أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سامح عوده - كيف نشفى من حب تونس ..!!














المزيد.....

كيف نشفى من حب تونس ..!!


سامح عوده

الحوار المتمدن-العدد: 4753 - 2015 / 3 / 19 - 11:28
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


كيف نشفى من حب تونس ..!!
على هامش الحادث الإرهابي في متحف باردو- تونس
بقلم سامح عوده- فلسطين
استوقفني محمود درويش محمود درويش وهو يبكي في وداع تونس بين فرحة العودة إلى الوطن وعلقم الفراق .. فراق تونس الدولة التي احتضنت الفلسطينيين، فأعطتهم كثيراً، واحتضنتهم أكثر.. لقد بكى درويش في مشهد لم نرَ مثله من قبل وهو يردد ..
" كيف نشفى من حب تونس الذي يجري فينا مجرى النفس..
لقد رأينا في تونس من الألفة والحنان ..
والسند السمح ما لم نره في مكان آخر ..
نقفز من حضنها إلى موطئ القدم الأول
شكراً لأنكِ أنت من أنت .. شكراً لأننا تركنا فيكِ شهداءنا الذين نوصيكِ بهم خيراً"
هذا ما أثار الحزن وجعلني أكتبُ عن الحادث الإرهابي الذي وقع في متحف " باردو " في العاصمة التونسية.
هذا الحادث ألقى بظلاله على المشهد العام في تونس، واحتل المكان الأول في أجندة الأخبار العربية والعالمية، كون تونس الدولة الشقيقة والتي استطاعت أن تنهض بالواقع السياسي والأمني للبلد الذي ذاق مرارة الاستبداد وناضل ضد الإرهاب رافضاً تمزيق وحدته والعبث بنسيجه السياسي والاجتماعي والثقافي، لذلك استطاعت تونس أن توظف كافة الإمكانيات لمواجهة المتربصين بها وبأمنها، وانتقلت نقلة نوعية في بنائها الديمقراطي وهيكلها السياسي من خلال الممارسة السياسية الفعالة.
الإرهاب الذي حاول أن يتسلل إلى تونس - المثقلة بالجراح وبالأزمات – ليؤسس له مملكةً ظلامية على حساب المنجزات التاريخية والثقافية التي حققها الشعب التونسي عبر عقود مضت.
صحيح أن تونس أثقلت بأزمات اقتصادية كبيرة منذ خلاصها من الاستعمار الفرنسي، لكن الإنسان التونسي بنى وبكل فخر مؤسسات دولة حديثة ما دعاها لأن تكون مزاراً أكاديمياً وثقافياً يؤمها البشر من كافة أرجاء الأرض، ليستمتعوا بجمال البلد الذي حباه الله ماءً وهواءً وإنسانا ناضل للتغلب على الصعاب، وبطبيعة الحال فان الثقافة والتجديد هي التي دعت من تطأ قدماه هذا البلد يطلع على المنجزات والإرث التاريخي لتونس، لذلك لم يكن من باب الصدفة أن يكون معظم القتلى الذين قتلوا خلال الحادث الإرهابي الذي عصف في الجمهورية التونسية والذي ذهب ضحيته " 19" شخصاً قتلوا بدم بارد في متحف " بوردو " هم من جنسيات أجنبية مختلفة.
شكل هذا الحادث نقلة نوعية في مخطط الإرهاب الذي ضرب القطر التونسي، إذ أن الإرهاب الذي أخذ يتمدد في شمال إفريقيا فأثخنه بالجراح والأزمات الاقتصادية والتفكك في البناء السياسي .. هذا ما يدعونا للوقوف ملياً أمام ما يجري ليس في تونس وحدها بل في معظم الأقطار العربية التي مزقها الاقتتال وحولها إلى ميليشات متصارعة.
محاربة الإرهاب والتصدي له لا تكون بمحاربته في القطر نفسه، بل إن ذلك يدفع للتصدي للإرهاب في دول الجوار بحزم، فكيف يمكن لتونس أن تحارب الإرهاب داخلياً، والشقيقة ليبيا الجارة القريبة والملاصقة لها تغرقُ في مستنقع الاقتتال والصراع والحرب الداخلية؟
تونس .. منذ العام 2012 دخلت فصلاً من فصول الإرهاب الذي دعا التونسيين للتصدي له، والتغلب عليه مؤقتاً بدأت الإرهاب في هذا البلد بالاغتيالات السياسية وتطور إلى استهداف المؤسسة الأمنية والجيش التونسي، فجاءت هذه العملية مختلفة عن العمليات السابقة، كونها استهدفت منطقة إستراتيجية محصنة أمنياً، بهدف ضرب الاقتصاد التونسي الذي يعتمد على السياحة كمصدر هام في سلم العائدات الاقتصادية، وهو أيضاً إرباك للدولة التونسية التي تعيد ترميم ذاتها بعد ما لحق بتونس من أزمات أثقلت كاهل المواطن وأوقفت برنامج التطوير والبناء للدولة التونسية.
تداعيات هذا الحادث الخطيرة وانعكاساته ليس على تونس وحدها بل على دول المحيط كله، وإذا ما تتبعنا شكل العملية ومدلولاتها ستجدها أشبه بما تعيشه جهورية مصر العربية – ضرب الاقتصاد والقضاء على أي حالة نهوض- وغيرها من الدول العربية، وفي خضم الصراع الجاري لمواجهة الإرهاب فان المطلوب عربياً التوافق على برنامج عملي يحارب الإرهاب برمته في كافة الأقطار، ويؤسس لمرحلة جديد تستطيع النهوض بالواقع المعاش، وتواجه التحديات التي فرضت على الوطن العربي بأكمله، وهذا ما يدفع إلى الإسراع بوضع الخطط وتنفيذها عملياً وليس شعاراتياً حتى لا تطبق علينا النبؤة التي حققت ذاتها، أكلتُ يوم أكل الثور الأبيض..!!



