أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عمرو محمد عباس محجوب - الامريكان..... الديمقراطية والاسلام (3) بين السياسة والامن















المزيد.....

الامريكان..... الديمقراطية والاسلام (3) بين السياسة والامن


عمرو محمد عباس محجوب

الحوار المتمدن-العدد: 4752 - 2015 / 3 / 18 - 10:07
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


اشرنا سابقاً لظاهرة تحول الامبريالية لهيمنة الاجهزة الامنية على التدخلات الخارجية في إدارة التحولات السياسية الإجتماعية في المناطق المختلفة من العالم. عالج علي سيريني في مقالة ضافية "إختراع وكالة الإستخبارت المركزية الأمريكية لفكرة -نظرية المؤامرة- لتكون حملة تشويه لمن يشكك برواياتها الرسمية"، هذا التحول. نظام الولايات المتحدة المعقد يتعدد فيه اللاعبون الذين يؤثرون بشكل فعال على مجريات السياسة، ولكن اكبر الفاعلين رئيس الجمهورية الذي يتمتع بصلاحيات واسعة، خاصة في مجالات السياسة الخارجية، اللوبيات المختلفة واجهزة الامن. (علي سيريني الحوار المتمدن- العدد: 4716 - 2015 / 2 / 10 )

جماعة الضغط ( اللوبي )

هي شكل من اشكال العمل تهدف لاشراك أكبر عدد من قطاعات المجتمع في النشاط السياسي، لذلك يقع اللوبي في الانظمة السياسية الديمقراطية هرمياً بين الحكومة و البرلمان ومؤسسات المجتمع المدني وتحديداً بعد الحكومة والبرلمان وقبل مؤسسات المجتمع والأحزاب فهي تنظيمياً وتأثيراً فوق مؤسسات المجتمع المدني والأحزاب ودون الحكومة و البرلمان. الشعب بعد أن يختار ممثليه في البرلمان والحكومة عبرالإنتخابات لا يتركهم يتصرفون لوحدهم كما يرون وحتى الإنتخابات القادمة بل تتم متابعة اولئك والضغط عليهم عبر اللوبيات المختلفة. فؤاد الصادق: اللوبي ... ماهو ؟ وأين هو ؟ وكيف يؤثر ؟، http://www.siironline.org/alabwab/derasat(01)/217.htm

تعتبر جماعات الضغط جزءاً من النظام السياسي الامريكي وتلعب دوراً مهماً في توجيه السياسة الأمريكية وتمتد نشاطاتها داخل كل ولاية وعلى المستوى القومي. وهذه الجماعات مسجلة حسب قانون تنظيم جماعات الضغط الذي أصدره الكونجرس 1964 فالقانون يسمح لها بالتأثير الإعلامي و تمويل الحملات الانتخابية الأمر الذي يمكن هذه الجماعات من الضغط على الإدارة و الكونجرس بما يتفق مع مصالحها. لمجموعات الضغط مراكز ومعاهد للدراسات البحوث الاستراتيجية والمراكز المعروفة بالثينك تانكس. وهناك مراكز معروفة بتوجهاتها مثل "مؤسسة هيريتيج" و "أمريكان إنتربريز" المنحازه للتفكير اليميني و بشكل خاص تفكير المحافظين الجدد، "معهد الشرق الأوسط"، الذي يهتم بالقضايا العربية و"معهد واشنطن للشرق الادنى" المنحاز لإسرائيل.

يعُد اللوبي الصهيوني من اقوى جماعات الضغط المؤثرة في الولايات المتحدة الامريكية بما يمتلكه من امكانات متنوعة واحكام السيطرة عبرها على توجهات صانع القرار الامريكي لصالح (اسرائيل). لكن اقوى اللوبيات الفاعلة في اغلب الدول الغربية، وخاصة الولايات المتحدة هي منتجي السلاح وهي احتكارات ضخمة تتداخل في صناعات وخدمات مختلفة، ومصالحها في إثارة النزاعات والحروب،(الدولة التي تحتلّ المركز الأول في العالم في صناعة السلاح هي الولايات المتحدة الأميركية وهي ليست فقط الدولة الأولى في استخدامها بل والأولى في تصديرها (34% من صادرات السوق العالمي للسلاح) تتبعها روسيا (25%) وألمانيا (10%) وفرنسا(8%) والمملكة المتحدة (4%). سوف تتحول الحروب لحروب تقليدية بعد انتشار امتلاك القنابل النووية منذ الستينات. اللوبي الاقوى ثانياً هي صناعة البترول (ما يعرف بالشفيفات السبع). يتداخل هذا اللوبيان مع الاجهزة الامنية، وتستوعب الشركات رجال الاجهزة الامنية عند تقاعدهم. يتراوح تأثير هذا اللوبيات على الجهاز السياسي حسب العهد، الرئيس والحزب المسيطر. اغلب هذه التاثيرات لصالح اللوبيات يحدث في عهود حكم الجمهوريين، لكن تحدث في عهود الديمقراطيين كذلك.

