أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مي ابراهيم - قصة قصيرة: مطر ابيض قاتم














المزيد.....

قصة قصيرة: مطر ابيض قاتم


مي ابراهيم

الحوار المتمدن-العدد: 4726 - 2015 / 2 / 20 - 00:20
المحور: الادب والفن
    


(مطر أبيض قاتم )
أجبت على الأتصال الهاتفي.. وعبر الأثير كنت أحدد ملامح الطريق الى بيتي لصديقة تهوى فرحي كما تهوى اوجاعي. . وفي رأسي بدأت مغامرة قلق تتشكل.. غمامة حزن ورياح وغربة كتلك التي عشعشت منذ سنين في قلب وطني حبيبي ..كان صوت الصديقة يصل ولا يصل..تكاثرت الغيمة حتى السواد القاتم أو بالاحرى حتى البياض القاتم..وإنهمرت منها مزنة صيف حارة تساقطت بدفء داخل راسي. . التهب راسي بحبات مطر جاف كجفاف صحراء بحر النجف..حيث يرقد هناك الموت طريحا تحت شمس حارقة..فاحسست فجأة وكاني بقربه للحضات .. طريحة على أرض مطبخ بارد استلقي .. وصوت بعيد اسمع صراخه وكانه همسا .. عادت تلك الغيمة لتنتفض قليلا داخل رأسي نحو الاعلى من جديد .. وعن قرب حاول ذهني أن يستعيد طعم الصوت مرة اخرى .. الصديقة تصرخ عبر أثير الهاتف.. تحسست ذلك بما بقى من لسان وعيي لكني لم اجد لصراخها طعم الا طعم الصدى.. تحركت قليلا .. سقط الصوت بداخلي وكأنه تحرك داخل غربال كبير فتذوقته الان قليلا .. كان طعما ممزوجا ما بين الخوف والقلق .. أنتفض ذهني لوهلة .. فرفضتُ غيوم اليأس الملتفة كالحية حول راسي .. نفضتها لتتساقط من هنا وهناك حولي وتزحف مبتعدة عن رأسي المُرهق ..امسكت من جديد الهاتف المستلقي قربي على بعد قليل .. وقلت للصديقة : انا ما زلت هنا..فقط خروج بسيط عن المألوف!!
اغلقت الهاتف .
فجأة رن من جديد اتصال اخر .. لكنه كان اتصالا صامتا كالخيال ..أتصالا بلا هوية و بلا صوت وبلا اسم وبلا واقع .. آتٍ من هناك .. من بعيد..من العدم .. فتحت الخط .. استمعت .. انه صوت الوطن الصامت يدعوا لي.
كيف عرفت ياوطني بأن غمامة مرت براسي واسقطتني ارضا تضامنا مع تلك التي مرت برأسك فاشعلت فيك شجون الحب والحرب وشجون الموت والحياة؟
الصديقة وصلت بيتي الان. اهلا بها.
وطني حبيبي وانت كذلك ودون علمي وصلت الى قلبي وبيتي بصمت دعائك بعد ان احسست بي دون ان اعلم ..اهلا بك.
وقبل ان اقفل الخط الذي لا وجود له قلت: أحبتي. .غيومكم هي غيومي. .امطاركم امطاري..وغربتكم هي غربتي.. احبكم ..
احبك صديقتي.
أحبك ياوطني!
وانتهت المكالمة.



#مي_ابراهيم (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من المسؤول؟ السياسي أم الصحفي؟
- قصيدة : ( نم ياصديقي )
- قصيدة: حب مستحيل
- حلم نملة
- قصيدة
- خانوك ياوطني


المزيد.....




- والدة هند رجب تأمل أن يسهم فيلم يجسد مأساة استشهاد طفلتها بو ...
- دواين جونسون يشعر بأنه -مُصنّف- كنجم سينمائي -ضخم-
- أياد عُمانية تجهد لحماية اللّبان أو -كنز- منطقة ظفار
- إبراهيم العريض.. جوهرة البحرين الفكرية ومترجم -رباعيات الخيا ...
- حصان جنين.. عرضان مسرحيان في فلسطين وبريطانيا تقطعهما رصاصة ...
- من بنغلاديش إلى فلسطين.. جائزة الآغا خان للعمارة تحتفي بمشار ...
- ملتقى الشارقة للراوي يقتفي أثر -الرحالة- في يوبيله الفضي
- بعد عامين من الحرب في السودان.. صعوبة تقفّي مصير قطع أثرية م ...
- أبرز إطلالات النجمات في مهرجان البندقية السينمائي 2025
- أبو حنيحن: الوقفة الجماهيرية في الخليل حملت رسالة الالتزام ب ...


المزيد.....

- الثريا في ليالينا نائمة / د. خالد زغريت
- حوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الأول / السيد حافظ
- يوميات رجل غير مهزوم. عما يشبه الشعر / السيد حافظ
- نقوش على الجدار الحزين / مأمون أحمد مصطفى زيدان
- مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية - قراءة في مسرح الس ... / ريمة بن عيسى
- يوميات رجل مهزوم - عما يشبه الشعر - رواية شعرية مكثفة - ج1-ط ... / السيد حافظ
- . السيد حافظيوميات رجل مهزوم عما يشبه الشعر رواية شعرية مك ... / السيد حافظ
- ملامح أدب الحداثة في ديوان - أكون لك سنونوة- / ريتا عودة
- رواية الخروبة في ندوة اليوم السابع / رشيد عبد الرحمن النجاب
- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مي ابراهيم - قصة قصيرة: مطر ابيض قاتم