أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - أحمد عبد الرازق أبو العلا - استجابتنا للشعر من أين تبدأ؟؟















المزيد.....


استجابتنا للشعر من أين تبدأ؟؟


أحمد عبد الرازق أبو العلا

الحوار المتمدن-العدد: 337 - 2002 / 12 / 14 - 03:54
المحور: الادب والفن
    


                          (طغيان سطوة الطوايا نموذجا )

                                            
 

       للناقد والشاعر الإنجليزي (سي دى لويس ) عبارة يقول فيها : "إن للناقد مهمة واحدة   هي تبسيط أو توسيع أو تعميق استجابتنا للشعر، لاشك في أن هناك طرقا عديدة ،لإنجاز هذه المهمة ، ولكن ليس هناك من أسلوب نقد ى يمكن صياغته بطر يقه مقنعة ا ذ ا لم يكن هناك احترام لكل من القصيدة والقارئ" .. ونحن نتفق تماما مع الرأي ا لسابق لأسباب عديدة أهمها : إن استجابة المتلقي للشعر  اليوم ، أصبحت   استجابة محفوفة بالمخاطر،لأن الشاعر المعاصر اصبح مهموما بقضية التشكيل اكثر من اهتمامه بقضية التوصيل .                
  ولأن التشكيل اصبح هو العنصر الغالب في الشعر ، فان عنصر التوصيل تأخر ، بل وتراجع   ولم يصبح هو القضية ا لأولى ، على الرغم من اهميه هذا العنصر ، و لابد أن يكون موجودا في ذهن الشاعر ،حتى لا نضطر إلى القول : إن المعني في بطن الشاعر ، وعندما يصبح المعنى في بطن الشاعر ، فان درجة استجابة المتلقي للشعر ، تتضاءل واذ ا اتفقنا انه ينبغي للناقد أن يحترم كلا من القصيدة والقارئ ، فما بالنا بالشاعر نفسه في علاقته بالقارئ   ، أيكون كل في واد لايلتقى أحدهما مع الآخر ؟!                                                                     
         إن كلماتي السابقة  تعبر عن بعض الهموم التي يحس بها الناقد لحظة مواجهته لقصائد يكتبها شعراء جدد- أريد أن أضع تحت كلمة جدد أكثر من خط - وذلك لأن الواقع المحيط بالشاعر الجديد ، مزدحم بالعديد من المتغيرات والظواهر على كافة المستويات : السياسية والاقتصايه وا لاجتما عيه وا لإبداعية -أيضا - كل هذ ه المتغيرات التي يواجهها ويراها ويحس بها ، فيعبر عنها فتتكون- في النهاية - رؤيته الشعرية للعالم ا لذى يعيش فيه ،  فكما تعقد ت  الحياة ، تعقدت التجربة الفنية ، واقصد بالتعقيد ، (التعقيد الفني) وليس (التعقيد الموضوعي).              لقد انعكس كل هذا علي  إبداعات الجيل . إذن  مسئولية الشاعر الجديد   أصبحت مسئولية كبيرة تجاه ما يكتبه ومايقدمه لنا . 
     وإذا كان الشاعر المعاصر يهتم - في المقام الأول - بالتجربة الشعرية ،   كونها تجربة جمالية   يصول فيها ، ويجول ، ويلعب بالكلمات والألفاظ ما شاء له اللعب،، فتأتي  التجربة بلا   معنى محدد، وإذا كان الشاعر يفعل هذا ؟ فان مثله كمثل صانع (الأرابيسك ) الماهر الذي يقدم عمله و لايبغى من ورائه شيئا سوى كشف مهارته في ا استخدام الأدوات - وقدرته على إبهار   الناظر لعمله . فان فالشاعر الحرفي . ظلم نفسه مرتين : المرة الأولى: لأنه أعطى ظهره للواقع الملهم ،بما يحويه   من متناقضات ، ومتغيرات عديدة، تستوجب أن تكون في المحل الأول من  اهتمامه . والمرة الثانية ، لأنه وضع حاجزا نفسيا بينه وبين المتلقي  ، هذا الحاجز يجعل متلقي الشعر  عزوفا  عن الاهتمام بالشعر؟ رغم ما يمكن أن   يقدم له الشعر من خدمة تتجلى في الارتفاع بذوقه - ليس بالابتعاد عنه  والتعالى عليه ، ولكن بالاقتراب منه ، والإحساس به.                  وهذا الحاجز- أيضا- يجعل ناقد الشعر،في حيرة من أمر هؤلاء الذين  أرادوا منه أن يتقبل تجاربهم الشعرية، كما هي ، فان اختلف معهم ، اتهموه  بعدم الفهم ، وان اتفق معهم فقد ساهم في ترسيخ قيم جمالية تتواري أمامها القيم الدلالية الواجبة ، وان وقف موقفا حياديا ، انتهى دوره كناقد موضوعي ،   يقول كلمته (ولو على رقبته )!!                                                                                             - علينا أن نلتزم بالصدق الفني في   إبداعنا الشعري ،  به ننجو من مخاطر السقوط إلى الهاوية ، وبعدها لا ينبغي   أن نقول كما قال - من قبل - أصحاب مذهب البر ناسية، إن الرومانسيين افسد وا الشعر،   وأنز لوه من فوق قمة   (برناس ) حيث يسكن إله الشعر، وعلينا أن نعيده إلى القمة ،  وعلى المتلقي  إذا أراد أن يصعد لنا. . إن الشاعر الصادق فنيا وموضوعيا يقول : سأذهب إلى ا لمتلقى واصعد به وبذوقه ، وأسمو بمشاعره واحترم قضاياه       
                                                  
