أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - اسعد الامارة - الشخصية المتزنة















المزيد.....

الشخصية المتزنة


اسعد الامارة

الحوار المتمدن-العدد: 1202 - 2005 / 5 / 19 - 07:42
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


لم يكف الجد ل بين الناس عامة ، والمتخصصون في علم نفس الشخصية خصوصا عمن هو الانسان الطبيعي ، المتزن ، ذو الصفات التي يتفق عليها القاصي والداني ، القريب والبعيد ، اهل بيته والغرباء ... وظلت هذه المسألة دون حسم قاطع الى ان توصل علماء النفس الى متقاربات في الرؤية ووجدوا ان معظم الناس في المجتمع يقعون في مجمل خصائصهم الشخصية ضمن الحدود المعروفة للشخصية الطبيعية ، على انهم مع ذلك يختلفون من حيث بروز صفة او اكثر من الصفات الكثيرة المكونة للشخصية وبروز هذه الصفات بدرجات متفاوتة ، هو الذي اعطى الشخصية علاماتها الاجتماعية الفارقة ، وليس هنالك دلالة نفسية او امكانية مرضية تنتج بالضرورة عن مثل هذا التنوع في صفات الشخصية ، رغم ان هناك نسبة لابأس بعددها من مجموع الناس ممن تظهر فيهم بعض الصفات الشخصية بشكل واضح بحيث تصبح ملفتة للنظر ، وتطغي على غيرها من الصفات الطبيعية الاخرى .
اعتاد الناس ان يشاهدوا الشخص الطبيعي في الحياة الاجتماعية وبه بعض الصفات المميزة عن الاخرين ، فتم وضع تعريف لهذه الشخصية ولصاحبها ، بأنه ذلك الفرد الذي تظهر خصائص شخصية بصورة متكاملة ، وبأنه يستطيع توجيه هذه الخصائص بشكل متوازن نحو تحقيق اهداف الحياة له .
بينما يرى آخرون ان الشخصية المتزنة –الطبيعية- هي تلك الشخصية التي يتمتع صاحبها برزانة العقل وبأنه سعيد ويتمتع بنشاط بين افراد المجتمع وله القدرة على استغلال كامل قابلياته وقدراته النفسية ويتكيف بشكل متوازن مع البيئة التي يعيش فيها ، لذا اطلق عليه بأنه الشخص السعيد الذي يبذل ما بوسعه من اجل سعادة اسرته واصدقاءه ومجتمعه ويعيش بوفاق تام مع جيرانه .
اذن نمط الشخصية المتزنة هو النمط الذي استطاع ان يجسدالانماط المستمرة والمتسقة نسبياً من ادراكاته وتفكيره واحساساته في السلوك الذي يتعامل به مع الناس ليعطي صورة عما يريد اظهاره لهم في تعاملاته اليومية ، واثبت ان ميوله واتجاهاته وقدراته ودوافعه تتوافق مع النسبة الاكبر مع الناس الاخرين ، ويمكننا التأكيد مرة اخرى ان مسألة التوافق بالسلوك السوي ، هي محك الاتزان مع الاخرين ويمكن الاستنتاج من قياسها ومعرفتها عبر شبكة الاتصال مع الاخرين والتواصل معهم في مواقف الحياة المتعددة .
ا ن الشخصية المتزنة تمثل الحد الادنى من سمات الشخصية الانفعالية ، وصاحب هذه الشخصية بأمكانه كبت انفعالاته او تأجيلها واحيانا اخرى يستطيع التحكم بها ، لكي يتعامل مع الحدث او الازمات اليومية بتعقل واضح ، فضلا عن انه يتفاعل مع شتى المواقف الحياتية التي تتلائم ومزاجه وتفكيره بشكل غير عنيف وغير سريع وبهدوء ، سواء كان بالكلام او بالفعل ، فهو يستطيع كبح جماح انفعالاته المتفجرة في احيان كثيرة ويحولها الى سلوك آخر مقبول اجتماعياً ، ونادراً مايراه الاخرين في حالة غضب او حالة مزاجية متعكرة .
يستطيع صاحب الشخصية المتزنة ان يتكيف مع المواقف المتنوعة وتاتي هذه الصفات من طبيعة الانسان نفسه وتكوينه ، لاسيما ان الانسان كائن متطور ومرن وله القابلية على اكتساب الجديد والتعلم من الاخرين ومن تجارب الحياة التي يمر بها ويتفاعل معها ويستنتج منها العبّر والمواعظ ، رغم ان هناك بعض العوامل الاخرى التي تلعب الدور الاكبر في تشكيل شخصيته ومنها الجوانب الوراثية التي قد تطغي على السلوك الشخصي للفرد .
