سامح سليمان
الحوار المتمدن-العدد: 4749 - 2015 / 3 / 15 - 02:06
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
المجتمع هو قوه قاهره للفرد بشكل تتزايد نسبته بتزايد نسبة الفكر و العقليه الأبويه القبليه ، كلما كان الفرد مبدعاً كلما كان أكثر أهتمام بالتخلص من قبضة تلك السيطره المجتمعيه ، لهذا يعانى المبدعون أكثر من غيرهم بسبب حساسيتهم المفرطه و عدم قابليتهم للتدجين و الأدلجه ، المثقف الحقيقى ليس من يلعق الأحذيه و يستجدى تلميع وسائل الأعلام لتعترف بكونه مثقف ، ليس موظف يقدس الشكل و يسير بحسب قواعد قدسها الأسلاف ، المثقف الصادق الحر لا يحيا إلا بالحريه ، ولهذا ينشدها و يطالب بها له و لغيره من المبدعين ، الحريه هى روح الحقيقه ، هى روح الأبداع ، هى الإنسانيه .
الحريه الذكيه هى الأمتحان الحقيقى لإيمان المرء بمعتقداته و قيمه ، هى النار اللتى تصقل المرء و تنقيه من شوائب المجتمع ، الحريه هى الصدق ، هى أكتشاف النفس ، هى تحقيق الذات حتى و لو بشكل خاطئ فى نظر البعض ، الصواب و الخطأ نسبيين بشكل كبير ، لا يوجد شكل او طبيعه او قالب واحد للسلوك الصائب ، الحياه ثريه و كذلك الإنسان .
إن أهم ما يميز الإنسان عن باقى الكائنات هو أمتلاكه لتاريخ يختلف عن الأخرين من نفس نوعه ، تاريخ يشتمل على صواب و على خطأ ، على تجارب حياتيه متنوعه متناقضه و متعارضه ، أذا أعدمنا الحريه الفرديه ، أنتهى التفرد الإنسانى ، الحريه هامه ،الحريه جميله حتى فى أشد صورها جموحاً و خروج عن المألوف و كسر لسياج العادات و التقاليد و النموذج المقدس لدى كثيرين لقد أعطتنا الحياه قدر ضئيل من الحريه يجب ان نتمسك به و نقاتل من اجله ، يجب ان نكتشف ذواتنا و نختار نموذج قيمى و سلوكى يتناسب مع هويتنا الذاتيه الفرديه ، يجب ان نقاتل بلا هواده لخلق بصمتنا المتفرده فى الوجود .
( اللعنه و ألف لعنه على القولبه و التعليب )
يجب على المثقف لا أن يقاوم التدجين و الأخصاء الفكرى و القولبه ، بل يجب عليه محاربة كل ما سبق بمنتهى الشراسه ، يجب عليه فضح كل دجال و مشعوذ و لاعق لأحذية السلاطين و مستغل لغباء الحمقى
و البلهاء ، يجب عليه الصدق و العمق و عدم المداهنه أو الموائمه أو الرضوخ لأى ضغط مجتمعى . يجب عليه مراجعة و تطهير قاعدته الفكريه و النفسيه من كل ما قد علق بها من أيدلوجيات و تصورات حمقاء عفنه
تم غرسها فى عقله و كيانه النفسى و تنشئته عليها بواسطة مؤسسات تأمرت عليه بغباء أو بأدراك ، بدايةً بمؤسسة الأسره الأنانيه المستغله ، و المؤسسات التعليميه و الأعلاميه الداعيه لكل روث و بصاق فكرى .
#سامح_سليمان (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