أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - اسعد الامارة - !!نحن .. بين السواء والسواء النسبي















المزيد.....

!!نحن .. بين السواء والسواء النسبي


اسعد الامارة

الحوار المتمدن-العدد: 1187 - 2005 / 5 / 4 - 09:47
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


مما لا شك فيه اننا بشر ،ننفعل ونهدأ،نهدأ ونتزن،نعبر عن اراءنا وافكارنا احيانا بهدوء وبلا عصبية واحيانا اخرى بقسوة وانفعا ل وعنف،واذا كان الناس يختلفون حقا وبعمق في منظوماتهم الفكرية ونظرتهم الى الاشياء والى الاشخاص والى العالم والعمليات المعرفية فأن ذلك يؤكد لنا اننا نتفق على اختلاف ما يدور بدواخلنا وطريقة تفكيرنا واسباب تشكيل افكارنا ومخرجاتها كنتائج سلوكية وعليه فان كل منا يكوّن مدخلاته الفكرية المعرفية بالطريقة التي يرتأيها متأثراً بالقيم والمعتقدات التي يؤمن بها ويعطي الافضليات الى موضوعات تشكل معظمها تعاملاته مع الاخرين وازاء ذلك وربما هو الاصوب يكون نتيجة حتمية لاستخدام ادوات مختلفة في فهم الاخرين وفهم العالم من حوله ،واذا كان هذا صحيحا فأن الجهود التي يبذلها البعض منا لتحسين التقارب والتفاهم مع الاخرين قدر المستطاع وتتراوح تلك بين المطلق والنسبي في التعامل وهذا المفهوم لابد ان يقودنا الى مفهوم الصحة النفسية حتماً.
ولنتسائل من هو السليم نفسياً فينا، ومن هو غير المتزن "المختل ً"المريض نفسياً"،لا اعتقد ان التوصل الى تقدير صحيح تماماً للحياة النفسية لاي فرد ، هذا التقدير يتطلب الاحاطة التامة والكاملة بسلوك الفرد وشخصيته وما يصدر عنه من سلوك معلن ، وما يضمره وما يشكل حياته الفكرية الداخلية،ومن المعروف ان الكثير من الخصائص الشخصية الفردية يمكن ملاحظتها من قبل الاخرين وخصوصا الانفعالات وردود الافعال واسلوب التعامل وطريقة الاداءات،اما العمليات العقلية والشؤون الداخلية الدقيقة التي تقع ضمن حياته الذاتية ، قد لاتنعكس بسهولة على السلوك الظاهري وبالتالي فمن المتعذر على احد ان يتوصل الى تقدير كامل للحياة النفسية لاي فرد من البشر.
اننا نضع بعض المقاييس النفسية لكي تساعد المختصين في كشف ما يمكن كشفه من الشخصية او الذكاء او مستوى التقدير النفسي او ردود الافعال او الانفعالات لكي نتعرف على اكبر قدر ممكن من قضايا النفس واي نمط ينتمي هذا ، وكيفية ردود افعاله وما سيكون عليه سلوكه مستقبلا لا سيما ان احد اهداف علم النفس هو التنبؤ بالسلوك وما سيؤل عليه مستقبلا لغرض التحكم به وتعديله او اصلاحه او الغاءه ان امكن ، فحينما نرصد الخطأ والصواب في سلوكنا وربما حتى ما يدور في تفكيرنا من لحظات معينة ،قد تكون اللحظات هي في الحقيقة رغبات مقموعة نلجأ الى كبتها وربما ادت مستقبلا الى خصاء في العقل والفكر كما يؤكد ذلك علماء التحليل النفسي فكثرة الكبت خلال مراحل العمر الاولى لدى البعض تجعل منه يعاني من عقدة خصاء فكري ، وهناك علاقة وثيقة بين هذا وذاك الذي يحاول ان يجده في النهم الجنسي وبمعنى علمي ادق " الفحولة العارمة"او الجنسية المفرطة وهو الغاء عمل العقل واستبداله بعمل القضيب ، ينشط القضيب"الذكر"مقابل خمود تام للعقل ، هذه الجدلية معروفة تماما لدى التحليل النفسي خصوصاً
وهي بحد ذاتها ابتعاد عن السوية والاعتدال وقول"سيجموند فرويد"مؤسس التحليل النفسي تختلف النتيجة ان تعرضت بعض العناصر المفرطة في القوة اصلاً لعملية الكبت ابان النمو،ولابد من ان نؤكد ان ذلك لا يعني انها الغيت،وبذلك تتولد التهيجات كما كانت تتولد من قبل ولكن الحاجز النفسي يمسكها عن ادراك هدفها ،فتّحدُ الى طرق عديدة اخرى حتى تعبر عن نفسها في هيئة اعراض وقد تكون النتيجة حياة قريبة من السواء وان كانت في الغالب مقيدة.
ان الصحة النفسية معيار لقياس السلوك فتعرف بانها الخلو من اعراض المرض النفسي او العقلي وهي كما عرفها "د. القوصي" بانها التوافق التام بين الوظائف النفسية المختلفة مع القدرة على مواجهة الازمات النفسية العادية التي تطرأ على الانسان مع الاحساس الايجابي بالسعادة والكفاية.وهناك من يعرّف الصحة النفسية بانها قدرة الفرد على التوافق مع نفسه ومع المجتمع الذي يعيش فيه وهذا يؤدي الى التمتع بحياة خالية من التأزم والاضطراب،مليئة بالحماس وتحقيق اهداف الحياة.
السواء المطلق ربما يكون ضربا من الخيال او لا يكون واقعا حقيقياً في حياتنا المعاصرة بكل مثيراتها وافرازاتها الانفعالية وقد يتعارض مع التكيف العام وهنا يتصور الفرد "المريض"هو الصحيح بينما البيئة مريضة،اما السواء او السواء النسبي فهو المتوسط العام مع الناس جميعاً،اي ان يكون الفرد مثل الاخرين او انسانا"اعتيادياً"وهو ذلك بحد ذاته توافق،والتوافق هو حالة وقتية تتزن فيها قوى المجال بما فيه الشخص ذاته،وهو بمعنى آخر نتاج عدة افكار او قوى جذب متصارعة بين الفرد وبيئته، ومحاولته بكل امكانياته من تحقيق الفرص المتاحة له في بيئته،لذا فأن السواء هو توافق اولا،والتوافق عملية مستمرة،وهناك دافع معين يقوم عادة بذلك النشاط الذي يؤدي الى اشباع هذه الدافع،وكلما ازدادت الاشباعات كان الفرد آميل الى السواء وكلما ضعفت الاشباعات الذاتية كان ميله الى السواء النسبي الممزوج بشئ من ضعف الاتزان ويقول (سميث)الشخص المتوافق توافقاً ضعيفاً هو الشخص غير الواقعي وغير المشبع بل والشخص المحبط الذي يميل الى التضحية باهتمامات الاخرين كما يميل الى التضحية باهتماماته ، اما الشخص السوي المتوافق فهو الذي يستطيع ان يقابل العقبات والصراعات بطريقة بناءة تحقق له اشباع حاجاته ولا تعوق قدرته على الانتاج، ويقصد بذلك(سميث) ان توافق الفرد "وسواءه"يعني توفر قدر من الرضا القائم على اساس واقعي كما يؤدي الى التقليل من الاحباط ومواجهة الضغوط الحياتية والازمات والقلق والتوتر.
اما(شوبين)فانه حدد الانسان السوي بانه هو الانسان الذي يتعلم ارجاء الاشباع العاجل في سبيل ما يستحقه من اشباع آجل،اي انه يعني به الفرد الذي يتمتع بالنضج الانفعالي ،فالسوية تعني :

