أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نجية نميلي ( أم عائشة) - الناقد المغربي الميلودي الوريدي يقدم :*شعرية النص السردي القصير جدا بين انزياح اللغة ولا نهائية الدلالة* نص: (أشواك ) ل- نجية نميلي - نموذجا















المزيد.....

الناقد المغربي الميلودي الوريدي يقدم :*شعرية النص السردي القصير جدا بين انزياح اللغة ولا نهائية الدلالة* نص: (أشواك ) ل- نجية نميلي - نموذجا


نجية نميلي ( أم عائشة)

الحوار المتمدن-العدد: 4700 - 2015 / 1 / 25 - 16:50
المحور: الادب والفن
    


أشواك
الوردة العطرة التي يبتاعها المدير ، ويضعها على مكتبي كل يوم ..
أرمي بها في سلة المهملات ..أمام أعين صديقاتي الغيورات ..
وحده بائع الورد الوسيم يعرف مدى الألم الذي تسببه لي حين أبتاع منه وردة كل مساء.


مدخل نظري:
مصطلح الشعرية من بين المصطلحات النقدية العصية على التأصيل والتقنين ..وذلك راجع في أساسه إلى اختلاف تعريفها تبعا لاختلاف العصور والمدارس النقدية ..التي تخضع هي الأخرى إلى أنماط البنيات المعرفية الفكرية ,والفنية السائدة ..ثم إلى المنهج النقدي لكل ناقد على حدة ..من هنا تعددت الشعريات ومجالات البحث عنها :(شعرية النثر ,شعرية الرؤية ,شعرية القصة , شعرية النص...)ومع اختلافات المجال برز ت اختلافات المفهوم :(عند البعض ,الشعرية صنو للحداثة ,توجد بوجودها وتختفي بانتفائها....وعند البعض ,تتأسس الشعرية على الانزياح بمستوياته المختلفة ..وعند آخرين تكمن في الفجوة,أو ما يسمى مسافة التوتر ... ومع ذلك فبإمكاننا الركون إلى تفرد الشعرية بسمتين أساسيتين بارزتين وقفت عندها كل التعريفات وخلصت إليها كل التصنيفات :
* أنها – الشعرية – تشتغل فقط على الخطاب الأدبي ,كحقل نظري يستحق الإثراء بالبحث التجريبي...
* أن النص الأدبي يصنف فقط طبقا لدرجة انزياح لغته ,وليس إلى جيناته التجنيسية ..وكل النصوص تبعا لهذه السمة إما "نصا أدبيا " أو " نصا معياريا " ,يتفرد الأول بلغة انزياحية ,تفيض عنها لغات ضمنية أخرى ..بينما تكتفي لغة الثاني بالتزام الحد الدلالي الأدنى ..
ومن هنا أيضا يغزو مصطلح الشعرية مجالا معرفيا آخر متمثلا في " القراءة" ..فتصبح الشعرية :قراءة داخلية في أنماط ومستويات الدلالة ..في محاولة لفرز هذه المستويات, وتحديد العلاقات "التجاذبية ,والتنافرية " القائمة بين النص الأصل ونصوصه المولدة ..إضافة إلى بروز نظرية القراءة وجمالية الاستقبال, وتمكنها من الاضطلاع بالدور الأهم في الكشف
عن سر خلود النص الأدبي , ذلك الخلود القائم على الفرضية الجوهرية "تعدد المعاني" ..فيصبح النص المحاور النشط للقارئ ويصبح القارئ في إطار هذا العقد الفاعل الأساسي في تنشيط النص للإيحاء بدلالات جديدة ومتغيرة عبر تاريخ تأويلاته ...
وقد استطاع "بارث" بلورة هذا المفهوم في قوله:"إن الأثر لا يخلد لكونه فرض معنى وحيدا على أناس مختلفين ,وإنما لكونه يوحي بمعان مختلفة لإنسان وحيد يتكلم دائما اللغة الرمزية نفسها خلال أزمنة متعددة " ...وهو بهذا –بارث- يقرن بين إيحاء النص وحركية تأويله اللصيقة بطبيعته الموسومة بلانهائية المعاني المتجاوزة للاجتهادات النقدية التقليدانية ....
وبالرجوع إلى طبيعة النص, وكون اللغة أداته وعموده الفقري ,نستنتج أنها –اللغة –تولد انزاياحها بالإنتقال من المستوى الإبلاغي إلى مستواها العاطفي, يتطلب المستوى الأول إدراك المفاهيم المجردة , في حين لا يتم دخول المستوى الثاني إلا بالرؤيا , والانتقال بين المستويين يستوجب تأسيس إزاحة ما داخل اللغة ,وكلما اتسعت تلك الإزاحة اقترب النص خطوة أخرى في اتجاه الشعرية ....ومن الطبيعي أيضا لمنطوق اللغة العاطفي الذي يعتمد على المجاز والخيال الذي يخلق بدوره الفروق بين الدوال ومدلولاتها ,أن يعطل فعالية الذاكرة ليؤسس بدلا منها لفعالية المخيلة ...وهنا تختفي علاقة التوقع بين القارئ والنص لتتكرس علاقة الرؤية لأشكال الانزياح الثلاث:
* الإزاحة المكانية : حيث يزيح النص دلالة الشيء العرفية عن المركز , ليركز بدلا منه على ما يرتبط به مجازيا ..
* التغييب : عن طريق تحويل الشيء إلى وجود رمزي, يتداعى النص حوله بواسطة علائق استعارية...
* الانحراف: يتمثل في شكل الحوار بين محورين يمثلان المحور الدال ,والمحور الخفي الدلالة ,,,
لهذا كان من الطبيعي أن يضع ابن جني أشكال الانزياح التركيبي هذه :(الحذف والزيادة والتقديم والتأخير )ضمن ما أسماه "شجاعة اللغة العربية ...ويعرف "تودوروف" ظواهر الانزياح بأنها:(لحن ما كان ليوجد لو أن اللغة الأدبية كانت تطبيقا كليا للأشكال النحوية الأولى ..)
نستنتج إذن أن النص لا يمكن أن يتنصص إلا بفتل جديلة من البنية النحوية والألفاظ ,تخلق سياقا لغويا خاصا بالنص نفسه ...وأن المحافظة على القيمة الدلالية في التركيب الجديد لا يعني التطابق التام بين المنزاح والمنزاح عنه ,لأن الانزياح التركيبي يكتسب قيمته الفنية من أن ثمة تركيبا يحمل من الفاعلية والتأثير والدلالة ما لا يحمله تركيب آخر ..وكلما ابتعد التركيب عن المعيار ,كلما حقق شعرية أكثر ,شريطة أن لا يخرج عن مواصفات اللغة خروجا نهائيا ,بحيث يدمر أنظمتها بحجة الشعرية ...
ولعل العنونة النصية, مع ما تمثله من قيمة سيميولوجية ,أو إشارية تفيد في وصف النص ذاته ,تعتبر ألصق بالكلمات أو التعابير أو العبارات, التي تدعى نقديا ب:"الكلمات المفتاحية " التي يتأسس عليها ما يتعارف عليه ب:"القراءة المفتاحية " التي تجلي مجموعة الدلالات المركزية للنص الادبي ..مما يجعلنا نسند للعنوان دور العنصر الموسوم سيميولوجيا في النص, بل ربما كان أشد العناصر وسما , ويصبح الشروع في تحليله تجسيدا لمقامه الاعتباري كعنصر بنيوي قائم بوظيفة جمالية محددة ...ومدعومة بمظهر بلاغي ودلالي في مجال الخطاب السردي..الأولوية فيه انزياحه من دائرة إحالة المعلوم على المعلوم إلى إحالة المعلوم على المجهول ,أو إحالة المجهول على المجهول (وهذه يختص بها الخطاب الشعري)...
مقاربة النص:
* العتبة النصية :(أشواك)
من ناحية منطوق اللغة :أشواك جمع لشوك, والشوك في دلالته القاموسية يحيل على "ما يخرج من النبات والشجر دقيقا صلبا محدد الرأس كالإبر .." أما من الناحية التركيبية ,فاللفظة طرف أول من قضية إسنادية (مسند إليه),ظاهريا مقطوع الصلة بمسنده ,وتركيبيا موصول بلفظ الاستهلال الأول"الوردة العطرة " ومع غياب أو حتى تغييب التشكيل ,يمكن قراءة النص وصلا ,ما دام أن طرفي الوصل يجمعهما مجال خطابي واحد "أشواك الوردة العطرة ..." كما يمكن أيضا اعتبار لفظ العتبة " أشواك " طبقا لمنظور*كوهن* كمسند إليه أو موضوع عام ,تكون كل الأفكار الواردة في النص مسندات له ..على أساس أنه المحور الذي يتوالد ويتنامى ويعيد إنتاج نفسه في رحم المتن أو الخطاب...وهنا يلزم إجرائيا النظر إلى إحالاته الدلالية والمجازية وإلى مجالات تجلياته النسقية والمرجعية التي يثيرها في ذهن المتلقي ,كمثير أيقوني ذي بعد "فلاشي" ...
* البعد المجازي:
فأشواك = شوك = شوكة :"شوكة السلاح" حدته..و" الشوكة من القتال " شدة بأسه..و"الشوكة" داء كالطاعون..وأيضا حمرة تعلو الجسد وتظهر في الوجه...و"أشواك الحياة " صعابها ...و" انتظر على الشوك " دلالة على طول الأمد والعنث في انتظار الشيء...
ومنه فعل"شاك" صدر الفتاة إذا برز ثديها أو تحدد طرفه ,ونهد ....
* البعد التناصي:
قرآنا: في قوله تعالى : (وتودون أن غير ذات الشوكة تكون لكم) والمقصود فيه "حدة السلاح أو شدة الكفاح والمقاومة....
حديثا : قوله صلى الله عليه وسلم (هلم إلى جهاد لا شوكة فيه)
شعرا: قول الشاعر:
واصنع كماش فوق أرض الشوك يحذر ما يرى == لا تحقرن صغيرة إن الجبال من الحصى.
