أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - أحمد عبد الرازق أبو العلا - عن تحديات العولمة .. والرغبة الآثمة في قمع الشعوب















المزيد.....

عن تحديات العولمة .. والرغبة الآثمة في قمع الشعوب


أحمد عبد الرازق أبو العلا

الحوار المتمدن-العدد: 398 - 2003 / 2 / 15 - 08:02
المحور: العولمة وتطورات العالم المعاصر
    


                                   
                                                                   
                                                                                             
   دعيت أنا والصديق الشاعر والكاتب الصحفي ( فتحي عامر) للحديث عن موضوع ( تحديات العولمة ) ، في جمعية من الجمعيات الأهلية في القاهرة ، واندهشت - في البداية - من أن المشرفين علي الجمعية ، هم الذين حددوا موضوع المحاضرة ، لكن اندهاشي زال حين التقينا بهم ، ولمسنا كم يتشوقون للحديث ، والتحاور حوله   حيث انه - بالفعل - من موضوعات الساعة ، ولقد لمسنا ، بأنفسنا مدي وعيهم ، وفهمهم لأمور السياسة في منطقتنا ، وهم الذين لا يعملون بالسياسة ، ولا يتعاطونها ، لكنه نبض الشارع الحقيقي ، نبض الناس الذين يفهمون ويعون كل شيء ، وإذا أتيحت الفرصة لهم للمشاركة والتعبير عن آرائهم ، لوجدناهم يتحدثون بوعي وفهم شديدين ، وهذا الإحساس الذي يصلك ، يجعلك مطمئنا - تماما - حيث إن قمع الحكومات لشعوبها ، وتضييقها لحيز الحريات والممارسة الديمقراطية ، لم يؤثر علي وعيهم ، ولم يجعلهم يدفنون رؤوسهم في الرمال ، بل علي العكس تماما ، تمسكوا بالحوار - حتى في أضيق الحدود - وتمسكوا بالوعي وعرفوا أن أرادتهم أقوي من إرادة القامعين ..                                             

