أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عمرو محمد عباس محجوب - الرؤية الاستراتيحية (5-7) تجارب محاربة الفقر















المزيد.....


الرؤية الاستراتيحية (5-7) تجارب محاربة الفقر


عمرو محمد عباس محجوب

الحوار المتمدن-العدد: 4705 - 2015 / 1 / 30 - 11:34
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


أدى وضوح النتائج الكارثية لروشتة صندوق النقد الدولي لكافة البلدان النامية إلي وضع النقد الدولي منهجاً جديداً للتقليل من هذه الاثار، واسماها التركيز على خدمة الفقراء. تمت اعادة النظر في آلية التكييف الهيكلي المعزز عام 1999 واستبدلت بإستراتيجية تخفيض أعداد الفقراءPRSP) )، وكانت المبادئ الأساسية للإستراتيجية الخمسة: أن تكون نابعة من الدولة، تعزز الملكية الوطنية لاستراتيجيات واسعة النطاق من خلال مشاركة المجتمع المدني؛ أن يكون محركها الاساسي تحقيق النتائج التي ستعود بالنفع على الفقراء؛ شاملة في تعريفها الطبيعة المتعددة الأبعاد للفقر؛ تنطوي على مشاركة منسقة من شركاء التنمية (الحكومة، أصحاب المصلحة المحليين، والجهات المانحة الخارجية)، وتعتمد على منظور طويل الأجل للحد من الفقر ( IMF: fact sheet IMF Extended Credit Facility (ECF), http://www.imf.org.

إن كل هذا هراء لم يحدث، فالمجتمعات لا تسمع سوي أن الدولة تفاوض الصندوق ثم تعلن عن النتائج. تتسم المناقشات الثنائية بالسرية التامة يحرص فيها خبراء الصندوق وفنيوه على تحليل ودراسة سياسات الدولة الإقتصادية، أوضاعها المالية، التأكد من مدي مطابقتها لقواعد السلوك الدولي وتبرَّر هذه السرية بالحرص على سلامة القرارات الإقتصادية التي تتخذ بشأن الدولة.النتائج هي التي يسمع بها الشعب سواء تشريداً، تحويل العلاج المجاني لحزمة معقدة من التأمين الصحي، زيادة اسعار البترول والمحروقات تحت يافطة تقليل الدعم وغيرها. لاتسمع الشعوب شيئاً عن قطع دابر الفساد، اصلاح سوء الادارة او دفع الاغنياء لضرائبهم.

يمكن أن نحمل الصندوق والبنك مسئولية مشاكلنا، كما يفعل اصحاب نظرية المؤامرة وقادة الدول الفاشلة، لكن كما قال الصندوق عن نفسه فهو مصمم لهذا الدور ولديه اجندة واضحة. ليس مهماً حسن او سوء النية، لكن هذا ما يسمح به توازن القوى. أن الدول النامية وحكامها الفاسدين والمستبدين كانوا جزءاً من المسئولية في هذا الانهيار، اذ قامت سياساتهم على المبالغة في الاقتراض دون مراعاة حد الأمان، مستفيدة من قروض قصيرة الأجل بدون توجيهها إلي مجالات إنتاجية حقيقية أو الاعتماد على التراكم المحلي لخدمة التنمية، التوسع في الإنفاق العسكري، الفساد المريع، سوء الادارة وغيرها.

اسباب الفقر

ان الجماهير حين تطالب بتغيير او اسقاط النظام، يتولى التعبير عنها ممثليها الذين ينحدرون من الطبقة الوسطي. هذه الطبقة، برغم أنها تقع فوق خط الفقر مباشرة، تضم شباب الشريحة العليا والمتوسطة من الطبقة الوسطي، بشعاراته التي تتعلق بالحريات (حرية وكرامة اتسانية)، وشباب الطبقة الوسطي الدنيا بمطالبهم الإجتماعية (عيش وعدالة اجتماغية) وهكذا يكون مشهد التغيير عنوانه: الحرية والعدالة الإجتماعية.

