أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نعيم عبد مهلهل - الأحتفاء بعينيك وبالقرية والشعر















المزيد.....

الأحتفاء بعينيك وبالقرية والشعر


نعيم عبد مهلهل

الحوار المتمدن-العدد: 1325 - 2005 / 9 / 22 - 11:28
المحور: الادب والفن
    


إلى أيمان وعدنان الصائغ
1 ـ لا أرى موطئ قدمي .أنا طائر في الهواء..
يتشكل ظلي لوحة تكعيبة ، ملائكة تدق بدفوف الوقت ، يطلقون الرصاص من بنادق صيد
تسقط الفراشات عريانة ..
المندائيون ابتهجوا هذا المساء . لقد زف القمر إلى شيخ وعزفت موسيقى من نوع خاص..
موسيقى ذكورة السمكة التي نشطت في الصحن الساخن لجوعنا ونحن نؤدي الامتحانات ..
لا أكترث بكم فأنا قبلت كيم باسنجر قبلكم وهنئت أمي على ترشيحها لجائزة غونكور
أمي تكتب بفرنسية الأهوار
رغم أنها لاتفرق بين عيادة الطبيب والمدرسة
أمي سافرت إلى الهند بنعل تك وتك ورغم هذا وصلت قبل سفن شركة الهند الشرقية ولعبت الدمينو
مع نهرو الذي سألها عن صحة عبد الناصر
عبد الناصر مات ومن يحكم أسيوط الآن فريد شوقي ..
وما شأني أنا ..لقد حرست حقل الشوفان ونلت بركات ماركس ..وأعمل الآن في فرن للصمون ..
بمساء قريتنا سماء لاتشبه كل سموات العالم ..
لا أتخيلها ، فأنا أرها ملونة بخرشبات الريح والسنابل ومداعبات ذيل الكلب لحفرة المضاجعة
السماء وورد الفل وروث البقرة والسعال الديكي هو تأثيث للطبيعة هنا
أحبوا الله يحبكم ..هذا قول لمشتهاية ..
هي جدتي
أخذت بيد جلجامش إلى غابة الأرز
ولبست البنطلون قبل جيرالد فورد
لا تضحكوا ففي بيتنا عزاء الليلة
لقد مات قدر البامية
وأكلنا الرغيف بدون مقبلات
هي رؤى الدهر
أن تصير القرى صناديقاً للدموع
وبستان جدي سهر يصبح ساحة لمصارعة الثيران
لقد شاهدت لوركا يزرع الخضرة
وشاهدت رومل يقاتل في جبهة بدره*
وسمعت سليمة مراد تغني باللغة الصينية
من شنغهاي وحتى الغموكة*
أمطار وأشعار ونايات آلهة سومرية
وبعد ..
لقد استوى الحمص
وبنينا أكواخنا بالجص
ذات يوم ستأتي الشرطة ووتسونامي ويهدمونها بأمر من البلدية
وسيأتي عبد الكريم قاسم ليبني لنا بدلها الألف دار* ..