                                                    (2)

     بعض نقاد الفن فى أوربا   يقولون "ِإ نه لاينبغى للقارئ أن  يطلب من الشاعر سوى الشعر وحده " .   هذا ما قاله الناقد السويسري  (بودمير) . وتلك  المقولة تتعارض مع " بديهية مؤداها أن المتلقي طرف في العملية الإبداعية ، بمعنى أن النتاج الفني يتوجه إليه في المقام الأول . فإذا أحس المتلقي أن العمل الإبداعي لا يحترم وجوده الضروري ، انصرف  عنه . . ومن هنا لايمكن أن يصبح   الشيء لذاته ابدا. تلك النقطة تعد  معيارا من المعايير التي تحدد درجة  استجابتنا للشعر؟ ومن ثم تصبح عبارات مثل : "  ليس يعنيني من الناحية الشعرية   ما تقول ، وإنما كيف تقول   ما تقول ،  "حسن طلب " و " إن سؤال  الفلسفة أو السياسة والمعتقدات  عامه   هو: ماذا ينبغىان نقول ؟ لكن سؤال   الفن ، يخطو خطوة تالية، ويسأل :   كيف نقول ما ينبغي أن نقول ؟  "حلمي سالم " .. تصبح تلك العبارات بلا   معنى، عبارات .. غير   صريحة .. هروبية أكثر منها  موضوعية. ومن هنا تصبح مقولة الشاعر (احمد عبد المعطي  حجازي) "إن . من يطلب شعرا نقيا مائه في المائة   عربيد لا يقبل من النبيذ إلا الكحول ، أو أفلاطوني يعتقد أن تمجيد الروح   موجب لقتل الجسد" تصبح هذه المقولة ، صحيحة   لأنه لايمكن أن يكون هناك شعرا خالصا، أو فنا خالصا، وإنما لكل فن ضرورة؟ وإذا غابت الضرورة اصبح فنا هامشيا أو مهمشا ؟ يتلاشى وجوده أمام أي هزة ؟ وهذا ما واجهه أصحاب البا رانسية) وزعيمهم (تيوفيل كوتيه ) عام  1880، عند اصطدامهم بأول هزة  و أعنى بها الحرب الفرنسية الألمانية، لم يستطع هؤلاء الشعراء الاستمرار لأن الحرب أضعفت شأنهم وشتتت شملهم .، وإذا قلنا إن الواقع اصبح معقدا، فوظيفة الفن ، هي تفتيت هذا التعقيد ، ثم إعادة البناء والصياغة لاكتشاف الواقع مرة أخرى.     
     إن المأزق الذي يمكن أن يقع فيه أصحاب (الحداثة) هو : أن تتحول الشكلانية والتجريبية إلى غاية ، فغموض المصطلح واختلاطه بمصطلح الحداثية ، يجعل المسألة غير واضحة وغير محددة  بما ينعكس بدوره - على الإبداع الشعري ؛ الذي يستند إلى الحداثة ويتخذ منها أداة ووسيلة لتمرير كتابات تقف على ارض هشة . لأن كل كتابة تستجيب لمتغيرات الواقع  وقوانينه السياسية وا لاقتصادية هي كتابة جديدة ، لأنه في تغير دائم ، إن التغيير بالمغايرة له ضرورته الفنية  والموضوعية ، واستناده على هذه الضرورة هو ما يعطيه صدق الأداء ، وصدق التجربة ، إن الذين ينظرون لتجاربهم - أي يتكلمون عن طريقة الكتابة وأسلوب التناول في أعمالهم - إنما يفعلون ذلك من منطلق خشيتهم من الموقف النقدي تجاه أعمالهم الشعرية . ومن ثم نراهم يختلفون كثيرا مع كل الكتابات والآراء النقدية التي تؤكد على شكلانيه التجربة وتؤكد على غياب المعنى ، وضبابية الرؤية الشعرية للعالم .                                                                              - ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد ، بل تعداه إلى استحداث طرق جديدة للنظر إلى الأعمال الإبداعية ، فيما سمي (بالكتابة عبر النوعية ) وهو تعبير مطا ط، و غامض  ، أكثر - كثيرا - من مصطلح (الحداثة) - وخطورة هذا التعبير، " الكتابة عبر النوعية" انه يكرس لكتابات هزيلة   لا تقف من ورائها خبرة تساند عملية الإبداع الفني؛ الأمر الذي أدى إلي ظهور كتابات هي مجرد إرهاصات إبداعيه ، أوليه أكثر منها إبداعات ناضجة تتحقق فيها شروط الفن الحقيقي .                     