أن قضايا هذه الطبقة رغم أنها تكون في صدارة الحدث وتؤثر في مجريات الامور وتتولى زمامها، إلا أنها ليست مطابقة لقضايا قطاع واسع يشاركون في الحدث، ويمثلون في كل البلاد نسبة مقدرة تحت خط الفقر ومثلهم في حرف ووظائف هامشية تجعلهم فوق خط الفقر بقليل. لذلك فان مواثيق الثورات والانتفاضات والتغيير الإجتماعي لاتعبر بدقة عن هذه الجماهير ولا تظهر بشكل واضح في المناقشات. إننا جميعا نميل إلي تغليب قضايا الدستور، الخدمات ..الخ في نظرة كلية مجردة.

أسباب الفقر سياسية، إجتماعية وإقتصادية. البعد السياسي ويكون نتاجاً لسياسات الدولة في تركيز السلطة والثروة، الحروب او التوزيع الجغرافي، وكلها كما سنتعرض لتجارب الدول، قابلة للتعامل معها اذا توفر للبلد قيادة ذات رؤية. سياسات الدولة هي العامل الحاسم، تمت على طول العقود قيادات تعاملت مع هذه القضية من واقع العدل الإجتماعي، في مصر الناصرية، عراق صدام وتجارب محتلفة في المغرب، تونس وغيرها. كل هذه التجارب ادت لاحقاً، لخلق طبقة بيرقراطية فاسدة نسفت كل هذه المشاريع وابدلت الحال لما هو اسوأ.

رغم أن العديد من الاديولوجيات تطرح افكاراً مختلفة حول النشأة، فان هناك اتفاقاً لحد ما إلي ارجاعها لمجموعة معقدة من تداخل السياسي، الإقتصادي و الإجتماعي، الا أننا للتبسيط أولاً، وثانياً لأن الدول التي نجحت في القضاء على الفقر ركزت عليها في وضع الإستراتيجيات، فقد تراوحت مداخل حل قضايا الفقر باستهداف ثلاث مسببات اساسية، تعتبر المداخل المفصلية: التفاوت التنموي والجهوي وبين المجموعات السكانية، توفر الخدمات العامة (الصحة والتعليم)، مجانيتها وجودتها وسياسات التوزيع.

من صناعة الفقر إلي مكافحة الفقر

في مرحلة الخمسينات ظهر الاتحاد السوفييتي بوصفه مقرضاً للدول النامية، بما فيها أكثرها فقراً وبشروط شديدة التساهل: منها سعر الفائدة المنخفض 2.5% و فترات السماح الطويلة. دفع هذا الدول الرأسمالية، وفي محاولة لقطع الطريق على الاتحاد السوفييتي، إلي إجراء تغيير حيوي في البنك الدولي تمثل في إنشاء هيئة التنمية الدولية عام 1958 لتقدم قروضاً مدعومة من حكومات تلك الدول المانحة مع أسعار فائدة منخفضة وفترات سداد طويلة مع فترات سماح للدول الأكثر فقراً.

الإطار الذي تحركت فيه سياسات التثبيت الهيكلية هو قاعدة تشغيل المال بالمال، فكان الاهتمام منصباً على تنمية (رأس المال المالي)، وأصبح (رأس المال التجاري) ثانوياً. )بو غازي: صندوق النقد والبنك الدوليان وسيلتان ماليتان للاستعمار الأميركي الجديد، http://www.al-waie.org/home/issue/187/htm/187w03.htm ، 10.09.2012 . بدلاً من توجة الصندوق والبنك إلي خلق وتكوين الراسمالية والراسماليين، اتجهت الاشتراكية إلي تصفيتهم وتقوية الدولة. أنتهت النظريتان إلي نتائج ليست مختلفة تماماً، فقد تم في السوق الحر إفقار قطاعات واسعة من الشعب، وكلما تطورت الطبقة الجديدة زاد هذا الفقر وتعمق. في السوق الإجتماعي، عمم الفقر مع وجود شبكات امان في اول العهود ومن ثم تآكلها، وآلت الثروة إلي نفس الفئات الطبقية، البرقراطية والتي تحولت إلي طبقة راسمالية.

لقد اثبتت الدول التي سوف نستعرصها (ماليزيا، الهند، جنوب افريقيا، الصين، كوريا الجنوبية وكذلك البرازيل) أنها جميعاً اعتمدت السوق الحر ولكن مع الحفاظ على قدرات عالية لقطاع عام في القطاعات التي لها ارتباط بالمجتمع، لكنة كفء وفاعل واعتماد العدالة الإجتماعية وادخالها كجزء اساسي في عملية التنمية الإقتصادية الإجتماعية.