والمعنى العام فيه: وجوب الحيطة والحذر من الشوك وإن كان صغيرا ..
تصنيفا : تتناص اللفظة "أشواك " مع رواية السيد قطب "أشواك" عن دار السعد سنة 1947 وفي تقديمها كتب سيد قطب: إلى التي سارت معي على الأشواك فدميتُ ودميَت,وشقيت وشقيت , ثم سارت في طريق ,وسرت في طريق : جريحين بعد المعركة,لا نفسها إلى قرار ,ولا نفسي إلى استقرار ....
كل هذه الإحالات والدلالات يتمثلها القارئ, ويستحضرها الذهن حسب تنوع المرجعية وسعة الاطلاع...وعلينا كلما أوغلنا في الكشف والمساءلة للنص ,أن نغير ونلغي ونحذف ونغيب ونستحضر ما يناسب النص...
* المتن:
كما قلنا في مقاربة العتبة (أشواك ) وبالركون إلى منطق الوصل بدل منطق الفصل والبتر ..يصبح الاستهلال –في علاقته الإسنادية بالعتبة – .."أشواك الوردة العطرة ,التي يبتاعها المدير ,ويضعها على مكتبي كل يوم ...." والغاية من هذا الوصل هو إيجاد وتبرير الرهان "أرمي بها في سلة المهلات..أمام أعين زميلاتي الغيورات..." فالساردة هنا لا ترى من الوردة العطرة إلا أشواكها التي تستدعي في مخيالها ما سبق أن قررناه من دلالات عند استنطاق العتبة ..ويبرز لديها ما ذُكر من وجوب الحيطة والحذر من الأشواك حتى إن كانت صغيرة وغير ملحوظة ...مما يبرر "أرمي بها في سلة المهملات.." وهنا يبرز نص آخر مغيب لفظا حاضر دلالة ,لا يستقيم ولا يتبرر إلا بوجود العلاقة السببية بين الاستهلال والمتن ليصبح النص في حاجة إلى مفتاح يبرر المرور من النص الأعلى الظاهر إلى النص العميق الضمني " أشواك الوردة العطرة التي يبتاعها المدير ,ويضعها على مكتبي كل يوم –جعلتني-أرمي بها في سلة المهملات..أمام أعين زميلاتي الغيورات –اللواتي أحببن عطر الوردة وأهملن أشواكها ." فالساردة على ما يتضح قد أخفقت في تجارب عاطفية مشابهة, سابقة ..أحبت الورود العطرة حتى دميت من أشواكها ..وشقيت بها ..وأصبحت لا ترى من الورود إلا أشواكا دامية بينما في المقابل يغيب هذا الإسقاط عن الزميلات الغريرات اللواتي ينظرن إلى ظواهر الأشياء دون غوامضها....
القفلة :
"وحده بائع الورد الوسيم يعرف مدى الألم الذي تسببه لي.." بائع الورد الشاب الوسيم , يعرف أن المدير المتحرش بموظفاته أو على الأقل بموظفته المفضلة ,يبتاع منه الوردة كل صباح ليضعها على مكتب تلك الموظفة بالذات ,ويعرف أيضا أنها ترفضها وتضعها في سلة المهملات بين الرغبة والحاجة إلى الورد *دليل الفراغ العاطفي* وبين الرفض لهذه الوردة بالذات *لمعرفتها المسبقة* بأنها عطر يخفي أشواكا سامة بل ربما تكون قاتلة .. الرفض= سلة المهملات ...الرغبة= ابتياع وردة من البائع الوسيم كل مساء في طريق العودة إلى البيت البارد والخالي من العاطفة ... ثنائية قد ننظر إليها بطريقة أخرى يبررها وسم البائع ب"الوسيم" ..رفض المدير مقابل اشتهاء البائع.. وبنفس المبدإ الذي ترفض به المدير الأعلى منها مرتبة اجتماعيا ,تحاول استمالة البائع الشاب الوسيم الأقل رتبة اجتماعيا والذي يرفض بدوره العلاقة بنفس العلة والأسباب "فهو يعرف أن وردتها التي تبتاعها منه تخفي أشواكا يجب الحذر من أذاها ..هو نفس منطق التوافق الاجتماعي الذي ترفضه وتقبله في نفس الآن .. وهو نفس المنطق الذي يجعل البائع –حتى وهو يعي معاناتها – يتظاهر بعدم ملاحظة غايتها الحقيقية من ابتياع ورداته كل مساء .....
استخلاصات عامة :
* يراهن النص على الانحراف عما هو معتاد ,إلى لغة شعرية لا تهدف إلى التوصيل الذي هو غاية اللغة المقياسية ,بل يهدف الى التأثير بوساطة رواسب هذه اللغة المعيارية إلى التخييل الذي يتطلب استخدام الإبدالا ت والانحرافات لإغناء دلالات الخطاب .. العطرمقابل الأشواك والرفض مقابل الرغبة .. الابتياع ينحرف من معناه القياسي إلى معناه الشعري الإبدالي = التملك والسيطرة ...
