أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مي ابراهيم - رقية أمرلي (قصة حقيقية من معارك أمرلي)














المزيد.....

رقية أمرلي (قصة حقيقية من معارك أمرلي)


مي ابراهيم

الحوار المتمدن-العدد: 4771 - 2015 / 4 / 8 - 13:13
المحور: الادب والفن
    


الحرب مع داعش في أوجها ولا مجال للتراجع أثناء المعارك.فمدينة ( أمرلي ) محاصرة منذ عدة أشهر. كل سكانها المتبقين الذين لم يهجروها يحملون السلاح رجالها ونسائها وأطفالها ايضا. الأمدادات بدأت تصل للمدينة عن طريق الجو. فالطائرات العراقية ترمي عليها الان بعضا من السلاح والمؤنة والمياه. الحصار في أشده عليهم من كل الجهات ويجب كسره بأي ثمن.
وصلت قوات العمليات الخاصة كتائب الامام علي ع للمشاركة في تحرير المدينة والقتال حولها لفك الحصار عنها.
وقبل بزوغ الفجر تمركزت هذه القوة في المناطق المحيطة بامرلي وبدأت بالأشتباك مع داعش التي تطوق المنطقة بالكامل في معركة حامية الوطيس.
أشرقت أولى شعاعات الشمس واشرق الأمل قي قلوب الأبطال المدافعين عن المدينة وهم يرددون : نحن لا نهزم ومنا عطاء الدم !
كان الوقت صيفا في شهر تموز الحار. وبعد شروق الشمس بقليل التهب الجو بتلك الحرارة الساطعة كنورها. لم يحمل المقاتلون الكثير معهم سوى أسلحتهم والذخيرة وبضع حاويات ( مطارات ) تحتوي على الماء. المعركة حامية ومستمرة بلا انقطاع . ومع كل دقيقة تمر ترتفع الشمس أكثر قليلا في السماء التموزية لتلهب الأرض والهواء واجساد المقاتلين. ومن شدة الحرارة لم يبق لهم شيئا من المياه القليلة التي كانت معهم. لقد نفذت. ولم يكن بأمكان أحد أو قوة أخرى أن تصل إلى مكان المعركة خارج أمرلي. لذا لم يكن ممكنا أيضا التزود بالمزيد من المياه. الساعات تمر وعطش المقاتلين يزداد. وفي ساعات ما بعد الظهر لم يعد العطش فقط لا يطاق بل أصبح وحشا خطرا يهدد المقاتلين فوصل حد الإحساس بالتعب والإرهاق التام لبعضهم إلى درجة قاربت على الإغماء وأصبحت خطرا على قدرتهم بالقتال.
كانت المعركة تجري في الحقول الزراعية بأطراف أمرلي. ووسط أصوات الرصاص الذي يمطر عليهم بكل مكان قال المقاتل جاسم : انظروا.. هناك في وسط الحقل رقية!! رقية كبيرة !! لو أذهب وأجلبها سنتخلص ولو قليلا من الإحساس بالعطش وسيكون بإمكاننا مقاومة الشمس أكثر. فنحن بحاجة ولو إلى قطرة ماء الآن.
رد عليه رفاقه بالسلاح بأن هذا شبه مستحيل لأن طريق جاسم للرقية سيكون مفتوحا أمام رصاص قناصي داعش. ورغم حاجتهم الضرورية لمثل هذه الرقية لتروي عطشهم وتساعدهم على الاستمرار بالمعركة فلا يمكنهم المغامرة برفيقهم وقبول فكرته الانتحارية هذه.
جاسم أصر على هذا... يجب أن أجلب الرقية فلم يعد بإمكاني وبإمكان الكثيرين الاستمرار بالعطش والجوع تحت لهيب الشمس الحارق.
وبعد جدال أقنعهم بأنه سيذهب ويجلب لهم الرقية ومهما كلف الثمن فهو سيضحي. وبأنهم سيقومون بتغطية خروجه إلى وسط الحقل بتكثيف إطلاق الرصاص على داعش.
وهكذا تم. فخرج جاسم راكضا بأتجاه الرقية وحملها ليعود بها إلا أن رصاصة من أحد القناصين أصابت ساقه فسقط هناك. وسمعوا صوته يصرخ بهم Smiley frown ولكم طكوني )!
بعد أن شاهد رفاقه إصابته اشتدت حدة قتالهم حتى استطاعوا التخلص من كل الدواعش وذهبوا لإنقاذ رفيقهم.
وبينما كان الطبيب يحاول إيقاف نزيف ساق جاسم قبل أرساله لأتمام العلاج في احدى المستشفيات الخاصة للجيش كان جاسم ينظر إلى الرقية وهو يقول للطبيب : لن تنقلوني إلى أي مكان قبل أن أكل من هذه الرقية.
ضحك الجميع فرحا بالأنتصار وفرحا بنجاة صديقهم من بين أيادي أشباح الموت..وكذلك ضحكوا على إصراره على الأكل من تلك الرقية التي تسببت بأصابته.
وكان له ما اراد.
قطعوا له (شيفا ) واكله بكل تذوق وهو يضحك رغم الآم ساقه وكان اطيب شيف رقي تذوقه بحياته.
فقد تذوق جاسم أخيرا من رقيته. . رقية أمرلي ..ثم نقل لأكمال العلاج. وما زال لليوم يضحك كلما تحسس أثار الجرح .
رقية أمرلي أصبحت ذكرى لا تنسى للجميع.
إنها رقية الأنتصار الممزوج بالألم !