تجارب الآخرين مع الفقر: كوريا الجنوبية

لقد شكلت كوريا الجنوبية ومعها دول شرق آسيا تجربة رائدة في التنمية الإقتصادية، حيث استطاعت هذه الدول وخلال فترة قصيرة نسبياً لم تتجاوز الثلاثة عقود من أن تحقق نموا هائلاً وتطورا كبيراً، اذ انتقلت كوريا من بلد متخلف لم يتجاوز متوسط دخل الفرد فيه حوالي (100) دولار عام 1965 إلي بلد متطور وصل متوسط دخل الفرد به إلي أكثر من (10,000) دولار عام 1995.

عندما بدأت التجربة التنموية في الخمسينات من القرن الماضي كانت هناك نسبة مرتفعة من البطالة، قلة في فرص العمل ساهم بها الركود الإقتصادي في تلك الفترة، فلجأت الحكومة إلي إستثمار هذه الميزة النسبية في الصناعات التصديرية كثيفة العمل وذات الأجر المنخفض. هذه السياسات اوصلت كوريا الجنوبية من الفقر المدقع إلي مصاف النمور الاسيوية (عدنان فرحان الجوارين: د دراسة تحليلية لمرتكزات نجاح التجربة التنموية في كوريا الجنوبية للمدة (1965-2005) الحوار المتمدن-العدد: 3451 - 2011 / 8 / 9 ) .

تجارب الآخرين مع الفقر: الصين

تبنت الصين رؤية مخالفة للأجندة الغربية، فبدلاً من التركيز الشديد على إعطاء الأولوية لإزالة العقبات أمام دخول رؤوس الأموال الأجنبية إلي البلاد، سعت الصين لبلورة إستراتيجية وطنية، كان من أهم محاورها:
أولاً: تحقيق معدلات نمو مرتفعة: ولا يعود نجاح الصين إلي موقعها المتميز أو مواردها الطبيعية. بل يعزي صندوق النقد الدولي أن الإستثمار في رأس المال المادي والبشري، مع تزايد الكفاءة ، هو السبب في تفوق الصين والدول الآسيوية لتقفز بعيداً عن أمريكا اللاتينية وأفريقيا من منظور التنمية.

ثانياً: العدالة في توزيع الدخل: أن يصاحب المعدلات المرتفعة للانتاج انتهاج سياسات توزيعية جادة، من شأنها ضبط العلاقة بين الأغنياء والفقراء في المجتمع في جني آثار ذلك النمو المتحقق. ويعتمد في ذلك على تمكين السكان من الحصول على فرص للعمل، كسب العيش بكرامة وبصورة دائمة تضمن الحد الإدني من حياة كريمة وبعيدة عن الفقر المدقع على الأقل. كما يعتمد النظام في تحقيق ذلك على سياسة دعم السلع، الخدمات الإجتماعية، وسياسة التحويلات الإجتماعية.

ثالثاً: محاربة الفساد: شن الحزب الحاكم خلال الفترة من 1995 وحتى 2002 حملة كبيرة على الفساد، وحرّمت تلك الحملة على كبار رجال الحكومة والمؤسسات العسكرية القيام بأنشطة تجارية، لمنع التربح عن طريق استغلال المنصب، وسمحت لقوى وجماعات من خارج الحزب الحاكم بالتعبير عن نفسها من وقت لآخر. وبذلك فقد نجحت الدولة في وقف تزاوج المصالح فيما بين رجال الأعمال ورجال البيروقراطية في الصين، وهو ما يعد أحد أهم انجازات الصين في محاربة الفساد.

رابعاً: تحقيق اندفاعه قوية في مجال الإبداع والتطوير والتجريب: تشير العديد من الدراسات إلي تنامي القدرات الصينية التكنولوجية، وذلك من خلال الالتزام بسياسة واضحة تشجع نقل وإنتاج التكنولوجيا (محمد حسن يوسف: لماذا نجحت الصين فيما فشلنا نحن فيه؟، http://www.saaid.net/Doat/hasn/117.htm .

تجارب الآخرين مع الفقر: ماليزيا

ركزت ماليزيا بعد الاستقلال على محاربة الفقر،حيث كانت نسبة الفقر في ماليزيا ما يقارب 70 %، وعملت على تخفيضه في الثمانينيات إلي 30%، وتم تخفيضه في بداية الألفية إلي حوالي 5 %، ووصل في سنة 2010 حوالي 3.4% وتنوى ماليزيا لتخفيضه إلي 1 % ونسفه نهائياً.

