أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - غسان صابور - وعن الرأي الثابت... والمتغير...















المزيد.....

وعن الرأي الثابت... والمتغير...


غسان صابور

الحوار المتمدن-العدد: 4765 - 2015 / 4 / 1 - 10:55
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


وعن الرأي الثابت.. والمتغير...
يلومني العديد من الأصدقاء وغير الأصدقاء, بأنني أغير كتاباتي واتجاهاتي من سنة لأخـرى.. وخاصة بما جـرى و يجري في سوريا. تارة أنا معارض مدافع عن التعددية والديمقراطية, ثائرا لما يحدث لبعض الكتاب والمفكرين, ايام الرئيس السابق. وتارة أهاجم المعارضات الداخلية والخارجية, بعد أشهر مما سمي " الربيع العربي " ناعتا إياها بكلمة هيتيروكليتية الفرنسية المنشأ Hétérocliteيعني (المكركبة).. وهنا أعيدهم إلى مقولة الرئيس شارل ديغول Charles De Gaulle: "الأغبياء وحدهم لا يغيرون آراءهم"... لأن ما حدث في بلد مولدي الذي غادرته من سنين طويلة, بأول أيام شبابي, من مطالب الديمقراطية, حتى استبدال هذه الديمقراطية بشريعة داعش.. يستحق الانتقال بالرأي أكثر من مائة وثمانين درجة. بالإضافة إلى تربيتي العلمانية الراديكالية منذ بداية فتوتي وشبابي, والتي تطورت في الغرب إلى مزيد من العلمانية الواضحة المنفتحة على فصل الدين عن الدولة والقوانين كليا... حتى أقصى الراديكالية... هذه العلمانية التي انفجرت وغابت كليا من كل قوانين البلدان العربية والإسلامية.. وخاصة بما حملته كل هذه الجحافل الإسلامية التي تقاتل على الأرض السورية, من أخطار وتهديد لكل ما تبقى من آمال انتشار هذه العلمانية.. بل جلبت العكس, وكل ما فجر من أمل بالحريات العامة وأبسط مبادئ الديمقراطية والعلمانية وقبول الآخر... حتى انتشرت عدوى هذه الأخطار هنا بكل المدن الأوروبية, بما تحمله الجاليات الإسلامية التي استقرت فيها خلال الخمسين أو الستين سنة الأخيرة, طلبا للعمل والعيش أو للأمان, من مطالب إثنية وعادات ومظاهر تقليدية وعاداتية, لا تتناسب كليا مع المبادئ والدساتير المنتشرة بالغرب. ومن هذه الجاليات ذهب الآلاف من المقاتلين, إلى سوريا والعراق, بأفكار عودة إلى شرائع الإسلام وتقاليده, كما شاركهم عديد من الشابات والشباب, غالبهم دون العشرين من العمر, طلبا للجهاد في سوريا والعراق.. وأحيانا رافقهم عديد من الفتيات والشبان, دون هذا السن, حتى قصر من أصول أوروبية, اعتنقوا الإسلام.. واختاروا الرحيل " للجهاد ".. وتبين فيما بعد أنهم أخطر من المسلمين بالولادة, وهم الذين ينفذون أشرس عمليات الاعدام وأفظعها, حتى يثبتوا ولاءهم لجبهة النصرة أو لداعش... ولهذا السبب تخشى السلطات المحلية, مترقبة عودة البعض منهم, إلى البلدان الأوروبية التي ترعرعوا بأحيائها, خشية قيامهم بأعمال انتحارية... مما قد يؤدي إلى قوانين جديدة, قد تــؤثــر على تفسخ و اتزان القوانين التي تؤمن ديمومة الحريات العامة والعلمانية من سنين طويلة. حيث أن هذه الجاليات أو بعض المنظمات المتطرفة التقليدية منها, تحاول استغلال المزيد من الحريات حتى تتجاوز التطبيقات العلمانية للدساتير والقوانين المحلية السائرة المفعول. بينما أن بعضهم الذين تدربوا في أفغانستان والعراق وسوريا, يحاولون خلق اضطرابات متواصلة حتى يجروا بعض البلدان الأوروبية للتنازل عن بعض من علمانيتها, وإظهار لبننة وتشقق في المجتمعات المحلية, وخلق باندوستانات بالأحياء الزنانيرية المحيطة بالمدن الكبيرة والمتوسطة, محصورة لمجتمعاتهم وتقاليدهم ولباسهم وعاداتهم, يتجنبها حكما السكان الأصليون, أو يتبقى عدد قليل منهم.. ويصبحون هم الأقليات... بالإضافة إلى ما يبثونه على صفحات مواقع النت التي يحتكرونها باستمرار لبث دعاياتهم الجهادية, وما نراه مما يبثوه من فظائع على أرض سوريا والعراق, لا يترك أي مجال لقبول هذه الأساليب اللاإنسانية, والتي لا تترك أي مجال للموافقة أو المشاركة أو القبول... قد يكون أن بعض المواطنين السوريين, بالبداية, كانت نواياهم ديمقراطية مسالمة, لتغيير هذا النظام والذي كان بحاجة إلى كـــارشــر كامل من قاعدة الهرم حتى قمته... ولكن لما تحولت المطالب الشرعية, إلى احتضان الداعشية وجبهة النصرة وجند الإسلام, وكل ما في الحروب الطائفية والقبلية والإثنية من مبادئ ظلامية, استنكرتها ورفضتها, كما تعودت منذ بدايات فتوتي وشبابي هناك وهنا. واعتصمت بالحياد الكامل أكثر من سنة... وعندما