   بدأت حواري معهم بعبارة الكاتب الأمريكي التي ذكرها في كتابه ( عالم واحد ..مستعدون أم ..) ويقول فيها : إن العولمة آلة عجيبة قادرة علي التدمير ، ذكرتها ، باعتبارها شهادة لرجل أمريكي  - وشهد شاهد من أهلها !! – وهذا بالفعل ما نراه يحدث الآن من ِقبل ( أمريكا) التي أعطت لنفسها حق السيطرة ، وحق التدخل ، وحق فرض إرادتها علي العالم كله ، اعتمادا علي المنطق الذي يستندون إليه : من ليس معنا فهو ضدنا !!               ونراهم يمارسون كافة أشكال القمع والإرهاب ، فتستجيب لارادتهم الحكومات الهشة ، التي تريد الحفاظ علي مصالحها الخاصة ، دون اعتبار أو اهتمام بمصالح الشعوب ، وأمريكا في ظل تلك الفكرة ، تمارس سطوتها ، بالتهديد مرة ، وبالوعيد مرة أخري ، وبنشر الأكاذيب مرة ثالثة ، وهكذا ..                                    
  وإذا كانت العولمة تهدف إلى تعميم الشيء ، وتوسيع دائرة نشاطه ليشمل العالم ، فان الشعوب – خاصة
 العربية - ينبغي عليها التمسك بهويتها العربية الإسلامية ، فحين ُضربت أمريكا في الحادي عشر من سبتمبر 2001 ، اعتبرت أنها تعرضت لإرهاب عربي إسلامي !! وعلي العالم كله أن يسير سيرها بهدف مواجهة هذا الخطر ، بما في ذلك الدول العربية الإسلامية !! أي أن ما اعتبرته إرهابا ، يعد ظاهرة ينبغي تعميم مواجهتها     لتشمل العالم بأكمله ، ومن ليس معنا ، فهو ضدنا !! في حين أنها لا تري في الممارسات الإسرائيلية اليومية ضد حياة وأمن الشعب الفلسطيني إرهابا يستوجب المواجهة !! تلك النظرة السياسية التي تكيل الأشياء بمكيالين ، سببها هو الانفراد باتخاذ القرار ، وضعف المنظمات الدولية التي تستجيب لارادتها : مجلس الأمن والأمم المتحدة ، حيث يسير الكل في ركاب أمريكا  ورغباتها الآثمة ، وكأنهم  منومين مغناطيسيا ، خوفا من اتهامهم بالتخلف والجهل ، والإرهاب ، وعليهم - إذن-  اللحاق بركب التقدم ، إيمانا بثقافة العولمة ، وفكر الكوكبية ، الذي يري أن العالم صار قرية كونية صغيرة ، بفعل ثورة الاتصالات ، والمعلوماتية ، واقتصاد السوق ، وعولمة الإنتاج ، وبفعل تغير الخريطة الجيوسياسية العالمية ، تلك الرغبة الآثمة في السيطرة  علي الدول والشعوب- خاصة الضعيفة - عكست وجها آخر من أوجه ( ثقافة العولمة ) باعتبارها نظاما اقتصاديا في المقام الأول ، ونظاما سياسيا واجتماعيا في المقام الثاني ، هذا الوجه يُمجد قيمة الاستهلاك ، ويُمجد الفردية ، والأنانية ، ويُمهد للعنف ، ولا يقاومه كما تدعي أمريكا ، لأن ثقافة العولمة ، مادية بحته ، تشجع الانتهازية والوصولية ، ليس فقط علي مستوي الحكومات ، بل علي مستوي الأفراد أنفسهم ، فالعولمة تجعل الأثرياء أكثر ثراء علي حساب الفقراء الذين يزدادون عددا ، ويزدادون فقرا ولا يجدون - في ظل تلك الثقافة -   قوت يومهم !!  فالعولمة تمنح الفرصة للشركات المتعددة الجنسيات لإساءة استخدام نفوذها ، وفي ظل هذه الثقافة نري أن العرقية والقومية يفقدان أهميتهما رويدا رويدا ..                                  
   والآن هل نستطيع تحيد هوية هذا النظام ؟! هل هو أمريكي ؟ هل هو غربي؟ هل هو صهيوني ؟ هل هو نظام مشترك ؟؟ أستطيع أن أقول - ومن واقع استقراء الأحداث - انه نظام صهيوني يحكم أمريكا من الداخل ، بدليل أننا نلاحظ التراجعات التي تقوم بها الإدارة الأمريكية ، كلما أصدرت قرارا بشان الصراع العربي الإسرائيلي ، ويأتي القرار علي عكس ما تريد إسرائيل ، فيتم التراجع عنة ، بعد ساعات قليلة من اعلانه !! إن الصهيونية التي تحكم أمريكا من الداخل ، قادرة علي حكم مناطق أخري - كثيرة - من العالم ، وما يحدث الآن ما هو إلا ترجمة لهذا التدخل ، ترجمة لرغبه إسرائيل ، في فرض هيمنتها علي المنطقة بالكامل !! لكي تصبح هي الدولة الكبرى في المنطقة ، تحيط بها دويلات صغيره ، تلك الرغبة الآثمة ، تدفعها إلى ممارسة التهديدات ، التي تستجيب لها الحكومات والأنظمة الهشة ، وما يتردد عن وضع خريطة جديدة للمنطقة ، واعادة تقسيمها ، لم يعد من قبيل الشائعات ، بل صار ترجمة لمخطط يسير بإحكام شديد .                         
   إن ثقافة العولمة التي تهدف إلى المزيد من تركيز رأس المال ، والسيطرة والقوة الاقتصادية تسعي إلى تحقيق الأغراض الرأسمالية الأمريكية الجشعة ، والمنطقة العربية - نتيجة لهذا - دائما ما  تتحمل وطأة الأزمات الاقتصادية العالمية ، وهي التي تدفع فاتورة الحرب التي تمارسها أمريكا ، وتزعم أنها ضد الإرهاب .. إن أطماع أمريكا في الثروة العربية ، هو الدافع الرئيسي الذي يدفعها إلى حشد جيوشها بالصورة التي نراها الآن ، وكأنها ستضرب كل الدول العربية ، وليس العراق فقط !!                
  تحديات العولمة تتطلب مساحة أكبر من الممارسة الديمقراطية ، تتطلب حوارا متمدينا ، نستطيع من خلاله الوصول إلى قرار لمواجهة الأخطار المحيطة بنا ، وتتطلب - كذلك - تدعيم أسس الحوار في الدائرتين العربية والإسلامية  ، تتطلب قدرا كبيرا من الإيمان بالذات ، وتتطلب إطلاق الحريات السياسية والثقافية ، وتتطلب الحفاظ علي هويتنا العربية الإسلامية ..                            
 والمجتمع غير القادر علي ممارسة فعل النقد والمساءلة ، مجتمع لا يستطيع مواجهة التحولات ، وقد يبتلعه الطوفان قبل أن يدري انه واقع تحت مطرقة الخطر..
 