تقوم فلسفة التنمية في ماليزيا على فكرة أن "النمو الإقتصادي يقود إلي المساواة في الدخل"، وعليه فإن مكاسب التطورالإقتصادي يجب أن تنعكس إيجابياً على المواطنين في تحسين نوعية حياتهم، بما يشمل توفير الضروريات من الغذاء، العلاج، التعليم والأمن، وأن يكون أول المستفيدين من هذا النمو الإقتصادي هم الفقراء، العاطلون، المرضي والمجموعات العرقية الأكثر فقراً في المجتمع والأقاليم الأقل نمواً.

تمثلت إستراتيجية توزيع الدخل في ماليزيا على اعادة هيكلة العمالة، زيادة تنمية الأعمال التجارية والصناعية للأغلبية الفقيرة من السكان الأصليين، حتى يتمكن السكان الأصليون من الانتفاع من الثروة القومية للبلد؛ مما أفضى إلي نتائج مهمة، منها انخفاض معدلات الفقر وتناقص فوارق الدخول بين المجموعات السكانية المختلفة. وكان دور القطاع غير الحكومي في التخفيف من نسبة الفقر في ماليزيا هو وضع اعتبار كبير للمرأة، حيث أن المرأة تمثل نصف المجتمع، والمرأة تساهم في خلق ثروة كبيرة للاقتصاد خاصة إذا كانت متعلمة) المعجزة الماليزية: http://rayanaljazair.com/vb/showthread.php?p=117265

عالجت ماليزيا فقر وتخلف احدى مجموعاتها العرقية عن طريق المعاملة التفضيلية من قبل الحكومة الماليزية للمالاي، وهدفت منها بالأساس إلي تحسين أوضاعهم الإقتصادية، التعليمية والثقافية المتردية وليست لتمييز المالاي عن غيرهم من العرقيات. رأت القيادات الماليزية المتعاقبة أن وجود تمييز عرقي موجه ضد شعب المالاي أصحاب البلاد الاصليين، يعني حتما عدم إمكانية قيام امة ماليزية بالمعني الصحيح، وبالتالي استحالة تحقيق التنمية والتقدم في ظل غياب العدالة العرقية في ماليزيا.

اعتمدت هذه الخطط التنموية التي تحارب الفقر علي فلسفة النمو المصحوب بالعدالة التوزيعية، وهو ما ادي الي الحفاظ علي الوحدة الوطنية، تحقيق تقدم ملحوظ في القضاء علي الفقر سواء المدقع أو النسبي، وهو ما تشير إلية الإحصاءات وما توضحه الأرقام.. بمعني أخر التوزيع العادل لثمار التنمية حقق الوحدة الوطنية وقضي علي الفقر ) محمود عطية: صاحبة أحدث دراسة عن النهضة الماليزية: جريدة الأخبار المصرية : 03 - 11 – 2011، http://www.masress.com/elakhbar/54702
.
لقد حاربت ماليزيا البطالة بدراسة أسبابها وتوصلت أنه لابد من التحول لبلد مصنع للمواد الخام بدلاً من تصديرها، حتي تستوعب البطالة وتحد منها والنظرة الجادة للعدالة الإجتماعية. عبرهذين الطريقين، حققت ماليزيا تجربة رائدة في محاربة البطالة. بمعني إنها تحولت من بلد مصدر للمواد الخام إلي دولة يعتمد اقتصادها علي مجالات خدمية وصناعية متعددة, انطلقت التجربة الماليزية في سبعينات القرن الماضي بعد الكثير من البلدان العربية؛ التي لا زالت تعاني معدلات مرتفعة من البطالة. وذكرت آخر الإحصائيات، أن معدل البطالة لعام 2010م، في هذا البلد الآسيوي، انخفض إلي نحو 3٪-;- فقط، بعد أن كان متوسطه يناهز 10٪-;- خلال فترة الخمسينات والستينات من القرن العشرين.