 )   طغيان سطوة الطوايا .. أم طغيان الدجل ؟؟)
      أدوار الخراط .. وعلب من الصفيح الصدئ                                                        

      في عام 1996 أصدر ( ادوار الخراط) أربعة دواوين شعرية – هكذا أطلق عليها – وبعدها بعامين أصدر ديوانه الخامس ( صيحة وحيد القرن ) وصدر له هذا العام    ( 2001) ديوان سادس عنوانه ( دانتلا السماء ) !! ألا يستحق – بعد كل هذه الإصدارات – وقفة قصيرة ، نكشف فيها النقاب عن حقيقة ما كتبه باعتباره شعرا ، وما هو بشعر !
  ادوار الخراط مشهور بتنظيراته ومصطلحاته المعادية للعقل ، والمعادية للواقع ، وهو من أكثر الذين يستخدمون تعبيرات رنانة ، طنانة ، مراوغة ، وغامضة وزئبقية الطابع مثل : الحساسية الجديدة – الكتابة عبر النوعية – القصة القصيدة .. الخ ، ونراه اليوم – بدواوينه الستة – يكرس لمفهوم آخر أشد خطرا وفتكا وابتذالا ، نسميه ( اللاكتابة ) !                              
   والخراط ليس وحده الذي يدعو إلى هذا ، بدأب وقصدية ، بل أن هناك نفرا من الأسماء التي يحسبها البعض لامعة ، يتحركون معه في نفس الاتجاه ، انهم شركاء في الهدم ، شركاء في ممارسة الدجل الإبداعي الذي يساعد علي تزييف الواقع الثقافي ، وانهيار القيم الجمالية والدلالية سعيا وراء الذاتي والنفعي ، ونفيا للموضوعي البناء .                                 
  و( اللاكتابة ) عند ادوار الخراط تجد من يحتفي بها ، وتجد من يتخذها نموذجا ومثلا ، وتلك هي الخطورة التي تقف من وراء ما يدعيه وما يقوله ؛ وما يفعله ، انه في اللاكتابة يتبني عن عمد مع سبق الإصرار والترصد ما يقوله السيراليون حين يعرفون الشعر ( بأنه انهيار العقل ) ! ولذلك نراهم " يمجدون مقدرة الشاعر علي النفي قبل مقدرته علي الإعجاب والإبداع ، وهو يري – كما يري السيراليون – " أن متطلبات الروح الشعرية هي اندماج الغريب والشاذ والشنيع والفوضوي والمجهول ، هي الإفلات من المواضعات المألوفة للكشف عن الرموز العتيقة "
    في ديوانه ( طغيان سطوة الطوايا ) الصادر في عام 1996 - تأمل العنوان جيدا -  يشير في نهايته إلى أن ما جاء فيه هو ( بقايا من شعر الطفولة والصبا ) 1939- 1942 ، وفي ديوانه     ( لماذا) كتب تحت العنوان : مقاطع من قصيدة حب  1955- 1995 ، وهذا يعني أنه قام بنشر الأعمال التي كتبها خلال ستين عاما بالتمام والكمال ، ستون عاما من توهمات النائم ، وهواجس الحالم ، وإرهاصات المبتدئ ، وخزعبلات من ظن أنه شاعر !! ونتساءل : لماذا ينشر الخراط خواطره التي كتبها منذ سنوات طويلة ، تعود إلى مرحلة المراهقة – وكثيرا ما كتبنا مثل هذه الخواطر ، لكننا آثرنا السلامة ، وتخلصنا منها بوضعها في صناديق القمامة من بدري – لماذا يقوم بنشر أوراقه القديمة الآن ؟؟ نراه ينشرها مستغلا حالة التردي الذي أصاب الواقع منذ السبعينيات حتى الآن ، التردي الذي أفرغ الثقافة الجادة من محتواها ، وجعلها فاترة وسطحية ومميتة ، فضلا عن أن الحياة الثقافية لم يعد لها كبير ، يضبط إيقاعها ، وينظم حركتها ، فأصبح من حق أي واحد أن يعمل ما يحلو له ، واختلط الحابل بالنابل ، وتاهت القيم النبيلة في دائرة من التخاذل والتنطع والتبجح والاستهتار .
  - انظر إلى عباراته التي كتبها تحت عنوان ( جمجمة الجراحات ) من ديوانه ( طغيان سطوة الطوايا ) يقول :                                      
      ]  جنايات جناني محجوز عليها في جذر حجري الداجي ..أجالد هوج الهواجس / وأجأر من الوجع / تلهج بي اللواعج جذوتها تؤج أجا  / هاجت بي حشرجة الوهيج في جحيم الجفاف وجوع الجدب / وجمجمة الجراحات / أتجرع جام الجوي / تجاليد جسمي التي كانت تموج بالشجن / من جفوة الهجران / يجترفها الآن العجيج الأجش البهجة / والصنوج المجلجلة .. [ .. الخ
   وفي مقطع آخر من قصيدة بعنوان ( أحلام ضحايا مسفوحة ) يقول :
(حرارة تحمش حياة حرونا / تحرد حينا وتصوع في رياح  الحرور وحوحة فحيح / يبرح بي حنين الي الحرز الحريز/ بحز في اللحم الحي / تحريض علي حرب محطومة الرماح / في أحراش الحيوانات المحرومة م تحتدم في لحمة وحشيتها الحميمة م تقتحم الحصون .. الخ )
