... وفيه تظهر الحلول او الاجابات السريعة وبقدرة بارقة وبصيرة نافذة
- دور التحقق ... وفيه يعبر عن عملية الخلق والابداع في الواقع .

ظلت الشخصية الابداعية المتفوقة عبرتاريخ البشرية تسطر للاجيال اروع النتاجات الفكرية في الفن والادب والكتابة والشعر والهندسة المعمارية وروائع الفن القديم والطب والعلوم بانواعها وخلال ذلك لم تتوقف الابداعات رغم الحروب والاضطهاد والتسلط وعصور الرفاهية والرخاء والامان ، وهكذا فان الابداع به من الايجابيات كما به من السلبيات وبه من المميزات كما به من السيئات ولكن تبقى الشخصية المبدعة شخصية انسانية متفتحة ذات حساسية مفرطة .



#اسعد_الامارة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اضواء على فيدرالية الجنوب في العراق الجديد!!
- اسقاط المشاعر..هل يعيد الاتزان ام يكشفها؟
- الشخصية الانطوائية
- العقدة النفسية.. حقيقة ام وهم
- الالتزام الديني ..بين الطاعة والطاعة العمياء
- الدافعية واستجابة الانجاز
- !!نحن .. بين السواء والسواء النسبي
- الشخصية ..ما هي؟
- الطبقة العاملة وهوية المجتمع الانساني
- الدين ..عامل حسم ام صراع في النفس!!
- العنف ...سرطان الحضارة المعاصرة
- السلوك غير الاجتماعي لدى الاطفال
- الشخصية الاعتمادية Dependent Personlity
- التدين الجديد..التدين الوسواسي
- العلاقة الزوجية ..اللذة وعبث الخلاص
- الشخصية الهستيرية
- الشخصية الانبساطية
- الدماغ وسيكولوجية الادراك والتفكير
- الاطفال والتشتت الذهني
- الشخصية الناقصة -الضئيلة-


المزيد.....




- السعودي المسجون بأمريكا حميدان التركي أمام المحكمة مجددا.. و ...
- وزير الخارجية الأمريكي يأمل في إحراز تقدم مع الصين وبكين تكش ...
- مباشر: ماكرون يهدد بعقوبات ضد المستوطنين -المذنبين بارتكاب ع ...
- أمريكا تعلن البدء في بناء رصيف بحري مؤقت قبالة ساحل غزة لإيص ...
- غضب في لبنان بعد تعرض محامية للضرب والسحل أمام المحكمة (فيدي ...
- آخر تطورات العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا /26.04.2024/ ...
- البنتاغون يؤكد بناء رصيف بحري جنوب قطاع غزة وحماس تتعهد بمق ...
- لماذا غيّر رئيس مجلس النواب الأمريكي موقفه بخصوص أوكرانيا؟
- شاهد.. الشرطة الأوروبية تداهم أكبر ورشة لتصنيع العملات المزي ...
- -البول يساوي وزنه ذهبا-.. فكرة غريبة لزراعة الخضروات!


المزيد.....

- فيلسوف من الرعيل الأول للمذهب الإنساني لفظه تاريخ الفلسفة ال ... / إدريس ولد القابلة
- المجتمع الإنساني بين مفهومي الحضارة والمدنيّة عند موريس جنزب ... / حسام الدين فياض
- القهر الاجتماعي عند حسن حنفي؛ قراءة في الوضع الراهن للواقع ا ... / حسام الدين فياض
- فلسفة الدين والأسئلة الكبرى، روبرت نيفيل / محمد عبد الكريم يوسف
- يوميات على هامش الحلم / عماد زولي
- نقض هيجل / هيبت بافي حلبجة
- العدالة الجنائية للأحداث الجانحين؛ الخريطة البنيوية للأطفال ... / بلال عوض سلامة
- المسار الكرونولوجي لمشكلة المعرفة عبر مجرى تاريخ الفكر الفلس ... / حبطيش وعلي
- الإنسان في النظرية الماركسية. لوسيان سيف 1974 / فصل تمفصل عل ... / سعيد العليمى
- أهمية العلوم الاجتماعية في وقتنا الحاضر- البحث في علم الاجتم ... / سعيد زيوش


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - اسعد الامارة - الشخصية المبدعة-الابتكارية-