في عام 2010 أفرج الأرشيف الوطنى الامريكي على خطاب الوداع الذى ألقاه الرئيس دوايت أيزنهاور، الذى حذر فيه الأمريكيين من "المجمع العسكرى الصناعى". وكان أيزنهاور قلقاً من حجمها المتضخم، ومن علاقتها بالاقتصاد والمجتمع الأمريكى، ومن المجازفة بتحويل الاقتصاد إلى تابع للمؤسسة العسكرية. وحث الأمريكيين على أن عدم الاعتماد على المؤسسة العسكرية سيكون ضماناً للحرية واستخدام القوة لصالح السلام العالمى وتحسين الأوضاع الإنسانية. جيمس ليدبتر: القلق من نفوذ المجمع الصناعى - العسكرى مازال مستمرًاhttp://www.shorouknews.com/columns/view.aspx?cdate=19122010&id=b967dff7-04ec-44dc-94ec-dd6e5b5ddf56)

نظرية المؤامرة : الغابة والأشجار

هناك مستويان من النظر للاحداث السياسية التي تحدث بشكل متواصل، مستوى استراتيجي نشير اليها ب"النظر إلى الغابة"، ومستوى عملياتي أساسه "النظر إلى الأشجار". يتم النظر إلى الأشجار، أي التفاصيل الحياتية وتحليلها، ثم الارتفاع للنظر إلى الغابة، ومن ثم صياغة الرابط الأساسي لهذه التفاصيل. بشكل عام شكلت عناصر سلبية في تراثنا الثقافي، نمط التعليم القائم على الحشو والتلقين أن نغرق في التفاصيل، أي النظر للأشجار والتأمل فيها و"فصفصتها".

طرح علي سيريني فكرة إختراع وكالة الإستخبارت المركزية الأمريكية لنظرية المؤامرة، وهي فكرة جديرة بالإنتباه ولكني سوف اطرح وجهه نظر مغليرة تحاول تأطير نظرية المؤامرة. ورايي أن الدول الكبرى كلها لها مستوى استراتيجي، معلن، منشور ويمكن الوصول لاغلب وثائقها، ثم هناك المستوى العملياتي التي سوف نتناولها لاحقاً. ويمكن أن نرى هذا بوضوح في صناعة الإستراتيجيات في الولايات المتحدة .

موازنة الولايات المتحدة العسكرية هي ضعف موازنات كل شركائها في حلف الناتو. ولا يكاد يصل حجم سكانها 5% من سكان العالم، لكنها تحظى بحوالي ثلث الدخل الاجمالي المحلي العالمي. وكي تبقى مهيمنة على كل ما يحصل في مجال التقدم العلمي والتقاني، فإنها تنفق أكثر من 40% من مجموع ما ينفقه العالم قاطبة على البحث والتطوير. ولا يقتصر تفوقها على المجالات الإقتصادية والحقول التقنية، بل تمتد أطناب هيمنتها إلى ميادين الثقافة.