تجارب الآخرين مع الفقر: البرازيل: لولا دي سيلفا وبرنامج صفر فقر

عندما تسلم رئيس البرازيل السابق "لولا دا سيلفا" (2003-2010) مقاليد الحكم، كانت البرازيل تشرف على الإفلاس لعدم قدرتها على سداد دين خارجي كبير. وأصبح رئيساً لدولة يقترب عدد سكانها من 200 مليون مواطن، يعاني اغلبهم من كوارث إجتماعية متمثلة في الفقر، الجوع والبطالة وغيرها، وسط آمال وطموحات عريضة من ناخبين أعطوه أصواتهم، ليكون لهم بمثابة طوق النجاة من هذا الظلم الإجتماعي، الذي توارثته أجيال وراء أجيال في تلك الدولة وخاصة باعتباره رئيساً ذو خلفية عمالية وانتماء يساري قوي.

تبني لولا سياسات يسارية لحل معضلة الفقر البرازيلي ولانجاز تقدم قوي في تحقيق العدالة الإجتماعية، من جهة أخرى انتهج سياسات ليبرالية تفوق كل أحلام شريحة الرأسماليين لحماية صناعتهم وإستثماراتهم، لدرجة جعلت هذه الطبقة أكثر تأييداً لحكم لولا من الطبقتين الوسطي والفقيرة. مثل لولا البطل ذو الشعبية المطلقة، لدرجة أن شعبيته كادت تصل إلي 80% قبيل انتهاء فترة رئاسته الثانية وكان هناك مطلب شعبي عارم بتغيير الدستور لتمكينه من فترة رئاسية ثالثة، إلا انه رفض وفضل دعم "روسيف" مرشحة حزبه ورئيسة وزرائه السابقة. كيف نفذت البرازيل معجزتها؟.

أولاً: نفذت البرازيل برنامجا للتقشف وفقا لخطة صندوق النقد الدولي ولجأ للصراحة والمكاشفة وأعلن أن سياسة التقشف هي الحل الأول والأمثل لحل مشاكل الاقتصاد، وطلب دعم الطبقات الفقيرة له والصبرعلى هذه السياسات، وقد كان له ذلك بسبب شعبيته ونجاحاته المتتالية.
ثانياً: تم توفير تسهيلات ائتمانية، وهو ما سهل الإقراض بالنسبة للمستثمرين الصغار، ومن ثم أدى ذلك إلي تسهيل إقامة المشروعات الصغيرة وتوفير فرص العمل.
وثالثاً: التوسع في الزراعة واستخراج النفط والمعادن. اتجهت السياسات الإقتصادية في هذا الشأن إلي الاهتمام بشقين، الأول هو الصناعات البسيطة القائمة على المواد الخام مثل تعدين المعادن والصناعات الغذائية والجلدية والنسيج، أما الشق الآخر فهو الصناعات التقنية المتقدمة وتنشيط قطاع السياحة (أمل مختار: تجربة النمو الاقتصادي في البرازيل: نموذج استرشادي لمصر، http://acpss.ahramdigital.org.eg/News.aspx?Serial=84.

كان في قلب هذا الجانب سياسة الإعانة البرازيلية المعروفة بـ (بولسا فاميليا). يقوم البرنامج على أساس إعطاء معونات مالية للأسر الفقيرة بقصد رفع مستواها وتحسين معيشتها، على أساس أن تُعَرف الأسر الفقيرة بأنها الأسرة التي يقل دخلها عن 28 دولار شهرياً. تم ربط هذه المعونات بشروط صارمة تشمل التزام الأسرة بإرسال أطفالها للتعليم والحصول على الأمصال واللقاحات للأطفال بشكل منتظم. كما تصرف هذه الإعانات للام بهدف ضمان صرفها لتحسين ظروف الأطفال والأسرة. كان هدف البرنامج هو مساعدة الأسر حتى تستطيع أن تترك الأطفال يتعلمون ولا يجبروهم على ترك الدراسة من اجل العمل، وهنا تكمن الاستفادة الحقيقية وهو تحويل مسار أبناء الفقراء حتى لا يكون الفقر والمرض وراثياً وطبقياً. برامج "لولا" لم تقض على الفقر تماما ولكنها حركت ملايين الأسر من منطقة الفقر إلي منطقة "الطبقة الوسطي الجديدة".