* نجح النص في تشخيص إحدى ركائز الانحراف عن طريق " التغييب " بتحويل الشيء أو بمعنى أصح اللفظ الدال "المدير " و " بائع الورد الوسيم "إلى وجود رمزي, يتداعى النص حولهما بواسطة علائق استعارية... المدير= المرفوض رمز الاستغلال ,والتجاوز , والتصابي, بائع الورد الوسيم = المشتهى , منعدم الميزات إلا من صفة الوسامة ,الممنوع, المتمنع.. وكلاهما لا يحضران في النص إلا بقيمتيهما الرمزيتين في وجدان الشخصية المحورية ....
* السرد عن طريق ضمير " الأنا" وهو الضمير الأغلب في اللغة الشعرية , لما فيه من حميمية وبساطة، وقدرة على التعرية؛ تعرية النفس من داخلها عبر خارجها، ولعل تواجد مثل هذا النمط السردي في هذا العمل الفني، يجعل "الأنا" مجسداً لما يطلق عليه "الرؤية بالمصاحبة" في عرض الأحداث ونقلها للمتلقي، وذلك بحكم وجود السارد كشخصية في النص؛ أي أن كل معلومة سردية، أو كل سر من أسرار الشريط السردي، يغتدي متصاحباً مع "أنا" السارد. سواء عند وجود هذه "الأنا "كفاعلة قادرة على الرفض أمام المدير ..أو كوجودها كمفعول به لا تملك إلا اشتهاء البائع الوسيم ...
* تتأسس مقاربة "شعرية النص أو الخطاب الأدبي على مفهوم "الرؤيا " كمفهوم قادر على تعويض المعنى الشعري عند النقاد القدامى ..والرؤيا حسب التنظير النقدي الحديث ,هي قفزة خارج المفهومات السائدة ,أو هي كما يرى "أدونيس" :(هي إذن تغيُّرفي نظام الأشياء, وفي نظام النظر إليها ..),وهي أيضا المعرفة القائمة على تجربة باطنية, شخصية وحدسية ,لا تتأسس على أفكار سائدة ,بل على اختبار شخصي فرداني للعالم ,وهذا ما حاولته القاصة في نصها "أشواك" ونجحت في تثبيته على مستوى اختيار "ضمير "الأنا" السارد الذي أعفاها من الركون إلى النظرة السائدة المألوفة وأتاح لها تأسيس رؤياها الخاصة لطبيعة العلاقات البشرية ..هذه الرؤيا التي أعفت لغتها من التبريرات والاستدراكات,ووهبتها فرصة إعادة خلق عالمها النابع من تجربتها الانفعالية ...فالساردة في نصها "رائية ّ وليست مفسرة أو شارحة لطبيعة العلاقات الرابطة بين الشخوص ...
* ينبني النص على صورتين واصفتين لرمزين متناقضين ( الرفض والاشتهاء) وهذا التناقض بين الصور من منظور الشعرية لا يعني فسادها,بل يزيدها قوة وإيحاء ,وقدرة على تجديد الاحتمالات والإمكانيات...ووسم النص كبنية ببعدين " بعد عميق " غير قابل للكشف بصفة كلية ..و" أبعاد ظاهرية " تتكشف تدريجيا ..وبذلك حقق النص "مسافة توتر " بين بنيته السطحية المتاحة ,وبنيته الأعمق المستعصية على المقاربة ..بين لغته الاستعارية والكنائية وبين لغته المعيارية والقياسية ...
* يعتمد نص " أشواك" لتحقيق الإيقاع الداخلي على " التنغيم" أي على أصوات الجمل..أو بمعنى أدق ,يأخذ التنغيم شكله حسبما تنتهي الجمل صوتيا ودلاليا ,وعليه فالجمل التقريرية :(الإثبات, والنفي ,والشرط ,والدعاء.) تقف على نغمات هابطة ..بينما تقف الجمل الاستفهامية في أغلب حالاتها على نغمات صاعدة, وبالنظر إلى النص الذي بين أيدينا ,نجده يتكون من جملتين طويلتين :
-1(أشواك الوردة العطرة التي يبتاعها المدير ، ويضعها على مكتبي كل يوم ..أرمي بها في سلة المهملات ..أمام أعين صديقاتي الغيورات ..)
و-2(وحده بائع الورد الوسيم يعرف مدى الألم الذي تسببه لي حين أبتاع منه وردة كل مساء..)
فالوحدة الأولى تسمح بالوقوف على نغمة مسطحة لا هي الهابطة ولا هي بالصاعدة عند ألفاظ " المدير , يوم ,المهملات, ) يفرضها عدم اكتمال المعنى وانتظار القارئ لمواصلةالربط الدلالي ...وعلى نغمة هابطة عند لفظ (الغيورات) لطبيعة الجملة الإخبارية ...
وعلى نفس التنغيم بُنيت الجملة الثانية :ثلاث نغمات مسطحة عند :(وحده, الوسيم, لي ) تليها نغمة هابطة عند لفظ "مساء"...وهذا ما حقق إيقاعا داخليا وتناغما موسيقيا ,محببا في نفس القارئ...



