أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - محمود شاهين - شاهينيات(91) في الخالق والخلق ! * ( 1026) تكامل الخلق بين الخالق والمخلوق !















المزيد.....

شاهينيات(91) في الخالق والخلق ! * ( 1026) تكامل الخلق بين الخالق والمخلوق !


محمود شاهين
روائي

(Mahmoud Shahin)


الحوار المتمدن-العدد: 4741 - 2015 / 3 / 7 - 09:58
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


شاهينيات(91) في الخالق والخلق !
* ( 1026) تكامل الخلق بين الخالق والمخلوق !
رأتني الملكة نور السماء جالسا على الأريكة مطرقا بصمت شديد . دنت مني وقبلت صلعتي ، ثم احتوتني إلى حضنها وهمست :
" كأنك متخوف من محاضرة الليلة يا مليكي الحبيب "؟!
أدركت أن الملكة بمخاطبتي " مليكي الحبيب" أعادتني إلى شخص"الملك لقمان" الذي تخيلته من قبل :
" أجل حبيبتي متخوف من ألقي محاضرة عن الله في مليون انسان من أبناء السماء ، ستنقلها المحطات السماوية وربما الأرضية كلها "
" حبيبي هؤلاء أصحاب عقول منفتحة لا تنغلق على ما فيها ثم إنهم لا يشهرون سكاكين ولا يطلقون نارا ، ولا يملكون أسلحة ، والسكاكين لا يستخدمونها إلا في المطابخ .. وشعارهم في الحياة هو : محبة . عمل . ابداع . خير . جمال . عدل ، إنها القيم التي تؤمن بها أنت وكل انسان نبيل سواء من أبناء الأرض أو أبناء السماء فلا تخف حتى لو كانت محاضرتك ليست على المستوى المطلوب "
نمت شفتاي عن ابتسامة طفيفة وضممت رأسها إلي وقبلتها على خدها لأمنح نفسي شيئا من الطاقة .
" هيا اذن "
خرجنا . قادتني إلى بناء ضخم فائق الجمال .
دخلنا إلى صالة دائرية فسيحة جدا مؤلفة من عدة طوابق كل طابق علوي ينحسر عن الآخر بضعة أمتار وكلها تعج بالبشر . بدت لي كعشرات مدرجات لملعب كرة قدم يعلو أحدها الآخر . وأدركت أنه ينبغي علي وأنا أحاضر أن ألتفت إلى كل الإتجاهات وأن أنظر حتى إلى أعلى .
هب الجميع وقوفا وشرعوا في التصفيق .
وقفنا أنا والملكة بضع ثوان إلى أن توقف التصفيق .
قدمتني الملكة بما صعقني وأخرجني تماما من شخصيتي الشاهينية :
أقدم لكم حبيبكم حبيب الله جلالة الملك لقمان في محاضرته الجديدة : تكامل الخلق بين الخالق والمخلوق .
وتمنيت لو أن الملكة أبقتني على شخصيتي الواقعية ولم تحلق بي في أحلام ماتت من عشرين عاما !
أعاد الجمهور التصفيق فيما رحت ألوح بيدي وأستدير إلى كل الإتجاهات ، فيما انحدرت الملكة عن المنصة وجلست في الصف الأمامي المستدير .
توقفت عن التلويح بيدي . توقف الجمهور عن التصفيق . كان هناك مئات الميكروفونات ومئات الكاميرات المحيطة بخشبة المنصة ، والتي تلتقط صوتي وصورتي وتبثهما إلى المدرجات وإلى الكون .
رحبت بالجمهور بأربع كلمات فقط :
" أهلا ومرحبا بكم أحبتي "