- التوافق مع الذات
- الانسجام مع متطلبات المجتمع
- تآزر الحاجات الذاتية مع متطلبات الواقع وقيمه
- نمو النضج الذاتي مع اضطراد السن يؤدي تحقيق اعلى للعمليات التوافقية والسواء
من خلال ما تقدم نستنتج ان في السواء توافق وفي التوافق تكامل وكلاهما يفيد ويدعم الاتزان النفسي ،فالشخص المتكامل هو الذي يدرك تماماً النواحي المختلفة للمواقف التي تواجهه ثم يربط بين هذه النواحي وما لديه من خبرة سابقة تصلح لتكيف الاستجابة تكيفاً ملائماً،والسواء هو تكامل وهو توافق وتناسق ووحدة واتزان،انه الوحدة في التنوع والائتلاف في الاختلاف ومن امثلته في العالم السيكولوجي الشخصية السوية المتزنة فهي وحدة متكاملة من سمات مختلفة، ياتلف بعضها مع بعض كما عبر عنه "د. عباس محمود عوض".
لسنا مغالين لو قلنا ان السوية بكل انواعها المطلقة والمعتدلة والنسبية هي قدرة الفرد على تطوير عملياته الفكرية المعرفية بالاتجاه الذي يخدم توافقه الذاتي اولا ثم تكامله النفسي لكي ينعكس ذلك على تعامله مع الاخرين وكلما نجح الفرد في ايجاد نزعة التوافق في ذاته التي تؤدي الى السواء استطاع ان يمحو فرديته وذاتيته الضيقة وهو بذلك تأكيداً لتشابهه مع الاخرين حتى يصبح متوافقاً معهم وهو بحد ذاته احدى درجات المرونة وسعة الصدر مع القدرة العالية على الاستيعاب لكل متغيرات افراد المجتمع وقيمه وتقاليده بشكل تدريجي وعليه فأن السواء بكل اشكاله يعد مقياساً حقيقياً للصحة النفسية فأن أتخذ حالة المطلق يجد بعض الصعوبات في التوافق مع الناس الاخرين،وان أتخذ النسبي اصبح الامر سيان ،بينما السوية المعتدلة هي حالة صمام الامان وهي قمة الصحة النفسية والتوافق والاتزان.



