أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نجية نميلي ( أم عائشة) - قراءة في *كرم...*للقاص المغربي :حسن المعطي قرى من إنجاز: نجية نميلي (أم عائشة)














المزيد.....

قراءة في *كرم...*للقاص المغربي :حسن المعطي قرى من إنجاز: نجية نميلي (أم عائشة)


نجية نميلي ( أم عائشة)

الحوار المتمدن-العدد: 4684 - 2015 / 1 / 7 - 09:36
المحور: الادب والفن
    


كرم...(ق.ق.ج)
نظر إليه الطفل الشريد ، بعين دامعة ،
دس يده في جيب السترة الفاخرة ...
أخرج منديلا معقما ، مسح به بصمة الأصابع الصغيرة ، التي خدشت بهاء السيارة...

_______________________________________________
العنوان أحادي اللفظ اسم نكرة ، يمكن أن يكون خبرا محذوف المبتدأ تقديره " هو" أو أن يكون " مبتدأ" والخبر مضمون المتن ..
و" الكرم" هو الجود والسخاء النابع من نفس طيبة ، قال الله تعالى :
{ فأما من أعطى واتقى وصدّق بالحسنى فسنيسره لليسرى }سورة الليل
وقال أيضا في سورة البقرة :{ وما تنفقوا من خير فلأنفسكم وما تنفقون إلا ابتغاء وجه الله وما تنفقوا من خير يوف إليكم وأنت لا تظلمون }
وهو ضد البخل الذي يكون بالإمساك عن العطاء والتقتير على النفس ، قال سبحانه : {الذين يبخلون ويأمرون الناس بالبخل ويكتمون ما آتاهم الله من فضله}سورة النساء.
كما ثبت عن الرسول صلى الله عليه وسلم وهو خير الكرماء قوله: [ لا يجتمع شح وايمان في قلب عبد أبداً]
فالكرم من شيم العرب ، وقد روي الكثير عن مواقفهم النبيلة في الجود والسخاء، واشتهر بعضهم بهذه الخلة الحميدة حتى صار مضربًا للمثل ك" حاتم الطائي" الذي قيل فيه :{ أكرم من حاتم}
وهو أنواع : من الكرم ما هومتعلق بالقلب ، ومنه ماهو متعلق بالعقل ، ومنه ماهو متعلق باليد ..
بل إن الصفات الحميدة كلها تلخص بكلمة واحدة هي الكرم، بينما الصفات الدنيئة كلها تلخص بكلمة واحدة هي اللؤم.
قال الشاعر أبو الطيب المتنبي :
إذا أنت أكرمت الكريم ملكته /وإن أنت أكرمت اللئيم تمردا.
.
.
فأيّ كرم سيحدثنا عنه المتن ؟ ومن هو هذا " الكريم" الذي يُُفترض أن يكون بطل النص ؟
___________