    هذا قليل من كثير ، ويمكن لمن يشاء الرجوع إلى الدواوين ذاتها .. أي لغة تلك التي يكتب بها الخراط أشعاره !! أهو اندماج الغريب والشاذ والشنيع والفوضوي والمجهول في الروح الشعرية ، للإفلات من المواضعات المألوفة للكشف عن الرموز العتيقة – كما يقول – أين هي هذه الرموز العتيقة أو الجديدة ؟؟
  انه يملك عداء مستحكما للغة ، يدفعك إلى كراهية كل شيء ، كراهية اللغة .. الحياة .. الشعر نفسه .. ألم يستفد شيئا من شاعر مثل ( صلاح عبد الصبور ) حين جرب مع اللغة ، وجرب في الصورة الشعرية ، وكان تجريبه جديدا وحديثا ، ويعكس ( حساسية ) خاصة في زمن لم تكن     ( الحساسية الجديدة ) قد ظهرت بعد ، ولم يكن ( ادوار الخراط) نفسه يجرؤ علي إصدار تلك الدواوين ، أنظر إلى ( صلاح عبد الصبور ) حين يستحضر عبارات وألفاظ بسيطة تكاد أن تقترب من ألفاظ الحياة اليومية ، ولتقارنها بما بين يديك من عبارات الخراط ، لتتعرف علي عمق الفجوة التي أحدثها أمثال ( الخراط)  وغيره ، ولتلمس بنفسك ( التخريب ) الذي أحدثه  عن عمد للغة الشعر ، وتحت مسميات : السيرالية / الحساسية ..                                           
   اقرأ معي هذا المقطع من قصيدة ( الحزن ) في ديوان : الناس في بلادي 
يا صاحبي أنى حزين
طلع الصباح فما ابتسمت ولم ينر وجهي الصباح
وخرجت من جوف المدينة أطلب الرزق المتاح
وغمست في ماء القناعة خبز أيامي الكفاف
ورجعت بعد الظهر في جيبي قروش
فشربت شايا في الطريق 
  ورتقت نعلي ولعبت بالنرد الموزع بين كفي والصديق
قل ساعة أو ساعتين
قل عشرة أو عشرتين .الخ
   والآن أقرأ معي عبارات الخراط المراهقة :                                                                                                                             
}إنني أخاف ، أيتها الجميلة ، ولكنني أحبك ، ولست أريد أن أري ، لست أريد أن أسمع ، فدعيني .. دعيني أراك من خلال أحلامي .. كما يري الوثني صنمي المعبود .. من خلال سحب البخور .. في المعبد الصامت .. عند الغاية البعيدة .. نعم .. دعيني أحلم .. أيتها القاسية الجميلة .. دعيني .. أغمس عيني المتعبتين علي صدرك الرخامي ، صدرك النابض بالحياة {             عبارات كتبها الخراط في عام 1942 في دفتره الأحمر ، ثم عاد ونشرها باعتبارها أشعارا في عام 1996 !!                                                                                                                
والآن : أحب أن أوجه سؤالا هاما – هل الشعر مغامرة أم ضرورة حضارية ؟؟                                                                                                   
   إن الشعر يصبح ضرورة حين يكون خلقا للواقع ، واكتشافا من خلال إعادة صياغة مفرداته المتناثرة ، وحين يصبح وسيلة للتعبير عنه وتعريته ، والشعر الحقيقي في علاقته بك كقارئ يساعدك علي أن تستمتع بالحياة حينما تنجح فيها ، أو عندما لا يمكنك النجاح   ، أو حين تكون ضجرا من هذه العملية كلها علي حد تعبير الناقد البريطاني ( جيمس ريفز) صاحب كتاب        " كيف نفهم الشعر "    لكن أن يدفعك الشعر – ذاته – إلى الشعور بالضجر ، فهذا هو ( الشعر المميت )  الذي يكتبه شاعر مميت ، يستطيع أن يخدع نفسه ، لكنه لا يستطيع أن يخدع الآخرين .. ومن  الآخرين من أطلق علي ( ادوار الخراط) الهرم الرابع !! أمن يقدم ستة كتب إلى المكتبة ،  باعتبار أن ما بها شعرا ، وهي مجرد ( لا كتابة ) يعد هرما رابعا ؟؟ هرم  لمن ؟ وهو لا يؤمن بأن للكتابة ضرورة ، وللكتابة معني وهدف ورسالة ، أيعد هرما رابعا من يكرس لمفاهيم خاطئة ، تؤثر بالسلب علي حركة إبداعنا الشعري ، ويقدم نماذج فارغة كعلب الصفيح الصدئ ، تلك التي يركلها الصبية بأرجلهم في الطرقات ، فلا هي صالحة للاستخدام ، ولا هي صالحة للعب ، وربما تحدث رنينا لكنه رنين خافت ، أجوف ، يتلاشي رويدا رويدا كلما ازداد الركل ..
وأخيرا أذكر الخراط ب( لاضم الإبر ) الذي قرأنا عنه في تراثنا العربي ، ذلك الذي رآه           ( هارون الرشيد ) أثناء تجواله في السوق ، فأمر وزيره بأن يعطيه كيسا من الدنانير نظير مهارته الفائقة في ( لضم الإبر ) فضلا عن جلده مائة جلدة ، لأن عمله مجرد تعطيل ومضيعة للوقت ، حيث يوهمك بأنه يقدم شيئا له قيمة .. ولا قيمة – في الحقيقة – لما يقوم به ..  