#اسعد_الامارة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الشخصية ..ما هي؟
- الطبقة العاملة وهوية المجتمع الانساني
- الدين ..عامل حسم ام صراع في النفس!!
- العنف ...سرطان الحضارة المعاصرة
- السلوك غير الاجتماعي لدى الاطفال
- الشخصية الاعتمادية Dependent Personlity
- التدين الجديد..التدين الوسواسي
- العلاقة الزوجية ..اللذة وعبث الخلاص
- الشخصية الهستيرية
- الشخصية الانبساطية
- الدماغ وسيكولوجية الادراك والتفكير
- الاطفال والتشتت الذهني
- الشخصية الناقصة -الضئيلة-
- خطوات نحو التوافق النفسي
- الشخصية الشيزية -الفصامية-
- الشخصية القلقة
- الكبت والقمع هل هما عوامل قوة ام ضعف في الشخصية؟
- الشخصية الشكاكة
- التعصب ..اشكالية في التفكير، اشكالية في السلوك
- الشخصية العدوانيةالمضادة للمجتمع - السيكوباتية-


المزيد.....




- صياد بيدين عاريتين يواجه تمساحا طليقا.. شاهد لمن كانت الغلبة ...
- مقتل صحفيين فلسطينيين خلال تغطيتهما المواجهات في خان يونس
- إسرائيل تعتبر محادثات صفقة الرهائن -الفرصة الأخيرة- قبل الغز ...
- مقتل نجمة التيك توك العراقية -أم فهد- بالرصاص في بغداد
- قصف روسي أوكراني متبادل على مواقع للطاقة يوقع إصابات مؤثرة
- الشرطة الألمانية تفض بالقوة اعتصاما لمتضامنين مع سكان غزة
- ما الاستثمارات التي يريد طلاب أميركا من جامعاتهم سحبها؟
- بعثة أممية تدين الهجوم الدموي على حقل غاز بكردستان العراق
- أنباء عن نية بلجيكا تزويد أوكرانيا بـ4 مقاتلات -إف-16-
- فريق روسي يحقق -إنجازات ذهبية- في أولمبياد -منديلييف- للكيمي ...


المزيد.....

- فيلسوف من الرعيل الأول للمذهب الإنساني لفظه تاريخ الفلسفة ال ... / إدريس ولد القابلة
- المجتمع الإنساني بين مفهومي الحضارة والمدنيّة عند موريس جنزب ... / حسام الدين فياض
- القهر الاجتماعي عند حسن حنفي؛ قراءة في الوضع الراهن للواقع ا ... / حسام الدين فياض
- فلسفة الدين والأسئلة الكبرى، روبرت نيفيل / محمد عبد الكريم يوسف
- يوميات على هامش الحلم / عماد زولي
- نقض هيجل / هيبت بافي حلبجة
- العدالة الجنائية للأحداث الجانحين؛ الخريطة البنيوية للأطفال ... / بلال عوض سلامة
- المسار الكرونولوجي لمشكلة المعرفة عبر مجرى تاريخ الفكر الفلس ... / حبطيش وعلي
- الإنسان في النظرية الماركسية. لوسيان سيف 1974 / فصل تمفصل عل ... / سعيد العليمى
- أهمية العلوم الاجتماعية في وقتنا الحاضر- البحث في علم الاجتم ... / سعيد زيوش


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - اسعد الامارة - !!نحن .. بين السواء والسواء النسبي