لم يعد يكفي الصمت والحياد, بدأت انتقاداتي المفتوحة لأعمالها وتصرفات المعارضات الصالونية التي كانت تتزاحم على أبواب السفارات الغربية, متقاتلة على اقتسام المناصب الموعودة وملايين الدولارات النفطية التي وهبها زلمهم من ملوك وأمراء ومشايخ العربان, لتفجير سوريا وتشتيت شعبها, تنفيذا لمخطط صهيوني عتيق, صاغه سياسي صهيوني عتيق, ما زال حيا, اسمه هنري كيسنجر, كان وزير خارجية ريتشارد نيكسون وخلفه جيرالد فورد, وهو الآن صاحب أكبر مؤسسة نصائح استراتيجية أمريكية, تبيع نصائحها ومداخلاتها لدول وشركات عالمية. وسوريا اليوم وما أصابها من مؤامرات ومجازر, ضحية هذا المخطط الجهنمي الآثم, الذي رسم وحضر لتفتيت الشرق الأوسط والعالم العربي وما سمي العالم الإسلامي, لصالح مطامع الولايات المتحدة الأمريكية وشريكتها الكاملة الأبدية دولة إسرائيل, وتوسعها الاستراتيجي والاقتصادي والمعيشي, للسنوات العديدة القادمة... ولم تكن أبدا, وبشهادة العشرات من الخبراء المخابراتيين الأمريكيين المتقاعدين اليوم, وبعض السفراء الغربيين في المنطقة, والذين شهدوا ــ متأخرين ــ بهذه الحقيقة . ويكفي قراءة كتاب السفير الفرنسي السابق ميشيل رامبو وكتابه " عاصفة على الشرق الأوسط "
Michel Raimbaud : Tempête sur Le Moyen-Orient
حتى تفهموا العديد من الأحداث والجرائم التي حيكت ضد شعوب الشرق الأوسط خلال السنوات الأخيرة... وشهد شــاهـد من أهله!!!....
وقد يفهم بعض المعترضين والمعارضين من بعض أصدقائي وغير أصدقائي, لماذا تغير رأي مع تغير الأحداث والمسببات والمسببين, ببلد مولدي سوريا وبكامل المنطقة من جيرانها. ومن تــآمــر منهم عليها.. وخاصة من أبناء عمنا العربان...
*********
هل شاهدتم المجازر والاعدامات التي قامت بها كل من داعش بمنطقة مدينة حــمــاه ومدينة إدلب التي احتلتها عناصر جبهة النصرة في سوريا... إعدامات مدنيين أبرياء بينهم نساء وأطفال.. صوروها على النت بلا أي إحساس أو شعور بشري إنساني... إذن أي بشري عاقل مهما كانت ذكرياته ودوافعه وانتساباته وإيمانه يمكنه أن يختار الدفاع أو أبسط دعم لهؤلاء القتلة ومدمري ومفجري كل حضارة إنسانية؟؟؟!!!...
كيف تريدونني ألا أتغير.. وألا أغير اتجاه كلماتي وكتاباتي؟... أنا لا أملك بارودة ولا أية سلطة.. لا أملك سوى الكلمة... ولو أنها ــ غالبا ــ ضائعة بوادي الطرشـــان...
وهل تركت هذه المنظمات الإسلامية الإرهابية الفظائعية, ولنسمي القطة قطة, أي مجال لأي أمل بعودة الديمقراطية وحياة أفضل لكل بلد أو قرية أو حي عبرت بـه أو احتلته.. حتى نصفق لها أو نتفاهم معها, أو حتى نصرخ معها " الله أكبر " لأنها باحتقارها الكلي للإنسان وحقوق الإنسان, أبعدتنا عن هذا الإله الذي ترفع رايته السوداء المعتمة, والذي هو وهم لا يعرفون أية قيمة للإنسان أو للإنسانية, ولا للبشرية جمعاء.. ولا إله لهم سوى القتل والغزو والاغتصاب...
لذلك لا يمكنني أن أناصرهم. وكل من يناصرهم أو يمولهم أو يفتح لهم الأبواب والنوافذ والمجارير.. شــريك مـعـهـم بالجرائم المتعددة اليومية ضد الإنسانية.
***********
عـلـى الــهــامــش :
ــ الحمام الإيرلندي La Douche Irlandaise
حسب وسائل الإعلام الأمريكية والأوروبية التي تنقل عنها... بيانات هذا الصباح ان السلطات الأمريكية تتراجع عن نية التفاوض (أو التفاهم) مع الرئيس بشار الأسد وحكومته (دلقة سخنة ودلقة باردة) مثل الحمام الإيرلندي, وهي طريقة تعذيب كانت تستعملها الشرطة البريطانية مع الثوار الإيرلنديين أثناء التحقيق معهم... وترددها آت من أكثرية مجلس الشيوخ الأمريكي الذي استقبل ناتانياهو مؤخرا.. ومن بعض حلفائها كالسيد فابيوس, وزير الخارجية الفرنسي, أو رئيس الوزراء البريطاني كاميرون... حيث أنهما يفضلان زيادة الضغط على السلطات السورية, وانتظار المزيد من تفاقم ضغوطات المحاربين الداعشيين وغيرهم من المحاربين الإسلاميين, والذين يتظاهرون ــ من فوق الطاولة ــ أنهم قيد تشكيل قوة لمحاربتهم... ولكن؟... كيف؟؟؟... ومتى؟؟؟... وأين النتائج على الأرض؟؟؟... أسئلة غامضة مبهمة, تبقى نتائجها ومسيراتها, بلا أي جواب واضح على الأرض حتى هذه الساعة...
بــــالانــــتــــظــــار...
للقارئات والقراء الأكارم الأحبة.. هــنــاك و هــنــا.. وبكل مكان في العالم.. كل مودتي وصداقتي ومحبتي واحترامي ووفائي وولائي.. وأطيب تحية عاطرة مهذبة.
غـسـان صــابــور ـــ لـيـون فــرنــســا