2 ـ عودتنا مقابرنا أن نضحك باستمرار
وأن نقرأ أدوار سعيد كلما أصابنا الضجر
وغير ذلك ..
قلب العين هو صدر المونليزا
عندما تملك تفاحتين
حواء ستقبل القسمة على أثنين
سيكون الناتج صفرا
والغاية من هذا ؟
سنؤلف فريقا من الرماية
وسنحصل على ذهبية أولمبياد الجوع
وسوية سنذهب إلى الحانة القرمزية
نشرب عرق السوس
ونسمع أحداث حرب البسوس
في الأعظمية يبيع البقلاوة نعوش*
وطارق بن زياد يبيع البالونات في غر ناطة
قريتنا ولدت فيها نبؤة الشعر
ومنها أطلقت ناسا مركبة الفضاء القمرية
وعشتار تعلمت رقصة السامبا
أما ..أنا
فلقد خدعت مرتين حين وهبت التفاحتين من دون ثمن
وحين صدقت كلام الدكتور وأهديت قلبي إلى حبيبتي ..
بالشعر تحيا الكائنات الميتة
أما الكائنات الحية فتحيا بدرس العلوم
لا تصدقوا : أن للهذيان معنى وللطغيان معنى
الهذيان هو الرصاصة من فم الجلاد
والطغيان هو الوردة عندما تنبت بين الشفتين وقت تقليب الفراش
أنا أحب النساء لأنهن يشبهن القيمر
لا يؤكل لذيذا إلا مع الشاي والعسل
صفقوا لهذا القادم من أجندة الدموع
فلقد باع قضيته بحفنة رمل
بورخس سيقول له : الآن صرت قاصا جيدا
والحقيقة أنه أكتشف من خلال دخوله غابة الأدب أنه يكتب بلغة لا أصل لها
لغة لاتتداولها سوى إناث الجراد والجنود المستحون من خجلهم لحظة الشعور بدنوا الرصاصة من خوذة الرأس ..
لي أمنية ..
هي غير معقولة ..
ولكنها بسيطة
أن أتحول إلى قلم رصاص
وأكتب بدمي رسالة حب للفلاحة إخلاص ..
في القرى ..
السماء لها أزقة وواجهات مخازن لبيع الأحذية الورد
وهناك محالات تبيع الاستلاب والعصور الحجرية
بقلم الصوان كتبت على اللوح أسمك وأهديتك أغنية فيروزية
ما حدا أحسن من حدا
ولكن النقود قد تفعل ذلك
لهذا رأيت أندريه جيد يتجول بحذاء خفيف في المساء الماطر
يا رجل : في قريتنا لا توجد طواحين بل قباب من المطال* ..

3 ـ روحي ليست جروحي
أنها ظلك أيتها المرأة !

4 ـ أحتاج إلى معجزة بحجم حبة حنطة
كي أمتلك الكرة الأرضية
وأرميها لتعيش فوق زحل
5 ـ أنا أكتب الشعر
أبعثره كحبات ضوء على سائل أسود
أرى الضوء
ولا أرى العتمة
تلك هي رسالتي

6 ـ الصقور تطير منخفضة هذه الأيام
حين سألت أمي عن السبب
قالت أنها تخشى الرادارات
أطيعوا الرب
يستوي العنب
هذا من سفر وجد مدفونا في قريتنا
الواقعة شمال الريح بمليمتر واحد

7 ـ حين تطل العيون على حلمها تشاهدك عارية
في حالة كهذه لن ينتصب سوى الكتاب
وسيشعر بلذة من يحفظه على ظهر قلب فقط

8 ـ أنا ..هو ..
وهو ..شخص لايفهم في الشيزوفرينيا
أن المصطلحات أشد أعداء الشعر
القرى تعي بالفطرة ذلك
ولهذا نفينا سقراط أليها
ويؤنسه في وحدته صوت أم كلثوم

9 ـ حين تكتم سرك
يعرف الناس صنف عطرك
وحين تلقي الكلام جزافا
الناس سيطلقون عليك لقب : البوق

10 ـ القرى في الجنوب حدائق
وفي الشمال جنائن آدم*
هذا كتاب شعر لعقيل علي
يفسر الرغبة بالكذبة
ويثقب التفاح بمناقير السنونو
سنظل نحلم بما ندعيه مشروعية لإنسانيتنا
نحن الماضون إلى أبدية الكلمة
الذين يخجلون من مصافحة أوديب وأريل شارون
نحن الأكثر قناعة من أمل يوليسيس
لايهم
أيثاكا والسديناوية* في برج واحد
ومن خلالهما نذهب إلى البروق المشعة
قرى الشعر
تلك التي نملكها ولا نملكها ..

الهوامش :
*بدرة : قضاء عراقي حدودي كان يقع على جبهة معارك الحرب العراقية ـ الإيرانية وأغلب سكانه من الأكراد الفيلية ويقع ضمن الخارطة الإدارية لمحافظة واسط .
*هور الغموكة : هور مائي يقطع ضمن الرقعة الجغرافية لقضاء الشطرة العراقية كان مسرحا لانتفاضات الكفاح المسلح للتنظيمات الشيوعية ضد حكومة العارفين عبد السلام وعبد الرحمن .
*الألف دار : منطقة سكنية في بغداد الجديدة بناها عبد الكريم قاسم لمتطوعي الجيش وعلى طراز هندسي واحد .
*نعوش : عائلة بغدادية عريقة سكنت منطقة الأعظمية واشتهرت بصناعة الحلوى .
*المطال : وقود بدائي يصنع من فضلات وروث الأبقار ، يكون دائريا ويجفف ثم يشعل في المواقد .
*جنائن آدم : كتاب شعري لعقيل علي صدر بسعي من الشاعر كاظم جهاد عن دار توبقال في المغرب في قصائده تجديد في الصورة الشعرية روحا وبناءا مما أثار الكثير من التساؤلات.
*السديناوية : ناحية في الضاحية الشمالية لمدينة الناصرية العراقية وأغلب سكانها من عشائر الحسينات وتمتاز بجمال بساتينها والتصاقها بذكريات أجيال كاملو من أبناء مدينة الناصرية .



#نعيم_عبد_مهلهل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أبو معيشي ذاكرة النخل والماء والقصيدة
- قصيدة بومضة.ومضة برمش عين.رمش عين بنور كلمة
- أيها الناس هذا وطن وليس بطيخة
- الكوري عندما ينوح كأمراة من أجل الحياة
- لوركا يشرب القهوة في أور
- نسمة طاردة ..نسمة جاذبة ..تلك هي قصيدتي
- بين الجواهري والجعفري
- الأحتفاء بالشعر على الطريقة البوذية..(خدك جرح وقصيدتي خنجر ) ...
- الموسيقى بين روح الأنثى ومنى الرجل .. قراءة فلسفية
- فلسفة لولادة حصان
- حوار مع الشاعر العراقي كمال سبتي..قصيدتي قصيدة معنى ..والأنا ...
- المندائية :المقدس وهو يتدفئ بمعطف النور
- الثقافة العراقية العربية بين عولمة الدستور وحلم المتنبي
- قصائد لحلمة النهد فقط
- حوار مع الشاعرة اللبنانية جمانة حداد...أنا أتحدى أي سلطة ولي ...
- كائنات حية تعمل وتفكر وتشتغل بالسياسة
- الجوع عندما يكون قاسياً كالنساء ..(.........)
- رؤية للزمن المفترض بصورته الفيثاغورسية
- ميثولوجيا الأهوار ..مستوطنات الحلم السومري والطوفان المندثر
- قلوب معلقة تحت أهداب الشعر


المزيد.....




- مصر.. دفن صلاح السعدني بجانب فنان مشهور عاهده بالبقاء في جوا ...
- -الضربة المصرية لداعش في ليبيا-.. الإعلان عن موعد عرض فيلم - ...
- أردوغان يشكك بالروايات الإسرائيلية والإيرانية والأمريكية لهج ...
- الموت يغيب الفنان المصري صلاح السعدني
- وفاة الفنان صلاح السعدني عن عمر يناهز الـ 81 عام ….تعرف على ...
- البروفيسور منير السعيداني: واجبنا بناء علوم اجتماعية جديدة ل ...
- الإعلان عن وفاة الفنان المصري صلاح السعدني بعد غياب طويل بسب ...
- كأنها من قصة خيالية.. فنانة تغادر أمريكا للعيش في قرية فرنسي ...
- وفاة الفنان المصري الكبير صلاح السعدني
- -نظرة إلى المستقبل-.. مشاركة روسية لافتة في مهرجان -بكين- ال ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نعيم عبد مهلهل - الأحتفاء بعينيك وبالقرية والشعر