أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - اسعد الامارة - التسامي في السلوك ..قوة للنفس والانسان














المزيد.....

التسامي في السلوك ..قوة للنفس والانسان


اسعد الامارة

الحوار المتمدن-العدد: 1261 - 2005 / 7 / 20 - 09:00
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


يعني الاعلاء"التسامي" Sublimation ،اي العلو في التعامل الانساني مع الذات اولاً ومع الاخر ثانياً وهو يعني ايضاً احداث تغيير في النهاية التي يستهدفها احد الدوافع الغريزية بانواعها بحيث تصبح مقبولة اجتماعياً بعد ان قبلتها الذات وتآلفت معها واصبحت ذات قيمة،ويقول علماء التحليل النفسي ،يجب التمييز بادئ ذي بدء بين التسامي والكبت،ففي الكبت تستبعد الذات الدافع الغريزي عن الشعور استبعاداً تاماً مستعينة بحيلة او اكثر من حيل الدفاع،بينما في التسامي تتقبل الذات الدافع الغريزي ولكنه يحول طاقته من موضوعه الاصلي الى موضوع بديل ذي قيمة ثقافية واجتماعية.ومن امثلة الاعلاء والتسامي في السلوك هو اعلاء غريزة حب الاستطلاع بحيث تتوجه الى روح البحث العلمي او الابداع الفني او الحرفي او الوصول بصاحبها الى اعلى درجات المهارة الفنية في العمل او المهارة الاجتماعية في التعامل مع الناس،وبهذه الوسيلة او الحيلة الدفاعية يمكن ان تسحب العدوانية الفجة من نطاق الخصومات البشرية او تأجيج العدوان بين الناس اومع الذات،وهي وسيلة للتخلص من المشاعر المكبوتة داخلياً وتصعيدها بوسائل مقبولة اجتماعياً حتى تصبح الطاقة المهيئة للنفس القوة الفعالة في مواجهة المصاعب الحياتية او الابداع في العمل الخلاق.
يقول علماء النفس يمكن للتسامي ان يحول جزء لا يستهان به من الدافع الجنسي الى طاقة مقبولة اجتماعياً وابداعياً،بحيث تجلب الانشطة والفعاليات الخلاقة من اي نوع من الاعمال الانسانية بحيث تحقق اشباعاً كافياً للذات.
التسامي- الاعلاء عملية لاشعورية،عملية متدرجة يتم تحقيقها تدريجياً عن طريق التمسك بالمثل العليا ولكن يتم حدوث الاعلاء والتسامي في السلوك ازاء مواقف الحياة المختلفة ،ويجب ان يكون هناك بعض التحكم الشعوري الواضح للدوافع الغريزية ولايمكن تحقيق ذلك إلا من خلال التعرف على مقومات الغريزة،ويقول علماء النفس التحليلي هنا يكمن خطر الكبت.ويقول(د.علي كمال)في عملية التسامي يحول الفرد دوافعه ورغباته غير المقبولة الى مجالات مقبولة شخصياً واجتماعياً،وهي بهذا الشكل تعد من اكثر العمليات النفسية انتشاراً في الكون ويلجأ اليها معظم الناس بدون توجيه،لانها تتم لا شعورياً من وعيهم لتحقيق الرغبات الكامنة داخل الفرد،وخصوصاً التي لا يمكن تحقيقها بشكل طبيعي مقبول ومفيد،لذا فأن معظم النتاجات الرائعة في الادب والشعر والفن والرواية والقصة والرسم هي في الحقيقة مظهر من مظاهر الاعلاء والتسامي فيما يعتلج في داخل النفس من انفعالات غريزية،وجهت نحو العمل الخلاق والمفيد والنافع، ونلاحظ الاعلاء والسمو في السلوك الاجتماعي يظهر جلياً في سلوك المسالمة واللاعنف والتعقل في التعامل الاجتماعي،بينما نرى نقيض ذلك في السلوك العدواني الفردي والجمعي وتحريك غرائز العدوان نحو ايذاء الاخرين وممارسة العنف والقسوة.
ان التسامي – الاعلاء هي حيلة دفاعية،وهي نوع من انواع السلوك او التصرفات التي تهدف الى تخفيف حدة التوتر النفسي داخل النفس الانسانية وتكون عادة مؤلمة تسبب حالة من الضيق وتسبب الاحباط ان لم تجد المنفذ الملائم، واذا ما افلتت زمام الامور فسوف تتحول الى سلوك العنف والعدوان حتى وان كان عنفاً لفظياً يتمثل في الشتيمة والسب والنميمة والغيبة لدى البعض من الناس،اذن التسامي – الاعلاء يعيد التوافق الى النفس وينعكس هذا التوافق في التعامل مع البيئة الاجتماعية الخارجية فضلا عن ان الشخص الذي يستخدم هذه الحيلة الدفاعية يكون مقبولا لدى الناس بما يقدمه من انتاج واعمال فنية او ممارسات سلوكية.ويقول علماء النفس ان توقف الفنان او الاديب او الروائي او الشاعر عن الخلق الابداعي في العمل المنتج في مجال تخصصه قد يدفعه السلوك المكبوت الى صراع داخلي مما ينذر ذلك بالمرض النفسي،وقد ادرك اطباء الامراض النفسية كما يقول د.علي كمال اهمية التسامي – الاعلاء كوسيلة لتبديد الصراعات الداخلية وتحويلها الى مجالات مفيدة ومقبولة شخصياً واجتماعياً ،كما انها تمكن الفرد من الابقاء على هذه الصراعات مكبوتة وبعيدة عن الشعور.يقول (سيجموند فرويد)في كتابه ثلاث مقالات في نظرية الجنس،ان المنبهات القوية الصادرة عن المصادر الجنسية المختلفة تنصرف وتستخدم في ميادين اخرى بحيث تؤدي الميول التي كانت خطرة في البداية الى زيادة القدرات والنشاط النفسي زيادة ملحوظة،تلك احدى مصادر الانتاج الفني،وان تحليل شخصية الافراد ذوي المواهب الفنية ليدلنا على العلاقات المتغيرة القائمة بين الخلق الفني والانحراف والعصاب،بقدر ماكان التسامي كاملا او ناقصاً.. وهكذا فأن هذا الميكانزم الدفاعي الذي يستطيع ان يعيد التوافق والاتزان للنفس،بنفس الوقت يمنحها القوة في ادراك الذات الصحيحة وادراك الاخرين ادراكاً سوياً.



#اسعد_الامارة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الشك المرضي..ابعاده وتأثيره على الشخصية
- الارهاب الاسلامي وقيم العنف
- صراع الجسد والنفس والمجتمع..رؤية نفسية
- المقاومة العراقية ..بين الطائفية وجذورها!!
- صراع النفس مع النفس
- البرهان العلمي في اسس الجامعة المفتوحة في الدانمارك
- العراقيون وعقوبات المقاومة
- الشخصية النرجسية
- الانتماء وحرية الاختيار..رؤية نفسية
- التوافق النفسي والرضا عن اهداف الحياة
- الصراع النفسي..ديالكتيك الهَمِِْ الانساني
- بين الخصاء والخصاء العقلي !!
- ابني المراهق في ازمة ..كيف اتعامل معه؟
- الهفوات وفلتات اللسان وزلات القلم!!رؤية نفسية
- الايحاء ..المدخل السيكولوجي لمصادرة العقل
- الجامعة العربية المفتوحة في الدانمارك التنوع العلمي المتجانس ...
- الشخصية الفيتشية Fetishism انحرافات
- الشخصية بين اضطرابها ونضجها
- العنف والتعصب ..كسب وهمي ناقص
- الشخصية المازوخية وانحرافاتها


المزيد.....




- مزاعم روسية بالسيطرة على قرية بشرق أوكرانيا.. وزيلينسكي: ننت ...
- شغف الراحل الشيخ زايد بالصقارة يستمر في تعاون جديد بين الإما ...
- حمير وحشية هاربة تتجول على طريق سريع بين السيارات.. شاهد رد ...
- وزير الخارجية السعودي: حل الدولتين هو الطريق الوحيد المعقول ...
- صحفيون وصناع محتوى عرب يزورون روسيا
- شي جين بينغ يزور أوروبا في مايو-أيار ويلتقي ماكرون في باريس ...
- بدء أول محاكمة لجماعة يمينية متطرفة تسعى لإطاحة الدولة الألم ...
- مصنعو سيارات: الاتحاد الأوروبي بحاجة لمزيد من محطات شحن
- انتخابات البرلمان الأوروبي: ماذا أنجز المشرعون منذ 2019؟
- باكستان.. فيضانات وسيول عارمة تودي بحياة عشرات الأشخاص


المزيد.....

- فيلسوف من الرعيل الأول للمذهب الإنساني لفظه تاريخ الفلسفة ال ... / إدريس ولد القابلة
- المجتمع الإنساني بين مفهومي الحضارة والمدنيّة عند موريس جنزب ... / حسام الدين فياض
- القهر الاجتماعي عند حسن حنفي؛ قراءة في الوضع الراهن للواقع ا ... / حسام الدين فياض
- فلسفة الدين والأسئلة الكبرى، روبرت نيفيل / محمد عبد الكريم يوسف
- يوميات على هامش الحلم / عماد زولي
- نقض هيجل / هيبت بافي حلبجة
- العدالة الجنائية للأحداث الجانحين؛ الخريطة البنيوية للأطفال ... / بلال عوض سلامة
- المسار الكرونولوجي لمشكلة المعرفة عبر مجرى تاريخ الفكر الفلس ... / حبطيش وعلي
- الإنسان في النظرية الماركسية. لوسيان سيف 1974 / فصل تمفصل عل ... / سعيد العليمى
- أهمية العلوم الاجتماعية في وقتنا الحاضر- البحث في علم الاجتم ... / سعيد زيوش


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - اسعد الامارة - التسامي في السلوك ..قوة للنفس والانسان