أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - مجاهد عبدالمتعالي - الوهابية ميلاد ثورة وفشل أيديولوجيا















المزيد.....

الوهابية ميلاد ثورة وفشل أيديولوجيا


مجاهد عبدالمتعالي
كاتب وباحث

(Mujahid Abdulmotaaly)


الحوار المتمدن-العدد: 4750 - 2015 / 3 / 16 - 23:53
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


في هذا المقال أحاول طرح الأسئلة أكثر من الإجابات، محاولاً أيضاً طرح الحلول وفق معطيات المقاربة للواقع السعودي، ومعاناة الحكومة مع أمثال من شاهدناهم من الوهابية التقليدية في سجن الحاير التي تكفر الدولة والناس، لكن لابد في البدء من الإشارة إلى أن بعض المحللين ألمح إلى أن الوهابية في أصل نشأتها أيديولوجيا تبريرية للثورة على (الخلافة) العثمانية، وذلك عبر منطلقاتها الدينية في تقسيماتها للتوحيد و(نواقض الإسلام العشرة) التي أسقطتها على كل قرار عثماني، بهدف إسقاط الشرعية الدينية للعثمانيين (القبوريين المشركين) ـــ والتي تعاني الحكومة السعودية الآن من تكرار هذا الاسلوب معها عبر مبررات جديدة، فهل هي ثورة وهابية غير قابلة للترويض، أم أنها أيديولوجيا آيلة للانقراض بحكم الواقع العالمي الجديد؟ ـــ نعود لموضوعنا، فالمبرر الاحفوري لنشأة الوهابية يكمن في البحث عن موقع حقيقي لحالة التهميش التي عانتها منطقة نجد/اليمامة منذ محاولتها الأولى عبر صناعة نبيها الخاص (مسيلمة) في فترة النبوة الأولى التي لم تجد قبولاً، ثم ظاهرة القُرَّاء الذين عارضوا التحكيم رغبة منهم في (تحكيم كتاب الله فقط) بدلاً من تحكيم الرجال بين علي ومعاوية، لصنع حالة محايدة يتشاركون من خلالها في السلطة مع المعطى القرشي الذي فرض نفسه كممثل وحيد للسلطة، وبقيت التراث يحمل هذا التنوع السياسي بمبرراته الدينية عبر تاريخه الطويل، لتأتي الاستعاضة النجدية عن كل ذلك بنبوءة (المجدد) لدين الجزيرة العربية ممثلاً بـ (محمد) بن عبدالوهاب ـــ طبعاً حاول جهيمان العتيبي تكرارها عبر (محمد) عبدالله القحطاني عبر دخول المائة الأولى لعام 1400هـ ـــ بينما منطقة الحجاز لم تحتج لمثل هذه الأدلوجة لوجود العمق الديني التراثي آنذاك لدى شريف مكة (القرشي) الذي حاول بشكل ظاهر وجلي عبر تاريخه أن يكون ملكاً للعرب، وقد تفوقت الوهابية كأيديولوجيا ثورية تناسب معظم المقاسات في أرض الجزيرة دون تمييز عرقي لسيد أو شريف، ولهذا فحتى اعتماد المذهب الحنبلي كمصدر للتشريعات بنيوياً يعود في جزء منه لشروطه المتسامحة فقط في قبول ولاية المسلم (غير القرشي) على المسلمين، أي أن نجد أخذت الشرعية الدينية وفصلتها على مقاسها تماماً لتصبح نجد هي مصدر العقيدة الصحيحة وليست مكة، باستثناء بعض الحجازيين الذين كانت لهم خصومات مع الشريف ووجدوا في الوهابية مساواة تسحق كل التمييز العرقي للأشراف كأسياد على بقية البشر، ولكن مع تقادم الزمن تحولت الوهابية في ذاتها إلى أيديولوجيا متطرفة، تعتقد في ذاتها سيادة تسحق ما عداها، مع ظهور شوفينية وهابية نجدية ترى في نفسها نفس المنطلقات التي صنعتها الأوليغاركية القرشية في فترة نشأة الدولة الإسلامية، فكل ما تراه في التراث الإسلامي عبر سنينه الأولى تجد إسقاطاته لدى الوهابية، حيث ترى في تاريخهم المكتوب يحاولون التماهي ما بين تنقلات محمد بن عبدالوهاب في سبيل دعوته وتنقلات الرسول بين القبائل، والقراءة الرومانسية التاريخية لنصوص المعاهدة ما بين بن سعود وبن عبدالوهاب تتماهى مع المعاهدة بين الرسول وأهل المدينة في النصرة والمؤازرة، وكل هذا في سبيل صناعة عمق عقائدي خاص يصنع مركزية عقائدية لمنطقة نجد من خلال العبارة الدارجة (حِنَّا هل العقيدة/نحن أهل العقيدة)، تعوضها عن الاستتباع للحجاز أو حتى الاستتباع للمعطى المنتشر في المذاهب الإسلامية السنية في اشتراط النسب القرشي في ولي