#مي_ابراهيم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قصيدة (( بعنا وبايعنا ))
- فرهود تكريت..الافلاس العربي ..والمكناسة العراقية.
- قصيدة( ويحا ً لكم ياعرب )
- قصيدة( رسائل من عقل عاشق )
- قصيدة( أنشودة طائر لمقاتل عراقي )
- الحرب العراقية العالمية الثالثة والصمت الدولي !
- قصيدة : ( أنصاف )
- قصيدة : ( تك تاك )
- قصيدة : ( ترنيمة صغيرة لوطن مُتعب )
- من لبس السواد
- قصيدة : ( قهوة )
- قصة قصيرة: مطر ابيض قاتم
- من المسؤول؟ السياسي أم الصحفي؟
- قصيدة : ( نم ياصديقي )
- قصيدة: حب مستحيل
- حلم نملة
- قصيدة
- خانوك ياوطني


المزيد.....




- في معرض الدوحة للكتاب.. دور سودانية لم تمنعها الحرب من الحضو ...
- الرباط تحتضن الدورة ال 23 لجائزة الحسن الثاني لفنون الفروسية ...
- الإعلان الأول حصري.. مسلسل قيامة عثمان الحلقة 161 على قناة ا ...
- -أماكن روحية-في معرض فوتوغرافي للمغربي أحمد بن إسماعيل
- تمتع بأقوي الأفلام الجديدة… تردد قناة روتانا سنيما الجديد 20 ...
- عارضات عالميات بأزياء البحر.. انطلاق أسبوع الموضة لأول مرة ف ...
- نزل تردد قناة روتانا سينما 2024 واستمتع بأجدد وأقوى الأفلام ...
- عرض جزائري لمسرحية -الدبلوماسي زودها-
- مترجمة باللغة العربية… مسلسل قيامة عثمان الحلقة 161.. مواعيد ...
- علماء الفيزياء يثبتون أن نسيج العنكبوت عبارة عن -ميكروفون- ط ...


المزيد.....

- أبسن: الحداثة .. الجماليات .. الشخصيات النسائية / رضا الظاهر
- السلام على محمود درويش " شعر" / محمود شاهين
- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مي ابراهيم - رقية أمرلي (قصة حقيقية من معارك أمرلي)