حينما ندقق النظر في السياسة الخارجية الأمريكية، نجد أن غايتها ومنتهى مقصدها أن تبقى القوة الأولى في العالم. وحتى تبقى كذلك فهي تعمل على الحد من تنامي قدرة المنافسين في الوقت الذي تعمل فيه على تعزيز قوتها. كل هذه القوة تعمل وفق استراتيجيات معلنة لها مسارات معروفة وشفافة وتنشر بشكل دوري. يمر القرار الأمريكي عبر أربعة مراحل قبل أن يصبح ناضجاً وجاهزاً للتطبيق:

المرحلة الأولى: جمع مراكز الدراسات والبحوث المسماة "خزانات الفكر" ومثيلاتها في الجامعات الأمريكية (حوالي 4000 جامعة)، للمعلومات وإعدادها (حوالي ألف مركز دراسات)، ثم عقد لقاءات دورية لمناقشتها وتصنيفها من قبل خبراء مختصين يمثلون الهيئات الرسمية، الشركات الكبرى الداعمة، والمؤسسات واللجان الحكومية وغير الحكومية.

المرحلة الثانية: وهي مرحلة صناعة القرار ومناقشته عبر مجموعة من المؤسسات السياسية، الإقتصادية والإجتماعية وهذه المرحلة تهدف إلى تحقيق أمرين، الأول: التحقق من مدى صوابية القرار وملائمته، والثاني: تحديد الوسائل والأدوات اللازمة لتنفيذ القرار ووضعه موضع التطبيق.

المرحلة الثالثة: وهي مرحلة صناعة الرأي العام محلياً ودولياً، لكسب تأييد القرار على الصعيد الرسمي، الشعبي والدولي.

ثم تبدأ المرحلة الرابعة وهي مرحلة صياغة القانون، المؤيد للقرار، وحين يصدر القانون يصبح القرار مبرراً وجاهزاً للتنفيذ من قبل الإدارة المكونة من رئيس الجمهورية، مستشاريه، وزرائه، الوكالات والمؤسسات، الجيش ووكالة المخابرات المركزية، بعد أن تتحصل الحكومة ممثلة برئيسها على موافقة السلطة التشريعية "الكونغرس" على مشروع القرار (أجهزة صناعة القرار الأمريكي: http://muntada.sawtalummah.com/archive/index.php/t-178.html).

كل هذه الخطوات شفافة وتشترك فيها العديد من الإطراف وتنشرها دوريات وتقارير مثل مجلة فورن آفيرز Foreign Affairs، دورية الشرق الأوسط Middle East Journal ومجلة السياسة الخارجية Foreign Policy (د.خالد عبدالله: البنية السياسية الأمريكية ودورها في صنع القرار، http://alarabnews.com/alshaab/GIF/25-10-2002/KhaledAbdAllah.htm

رغم إننا قد نتفق مع أصحاب نظريات المؤامرة أن هناك مصالح تحرك هذه الدول، وإنها تتدخل بأشكال مستترة وسافرة لتحقيقها، إلا أن العامل الحاسم في المسالة هو الوضع الداخلي وديناميكياته، والأهم من ذلك أنها معلنة في استراتيجيات وحتى في خطوات عمل. إن الخارج لن يجد موطئ قدم إلا إذا كانت هناك أسباب موضوعية داخلية وحلقات ضعف يتسلل منها الخارج. سبب انتشار نظرية المؤامرة في دول العالم الثالث الاختلالات الهيكلية في أنظمة الحكم، وعجزها عن تقديم نموذج محكم وبالتالي كثرة الانفلاتات المحلية التي تستدعي التدويل.

عندما ناتي إلى التنفيذ العملياتي الذي تقوم به العديد من الأجهزة السياسية، الاستخباراتية، العسكرية، الإعلام وغيرها، فهذا هو مجال تنفيذ "العمليات الخفية". تعتمد درجات هذه العمليات مع مدى الهيمنة على القرار السياسي. إذا تغلبت العقلية الامنية (وهي الغالبة) على القرار السياسي سوف تكون غالباً نتاج مؤامرات لن نسمع عنها سوى بفضيحة مدوية، او بعد عديد الاعوام عندما تنشر الوثائق المرتبطة بتلك الفترة. وعموماً فالتقليد في المنطقة هو الاساليب الامنية منذ نشوء اسرائيل.

رغم أن اغلب سيطرة القرار الامني على السياسي، ارتبطت دائماً بالعلاقات الخارجية، لكن حاولت القوى الامنية التدخل والسيطرة على الداخل الامريكي، وبشكل سافر في عهدين كانا فارقين. اولهما المكارثية، مع نهاية الحرب العالمية الثانية وبدء الحرب الباردة، وسوف نفصلها لاحقاً. الفترة الاخرى عهد بوش الابن، الفترة التي تلت 11 سبتمبر 2001 ، واستغلالها لاصدار تشريعات مقيدة للحريات، خنق الاعلام وخلق جو من التشهير لكل مخالفي سياسة بوش.