#أحمد_عبد_الرازق_أبو_العلا (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إسرائيل والتطبيع وعلي سالم - حول كتاب رحلة إلى إسرائيل
- القمع في الخطاب الروائي العربي
- حول الحوار المتمدن
- ثقافة العنف والإرهاب
- المثقفون والسلطة في مصر
- مقاومة التطبيع مشاهد من ساحة القصة القصيرة في مصر


المزيد.....




- تابع مسلسل صلاح الدين الايوبي الحلقة 22 .. الحلقة الثانية وا ...
- بمشاركة 515 دار نشر.. انطلاق معرض الدوحة الدولي للكتاب في 9 ...
- دموع -بقيع مصر- ومدينة الموتى التاريخية.. ماذا بقى من قرافة ...
- اختيار اللبنانية نادين لبكي ضمن لجنة تحكيم مهرجان كان السينم ...
- -المتحدون- لزندايا يحقق 15 مليون دولار في الأيام الأولى لعرض ...
- الآن.. رفع جدول امتحانات الثانوية الأزهرية 2024 الشعبتين الأ ...
- الإعلان الثاني.. مسلسل قيامة عثمان الحلقة 158 على قناة الفجر ...
- التضييق على الفنانين والمثقفين الفلسطينيين.. تفاصيل زيادة قم ...
- تردد قناة mbc 4 نايل سات 2024 وتابع مسلسل فريد طائر الرفراف ...
- بثمن خيالي.. نجمة مصرية تبيع جلباب -حزمني يا- في مزاد علني ( ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - أحمد عبد الرازق أبو العلا - استجابتنا للشعر من أين تبدأ؟؟