بنيت النجاحات على ضرورة توفر الرؤية الواضحة، الإرادة السياسية القوية، الصدق والشفافية في التعامل مع الجماهير. إن ما تحقق من انجاز إقتصادي كبيرعلى ارض الواقع في البرازيل، لم يكن ليتم في غياب ذلك المناخ الديمقراطي الراسخ. تقدم التجربة البرازيلية تصوراً عن حل المشكلات المتعلقة بالعداله الإجتماعية والفقر، يتلخص في أن هذا الأمر لا ينبغي أن يتم بعيداً عن مراعاة حقوق الطبقات الغنية واخيراً أن من المهم جدا في البداية أن تصب كافة الجهود على حل مشكلات الداخل، ثم في وقت لاحق تستخدم هذه النجاحات الإقتصادية لمزيد من النجاح في السياسة الخارجية.

تجارب الآخرين مع الفقر Make Poverty History

بدأت أكبر حركة عالمية لمكافحة الفقر عام 2005، وعرفت باسم لنجعل من الفقر تأريخاً وقد كان من أبرز من اطلقوها بوب جيلدوف. في عام 1984 وبعد سماعه لتقرير بي بي سي نيوز عن المجاعة في إثيوبيا والسودان، عمل لتعبئة عالم موسيقي البوب وكتب اغنيتة الشهيرة "هل يعلمون انه عيد الميلاد؟ "من أجل جمع الأموال". استطاع بمساعدة اخرين اطلاق اكبر حفل عالمي باسم نحن العالم عام 1985).

انبنت مبادرة لنجعل من الفقر تأريخاً عام 2005، باقناع زعماء قمة الثمانية، على تبني حلول لمكافحة الفقر، وكانت النتيجة لجنة أفريقيا. دعا بلير، جيلدوف و16 مفوضين آخرين، معظمهم من أفريقيا وكثير منهم ساسة في السلطة، لإجراء دراسة لمدة عام عن مشاكل أفريقيا. وتوصلو إلي: أن أفريقيا تحتاج إلي تغيير، لتحسين الحكم ومكافحة الفساد، وبأن على العالم الغني العمل على دعم هذا التغيير وهذا يعني: مضاعفة المساعدات العالمية بنسبة الضعف، إلغاء الديون على الدول الفقيرة وإصلاح قواعد التجارة العالمية. وضعت اللجنة خطة مفصلة للكيفية ولاحقاً أصبحت توصيات اللجنة مخططاً للتعامل مع الديون الأفريقية وحزمة المساعدات. رغم النوايا الطيبة للعاملين في هذه المبادرات، لم تكن هي الطريق لبناء الدول، فالدول تبني من جهد ابناء الاوطان (http://www.makepovertyhistory.org/2005/unsummit05.shtml



#عمرو_محمد_عباس_محجوب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الرؤية الاستراتيحية (4-7) تجارب وضع الدستور
- الرؤية الاستراتيحية (3-7) تجارب عربية ودولية
- نداء تونس: ابدعي في التوافق
- الرؤية الاستراتيحية (2-7) ما قبل الرؤية
- الرؤية الاستراتيحية (1-7): مفاهيم منهجية
- اليمن وداعاً........اليمن أهلاً
- من إرادة الثورة إلى إدارة الثورة (4) دروس الثورات
- من إرادة الثورة إلى إدارة الثورة (3) مطالب الثورات
- من إرادة الثورة إلى إدارة الثورة (2) صناعة الثورات
- من إرادة الثورة إلى إدارة الثورة (1) الطريق إلى ثورات الربيع ...


المزيد.....




- القوات الإيرانية تستهدف -عنصرين إرهابيين- على متن سيارة بطائ ...
- الكرملين: دعم واشنطن لن يؤثر على عمليتنا
- فريق RT بغزة يرصد وضع مشفى شهداء الأقصى
- إسرائيل مصدومة.. احتجاجات مؤيدة للفلسطينيين بجامعات أمريكية ...
- مئات المستوطنين يقتحمون الأقصى المبارك
- مقتل فتى برصاص إسرائيلي في رام الله
- أوروبا.. جرائم غزة وإرسال أسلحة لإسرائيل
- لقطات حصرية لصهاريج تهرب النفط السوري المسروق إلى العراق بحر ...
- واشنطن.. انتقادات لقانون مساعدة أوكرانيا
- الحوثيون: استهدفنا سفينة إسرائيلية في خليج عدن وأطلقنا صواري ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عمرو محمد عباس محجوب - الرؤية الاستراتيحية (5-7) تجارب محاربة الفقر