ثم أطبقت بكفي على بعضهما وأسندتهما إلى فمي وأنفي للحظات متفكرا وصمت مطبق يلف المدرجات كلها . وما لبثت أن شرعت في الكلام بكل هدوء وثقة في نفسي :
تذكرون كلامي القائل " يكون الله حيث لا يكون " أي أن يكون في أي مكان لا يتوقع المرء أن يكون موجودا فيه ، وتذكرون كلامي القائل " حين لا يكون هناك إله فليس ثمة إلا الله " ورفعت يدي ولوحت بها في الفراغ في حركة دائرية . وقلت : ربما يرى بعضكم أنه لا يمكن أن يوجد إله في هذا الفراغ ، ثم أنزلت يدي وأدخلتها في جيبي ، كما أنه لا يمكن أن يتصور أحد منكم أن يكون الله الآن موجودا في جيبي ! لكني أقول لكم إن الله موجود في هذا الفراغ المحيط بنا وموجود في جيبي أيضا ! لأن الله ليس إلا طاقة سارية في الكون والكائنات . طاقة شاملة متصلة لا تترك مليمترا واحدا في الوجود دون تسري فيه . فهي موجودة حتى في كل خلية في أجسادنا . فحسب قول ابن عربي بما معناه" لا يسري في الكون من أعلاه إلى أدناه إلا الحقيقة الإلهية " والحقيقة الإلهية في مفهوم زمننا هي الطاقة . وقال النبي محمد في حديثه عن الله وعلى لسانه : " ما وسعني أرضي ولا سمائي ووسعني قلب عبدي المؤمن " ورغم أنني أعترض على تعبير( عبد ) إلا أنني أدرك أن محمدا لو كان بيننا اليوم لاستبدلها
بعبارة خلقي أو حبيبي . وقد اختار النبي محمد القلب دون السماء والأرض ليجعل الإنسان
شريكا في عملية الخلق ، فمن يكون الله في قلبه يكون قادرا على الإبداع والخلق لأن الله ليس إلا طاقة الخلق الكامنة في قلب الإنسان وفي جسده ،والتي دونها لا يمكنه فعل شيء . ولو أننا ذهبنا إلى الهند لوجدنا أن حكماء الهند قالوا في الأوبانيشاد عن الله ( براهمان ) " هو رب اليوم و رب الغد و لكن القلب الذى بحجم إصبع الإبهام مقر له و مكان " فما هو هذا الإله الذي مكانه قلب صغير إن لم يكن طاقة خالقة ؟! ولو أننا ذهبنا إلى المسيح لوجدناه يقول " أبانا الذي في السموات " لم يقل أبي الذي في السموات ، أراد أن يقول إن البشرية قاطبة هي بمثابة الأبناء بالنسبة إلى الله ،وليس هو وحده، وأن البشرية قاطبة هي الله وأن كل إنسان يحمل في دخيلته إله وأنه يتوجب عليه أن يكون خالقا ومبدعا كما الله طالما أن الله بطاقته موجود في دخيلته وفي قلبه .
كنت قد انفعلت وراح صوتي يرتفع شيئا فشيئا إلى أن بلغ الذروة في الخاتمة. ضج مليون انسان من أبناء السماء بالتصفيق الحاد .
وما أن توقفوا حتى تابعت بهدوء :
ومن هنا قد نفهم قول بعض المتصوفة وشعورهم بالتوحد والحلول في الذات الإلهية كقصيدة الحلاج الشهيرة:
أنا مَن أهوى ومَن أهوى أنا نحن روحان ِحَلَلْـنا بدنا
فـإذا أبصرتـَني أبصرتـَهُ وإذا أبصرتـَهُ أبصرتـَنـا
أيها السائل عن قصتنا لو ترانا لن تفرق بيننا
نحن مذ كنا على عهد الهوى تضرب الأمثال للناس بنا
روحه روحي وروحي روحه من رأي روحين حلت بدنا

غير أن فلسفتنا لا تتفق مع الحلول والإتحاد فالله حسب الفكر الإسلامي وحسب فكرنا ليس كمثله شيء أي أنه طاقة سارية يتجسد بها الخلق ويتجلى ولا يمكن لأحد بعينه أن يدعي أنه الله إلا في حالات مجازية محددة جدا ، شريطة أن لا تتعدى الفهم المجازي . فالله موجود في كل إنسان وفي كل مكان والوحيد الذي يمكنه أن يعتبر نفسه إلها هو الوجود بكامله وكل ما فيه من كون وخلق وطاقة ، كتجل للذات الإلهية الخالقة أو الطاقة الخالقة .
أقول ذلك رغم أن الإبداع في الفن والعلم والأدب والعمل والفضيلة خلق ، وفي مقدور المبدع أن يعتبر نفسه خالقا لكن ليس إلها ، لأنه ليس الطاقة الخالقة ،هو وظف طاقة الخلق الكامنة في دخيلته ، وبمعنى آخر وظف الألوهة نفسها ليكون خالقا مبدعا . فجوهر الألوهة هو الطاقة . وكي يكون الإنسان خالقا ليقوم بالدور المناط به من قبل الخالق ،عليه أن يدرك أن طاقة الخلق والخالق يكمنان فيه وعليه أن يوظفهما ليرقى إلى مستوى الغاية من وجوده !أي أن يكون خالقا ،ولو أن أسلافنا الذين فكروا في الوجود يعودون إلى الحياة اليوم ليعيشوا بيننا لوافقونا على اجتهادنا الفكري ،وقد يأتي النبي محمد على رأس هؤلاء ويستنكر وجود جهنم وغيرها ويدعو إلى إله المحبة والخير والعدل والجمال وينزه الذات الإلهية عن كل ما هو غير انساني . والأمر نفسه ينطبق على المسيح الذي اعتبر الجنس دنسا وغير ذلك . والأمر نفسه ينطبق على موسى ومشاكله التي لا نهاية لها مع يهوه، وحكماء الصين والهند وفلاسفة العالم كله . في فلسفتنا لم ننزه الذات الإلهية عن الوجود إلا بكلمة مجردة هي الله ، اخترعناها نحن البشر العرب ، واخترع آخرون مفردات تعطي المعنى نفسه.
يقول الله في قصيدتنا " إما أنت أو لا أحد " :
" تنزهت باسمي الله / ولا تنزيه غير ذلك يعتمد "
وأدخلت يدي في جيبي ليس لأتحسس وجود الله فيه بل لأخرج خلقا منه ، لم يكن إلا فلاشة كومبيوتر بحجم اصبع صغير أخزن فيها بعض الكتب والمعلومات . رفعتها أمام الجمهور وقلت :
كلكم تعرفون هذه الفلاشة وما تحويه . قد تحوي مكتبة ضخمة بحمل شاحنة كبيرة . العقل الذي أبدع هذه الفلاشة وأبدع جهاز الكومبيوتر وابدع شبكة النت وأبدع البث التلفزيوني هو عقل بشري وظف طاقة الخلق . وظف المادة والطاقة . فلولا هذا الجهاز المادي الذي يغلف هذه الفلاشة لما استطاع القرص الليزري الصغيرفي داخله أن يختزن هذا الكم الهائل من المعرفة ، مع أن الجهاز وما فيه لا يعرفان أنهما مؤلفان من مادة وطاقة وأن فعلهما هو فعل طاقوي ينتج عنه مادة نستطيع أن نراها بأعيننا . فهذا الجهاز هو خلق وإبداع كما هي الحال مع الكومبيوتر ومع شبكة النت المادة الطاقوية التي تخزن المعرفة البشرية كلها لتصبح جزءا من العقل الكوني والذاكرة الكونية . إن الذي اخترع هذه المعجزات العلمية هو الإنسان بتوظيفه طاقة الخلق السارية فيه ، إذن فالإنسان هو خالق قام بدوره في عملية الخلق مع الله فأصبح بهذا خالقا . وتساءلت بصوت عال : ماذا أصبح ؟ فرددت المدرجات بصوت مزلزل : خالقا ! إذن فالإنسان وجد ليكون خالقا لا عبدا ! فالله ليس في حاجة إلى عبيد بل إلى خالقين ومبدعين يصنعون الخلق معه ويحققون قيم الخير والحق والعدل والجمال .