أمر المسلمين، ومع اكتشاف النفط استطاعت تضخيم رأسمالها المعنوي عبر صناعة ما سمي بظاهرة (البتروإسلام) في العالم أجمع، أما العجز الفكري للتعاطي مع معطيات العصر للوهابية فقد عالجته الحكومة عبر تطعيمها بالإخوان المسلمين القادمين من حضارة الشام ومصر وغيرها فترة الستينات والسبعينات، مع الحفاظ على بعض الوهابية التقليدية لتولي المناصب الدينية الحساسة، متمثلة في بعض الأسماء التقليدية المتواجدة منذ عقود، والتي تستعين بها الحكومة في تبرير قسوتها أحياناً على أتباع (السرورية ) المولود الناتج عن تزاوج الوهابية بالإخوان المسلمين، نسبة إلى (محمد) سرور زين العابدين الذي تم طرده من السعودية.
السؤال: لماذا الوهابية وأدبياتها في تكسير الأصنام لا زالت وقوداً خصباً ضد الدولة بمعطياتها الحديثة، رغم محاولات الترميم التي تقوم بها الحكومة السعودية لهذا المذهب ليتناسب والقرن الحادي والعشرين، وآخر المظاهر الوهابية اعتراض بعض الحاضرين لمحاضرة عن التراث والفنون بمعرض الرياض الدولي للكتاب 2015م، عندما تحدث المحاضر عن تماثيل الحضارات القديمة في العراق وأعرب عن أسفه لتحطيمها، لتقوم مجموعة من الحاضرين وتنكر عليه ذلك، وأن كسر الأصنام جزء أصيل في العقيدة، السؤال لماذا عجزت الحكومة عن المعالجة الجذرية؟ الأمر ببساطة عائد لأسباب في ذات النظام السياسي، وأسباب أخرى عائدة لذات الوهابية نفسها، فبالنسبة للنظام السياسي فقد حافظ ربما عن غير قصد على فوبيا الحداثة والتطوير البنيوي داخل الوجدان الاجتماعي، فالتنمية ركزت على الاقتصاد ذا الطابع الريعي الذي يمس القشرة الاجتماعية فقط، فمفهوم المواطنة لدى السعوديين متخلف جداً، لا يوجد قانون عقوبات، لا يوجد مؤسسات مجتمع مدني سوى الكثافة العددية الكبيرة لجمعيات تحفيظ القرآن مقارنة بغيرها، والجمعيات الخيرية لجمع التبرعات/الصدقة التي يشرف عليها رجال ينتسبون للمؤسسة الدينية نفسها، لتتحول حتى هذه المظاهر البدائية لمؤسسات المجتمع المدني إلى تكريس لذات الرجعية، أي تفريغ الحداثة والتطور والمدنية من معناها، ولا يوجد في الساحة أي تأثير آخر يعرفه السعوديون بشكل ظاهر وبارز لمؤسسات المجتمع المدني عدا بعض جمعيات مكافحة التدخين، تتعرى الحالة أكثر عندما يشارك المجتمع في الاحتفالات العالمية كيوم المرأة العالمي حيث تظهر المشاركة على خجل وبشكل نادر ونخبوي حذر كي لا يرتطم بالحاضنة الوهابية الشعبية المنتشرة، حتى في وسط الأندية الثقافية تجد جيوب الوهابية وهي تطور أدواتها بمكر في مقاومة الحداثة، لتبقى محاولات إنعاش الثقافة الحقيقية عبر الصوالين والمنتديات الأدبية غير المدعومة، وعليه يتم قياس احتفالات المسرح والسينما (لا يوجد مسرح ولا سينما)، بل وصل الأمر إلى محاولة خنق نشاط القراءة الحرة عبر (معرض الكتاب الدولي) وكل هذا والحكومة لا تريد تبديل أدواتها في التعاطي مع الوهابية، ما دامت الوهابية لا تتدخل في موسيقى السلام الملكي والاحتفال بالعيد الوطني، ليبقى الحل هو هروب المجتمع إلى الحكومة من تطرف الوهابية، وهروب الوهابية إلى الحكومة من تطرف من ضاقوا بتطفلها على حياتهم الاجتماعية، طبعاً الوهابية لا تنسب نفسها إلى أي مذهب ديني، وتكرر دائماً أنها تعود للمصدر مباشرة فمرجعيتها القرآن والسنة فقط (نفس الحجة التي استخدمها معارضوا التحكيم بين علي ومعاوية)، وهذا يخلصها من التزام المعايير الأصولية للمدارس الفقهية المعروفة التي حاول ضبطها الإمام الشافعي عبر كتابه (الرسالة)، لتصبح الوهابية هي ميلاد الدين فبها ومنها وعبرها فقط ابتدأ الحق وإليها ينتهي في هذا الزمن، طبعاً اعتادت الحكومة التعامل مع غلواءها بالترويض المالي، والمناصب الرفيعة، مع تجنب الحلول الجذرية التي حاول الملك فيصل تلمس بعضها عبر بعض القضايا التي أقرها وقام بتأجيل بعضها ومن ضمن ما تم تأجيله مشروع تطوير القضاء، لتمر العقود فيقوم الملك عبدالله بإعادة فكرة تطوير القضاء، ليلقى معارضة شديدة عند محاولة تفعيله، وقد حسمت الحكومة أمرها في تطوير القضاء، وما زال المشوار طويل وصولاً لما يتناسب وتنوعات قضايا الدولة الحديثة خارجياً وداخلياً، وأيضاً كان التوسع في إشراك بعض المذاهب الإسلامية في هيئة كبار العلماء الرسمية، طبعاً هناك هيئة كبار علماء غير رسمية، ممثلة بأعضاء اتحاد علماء المسلمين الدولي، التي ينتمي لها بعض رموز الصحوة في السعودية، ولهم نفوذهم الشعبي المتفوق بمراحل على الهيئة الرسمية العتيقة، ولكنهم تحت الحصار والإقامة الجبرية المعنوية التي يلاحظها كل مراقب محايد.
إذاً النظام السياسي طيلة ما يزيد عن سبعين عام من الحكم لم يسمح بنشوء نقابات حاضنة لمجتمع مدني متنوع يتناسب ومعطيات الدولة الحديثة، كضمانة للجغرافيا السياسية الاجتماعية من التفكك والعودة لمظاهر ما قبل الدولة، فالسعودية لا يوجد فيها من روابط تحمي الفرد من التشتت الوجداني مع تماسك الهوية سوى القبيلة، ولهذا فالولاء الحقيقي لدى المواطن السعودي هو لقبيلته، فهي مقدمة على كل شئ وأي شئ، فما تجيزه القبيلة يصبح جائزاً، بل إن الوهابية نفسها رغم تشددها واقتحامها الفج لأي مظهر تراه غير ديني، إلا أنها لا تقترب نهائياً من أي مظهر غير ديني تصنعه القبيلة، فلو قامت حفلة عيد ميلاد لفرد في مكان عام، فقد ترى الشرطة الدينية وغوغاء الوهابية أن من واجبها اقتحام هذه الحفلة من باب الاجتماع على بدعة ومفسدة والمطالبة بتحويل المشاركين في هذه الحفلة للمحاكم الشرعية، بينما لو قامت القبيلة بعمل احتفال كبير وضخم جداً من أجل حيوان (ناقة) تعرض فيه مئات الموائد وترمى في النفايات، لاختيار (أجمل ناقة) والاحتفال بها، فإن الوهابية تغض الطرف ولا ترى في ذلك أي بدعة أو مفسدة.
إذاً الوهابية مجرد كوابح تستخدمها الحكومة ضد الانتلجنسيا السعودية فقط، ليبقى السياسي مهما ترهل وتأخر هو السبَّاق وفي الصف الأول، فإن سبقته الانتلجنسيا بغتة بمطالب تنموية (سياسية، اجتماعية، اقتصادية)، كانت الكوابح موجودة، ولهذا فكل ما هو قبلي وعشائري يكاد يكون مبرر سياسياً ودينياً، وكل ما هو قادم من الانتلجنسيا فهو تغريبي ويجب لجمه، والحكومة حريصة على بقاء الوهابية على حالها، فهي الممثل الحقيقي لكل ما هو بدائي وخارج التاريخ، وبهذا فليس أمام الشعب سوى القبيلة بمنظومتها البسيطة كحضن دافئ وموثوق أو النظام السياسي كحضن ريعي فقط، وما عداه فسياط الوهابية جاهزة عبر تمريرها على المؤخرات تحت مفهوم أحكام قضائية، أو غض الطرف عنها كما يحصل مع أخطاء جهاز هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، إذاً فالممثل الوحيد والحصري للحالة المدنية التقدمية هي السلطة والسلطة فقط، مع قمع أي مبادرة خارج جسد الحكومة وسلطتها.
هل يوجد مخرج من كل هذا؟ نعم يوجد مخرج عبر نموذجين يحملان طابع تكنوقراطي، ومزجه مع نموذج اجتماعي طبيعي من البيئة نفسها، لتخرج الهوية السعودية القادمة بالشكل الحضاري اللائق كدولة في هذا العصر، النموذجان التكنوقراطيان هما شركة أرامكو ومنظومتها التنظيمية والاجتماعية والثقافية التي تضم بداخلها طيف واسع من السعوديين على مختلف توجهاتهم، ورغم ذلك لا يرتطمون بما يعانيه بقية المجتمع من مسائل الكوميديا السوداء كقضية قيادة المرأة مثلاً والنموذج الثاني جامعة الملك عبدالله ومنظومتها المدنية الاجتماعية، فهذان النموذجان يشكلات ظاهرة تنظيمية للبيروقراطية الحديثة بحمولتها الثقافية، يمكن مقاربتها لإعادة ترميم الجسد الحكومي ومنظومته الاجتماعية، لكن الهوية الاجتماعية ليست هوية وظيفية نظامية فقط، بل هناك راعي الغنم والمزارع والعامل البسيط والعاطل، والمتقاعد الخ... فكيف يمكن استدماجهم داخل هذه الهيكلة؟ يتم استدماجهم عبر صناعة أرضية تتكئ على الثقافة الحجازية لأهل مكة وجدة بطابعهم المتسامح وتقاليدهم الكوزموبوليتية التي نحتت نفسها عبر مئات السنين لتكون متاحة لملايين المسلمين على اختلاف توجهاتهم العقائدية، وبذلك تستطيع الحكومة التخلص من الطريقة التقليدية وتناقضاتها ما بين دولة حديثة اسمياً ولكنها منهكة بتقاليد القبيلة الوهابية المتكئة على شوفينية عقائدية اجتماعية، ويتم ذلك باستثمار تجربة هذه الكيانات الثلاث، لتكون نموذج لهيكل الحكومة القادم ولاستدماج بقية المجتمع السعودي في ثوبها.
