نص تحت مجهر النقد (تصميم) للكاتبة المغربية /نجية نميلى(أم عائشة) صلاح الدين سر الختم علي

نجية نميلي ( أم عائشة)

الحوار المتمدن-العدد: 4751 - 2015 / 3 / 17 - 16:25
المحور: الادب والفن
    

النص:
هي تعرف مقاس قميصه ..
وكل قميص يرتديه يكون جذابا أكثر بفتحة في الصدر ..تسمح لخصيلات سوداء أن تشرئب متبخترة تعاكس بنات الحي..
هذه المرة قررتْ أن تضيّق الخناق على" الفتحة" بأزرار محشوة برصاص.

التحليل:
النص فيه غموض مقصود،فمَن هى هذه الحاضرة الغائبة أو المغيبة عمدا باستخدام ( ضمير الغائبة)؟! هذه هى العتبة الأولى من عتبات النص..
العتبة الثانية :(هذه المرة) ، فما هى هذه المرة المعرفة تعريفا يجعل منها نكرة مثلما يفعل ضمير الغائبة بمن يستخدم وصفا لها بدلا عن اسمها؟
العتبة الثالثة هى الموصوف نفسه بضمير الغائب الهاء الملحقة بقميصه(هى تعرف مقاس قميصه) فهو تعريف يجعل الموصوف نكرة بدلا من التعريف به!! فهل هى صدفة أن يبنى النص على تنكير المعرف في عتباته الثلاث؟!

أعتقد أن الأمر مقصود، فهو بالنسبة لها شئ تمتلكه لا أكثر، لذلك فهو نكرة عندها وإن بدا لها معروفا لديها، وهى شيء بالنسبة له، مجرد مالك له، لاتربطه به رابطة أخرى،هى الأخرى نكرة عنده ، وإن بدت معروفة لديه ومهيمنة على تفاصيل حياته، هكذا يبين أنهما يعيشان في غربة روحية كبيرة تعبر عنها هذه" الشيئية"، لذلك عندما شعرت هى أن إعجاب بنات الحى بأسيرها قد يفوق حده الذى يرضي غرورها ويصل إلى حد الاستيلاء على ملكيتها، قررت الدفاع عن ملكيتها بالرصاص، ليس حبا في المملوك إنما تكريسا لعبوديته وسلطتها عليه.
هو نص يصور كيف تقتل بعض الغرائز المريضة الحب وتحوله من عاطفة نبيلة إلى عبودية وسادية مريضة، وتجعل من أطرافه أشياء لا روح لها.لذلك جاء العنوان معبرا عن مخاتلة النص ، فالتصميم الوارد في العنوان ليس مقصودا به كما يتبادر إلى الذهن "تصميم الملابس"، بل المقصود هو المعنى البعيد ( تصميمها على ممارسة سيادتها على أسيرها ومعاملته كشيء لا كإنسان)
إنه تصميم على المضى قدما في عدم رؤية الجوهر الإنسانى في الذات والآخرين. وبهذا يلتقي العنوان مع مفارقة النص ويعبر عنها بالإيماء لا التصريح. وهذا وجه من وجوه قوة النص..
هو نص جميل ونموذجى في كتابة القصة القصيرة جدا، مبني على عتبات ثلاث ،يرتقي القارئ العتبات لاهثا كمن يمتطى جوادا طائرا، تكتمل القصة بوثبة في فضاء سردي مفتوح على أسئلة وقراءات وتأويلات متعددة.
________

17مارس 2015

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل