أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عمرو محمد عباس محجوب - اليمن وداعاً........اليمن أهلاً















المزيد.....

اليمن وداعاً........اليمن أهلاً


عمرو محمد عباس محجوب

الحوار المتمدن-العدد: 4700 - 2015 / 1 / 25 - 22:16
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


علاقتي باليمن ممتدة عبر زمن طويل، منذ خرجت في مظاهرات ضد الاحتلال البريطاني للجنوب العربي، ثم في عنفوان الشباب عملت طبيباُ في مستشفى الجمهورية بعدن في بداية الثمانينات من القرن الماضي، كجزء من التزامي ببناء اول دولة اشتراكية في العالم العربي. رجعت من اليمن إلى السودان بعد سقوط النميري مباشرة عام 1985، ولم اشهد الحرب الاهلية المريرة التي حدثت بين "الرفاق"، كثالث تصفيات. انتهت التجربة الواعدة تحت سنابك الايديولوجية الممتطية صهوات القبلية والجهوية والزعامية. الصراعات المتكررة والدامية انتهت إلى الوحدة كهروب إلى الامام من تدمير الدولة بحالها.

زرت اليمن بعدها، كمستشار اقليمي في منظمة الصحة العالمية، عدة مرات سواء عدن، صنعاء او اقاليمها. تعرفت بتأن شديد وقراءات عديدة في تاريخ اليمن، جغرافيتها وتطورها السياسي، كما ربطتني اواصر صداقات مع العديد من اليمنيين. لذلك كان احساسي دائماً عميقاً ومرتبطاً باليمن رغم وجودها على هامش الاحداث التي تترك تأثيراً على مجريات حياتنا العامة. رغم ذلك اعتبر نفسي من الذين يتابعون احداث اليمن، احياناً عبر فضائياتها، بعض مواقعها الالكترونية، خاصة عند انفجار ثورتها في 2011. لكن الاحداث في الشهور المنصرمة، وخاصة في الاسابيع الاخيرة جعلتها في مقدمة الاحداث.

هذه مقالة في حب اليمن، الذي لدي عنه ذكريات كلها طيبة، والشعب اليمني كان اقرب الشعوب العربية لاهل السودان في طيبتهم، كرمهم واخلاقهم. كان ذلك السبب في أن اقرب الشعوب الينا في الغربة كانوا ابناء الشعب اليمني. لا ادعي انه مقال تحليلي، فاهل مكة ادري بشعابها، وهم اهل الحكمة، وليست بحثاً عن حل، فالشعب اليمني انجز ثورتين الاولى ثورة 26 سبتمبر/أيلول 1962، ثورته المسلحة قى اليمن الجنوبي، كما انجز وحدة البلدين وأن تمت في ظروف استثنائية. رغم ذلك ففي الظروف الدقيقة في تأريخ الشعوب، على الكتاب، غير اليمنيين، أن يقدموا قراءت من زوايا مختلفة تساعد في اكمال الصورة الكاملة. ديدني في هذه المقالة مقولة أبو عبد لله الشافعيّ " قولي صواب يحتمل الخطأ، وقول غيري خطأ يحتمل الصواب".

اليمن وداعاً

اثرت كل ثورة على التي تليها، فثورة تونس اثرت على الثورة المصريةـ والمصرية على الليبية، أما الثورة اليمنيّة، فقد بدأت في ذات الساعة التي تم فيها الإعلان عن تنحي الرئيس المصري، يوم الجمعة 11 فبراير، خرج الشباب اليمني في مدينة تعز إلى الساحة التي أُطلق عليها فيما بعد اسم "ساحة الحرية"، وشكّل الشباب مظاهرة كبيرة هتفت بإسقاط النظام اليمني.. وأعلنوا أنهم سيعتصمون في الساحة حتى سقوط النظام.

اغلب الذين خرجوا في مدينة تعز مساء يوم 11 فبراير، كانوا شباباً مُستقلين لا ينتمون إلى أحزاب، ومن كان منهم ينتمي إلى أحزاب خرج للتظاهر بدوافع ذاتية. منذ اليوم الأول كانت هتافات الشباب تدعو مباشرة إلى إسقاط النظام. بعد أسبوع من بدء الثورة في تعز، في يوم الجمعة 18 فبراير، انتقلت المُظاهرات والاعتصامات إلى العاصمة صنعاء. وبعد انتقال الثورة للعاصمة صنعاء بخمسة أيام. في 23 فبراير، أعلن تكتل اللقاء المشترك رسمياً انضمامه للثورة. ولم يمضِ شهرٌ على بدأ الثورة، حتى انضمّت لها سبع عشرة مُحافظة يمنيّة. وصار في كل مُحافظةٍ ساحةٌ خاصة للاعتصام، إضافة إلى الخروج الجماهيري الكبير الذي يحصل بعد صلاة الجمعة في كل المُحافظات الثائرة.