#سامح_عوده (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لفلسطينيون في إسرائيل أقلية عرقية أم قوة انتخابية؟
- أربعون أبو عين وعين ..
- الثوريون لا يموتون أبداً
- أمَة عربية أم لمّة عربية؟
- واستشهد السلام .. في وطن السلام
- بعيداً عن السياسة قريباً من السياسة ..
- شكراً أبو الهيجاء
- ليلى ابنةُ كنعان ..!!
- حماسستان .. رقابستان
- عاشت فلسطين اللاتينية
- نورٌ قادم ..
- في الحالة الفلسطينية الإعلام أداة مقاومة ..
- كفر قدوم .. الجزء الثاتي
- كفر قدوم
- أحلام جدتي على فراش الموت
- هنئوني .. ترشحت لمنصب وزير
- إعلام هابط
- أحلام أمي البسيطة ..
- أحلام الناس البسطاء
- أنشودة المطر ..


المزيد.....




- بيونسيه تتجاوز لحظات حرجة خلال حفلها في هيوستن ضمن جولتها ال ...
- مصر.. طلبات استجواب للحكومة بعد مصرع 19 فتاة في حادث المنوفي ...
- أسرار -لغة اليد- التي تجعلك أكثر جاذبية وإقناعاً
- أرضنا، غذاؤنا، مناخنا – معا من أجل أنظمة غذائية تواجه تغيرات ...
- هآرتس: الجيش يؤيد اتفاق أسرى والحسم عند ترامب
- مشروع سميسمة السياحي.. تعرف على أحد أضخم المشاريع الترفيهية ...
- -ذهب أيلول- يحصد الجائزة الأولى في المهرجان العربي للإذاعة و ...
- كيف تواجه الأجهزة الأمنية انتشار العصابات المسلحة في غزة؟
- شاهد.. سرايا القدس تقصف قوات إسرائيلية وتغتنم عتادا عسكريا
- -قشور السيليوم- كنز الألياف في نظامك الغذائي


المزيد.....

- الوعي والإرادة والثورة الثقافية عند غرامشي وماو / زهير الخويلدي
- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سامح عوده - كيف نشفى من حب تونس ..!!