#أحمد_عبد_الرازق_أبو_العلا (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المهمشون يدفعون الثمن في مجموعة ( عبق الشوارع) .. للكاتب - أ ...
- ازمة النوايا الطيبة في قصص قصيرة من السعودية
- عن رشاد أبو شاو وروايته - البكاء علي صدر الحبيب
- هل تأثرت الثقافة في مصر عقب أحداث 11 سبتمبر 2001؟؟
- استجابتنا للشعر من أين تبدأ؟؟
- إسرائيل والتطبيع وعلي سالم - حول كتاب رحلة إلى إسرائيل
- القمع في الخطاب الروائي العربي
- حول الحوار المتمدن
- ثقافة العنف والإرهاب
- المثقفون والسلطة في مصر
- مقاومة التطبيع مشاهد من ساحة القصة القصيرة في مصر


المزيد.....




- أين يمكنك تناول -أفضل نقانق- في العالم؟
- ريبورتاج: تحت دوي الاشتباكات...تلاميذ فلسطينيون يستعيدون متع ...
- بلينكن: إدارة بايدن رصدت أدلة على محاولة الصين -التأثير والت ...
- السودان يطلب عقد جلسة طارئة لمجلس الأمن لبحث -عدوان الإمارات ...
- أطفال غزة.. محاولة للهروب من بؤس الخيام
- الكرملين يكشف عن السبب الحقيقي وراء انسحاب كييف من مفاوضات إ ...
- مشاهد مرعبة من الولايات المتحدة.. أكثر من 70 عاصفة تضرب عدة ...
- روسيا والإمارات.. البحث عن علاج للتوحد
- -نيويورك تايمز-: واشنطن ضغطت على كييف لزيادة التجنيد والتعبئ ...
- الألعاب الأولمبية باريس 2024: الشعلة تبحر نحو فرنسا على متن ...


المزيد.....

- النتائج الايتيقية والجمالية لما بعد الحداثة أو نزيف الخطاب ف ... / زهير الخويلدي
- قضايا جيوستراتيجية / مرزوق الحلالي
- ثلاثة صيغ للنظرية الجديدة ( مخطوطات ) ....تنتظر دار النشر ال ... / حسين عجيب
- الكتاب السادس _ المخطوط الكامل ( جاهز للنشر ) / حسين عجيب
- التآكل الخفي لهيمنة الدولار: عوامل التنويع النشطة وصعود احتي ... / محمود الصباغ
- هل الانسان الحالي ذكي أم غبي ؟ _ النص الكامل / حسين عجيب
- الهجرة والثقافة والهوية: حالة مصر / أيمن زهري
- المثقف السياسي بين تصفية السلطة و حاجة الواقع / عادل عبدالله
- الخطوط العريضة لعلم المستقبل للبشرية / زهير الخويلدي
- ما المقصود بفلسفة الذهن؟ / زهير الخويلدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - أحمد عبد الرازق أبو العلا - عن تحديات العولمة .. والرغبة الآثمة في قمع الشعوب