السلطة اليمنيّة بدورها بدأت في مواجهة هذه المظاهرات والاعتصامات، سعياً لإنهاء هذه الثورة قبل استفحالها. تم القتل من اول يوم، وفي جمعة الكرامة يوم 18 مارس، وبعد صلاة الجمعة التي أقامها الثوار في ساحة التغيير، قامت السلطة اليمنية بفتح النار على شباب ساحة التغيير وقتلت عبر القناصة، وخلال ساعات، أكثر من خمسين شخصاً، وجرحت أكثر من مئتي شخص. هذه المجزرة كانت منعطفاً كبيراً في مسيرة الثورة اليمنيّة. نتج عن هذه المجزرة انضمام عددٍ من القيادات السياسيّة الموالية للنظام إلى الثورة.
في يوم التشييع في 20 مارس، أعلن اللواء علي مُحسن الأحمر، أركان حرب الفرقة الأولى المدرعة في الجيش اليمني انضمامه للثورة (تُعد أهم فرقة وأضخم فرقة في الجيش اليمني والمسؤولة عن حماية صنعاء وشمال اليمن). باتت هذه الفرقة هي المسؤولة عن حِماية مُحيط ساحة التغيير، ومنع وصول أي فرق عسكرية موالية للنظام إلى الساحة. بعدها أعلن عددٌ من الوزراء، والسفراء، والمسؤولين، وشيوخ القبائل، وكِبار ضبّاط الجيش، انفصالهم عن السلطة وانضمامهم للثورة. ومن ضمن خمس فرق للجيش اليمني أعلنت أربعٌ فرق منها انضمامها للثورة (http://www.almqaal.com/?p=361)

مع انحياز الجزء الكبير من الجيش وبدعوى حماية الثوار، ادى هذا، وفي ظل الخبرة السياسية والوطنية الضعيفة، لقوي الميادين، أن حوصرت الميادين لحمايتها ولم يسمح لهم إطلاقاً أن يخرجوا من الساحة. مع استطالة امد الثورة بدأ البساط ينسحب من تحت شباب الثورة، والعقلية الإبداعية الحداثية التي كان ينطلق منها شباب الثورة، بدأت تضعف لصالح القوى العسكرية التقليدية والقديمة في طريقة التفكير وأسلوبها النمطي في إدارة الأحداث.

في هذه الاجواء تحركت القوى الاقليمية لضبط الاوضاع المعقدة من الابنية القبلية، الجهوية والمذهبية وطرحت المبادرة الخليجية، وتبنى المجتمع الدولي هذه المبادرة مخرجاً سلمياً يوقف حرباً أهليةً شاملة كانت متوقعة. لعبت السعودية وقطر ادواراً مختلفة في تشكيل يمن ما بعد الثورة. أيضاً جرت الاحداث ايران لتصبح لاعباً اساسياً عن طريق الحوثيين.

كانت مخرجات الثورة شيئاً لايمكن تصديقة: اقالة علي صالح من الحكم و بحصانة من الملاحقة على الجرائم المرتكبة أثناء رئاسته، واحتفاظه بالسلطة الممثلة في حزب المؤتمر الشعبي العام، تشكيلات الجيش المؤيدة لصالح، استمرار برلمان 2003 الذي يسيطر عليه حزب الرئيس المخلوع. تم تشكيل حكومة وفاق وطني، تنظيم مؤتمر الحوار الوطني الشامل ليمهد للانتقال. ونظر لهذا الاتفاق "بوصفه نموذجا لدول ثورات الربيع العربي للانتقال السلمي من حالة الاستبداد إلى الرئاسة المنتخبة لتصبح نموذجا للدول العربية فيما بعد ثورات الربيع العربي".

وبموجب "آلية التنفيذ" التي تسهم في تيسيرها الأمم المتحدة، والتي تعتبر دليلاً إرشادياً للمرحلة الانتقالية، كان من المقرر أن تقوم حكومة هادي بإعادة هيكلة قوات الأمن، إصدار قانون للعدالة الانتقالية، صياغة دستور جديد، وإصلاح النظم الانتخابية والقضائية، عقد انتخابات عامة في عام .2014 لم يتم تنفيذ أي من هذه الاتفاقات. من الصعب قراءة الثورة اليمنية خارج اطار الثورات العربية، والتي كانت المبادرة اساساً للحفاظ على النظامً، سقط رأس النظام وبقي النظام. وسوف تقود هذه العملية لتحولات غاية في الصعوبة والتعقيد تجعل من اليمن دولة فاشلة في طريقها إلى درب آلام طويل.

الانقلاب الحوثي

ليس من مهام المقال التعرض لنشأة، تاريخ على وصعود الحوثيين باعتباره متوفراً في العديد من المواقع، وافضلها، واكثرها توثيقاً (اكثر من مائتي مرجع)، ويتناول تاثيرات القوى الاقليمية على هذه النشأة ويمكن الرجوع اليه (http://ar.wikipedia.org/wiki/حوثيون).

يجيء الانقلاب الحوثي ضمن السياقات العامة للوضع الاقليمي السائد في منطقة الشرق الاوسط عامة والعربي خاصة، صراع تياري الدولة الدينية السنية المتشددة، والتيار المدني الديمقراطي طوال عقود. ما اضافته الثورات العربية أنها نقلت الصراع من المستوى النظري إلى المجال السياسي الحركي. كان هذا تواصلاً من ارتفاع وتيرة الاستقطاب المذهبي "السني – الشيعي"، الذي اصبح طابع المنطقة منذ فرض "ولاية الفقيه" على إيران. كانت اول تجليات الخمينية صعود حزب الله اللبناني، ضمن اطار المقاومة ضد اسرائيل. التجلي الثاني كان في قيام الامريكان بتسليم مقاليد الامور في العراق لنوري المالكي منذ منتصف العقد الاول من القرن الحالي.

حذا الحوثي تجربة حزب الله اللبناني في السيطرة على الدولة، حذو النعل. فقد نسجت تحالفاً يبنها وبين علي صالح "مقابل تحالف حزب الله وتيار الجنرال عون المسيحية"، ثم انتقلت لاعتصام "سلمي" لاقالة الحكومة تسربت خلاله المليشيا الحوثية، حتى احتلت العاصمة، السيطرة على مقاليد السلطة من وراء ستار حكومة وطنية. هذا التشابه الذي رصدته قناة العربية في فيديو تحليلي انتقل حتي لشعار الحوثى "إرادة لاتقهر" إلى " ارادة لاتنكسر" اللبنانية. وكانت الإشارة واضحة في قول ولايتي الذي يشغل منصب الأمين العام للمجمع العالمي للصحوة الاسلامية: "إن انتصاراتكم تشير الى عمل مدروس ومستلهم من التجارب السابقة، والآن تمكنتم من السيطرة على الاوضاع تماما وأزلتم العقبات من امامنا".

اقليمياً وجدت السعودية أنها حوصرت ايرانياً من كل الاتجاهات، عراق المالكي الشيعية، سوريا العلوية، حزب الله اللبناني، البوارج الحربية في ميناء بورتسودان، الانقلاب الحوثي في اليمن. ورغم تحالفها في مصر، فقد انفتحت النقاشات والحوارات العاصفة نحو اصلاح ديني وتحديث وتغيير مناهج الازهر، وتوجه سهام نقدها للفكر السني المتشدد الذي تعتبره الاساس الفكري لكافة حماعات التطرف والارهاب. وسواء قبلنا منطق العرض والطلب في سوق النفط، او الاتهامات الايرانية بالمؤامرة، فإن النفط "المرشح للانخفاض اكثر" سوف يكون القوة التي تبعثر كل المحاولات الإيرانية الامبراطورية.

جاء الانقلاب الحوثي في ظروف اقصى تمدد قوة ايران واخطر مراحل استنزاف قوته. فقد رفع الغطاء السياسي عن حزب الله اللبناني، واصبحت الدولة عاجزة عن استكمال انتخاب رئيس الجمهورية، ومض الحزب عميقاً في مستنقع الدولة العلوية ضد الثورة السورية. اختفت دولة الفساد والاستبداد التي شيدها نوري المالكي واستطاعت القوى العراقية الانتقال لدولة التعايش العرقي والمذهب، وهي نفسها مشغولة بحرب داعش واعلن السودان فك ارتباطه. سوف لن يتعرض المقال للوضع الدولي الذي يحتاج لمقال منفصل.