ما يميز الشخصية المتزنة هو سيادة العقل مع الحياة العطفية الناجحة في حياته الخاصة ومع الناس الاخرين ، فضلا عن الميل الى التفكير العقلاني والتخيل والتوقع العقلاني دائما مع وجود البصيرة بشكل عالي ومميز ، كذلك ميله الى التأمل في الاشياء قبل فعلها ، والتروي الدائم الذي يعد محك اختبار له في عدة جوانب من حياته ، وهذه الصفات والقدرات " الملكات" العقلية التي نجدها في الشخصية المتزنة ، كثيراً ما نفتقدها في الشخصيات الاخرى او تكاد معدومة تماما .
من الواضح ان الناس يتفاوتون في شخصياتهم وفي تجاربهم الحياتية وفي الطريقة التي يعالجون بها الامور ، فالبعض من عامة الناس عندما يصيبه التوتر والاضطراب يكاد ان يفقد اعصابه او اتزانه ، وعندما يواجه مشكلة تعتريه او ازمة تحل به ، يكاد ان ينهار او يفقد الجزء الاكبر من مقومات وجوده كعاقل ومتمكن في المواجهة ثم نراه يستسلم تماما للمشكلة حتى تتفاقم ، بينما صاحب الشخصية المتزنة يتعامل مع الازمة بكا تأني وواقعية يقل مثيلها عند الاخرين ، حتى انه يحاول ان يطوع الحدث ويتكيف معه حتى يستوعبه بالكامل ، واذا استعصى عليه الامر طلب المشورة من الاخرين دون عيب او شعور بالنقص ، فالجميع يتعامل معه بكل رحابة صدر ويقدم له المشورة ، الى ان يضع الحلول المؤاتية الملائمة لها ولا يترك نفسه في مهب الريح دون مواجهة حقيقية للمشكلة.. وعليه ان الاحاطة بنمط الشخصية المتزنة ومظاهرها المعلنة وما يصدر عنها من سلوك ، هو اكتساب معلومات وعبر وخبرات جديدة للجميع لا سيما ان في الحياة تجارب متنوعة لاشخاص مختلفين ، حقق الكثير منهم النجاح وراحة البال واولهم صاحب الشخصية المتزنة – الطبيعية-
اتفق الكثير من علماء النفس ان الفرد السليم من الناحية النفسية هو الذي تتمثل في شخصيته بعض الخصائص الاساسية على الاقل ، فعلى المستوى السلوكي ، له القدرة على حسم الامور بدون جهد كبير او تأجيل في المواجهة .
اما على المستوى العاطفي ، فهو لا يعاني من الصراعات النفسية او العقلية الواضحة وله القدرة المعقولة في التغلب عليها ، فضلا عن توافقه في العمل وفي اقامة علاقات ملائمة مع زملاءه دون مشاحنات اة تنافس عدواني ، فهو ينجح في العمل وفي العمل ، وينجح في اقامة علاقة متزنة ، وينجح في التوفيق بين افراد اسرته وينجح في التوفيق بينه وبين الاخرين . انه يجد ارتياحاً في العلاقات الاجتماعية وفي التعامل مع الناس ويحاول ان يستميل كل الناس وارضاءهم ، فهو لا يترك غضاضة في نفس احد ، حتى كاد الناس ان تجمع عليه بالتعامل الحسن والتصرف اللائق دائماً .
اما على مستوى حياته الزوجية العائلية ، فهو يتفهم شؤون اسرته دائما ويرضي زوجته وابناءه ولديه القدرة في اضفاء السرور والمودة والمحبة بينهم ، ويتفهم حاجاتهم العاطفية ووجهات نظرهم .
يتفق معظم اجماع الناس على شخص ما ، بأنه يتميز بالتعقل والتبصر والتروي والتسامح مع المرونة ، وهذه الصفات تجمع الشخصية المتزنة كحالة صحية كاملة ، وبهذا المفهوم نرى ان الشخصية المتزنة بانها تتمتع بقدر عالي من الصحة ، ولا يعني بحال انه خالياً تماماً من بعض الصفات الاخرى ، ولكن ان وجدت فهي بدرجة معقولة مثل المعاناة والالم والتحسس ولكن بالحدود الطبيعية ، فهو يجمع بين معظم العوامل في تكوينه النفسي والعقلي والشخصي ، وتبدو السمات الايجابية هي السائدة على سلوكه العام ، فهو يجمع الجوانب البيولوجية التكوينية والنفسية والاجتماعية في شخصيته ، وبمجموعها كلها تساهم في تكوين نمط الشخصية المتزنة المتوافقة ذاتياً مع نفسه والمتكيفه مع الاخرين .