المكارثّية (McCarthyism)

تعتبر المكارثية (وتنسب للسيناتور الجمهوري جوزيف مكارثي، رئيس إحدى اللجان الفرعية بمجلس الشيوخ الأمريكي، للنَّيْل من المعارضين)، إعلان بداية تصاعد الحرب الباردة بين الولايات المتحدة الأمريكية والمعسكر الشيوعي بزعامة الاتحاد السوفيتي، في الفترة ما بين عام 1947 وعام 1957. دخل هذا المصطلح التأريخ للتعبير عن الإرهاب الثقافي الموجة ضد المثقفين. كان هذا رد فعلاً على برنامج "الصفقة الجديدة" التى نفذت فى عهد روزفلت لتوفير قدر من الضمانات الاجتماعية للشرائح الاجتماعية الوسطى وللعمال والفلاحين، والتي رأت فيها الدوائر الرأسمالية الأمريكية توجها "اشتراكياً".

استهدفت "المكارثية" تشديد الرقابة على الشيوعيين الذين يعملون في الدولة، لاغتيالهم معنوياً عبر اتهامات بالجملة تطعن في شرفهم ووطنيتهم، ثم التنكيل بهم وإقصائهم. فتم التحقيق مع ثلاثة آلاف دبلوماسي، فصل 100 شخص تقريباً "بسبب عدم كفاءتهم"، كان بعضهم شيوعياً، لكن أغلبيتهم كانت يسارية أو ليبرالية أو نقابية، أرسل مكارثي وفداً إلى الدول الأوروبية لوضع الكتاب اليساريين والشيوعيين في "قائمة سوداء أوروبية" ومنع دخول كتب أكثر من 400 كاتب وصحفي وأستاذ جامعي أوروبي.

امتدت "المكارثية" لجميع قطاعات المجتمع الأمريكي، وراح ضحيتها أكثر من 200 شخص تم الزج بهم في السجون، فضلا عما يزيد على 10 آلاف تم طردهم من وظائفهم والتنكيل بهم وفق تهم ملفقة. لعبت هيئة التحقيقات الفيدرالية دوراً مخيفاً، فكانت تسرب وثائق تبدو كأنها تحمل أدلة تجسس ضد المئات من المهنيين كالمدرسين والأطباء والمحامين والأكاديميين، وراحت تبعث للإعلام برسائل مجهولة تحمل وثائق مزورة تفيد بأن فلاناً أو علاناً منهم يعمل مخبرًا لديها للوشاية بغيره لإثارة الذعر.

تنكيل المكارثية بمن اعتبرتهم خونة طال رموزًا معروفة في الفنون والآداب والعلوم، منهم مارتن لوثر كينج، وألبرت أينشتاين وآرثر ميللر وتشارلى تشابلن. والجدير بالتأمل أن المكارثية لم تحظ وقتها بمعارضة قوية، على العكس كانت لها شعبية. تبين فيما بعد أن معظم اتهاماته كانت على غير أساس. وأصدر المجلس في عام 1954 قراراً بتوجيه اللوم إليه. ( باهي حسن" 13 معلومة عن «المكارثية».. الطريقة الأمريكية للنَّيْل من المعارضين: http://www.almasryalyoum.com/news/details/556976)

تصاعد المد الامني

مع تصاعد الحرب الباردة دار صراع اكثر ضراوة في السيطرة على مجريات الامور في توجيه السياسة الخارجية الامريكية. عندما نتحدث عن سيطرة النظرة الامنية على القرار، لا نعني إنها تدور خارج العملية السياسية، عدا حالات الاغتيال، لكنها تعتمد على حشد القوى (اعضاء الكونجرس، مجلس النواب والطاقم التنفيذي وغيرها)، لتمرير قرارات تناسبها. بشكل عام فقد مال الرؤساء الجمهوريين لأعتماد المنهج الامني في السياسات الخارجية، وكذلك ليندون جونسون الديمقراطي.

عندما تولى جون كينيدي الرئاسة اتخذ قرارات داخلية كبرى من مثل الحقوق المدنية، قوانين تقليل الفقر وفرض ضرائب اعلى على الاغنياء، في السياسة الخارجية كان اتخذ وفي سبيل اتخاذ ثلاث قرارات مهمة: رفض التخلص من كاسترو، سحب القوات الأمريكية من جنوب فيتنام، رغم معارضة وكالة المخابرات المركزية وإتخذ موقفاً معارضاً لبرنامج إسرائيل النووى، فعندما وصلته معلومات عن الأبحاث التى تقوم بها إسرائيل لإنشاء مفاعل نووى، قام بإرسال وفد من العلماء الأمريكيين المتخصصين إلى إسرائيل للتحقق من هذه المعلومات، وعندما أكدوا له صحتها، ضغط على إسرائيل لوقف برنامجها النووى.

كانت المافيا تملك أسبابها لقتل كينيدي. فقد كان شقيق الرئيس روبرت كينيدي يلاحقهم وسجن العديد من أعضاء تنظيمات المافيا، على الرغم من أنهم ساعدوا كينيدي على الفوز في الانتخابات الرئاسية. أي أن المافيا أيضاً كانت مستاءة من أعمال الأخوين كينيدي. وقد يكون الثوار الكوبيون الذين يعارضون كاسترو قد رغبوا في التخلص من كينيدي، لأن سياسته في الحرب الباردة وكوبا لم تناسبهم. .(مصادر عديدة).

خضع اغتيال كيندي للعديد من الكتب والافلام، اشهرها (JFK) ، من اخراج اوليفر ستون وبطولة كيفن كوستنر، وتومي لي جونز، وكيفين بيكون. كان الفيلم مراجعة دقيقة لتقرير وارين بخصوص اغتيال كينيدي والتي توصلت أن القاتل لي هارفي اوزوالد، الذي اغتيل فوراً، رغم وجود أدلة كثيرة على وجود اكثر من مشارك في الاغتيال. الملاحظ أن الفيلم لم يتعرض لدور محتمل لاسرائيل عن طريق رجل المخابرات المركزية المعروف جيمس إنجلتون، وهو يهودى الديانة، كان حلقة الإتصال بين المخابرات المركزية والموساد الإسرائيلى لسنوات طويلة.

ما تبع ذلك من الرئيس التالي ليندون جونسون التدخل العنيف في فيتنام، رفع القيود عن البرنامج النووي الاسرائيلي والتراجع عن الاصلاحات الداخلية والمساهمة في صنع القنبلة النووية الاسرائيلية. كانت الاغتيالات سلاحاً تم اعتماده في السياسة الامريكية في عقود الستينات من مارتن لوثر كينج، ماكولوم اكس، روبيرت كينيدي في لوس أنجلس سنة 1968 حيث كان مرشحاً للانتخابات الرئاسية.

بشكل ما ارتبطت الفترات التي تسيطر فيها الاستخبارات على القرار السياسي، بفضائح مدوية كشفت جزءاً من الحقيقة المخفية بعناية. عمليات "خليج توكين" في عهد جونسون، التستر على هجوم سلاح الجو الإسرائيلي على سفينة ليبرتي، مذبحة ماي لاي في فيتنام. القصف السري لكمبوديا وفضيحة "وترغيت" التي اطاحت بنكسون، فضيحة "إيران كونترا" وهي بيع الأسلحة إلى إيران مقابل إطلاق سراح الرهائن الأمريكيين في عهد رونالد ريقان، جورج بوش الأب الذي جاء للرئاسة من منصب نائب رئيس الاستخبارات المركزية كرئيس جمهوري وتشجيعه صدام حسين على غزو الكويت.

كان صعود جورج بوش الإبن وهو شخص خال من أي مواهب ومدمن كحول سابق، عن طريق فوز مشكوك بتزويرها بواسطة اخية حاكم فلوريدا في الانتخابات الاولى، وفاز مرة أخرى بنفس الأسلوب (تقريباً) مع خلافات حول عد أصوات ولاية "أوهايو" . ثم احاطته بوزراء ومستشارين متشددين من الجناح المحافظ، من مثل ديك تشيني (وزير الدفاع في عهد بوش الاب)، رامسفيلد (وزيردفاع في زمن الرئيس الأمريكي جيرالد فورد)، كولن باول (رئيس الاركان). كانت فضائحه الكثيرة كلها تعتمد الكذب: الكذب بشأن أسلحة الدمار الشامل العراقية والكذب بشأن التنصت غير القانوني على الأميركيين، سجن ابو غريب وجوانتانامو مما لايحصى.

كل هذه الاغتيالات، العمليات السرية القذرة في كل دول العالم من تدبير الانقلابات والنزاعات المسلحه، الفضائح السياسية والفساد المالي لم تصل فيها اللجان التى شكلت، سوى الصاق التهمة بشخص واحد كأنها جرائم جنائية، او جرائم ثأر والضحايا كلهم شخصيات سياسية مرموقة. لم يتم الكشف عن المتورطين الحقيقيين سوى في فضيحة تجسس الحزب الجمهوري على الحزب الديمقراطي والمعروفة باسم "وترغيت" وادت لاستقالة نيكسون، اللجنة الاخرى هو تقرير السناتور ديانا فينستين عام 2014 ، رئيس لجنة المخابرات بالكونجرس الامريكي المعنون لجنة دراسة وكالة الاستخبارات المركزية حول برنامج الاحتجاز والتحقيق، والتي عرفت اعلامياً باسم "تقرير تكنيكات التعذيب". سوف نرى كيف اثر هذا النزاع بين السياسة والامن في السياسة الامر



#عمرو_محمد_عباس_محجوب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الامريكان..... الديمقراطية والاسلام (2) تحولات الديمقراطية
- الامريكان..... الديمقراطية والاسلام (1) مداخل اوليه
- إزالة الفقر: السودان نموذجاً (8-8) الهيئة الوطنية لازالة الف ...
- إزالة الفقر: السودان نموذجاً (7-8) من أين نبدأ؟ بروفايل الفق ...
- إزالة الفقر: السودان نموذجاً (5-8) نحو حلول للفقر في السودان
- إزالة الفقر: السودان نموذجاً (6-8) حلول الفقر
- إزالة الفقر: السودان نموذجاً (4-8) العدالة الإجتماعية
- إزالة الفقر: السودان نموذجاً (3-8) مدخل لسياسات ازالة الفقر
- إزالة الفقر: السودان نموذجاً (2-8) المشهد الإقتصادي – الإجتم ...
- إزالة الفقر: السودان نموذجاً (1-8) مداخل أولية
- الدولتيه: المصلحة الدائمة ام المباديء الدائمة
- اليمن: درب الآلام والاحلام
- الاصلاح الديني: تجارب دول الرؤية (4-4)
- الاصلاح الديني: الحركات الصوفية (3-4)
- الاصلاح الديني: تيارات الاصلاح (2-4)
- الاصلاح الديني: المصطلح والمفاهيم (1-4)
- الرؤية الاستراتيحية (7-7) أليات التوصل لرؤية
- الرؤية الاستراتيحية (6-7) الكفاءات الأساسية
- الرؤية الاستراتيحية (5-7) تجارب محاربة الفقر
- الرؤية الاستراتيحية (4-7) تجارب وضع الدستور


المزيد.....




- سقط سرواله فجأة.. عمدة مدينة كولومبية يتعرض لموقف محرج أثناء ...
- -الركوب على النيازك-.. فرضية لطريقة تنقّل الكائنات الفضائية ...
- انتقادات واسعة لرئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي بسبب تصريح ...
- عقوبات أمريكية جديدة على إيران ضد منفذي هجمات سيبرانية
- اتحاد الجزائر يطالب الـ-كاف- باعتباره فائزا أمام نهضة بركان ...
- الاتحاد الأوروبي يوافق على إنشاء قوة رد سريع مشتركة
- موقع عبري: إسرائيل لم تحقق الأهداف الأساسية بعد 200 يوم من ا ...
- رئيسي يهدد إسرائيل بأن لن يبقى منها شيء إذا ارتكبت خطأ آخر ض ...
- بريطانيا.. الاستماع لدعوى مؤسستين حقوقيتين بوقف تزويد إسرائي ...
- البنتاغون: الحزمة الجديدة من المساعدات لأوكرانيا ستغطي احتيا ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عمرو محمد عباس محجوب - الامريكان..... الديمقراطية والاسلام (3) بين السياسة والامن