نظر إليه الطفل الشريد ، بعين دامعة ،
دس يده في جيب السترة الفاخرة ...
أخرج منديلا معقما ، مسح به بصمة الأصابع الصغيرة ، التي خدشت بهاء السيارة...
--------------
من أول جملة فعلية يبتدئ بها المتن نجد أنفسنا أمام مشهد طفل طريد لامأوى له ينظر إلى شخص ما ..بعين دامعة ..
طفل من أولئك الأطفال غير المرتبطين بأُسر ،الذين دفعتهم ظروف ما إلى اللجوء إلى الشارع كمكان للمبيت والعيش.. لمّا لم يجدوا بيوتا تأويهم ، فأضحوا ضحايا المجتمع الإنساني .
هذا الطفل الذي ينظر ( إليه) بعين دامعة ..فيها استعطاف وتوسل أو تسول صامت إن صح التعبير ..
أما الطرف الثاني الذي هو محط نظر الطفل الشريد فلا أوصاف جسمانية ولا مظاهر داخلية صريحة يقدمها لنا السارد لنتعرف عليه عن كثب ..فقط هناك لمحة خاطفة عن مظهره الخارجي المتمثل في " سترته الفاخرة" والتي تجعلنا نصنفه ضمن لائحة رجال أعمال أو موظفين مرموقين ..على أساس أن المظهر الخارجي له دور كبير في الانطباع الأولي الذي يجعلنا نحكم على أشخاص ما بدون أن نتعرف عليهم أو نجالسهم ..
هذا الطرف الآخر ، الذي دسّ يده في جيب سترته الفاخرة ..لا ليأخذ محفظة نقوده قصد مساعدة الطفل الشريد ، بل ليستخرج منديلا معقّما نقيا يمسح به بصمة أصابع " الشريد" الصغيرة التي ظلت ظاهرة على السيارة البهية .
فبالإضافة إلى السترة الفاخرة ، يمتلك هذا " الطرف الآخر" سيارة فاخرة ..يخشى عليها من الخدش ومن العيب ومن التعرض لبصمة طفل شريد ..ولاشك أنه يتعرض دوما لاستعطافات " متشردين وفقراء" الشيء الذي جعله يحمل معه مناديل معقمة ضد الجراثيم الآدمية.
فأين عنوان " كرم" من المتن ؟؟
.
.
------------
تركيب
من غير تفاصيل ولا زوائد ، وبدون تعقيد في سرد الحادث ووصفه نجد القاص حسن قرى اقتنص لنا من الواقع مشهدا دراماتيكيا صادما ..بلغة منتقاة ..في فضاء عام " الشارع" ..هذا المشهد الذي خلف فينا إحساسا عميقا بالحالة ..
وكأن الكاتب يطالب من خلاله بحماية الطفولة في مجتمع طبقي ، ينظر فيه بعض مترفيه إلى فقرائه نظرة دونية ، كأنهم من طينة غير طينتهم
نسي الطين ساعة أنه طين/ حقير فصال تيها وعربد ( ايليا أبو ماضي)
فالفجائية المرة، حين يعقد" الشريد" الأمل على كرم " الرجل" صاحب السيارة الفخمة والسترة الفاخرة ، ويتفاجأ بأنه مادس يده في جيب سترته إلا ليخرج منديله المعقم ويمسح بصمة أصابعه"من على السيارة ..وهنا كانت المفارقة ..
فأين هو " الكرم" ؟
بل أين هي إنسانية الإنسان ؟ وهل أصبحت قلوب بعض البشر كالحجارة أو أشد قسوة ؟
ويبقى النص منفتحا على أسئلة عديدة ، لاشك أن القراء يملكون أجوبة لها .
.
.
كانت هذه قراءتي لقصة " كرم" المقتطفة من " الربيع الآخر" للقاص :حسن قرى ،تعبر عن رؤيتي الشخصية .. وجدتُني مندفعة للغوص في أعماقها حسب قدراتي الذاتية لإعجابي بها شأنها شأن باقي قصصه الممتعة.
·

















ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قصص قصيرة جدا 13
- قراءة في ( مسافات ) للقاص فاروق طه الموسى من إنجاز :نجية نمي ...
- آراء حول ( إعاقة)


المزيد.....




- إطلاق جائزة فلسطين العالمية للشعر في ختام مهرجان ميديين الدو ...
- رئيس الممثلية الألمانية لدى السلطة في مقابلة مع -القدس- قبل ...
- جدل في أوروبا بعد دعوة -فنان بوتين- إلى مهرجان موسيقي في الج ...
- -المدينة ذات الأسوار الغامضة- رحلة موراكامي إلى الحدود الضبا ...
- مسرحية ترامب المذهلة
- مسرحية كوميدية عن العراق تعرض على مسارح شيكاغو
- بغداد تمنح 30 مليون دينار لـ 6 أفلام صنعها الشباب
- كيف عمّق فيلم -الحراس الخالدون 2- أزمة أبطاله بدلا من إنقاذه ...
- فشل محاولة إقصاء أيمن عودة ومخاوف استهداف التمثيل العربي بال ...
- “أخيراً جميع الحلقات” موعد عرض الحلقة 195 من مسلسل المؤسس عث ...


المزيد.....

- يوميات رجل مهزوم - عما يشبه الشعر - رواية شعرية مكثفة - ج1-ط ... / السيد حافظ
- . السيد حافظيوميات رجل مهزوم عما يشبه الشعر رواية شعرية مك ... / السيد حافظ
- ملامح أدب الحداثة في ديوان - أكون لك سنونوة- / ريتا عودة
- رواية الخروبة في ندوة اليوم السابع / رشيد عبد الرحمن النجاب
- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نجية نميلي ( أم عائشة) - قراءة في *كرم...*للقاص المغربي :حسن المعطي قرى من إنجاز: نجية نميلي (أم عائشة)