أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ملف - الماركسية وافق البديل الاشتراكي - اسعد الامارة - رؤية في الفكر العلمي العملي















المزيد.....

رؤية في الفكر العلمي العملي


اسعد الامارة

الحوار المتمدن-العدد: 1215 - 2005 / 6 / 1 - 07:29
المحور: ملف - الماركسية وافق البديل الاشتراكي
    



عدت المرحلة الزمنية بعد ظهور الثورة الصناعية من اكثر مراحل التغيرات في نسق العلاقات الانسانية والاجتماعية وخصوصا بعد الانتقال من عصر الزراعة الى عصر الصناعة وبناء المنشآت الاقتصادية الضخمة ورؤس الاموال التي بدأت تدر فوائدها بشكلها السريع حتى تحول المجتمع الانساني من زراعي ستاتيكي الى صناعي ديناميكي،هذا التحول حمل معه بالتأكيد تغيرات في السلوك البشري والتعامل والسرعة في التحولات وما يهمنا في هذه المرحلة هو التركيز على الجانب الاجتماعي الذي اثرت عليه التحولات الصناعية الاقتصادية ادى الى بزوغ الماركسية كفكرطرح آطر جديدة للعلاقات الاجتماعية السائدة انذآك،فكانت التغيرات الاجتماعية والسلوكية في كل قطاعات المجتمع فضلا عن التحولات العلمية والتكنولوجية والنظرة الجديدة الى الاتجاهات التي رافقت هذا التحول،فيمكننا القول ان بروز نظريات وجهت مباشرة لدراسة الانسان باعتباره الوحيد الذي يعمل ويدير كل شئ خلال مرحلة الاعتماد على الزراعة بدون الاعتماد على الالة ، فقد دخلت الالة بديلا عنه او مساعداً له لكي تحقق الانتاج الواسع الذي يفوق الانتاج الزراعي البطئ بعدة مرات من حيث النوع والكم، فكانت النظرية الماركسية كاحدى النظريات التي استهدفت الحياة الاقتصادية المادية وتطوراتها بشكل علمي ،وكان الانسان المحور الاساس فيها،فضلا عن المرحلة التي سبقتها بظهور فلسفات اجتماعية منها اراء ماركس فيبر في الدراسات الاجتماعية ونظرية دارون التي غيرت مجرى الاحداث ورؤى الفلاسفة الالمان منهم فيخته ونيتشه في الفلسفة فضلا عن الحركات المعاصرة التي استهدفت الانسان في دراسته الاجتماعية والنفسية ومكوناته الفكرية مثل دراسات الفكر الاشتراكي انذاك والتي كان يدعو اليها علماء الاجتماع مثل سان سيمون وكانت وروبرت اوين ومزدك واخرين ثم مرحلة نشوء التحليل النفسي ودراساته المعمقة في سيكولوجية الاعماق عند الانسان،فقد عاصر(سيجموند فرويد)مؤسس نظرية علم نفس الاعماق"التحليل النفسي"نشوء النظريةالماركسية ، فبعد ان القت الماركسية العلمية بظلالها كنظرية انسانية الاضواء على الانسان في حقبة فريدة من تاريخ التحولات الاجتماعية في المجتمعات الانسانية ، تناولت الفرويدية في نهجها التحليلي ايضاً الانسان وعلاقاته بذاته اولا ومع المجتمع ثانياً،واهم ما في هذه النظريات هي انها تناولت الانسان ليس من الخارج كما كانت تفعل الفلسفات السابقة، بقدر ما تناولته في الصميم نظرية ماركس العلمية ونظرية فرويد التحليلية، فحينما درس ماركس عوامل الانتاج ورأس المال وادوات الانتاج والعلاقات الاجتماعية السائدة ،كان المحور في ذلك هو الانسان وحده ،كذلك فعلت نظرية التحليل النفسي ،فكانت النظرية انذاك بتكاملها تعد فحصاً موضوعياً للانسان وعدت بانها نموذجاً شغل بال الفلاسفة والعلماء منذ اقدم العصور فلم يطرح احد من قبل ما طرحته النظرية الماركسية العلمية ونموذجها في صميم الانسان،ليس بجانبها الفلسفي النظري فحسب وانما بجوانبها التطبيقية ذات المساس المباشر والامر سيان بالنسبة لنظرية التحليل النفسي في تناولها للانسان.
قدمت النظريات التي مست الانسان في صميمه وتكوينه الاجتماعي تنظيماً جديداً لحياته العملية والخاصة وهو يعد بحد ذاته اكتشافا جديدا ان تقدم نظريات واقعية حلولا لمشكلات معاصرة على
المستوى العملي لا النظري فحسب،فمثلما اكتشف دارون قانون تطور الطبيعة العضوية وطرح افتراضه الشهير: ان الانسان سلسلة من حلقات التطور ليس لها بداية وليس لها نهاية ،طرح كارل ماركس قانون تطور التاريخ البشري وزاد على دارون في نظريته بعداً اخراً حينما طرح المادية المتماسكة التي تشمل ايضاً ميدان الحياة الاجتماعية والديالكتيك بوصفه العلم الاوسع والاعمق للتطور كما ورد في البيان الشيوعي،وجاءت نظرية التحليل النفسي على يد واضع اسسها(سيجموند فريد) اسساً جديدة في اختراق صميم الانسان والكشف عن اعماقه بصورة جديدة ورؤية اكثر عمقاً شملت جوانبه الشعورية واللاشعورية وكل منظوماته النفسية.
كانت الماركسية العلمية نظرية مهدت لتنظيم المجتمع والحياة الاجتماعية للافراد في العلاقات الجديدة المتشابكة رغم انها نظرت للواقع البشري نظرة عمودية وأفقية فاعتبرت الطبقات المكونة للهرم الاجتماعي في كل مجتمع طبقات عالمية تشمل البشرية باسرها فنقدت البنى والعلاقات القائمة الكلاسيكية نقداً في الصميم لكي يتماشى مع حياة البشر في التحولات الصناعية الجديدة ويتكيف مع اساليب التعامل الجديدة،فضلا من انها نقدت العلاقات واشكال التكامل المادي للمجتمع الانساني،ومن هذه الرؤية بدأت نقطة الانطلاق الواقعية التي يمكن ان تفضي الى دحض الافكار القديمة والعلاقات البالية والتصورات الوهمية،فقد خلقت الصراع واوجدت الديالكتيك حتى سميت بالمادية الديالكتيكية وعن طريقها استطاعت ان تحل العقد في العلاقات الاجتماعية لكي تتماشى مع التطور السريع للمجتمع الصناعي الجديد،ويمكن القول بأن الفكر الماركسي العلمي اوجد الاسس الاولى لرؤية الصراع الذي بدأت النظريات اللاحقة ان تشتق منه الرؤى والافكار الجديدة ..انها اوجدت :
- صراع الطبقات ــــ (عند ماركس) في نظريته المادية الديالكتيكية
- الصراع النفسي ـــ (عند فرويد ) في نظرية التحليل النفسي
- صراع الحضارات ـــ (عند هينغتون)
وهكذا احدثت النظريات العلمية التطبيقية ونتائجها الاجتماعية والفكرية التطبيقيةاثارها بما يلي:
- بلورت فكراً جديداً واتسعت دوائر انتشاره
- حشدت التأييد وافرزت افكار جديدة
- غيرت الواقع او اسهمت في تغييره الى حد بعيد
- خلقت بناء فكري حر تجاوز الاطر الكلاسيكية
- لاقت الاستجابات السريعة بالقبول عبر عقود من حياة البشر المتواصلة
يتضح اذن ان الطريق الصحيح في تراكم الفكر الانساني يولد من بناء الاطر النظرية القائمة على المنطق التطبيقي في جوانبه الاجتماعية ذات المساس المباشر بالانسان،فكما تناولت الماركسية العلمية تنظيم الجوانب الاقتصادية المادية،تناولت ايضاُ الجوانب الاجتماعية وهي محاولة علمية جادة في التحليق في اجواء المشاكل الانسانية الكبرى،وهكذا تركت الاثر لولادة نظريات اخرى لا من حيث الشكل والمضمون بل من حيث استقاء الافكار والمبادئ في عوامل عدة منها،الصراع بانواعه ،والخضوع ودراسة مقتضيات الواقع،فكانت بحق ثمرة اكتشاف دراسة الواقع الاجتماعي عموماً والانسان خصوصاً حتى باتت تعرف دراسة ادراك العنصر الانساني في المجتمع الصناعي المادي،هل وفقت؟ ام انها وضعت اسس جديدة لنظريات واتجاهات حديثة صبت في خدمة الانسان المعاصر التائه بين الرغبة والدفاع.



#اسعد_الامارة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الشخصية السادية وانحرافاتها
- التوحد(التقمص)..بين القوة واصطناعها!!
- الارق ..واضطرابات النوم
- الشخصية المتقلبة Cycloid
- الخيال الفكري عند الفصامي
- الشخصية المتفجرة Explosive
- فيدراليةجنوب العراق..السمات والخصائص
- اطفال العراق بين المدرسة والكفن
- التعصب .. تعزيز لصورة الذات السلبية
- الشخصية المتزنة
- العراق..الوضوء بالدم
- الشخصية المبدعة-الابتكارية-
- اضواء على فيدرالية الجنوب في العراق الجديد!!
- اسقاط المشاعر..هل يعيد الاتزان ام يكشفها؟
- الشخصية الانطوائية
- العقدة النفسية.. حقيقة ام وهم
- الالتزام الديني ..بين الطاعة والطاعة العمياء
- الدافعية واستجابة الانجاز
- !!نحن .. بين السواء والسواء النسبي
- الشخصية ..ما هي؟


المزيد.....




- هل قررت قطر إغلاق مكتب حماس في الدوحة؟ المتحدث باسم الخارجية ...
- لبنان - 49 عاما بعد اندلاع الحرب الأهلية: هل من سلم أهلي في ...
- القضاء الفرنسي يستدعي مجموعة من النواب الداعمين لفلسطين بتهم ...
- رئيسي من باكستان: إذا هاجمت إسرائيل أراضينا فلن يتبقى منها ش ...
- -تهجرت عام 1948، ولن أتهجر مرة أخرى-
- بعد سلسلة من الزلازل.. استمرار عمليات إزالة الأنقاض في تايوا ...
- الجيش الإسرائيلي ينفي ادعاءات بدفن جثث فلسطينيين في غزة
- علييف: باكو ويريفان أقرب من أي وقت مضى إلى اتفاق السلام
- -تجارة باسم الدين-.. حقوقيات مغربيات ينتقدن تطبيق -الزواج ال ...
- لأول مرة.. الجيش الروسي يدمر نظام صواريخ مضادة للطائرات MIM- ...


المزيد.....

- الدين/الماركسية نحو منظور جديد للعلاقة من اجل مجتمع بلا إرها ... / محمد الحنفي
- اليسار بين الأنقاض والإنقاذ - قراءة نقدية من أجل تجديد اليسا ... / محمد علي مقلد
- الدين/الماركسية من اجل منظور جديد للعلاقة نحو أفق بلا إرهاب / محمد الحنفي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ملف - الماركسية وافق البديل الاشتراكي - اسعد الامارة - رؤية في الفكر العلمي العملي