يمنيأ يواجه الحوثي رفضاً اجتماعياً وسياسياً واسعاً، المفاجاه من العيار الثفيل باستقالة رئيس الجمهورية والحكومة، الازمة الاقتصادية الخانقة التي كانت تتولى حلها المملكة السعودية ورفع الغطاء السياسي بالكامل عن شعارتها الديماجوجية "الموت لأمريكا، الموت لإسرائيل". التوجه الجنوبي للتحرر والاستقلال. اخطر التحديات تمركز السنة في محافظة مأرب، حيث توجد الكثير من البنى التحتية النفطية في اليمن. ويمكن أن يكون لذلك تأثيره المدمر على الحكومة والاقتصاد اليمني، الذي يعتمد بشدة على النفط. كما يمكن أن يؤدي إلى تفاقم التوترات الطائفية في بلاد كانت إلى وقت قريب خالية تماما من مثل تلك الصراعات. (http://aawsat.com/home/article/272166/ الحوثيون-يستخدمون-تكتيكات-حزب-الله-وعجرفتهم-تأكل-من-رصيدهم)

ربما يلعب "عقلاء اليمن" الورقة الاخيرة، ويفطن الحوثي للورطة الكبرى التي اندفعوا إليها، بحسبان "انتصاراتهم"، والتي هي في مجملها فشل لليمن وسوف ترتد عليهم، اعادة علي ناصر محمد الوحدوي لإنقاذ الموقف، والاتفاق على نظام مدني ديمقراطي، فيدرالية حقيقية، تنمية متوازنة وغيرها. لكن على عبد الله صالح لايهمه الشمال او الجنوب ومن الصعب تجاوزه عبر أي اتفاقات لدغ الجميع منها بدل المرة مرات عديدة.

الثورة في تجليانها الاولى كانت امل شعب الجنوب، في الخروج من هذا النفق المظلم الطويل. مخرجات الثورة التي وصفناها سابفاً، وتطورها اللاحق للاحداث، وتراكم حركة سياسية راقية اوصلت شعب الجنوب لنقطة اشبه بالفاصلة في اختيار "حتى التحرير والاستقلال". لن يعيد الجنوب لطريق الوحدة سوى موجة ثانية من الثورة تكنس نظامها القديم (من عبد الله صالح، الحوثي، هادي، البرلمان وغيرهم) من المشهد، لتستكمل تحقيق شعارات الثورة.

حتى التحرير والاستقلال

من الصعب التكهن بما سوف تؤدي اليه الاحداث في جنوب اليمن، لكن من المشاهد المتوالية عبر الاخبار طوال الاعوام، المشاهد الموحية في قناة "عدن لايف" منذ ما اطلق عليه "الانقلاب الحوثي"، وقبلها منذ احتلال صنعاء. انطلق في مدخلي هذا من اشكالية عميقة تثيرها فينا دعوات الانفصال. هذا موقف مبدئي حملته طوال حياتي، ودافعت عنه. غير هذا فقد عشنا في السودان تجربة انفصال مريرة من انشطار السودان إلى جنوب وشمال. لكن رغم موقفي، فهو ليس موقفأ رومانسياً للبحث عن أي تعايش في ظل ظروف تهميش، اذلال، وحكم ديكتاتوري غاشم.

قد تفلح حكمة اليمنيين في تجاوز هذه المحنة القاسية، واظنه صعباً إذا نظرنا إلى الظروف التي مر بها شعب جنوب اليمن. المشكلة الكبرى أن اليمن منذ الوحدة، استبدل حروب القبائل ذات القميص الماركسي بفساد في اقل مستوياته، بارث من السيطرة والاستبداد ذات المحتوى القبلي في الحكم، فساد مطلق ومريع يكاد لايصدق في السلطة. سوف يترافق هذا مع استيعاب النخبة الجنوبية شكلياً في الحكم، وتجريد الشعب من الاحتياجات المعيشية التي استطاعت دولة الاشتراكية توفيرها، مقابل التجريد من الحرية السياسية.
في نظام عبدالله صالح فقد شعب الحنوب مكتسباته الحياتية، حريته السياسية، والاخطر منها الحقوق القانونية. في كل زياراتي اشتكى الجنوبيين من الاستيلاء على الاراضي والمنازل وغيرها. اما المكتسبات الاجتماعية التي تم انتزاعها في ظل استعمار بريطاني دام 138 سنه من التعليم، خاصة تعليم المرأة وازدياد دورها، الصحة المجانية، الاسكان، الخدمات وغيرها، فقد اصبحت من الذكريات.

كجزء من الخطة العامة، محلياً، اقليمياً، دولياً في غسل تجربة دولة الاشتراكية، تم ضخ طوفان من الحركات الجهادية، المتطرفة والتكفيرية في كافة شرايين المجتمع. كانت سنوات مابعد الوحدة كابوساً مضنياً لشعب كان يتمتع بحريات اجتماعية استثنائية في المحيط الاقليمي بكاملة. اعيدت المجتمعات للفكر المنغلق ينطبق عليها وصف "فكراً متخلفاً بدائياً قادماً من كهوف ماقبل التاريخ" (حروب العودة إلى ما قبل الدولة (إفتتاحية موقع الاصلاح)". الإصلاح نت. Apr 14 2014. اطلع عليه بتاريخ( Apr 16 2014.