#غسان_صابور (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المئذنة والمحرقة والمدخنة...
- رسالة إلى الزميلة الرائعة مكارم ابراهيم
- رسالة إلى السيدة الكبيرة مريم نجمة
- الحرب العالمية الرابعة... فيديو تصوري... يمكن أن يحث
- راضي.. ونصف راضي.. وغير راضي...
- تغيرات في البوصلة؟؟؟...
- عودة إلى الفن والسياسة لخدمة السلام... وبعض هوامش وتساؤلات ض ...
- عودة إلى مسيو فابيوس... والسياسة الضبابية الفرنسية اليوم...
- الفن والسياسة بخدمة السلام
- تفجير التاريخ... وتدمير الحضارة
- غضب حقيقي... وتساؤلات مشروعة...
- تابع خربشات...
- خربشات سورية فرنسية...
- داعش.. وبعض من خفاياها... وغدر أبناء عمومنا العربان...
- القناص الأمريكي Américan Sniper
- مسلسل هوليودي... بايخ...
- لمتى تستمر الجريمة؟... والعالم صامت؟؟؟...
- ما زلنا نصدق حكاياها... أمريكا...
- خلاف بين أمي وعشيقتي...
- وعن الإعلام الغربي.. وسياسات الكذب...


المزيد.....




- لاكروا: هكذا عززت الأنظمة العسكرية رقابتها على المعلومة في م ...
- توقيف مساعد لنائب ألماني بالبرلمان الأوروبي بشبهة التجسس لصا ...
- برلين تحذر من مخاطر التجسس من قبل طلاب صينيين
- مجلس الوزراء الألماني يقر تعديل قانون الاستخبارات الخارجية
- أمريكا تنفي -ازدواجية المعايير- إزاء انتهاكات إسرائيلية مزعو ...
- وزير أوكراني يواجه تهمة الاحتيال في بلاده
- الصين ترفض الاتهامات الألمانية بالتجسس على البرلمان الأوروبي ...
- تحذيرات من استغلال المتحرشين للأطفال بتقنيات الذكاء الاصطناع ...
- -بلّغ محمد بن سلمان-.. الأمن السعودي يقبض على مقيم لمخالفته ...
- باتروشيف يلتقي رئيس جمهورية صرب البوسنة


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - غسان صابور - وعن الرأي الثابت... والمتغير...