أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - اسعد الامارة - الانفعال والجسد














المزيد.....

الانفعال والجسد


اسعد الامارة

الحوار المتمدن-العدد: 1316 - 2005 / 9 / 13 - 10:34
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    



من منا لم يهاجمه الانفعال ويجعل ساعاته او ربما ايامه صعبة ومؤرقة،تستغلق عليه الرؤية والحلول الواضحة للاشياء،من منا لم يشعر بساعات الارتباك والذهول وهو يسمع خبراً مؤلماً مثل وفاة صديق عزيز عليه او تعرض احد معارفه لقصف مفاجئ في العراق وغابت عنه الاخبار رغم انتشار ملايين الاقمار الاصطناعية لنقل حركة ابسط الحيوانات التي تدب على الارض،او المعلومات الشاردة والواردة ولكن استغلقت الرؤية وسماع الخبر الذي يخفف التوتر،بل زاد الانفعال حتى ضاعت الاستجابة. ان الانفعال استجابة شاملة للكائن الحي ازاء مواقف بيئية مثيرة تدعو لتفاعل الكائن معها،وقد يكون هذا التفاعل تدميرياً يأخذ صورة الهرب او القتال او الخوف في حالة الغضب. او قد لايكون كذلك وانما بهدف آخر يضرب الاحشاء ويمضي حتى يمزق القولون ويكون الدم النازف بلا جرح هو المؤشر لاعلان التأثير على شدة الانفعال، او ربما تصعد اضطرابات المعدة فتضرب الاغشية الداخلية حتى تتمزق، فالتعبير الواضح عن الانفعال هو التورط الانفعالي في الاعضاء والاحشاء الداخلية التي تغذي الجهاز العصبي اللارادي مثل قرحة الاثني عشر والربو،حينها يعاني المنفعل عادة من القلق والاكتئاب،بل احياناً ما يهدد القلق حياته.
ان الانسان كائن متطور لا يستجيب للمواقف المثيرة بمجرد الانفعال ولكنه يدخل عنصر التفكير وتقييم الموقف والواقع الفعلي وما سينتج عنه،هذه الابعاد تلعب الدور الاهم والمؤثر في الاستجابة الانفعالية المباشرة للمواقف بقصد الحفاظ على امن وسلامة النفس في الموقف الراهن وفي الآمد الطويل رغم اننا نتفاوت فيما بيننا في قوة التحمل ونوع الاستجابة وادراك الموقف الكلي او الجزئي، وما سيؤول اليه الآمر،ولكن سؤالنا ما هو الفاصل الزمني في استلام الانفعال وتأثير الاستجابة؟
ان هذا الفاصل الزمني بين الاستجابة الانفعالية وبين رد الفعل وتحقيقها هو ذاته الذي قد يؤدي الى انشقاق الانسان على نفسه فينشأ الصراع بين هذين المثيرين،المثير(الانفعال)والاستجابة(رد الفعل) ودور الاجهزة العليا في المخ من جانب آخر. ولكن قمة الصحة النفسية تقابل الميل لانعدام الصراع الداخلي بين الجانبين وذلك بوساطة عملها في تناسق وتناغم، فاذا تغلب الاول على الثاني فأن السلوك الناتج يصبح سلوكاً مرضيا طالما ان الجانب المغلوب على امره يسعى للتأثير بشكل ما ويتأثر في زعزعة التكيف وهو ما يعرف بالمرض.
يقول علماء النفس ان التحكم الزائد في الانفعالات وكبت الغضب وعدم التعبير اللفظي والحركي عن الصراعات الداخلية يؤدي الى جهد على الجهاز العصبي مما يؤثر على افراز بعض الهرمونات مثل الادرنالين والرينين والتي تؤدي بدورها الى ازدياد ضغط الدم وتظهر الاعراض بشكل واضح جدا لدى ذوي الشخصيات الوسواسية الذين يميلون للاتقان والنظام مما يجعل تكيفهم مع المجتمع صعباً ومجهداً.
ان الذي يحدث في المرض النفسي الجسمي خصوصا هو تراكم للانفعال على المستوى الجسدي دون ان يصعد الى الوعي ويتبلور في مفاهيم والفاظ فضلا على انه لم يكتمل من جانب اخر وهو الجانب التكيفي،بمعنى اخر ان ما يثير الفرد دون ان يعيه تماما فيستجيب الفرد على مستوى جسده ولكن دون ان يفرغ هذه الطاقة في صراع او لقاء مع آخر او كما هو معروف لدى المجتمعات المكتظة بالسكان ان يجتمع الشخص الذي تعرض للموقف الضاغط مع الاخرين ليخففوا عنه وطأة الموقف،واذا لم ينجح تسوء احواله وتتدهور ، ويقول د.محمد شعلان والنتيجة هي حالة من الانفعال الجسدي المزمن التي لا يؤدي وظيفة تكيفية ولا يفرغ في فعل او تفاعل مع موضوع ، فيستمر الجسد في حالة استعداد مزمن دون تفريغ ،فلا هو يفعل ولا هو يستريح، انما يستمر مشدوداً. لذا فالانفعال يزيد التأهب الجسدي واستمراره ينهك المناعة النفسية لا سيما ان المكبوتات التي لا يستطيع الفرد التعبير عنها تستمر كمثيرات تضرب الجسد دون مستوى الوعي ،ولا تجد التفريغ المناسب وهي تعد بمثابة حالة توتر مستمر وعليه نود ان نؤكد هنا ان الانفعال كمسبب للمرض يتوقف عند التعبير الجسدي ويكاد لا يصل الى الوعي ولذا فالشخص قلما يشكو من الناحية النفسية سوى التوتر ولكن الانفعال يعد مؤشرا للخطر ويتخذ اي عضو في الجسم كوسيلة للتعبير.
كما اكدت الدراسات المعملية والميدانية ذلك بقولها ان معظم الامراض الجسدية يلعب فيها العامل النفسي دورا قويا سواء في نشأتها او استمرارها او اثارتها او ضعف مقاومة الفرد لمهاجمة الانفعال له.