#اسعد_الامارة (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العراق..الوضوء بالدم
- الشخصية المبدعة-الابتكارية-
- اضواء على فيدرالية الجنوب في العراق الجديد!!
- اسقاط المشاعر..هل يعيد الاتزان ام يكشفها؟
- الشخصية الانطوائية
- العقدة النفسية.. حقيقة ام وهم
- الالتزام الديني ..بين الطاعة والطاعة العمياء
- الدافعية واستجابة الانجاز
- !!نحن .. بين السواء والسواء النسبي
- الشخصية ..ما هي؟
- الطبقة العاملة وهوية المجتمع الانساني
- الدين ..عامل حسم ام صراع في النفس!!
- العنف ...سرطان الحضارة المعاصرة
- السلوك غير الاجتماعي لدى الاطفال
- الشخصية الاعتمادية Dependent Personlity
- التدين الجديد..التدين الوسواسي
- العلاقة الزوجية ..اللذة وعبث الخلاص
- الشخصية الهستيرية
- الشخصية الانبساطية
- الدماغ وسيكولوجية الادراك والتفكير


المزيد.....




- قاعدة العديد بقطر.. صورة أقمار صناعية تُظهرها شبه خالية قبل ...
- تحديث مباشر.. إيران تستهدف قاعدة العديد وقطر -تحتفظ بحق الرد ...
- صواريخ إيران باتجاه قطر والعراق.. إليكم ما صرح به مسؤولون
- غضبٌ بعد تفجير كنيسة في دمشق، والشرع يعِد بالـ-جزاء العادل- ...
- بريطانيا تتّجه لتصنيف -بالستاين أكشن- كمنظمة إرهابية.. وحراك ...
- الاحتفال بيوم الأب في لاهاي
- الحرب تتوسع... إيران تستهدف قاعدة العديد الأمريكية في قطر
- أسباب الالتفاف الإسرائيلي حول تأييد ضرب إيران
- ما حدود الرد الإيراني بعد الضربة الأميركية؟ الخبراء يجيبون
- قطر تدين بشدة الهجوم الإيراني الذي استهدف قاعدة العديد


المزيد.....

- الآثار العامة للبطالة / حيدر جواد السهلاني
- سور القرآن الكريم تحليل سوسيولوجي / محمود محمد رياض عبدالعال
- -تحولات ظاهرة التضامن الاجتماعي بالمجتمع القروي: التويزة نمو ... / ياسين احمادون وفاطمة البكاري
- المتعقرط - أربعون يوماً من الخلوة / حسنين آل دايخ
- حوار مع صديقي الشات (ج ب ت) / أحمد التاوتي
- قتل الأب عند دوستويفسكي / محمود الصباغ
- العلاقة التاريخية والمفاهيمية لترابط وتعاضد عالم الفيزياء وا ... / محمد احمد الغريب عبدربه
- تداولية المسؤولية الأخلاقية / زهير الخويلدي
- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - اسعد الامارة - الشخصية المتزنة