اليمن أهلاً

هناك هاجس من تكون دولة الجنوب وشيء مطمئن. الهاجس ان الجنوب خرج من معركة الاستعمار وبدلاً من بناء دولة ما بعد الاستقلال عبر توحد ورؤية وطنية، بدلاً من ذلك تقاتل ابنائه بدل المرة اربعة، ودمروا بلدأ واعدأ وشتتوا شعباً أبياً. ما يطمئن أن ابناء الجنوب تعلموا دروسهم الماضية عبر شلالات من الدماء والاهوال، ما يطمئن اكثر مسيرتهم لتحقيق "حتى التحرير والاستقلال"، عبر مسيرة نضالية راقية من الحراك السلمي، لخصوها في شعار واخد "اعتصام" وحققوه بانضباط شديد وتوافق جمعي عبر "الحراك الجنوبي" ودفعوا عبر هذه المسيرة الشهداء وكثير من العنت.

إذا انجز شعب الجنوب دولته، لاتحتاج شعوبنا لفشل اخر، فقد ارهقته النكسات ويحتاج لنجاحات تساعد في تطوير ثورانه واستشراف مستقبله. امام شعب الجنوب خيار أن يغرق في صراعات النخب العربية في دول عديدة، تشتتها وتفرقها. ايضاً لديه خيار اوسع في أن يقدم نموذجاً ناجحاً من دولة تتوافق على برنامج واضح للفترة الانتقالية وخريطة الطريق كجزء من رؤية بناء الدولة المستقبلية.

هناك ثلاثة أسئلة جوهرية ستواجه شعب الجنوب، وإذا لم تجاوب عليها، لن تضع نفسها في طريق المستقبل، السؤال الأول هو: لماذا نحن هنا؟ ويستدعي الدراسة التحليلية العميقة لواقع الدولة الوليدة. السؤال الثاني: إلى أين نريد الذهاب؟ أي اعطاء الملامح الاساسية للمستقبل الذي تتطلع إلى تحقيقه وتتفوق بها على الأوضاع السائدة، ورسم الصورة الذهنية لما ينتظر في نهاية طريق لم تسلكه من قبل. يستدعي هذا الاجابة على السؤال الثالث: كيف نصل هناك؟، للقطع مع الماضي وتبني إستراتيجيات جديدة لتحقيق النمو الشامل المطرد، وعلى نطاق واسع. حيث ستكون التحولات السياسية محفوفة بالصعوبات في المستقبل القريب، سيواجه صانعو السياسات تحديات هائلة للإستجابة لتطلعات الشعب.

واخيراً

إذا كانت اليمن ارض السعد، البن، الشعر والحكمة يمانية، فقد طال غيابها



#عمرو_محمد_عباس_محجوب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من إرادة الثورة إلى إدارة الثورة (4) دروس الثورات
- من إرادة الثورة إلى إدارة الثورة (3) مطالب الثورات
- من إرادة الثورة إلى إدارة الثورة (2) صناعة الثورات
- من إرادة الثورة إلى إدارة الثورة (1) الطريق إلى ثورات الربيع ...


المزيد.....




- شاهد حيلة الشرطة للقبض على لص يقود جرافة عملاقة على طريق سري ...
- جنوب إفريقيا.. مصرع 45 شخصا جراء سقوط حافلة من على جسر
- هل إسرائيل قادرة على شن حرب ضد حزب الله اللبناني عقب اجتياح ...
- تغير المناخ يؤثر على سرعة دوران الأرض وقد يؤدي إلى تغير ضبط ...
- العدل الدولية: على إسرائيل -ضمان مساعدة إنسانية عاجلة- لغزة ...
- زلزال بقوة 3.2 درجة شمالي الضفة الغربية
- بودولياك يؤكد في اعتراف مبطن ضلوع نظام كييف بالهجوم الإرهابي ...
- إعلام إسرائيلي: بعد 100 يوم من القتال في قطاع غزة لواء غولان ...
- صورة تظهر إغلاق مدخل مستوطنة كريات شمونة في شمال إسرائيل بال ...
- محكمة العدل الدولية: على إسرائيل -ضمان توفير مساعدة إنسانية ...


المزيد.....

- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل
- شئ ما عن ألأخلاق / علي عبد الواحد محمد
- تحرير المرأة من منظور علم الثورة البروليتاريّة العالميّة : ا ... / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عمرو محمد عباس محجوب - اليمن وداعاً........اليمن أهلاً