#اسعد_الامارة (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حياتنا والضغوط النفسية
- انه الفصام-الشيزوفرينيا-ما اقساه
- العلاقة الزوجية.. نضوج الدوافع وتوافق الحاجات
- الميول الانثوية عند الرجال.. بين الرغبة والدفاع
- الجنس..الرغبة والدفاع
- التوافق الديني..ونقيضه
- التوافق والصحة النفسية
- الضغوط النفسية ونتائجها المرضية
- الحاجة للآخر ..ضرورة!!
- القلق وقرحة المعدة
- الطفل بين القبول والرفض والرفض في الاسرة
- الطفولة والتلقائية
- تحرير المرأة وتحرير المجانين
- لغز القلق
- اٍعرف المسالمة، ترفض العنف
- التفاؤل والتشاؤم بين الصحة ونقيضها
- التعصب والتصلب في الرأي وعلاقتهما بالمرض النفسي
- هل تخفي شخصياتنا افعالنا ام العكس؟
- مهارة اللاعنف..مهارة الالفة والصداقة
- التكامل النفسي بين الواقعية والمثالية


المزيد.....




- ما ارتداه رئيس أوكرانيا بقمة الناتو يشعل تكهنات بأن ترامب هو ...
- سجال حاد بين المدعية العامة للولايات المتحدة وسيناتور ديمقرا ...
- زهران ممداني.. الشاب المجهول الذي قلب نيويورك راسا على عقب ب ...
- جسر زجاجي شفاف ومسارات.. لندن تكشف عن نصب الملكة إليزابيث ال ...
- هانا تيتيه: ليبيا تمر بمنعطف حاسم وتريد حكومة مسؤولة
- مؤسسة النفط الليبية توقع مذكرة تفاهم مع تركيا بشأن 4 مناطق ب ...
- الحرب على إيران تعيد الليكود إلى الصدارة.. نتنياهو: العالم ش ...
- -احتفالات النصر-.. تظاهرات في طهران عقب وقف إطلاق النار بين ...
- زيلينسكي يطالب الناتو بدعم الصناعة الدفاعية الأوكرانية قبيل ...
- في تحول عسكري لافت.. اليابان تجري أول تجربة صاروخية على أرا ...


المزيد.....

- الآثار العامة للبطالة / حيدر جواد السهلاني
- سور القرآن الكريم تحليل سوسيولوجي / محمود محمد رياض عبدالعال
- -تحولات ظاهرة التضامن الاجتماعي بالمجتمع القروي: التويزة نمو ... / ياسين احمادون وفاطمة البكاري
- المتعقرط - أربعون يوماً من الخلوة / حسنين آل دايخ
- حوار مع صديقي الشات (ج ب ت) / أحمد التاوتي
- قتل الأب عند دوستويفسكي / محمود الصباغ
- العلاقة التاريخية والمفاهيمية لترابط وتعاضد عالم الفيزياء وا ... / محمد احمد الغريب عبدربه
- تداولية المسؤولية الأخلاقية / زهير الخويلدي
- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - اسعد الامارة - الانفعال والجسد