وإذا كانت الكولونيالية في بعض تعريفاتها بمعنى (استيلاء القوى العظمى على الأرض والاقتصاد بشكل مباشر أو غير مباشر عبر مظاهر الكامبرادورية والمافيوزية، وإعادة هيكلة الاقتصادات غير الرأسمالية بهدف الإخضاع من أجل دعم الرأسمالية)، وعليه فيتم مراجعة ما يوحي بوجود بنية كولونيالية لأي منظومة مدنية، داخل جسد الحكومة أو خارجها، وصولاً لأعلى مستويات السيادة في القرار الوطني والمشاركة الدولية، وقد بدأ وزير البترول السعودي عبدالله بن حمود الطريقي في أوائل الستينات الميلادية أولى الخطوات في هذا الطريق.
هل الوهابية لون واحد؟ الوهابية ليست لون واحد، وهناك اجتهادات شابة تحاول ترميم ما يمكن ترميمه لصالح المعطى التنموي، ولكنها اجتهادات ضعيفة، وما زال الصوت الأحادي المتشنج هو سيد الموقف منذ ثمانين عام.... فهل تحتمل العقود القادمة مواصلة الطريق بنفس الحكمة القديمة للعصا والجزرة بين الراعي والرعية، أم أن الجيل الجديد القادم من الأسرة الحاكمة سيخجل من الوقوف في المحافل الدولية وهو ما زال يحاكم مواطنيه بطريقة قتل الساحرات وجلدهم كما كانت تفعل أوروبا في عصورها المظلمة، وهل سيحرص السياسي على بقاء الوعي الشعبي في حدود المازوخية التي تمجد جلد المؤخرات (والسيف الأملح) تحت مسمى (تطبيق الشريعة)؟!، وإلى متى سيستمر الوعي الشعبي متعلقاً بهذا الفهم المازوخي للدين؟! في الوقت الحالي وبعد التجريف القاسي لأي صوت خارج النطاق الحكومي وتقاليده، لا يظهر على السطح سوى بعض الحجارة التي يحاول إلقائها بكل تهذيب وصراحه بعض قادة الرأي المقبولين لدى الحكومة السعودية وتعريتهم لأرضية داعش في السعودية، ووضع هيئة الأمر بالمعروف، ذلك الجهاز الحكومي الذي يشترط مجموعة محددة، من مذهب محدد، لأيديولوجيا محددة، كي تنتسب له، وأي محاولة لتحريك حجر هذا الجهاز ولو على مستوى التنظيم والضبط حتى من قبل رجال المؤسسة الدينية نفسها، يقابل بهجوم يربك حتى السياسي نفسه في التعاطي مع القضية، كشئ يشبه الدخول إلى عش الدبابير، وقد بذل هؤلاء على مختلف توجهاتهم الفكرية النصح الصادق وفق زوايا نظرهم الثرية بتنوعها، لكنهم لم يكونوا يوماً في صف مجموعة (الشيوخ أبخص) التي لا تداوي جرح الوطن ولا تنكأ عدوه، بل كانوا مخلصين بالرأي بقدر ما تسعفهم بشريتهم، وفي جعبتهم المزيد، وأمثالهم كثير من كل التوجهات، لكنهم صامتون، لا يثقون برغبة السياسي الحقيقية في معالجة الجروح الاجتماعية، التي تولدت عن نضج الجسد الاجتماعي وتضخمه، وما زال السياسي ينظر إلى هذا الجسد بنفس القماط للطفل القديم ابن القبيلة الذي نوفر له وظيفه (ويحمد ربه عليها)، متناسين أن هذا الجسد أصبح كبيراً على القماط، فقد أصبح يرى ويسمع ويتكلم، وصوت المرأة أصبح أوضح وأقوى، وقراءة الصفحة الأخيرة من كتاب (حياة في الإدارة) للمرحوم غازي القصيبي تؤكد أن ما ذُكِر لم يكن بالوضوح الكافي لإيصال مشاعر الهم والإحباط والقلق والخوف التي أوردها في الصفحة الأخيرة من كتابه، وما دام الخلاف حول أساليب التنمية بشتى أنواعها (السياسية والاجتماعية والاقتصادية) مع الإيمان بالثوابت السياسية لمعنى وطن عبر ثالوث (شعب قيادة أرض) فأقصى الرجاء أن نكون حاملي فقه إلى من هو أفقه، وفي صدق القول، مع حسن الفهم، مندوحة عن سوء الظن.