#نجية_نميلي_(_أم_عائشة) (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- *شيطان* للقاص المغربي :علي بنساعود / قراءة لنجية نميلي
- قراءة في *كرم...*للقاص المغربي :حسن المعطي قرى من إنجاز: نجي ...
- قصص قصيرة جدا 13
- قراءة في ( مسافات ) للقاص فاروق طه الموسى من إنجاز :نجية نمي ...
- آراء حول ( إعاقة)


المزيد.....




- فنانة مصرية شهيرة: سعاد حسني لم تنتحر (فيديو)
- وفاة المخرج ميشائيل فيرهوفن وساسة ألمانيا يشيدون بأعماله الف ...
- -الماتريكس 5-.. حكاية المصفوفة التي قلبت موازين سينما الخيال ...
- -باهبل مكة-.. سيرة مكة روائيا في حكايات عائلة السردار
- فنان خليجي شهير يتعرض لجلطة في الدماغ
- مقدّمة في فلسفة البلاغة عند العرب
- إعلام إسرائيلي: حماس منتصرة بمعركة الرواية وتحرك لمنع أوامر ...
- مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 مترجمة بجودة عالية فيديو لاروز ...
- الكشف عن المجلد الأول لـ-تاريخ روسيا-
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نجية نميلي ( أم عائشة) - الناقد المغربي الميلودي الوريدي يقدم :*شعرية النص السردي القصير جدا بين انزياح اللغة ولا نهائية الدلالة* نص: (أشواك ) ل- نجية نميلي - نموذجا