#مجاهد_عبدالمتعالي (هاشتاغ)       Mujahid_Abdulmotaaly#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لماذا تخاف السعودية داعش أكثر من غيرها؟
- -دور القضاة والمدعين العامين والمحامين في الحد من تطبيق عقوب ...
- داعش بين منيف وابودهمان وشحبي
- انتهاء عصر الأمة بداية عصر الدولة
- لأجل الضحايا قولوا عمار يا مصر
- اللاأدريون والإخوان ومستقبل الحركات
- سؤال الديمقراطية في مصر أم سؤال الإسلام؟
- مصر من العسكريتاريا إلى الإسلامتوبيا
- الدين بين دم الطائفة ودم الإنسان؟
- السحق الطبقي في (تدين المحتسبين) و (أصالة الدرباوية).
- عندما تضيع بوصلة القبيلة
- سلمان العودة وخطابه المفتوح.. شاهد على المشكلة أم شريك؟!
- الجميلة ورجل الظلام
- قينان والإخوان هناك طريق آخر
- الخطاب الديني من جيفارا إلى راسبوتين
- الحرية والمخال الكاذب
- الشعوب بطبيعتها ليبرالية والإسلاميون عكس الطبيعة
- عقل الطفل يعري السياسة
- مجتمع يجتر الجيفة
- دمج المقدس بالحداثي في برامج رمضان


المزيد.....




- الجماعة الإسلامية في لبنان تزف شهيدين في البقاع
- شاهد: الأقلية المسلمة تنتقد ازدواج معايير الشرطة الأسترالية ...
- أكسيوس: واشنطن تعلق العقوبات على كتيبة -نيتسح يهودا-
- آلام المسيح: كيف حافظ أقباط مصر لقرون على عادات وطقوس أقدس أ ...
- -الجماعة الإسلامية- في لبنان تنعي قياديين في صفوفها قتلا بغا ...
- الجيش الإسرائيلي يعلن اغتيال قيادي كبير في -الجماعة الإسلامي ...
- صابرين الروح جودة.. وفاة الطفلة المعجزة بعد 4 أيام من ولادته ...
- سفير إيران بأنقرة يلتقي مدير عام مركز أبحاث اقتصاد واجتماع ا ...
- بالفصح اليهودي.. المستوطنون يستبيحون الينابيع والمواقع الأثر ...
- صابرين الروح.. وفاة الرضيعة التي خطفت أنظار العالم بإخراجها ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - مجاهد عبدالمتعالي - الوهابية ميلاد ثورة وفشل أيديولوجيا