جن أبناء السماء بالتصفيق . كانت فرصة لأستريح قليلا .. ثم رحت أردد مقطعا من قصيدتي في وحدة الوجود والمحبة الإلهية :
عشق الأحبة متبادل / بنبض القلوب / وآهات الروح / ورعشة الجسد / لا يكتمل الحبيب / إلا بالحبيب / فلا اكتمال بحب منفرد / سعي الخلائق إلى الكمال / بسعي الخالق يتحد / فإما كمال يعم الخليقة / وإما انتهاء إلى الأبد !!
وكان تصفيق آخرمنحني فرصة أخرى للإستراحة . وأحسست بجبيني ينضح عرقا ، فرحت أمسح العرق عن جبيني بأصابعي ،وإذا بعشرات الحوريات يهرعن ليمسحن عرقي ، غير أن الملكة أشارت لهن بالتراجع وهي تسبقهن لتمسح عرقي بمنديل حريري تضوع منه عطر زكي فواح . وتمنيت لشغفي بالحوريات لو أن الملكة أتاحت لهن جميعا أن يمسحن عرقي . غير أنها سامحها الله تغار ، فماذا أفعل ؟!
أخذت الملكة مجلسا على مقربة مني . حين أدركت أنني لم أنته من المحاضرة بعد . ولتمسح عرقي كلما نضح ..
تابعت المحاضرة :
الإنسان عقل إن لم يزود بالمعرفة ويدرك طاقة الخلق الكامنة في دخيلته ،والله الكامن في قلبه والمتجلي فيه ، كان أجوفا كالطبل والله لا يريد طبولا ..
شرع أبناء السماء في التصفيق فطلبت إليهم أن لا يصفقوا إلا حين أنهي فكرتي .
الإنسان عقل ينتج عن دماغ وأعصاب وطاقة سارية في الجسد ومحيطة به . الدماغ والأعصاب مادة . العقل منتج الفكر غير مادي ، إنه طاقة تصدرعن الدماغ والأعصاب . والفكر غير مادي . ولا يمكنه أن يتجسد ماديا إلا إن نطق أو كتب أو اخترع لينتقل عبر الطاقة المحيطة بالإنسان، فيتحول بدوره إلى مادة تنتج طاقة تتحول بدورها إلى ماده ، كما رأينا في الفلاشة . فكما هو العقل طاقة تنتج عن مادة هو العقل الإلهي الكوني طاقة نتجت عن مادة هي مادة الوجود التي أنتجت الخلق عبر مليارات السنين . ولا يمكن لأي كائن إنساني مهما بلغ من العبقرية أن يتوصل إلى معرفة الآلية التي تمت بها عملية الخلق خلال أربعة عشر مليارا من السنين . خاصة وأن أكثر العباقرة في العالم لم يوظفوا أكثر من 10% من قدراتهم العقلية !ويقال أن آينشتاين لم يوظف أكثر من 6% من قدراته العقلية . لماذا يا ترى لا يستطيع الإنسان توظيف معظم قدراته العقلية أو نصفها أو ربعها على الأقل ، لأنه لا يعتقد أن الألوهة موجودة في دخيلته ، وحين يدرك ذلك تمام الإدراك سيتغير سلوك الإنسان بالمطلق ويسعى لأن يكون على قدر الألوهة التي يختزنها في دخيلته . وقد يتمكن من اختراق الحاجز الذي اصطدمت به قوانين الفيزياء .
إذا كان عمر الكون أربعة عشر مليارا من الأعوام وعمر كوكب الأرض لا يتجاوز أربعة مليارات عام ، فمن يقدر على تصور التفاعلات التي جرت بين المادة والطاقة خلال عشرة مليارات من الأعوم لتنتج كوكب الأرض ؟ وإذا كان وجود الإنسان البدائي جدا أي انسان ما قبل قبل القرد لا يتجاوز ثلاثة ملايين عام ، فمن في مقدوره أن يعرف التفاعلات التي تمت خلال أربعة مليارات عام لإنتاج أول خلية حية ؟!
أقول ذلك لتدركوا كم تعب الله في عملية الخلق . وكم أجهد نفسه حتى خلق الإنسان لا ليتفرج عليه ويصلي له ، بل ليساعده في عملية الخلق التي لم تكتمل ولن تكتمل إلا بالإنسان الكامل والخالق الكامل ، إنسان الفضيلة . إنسان قيم الحق والعدل والخير والمحبة والجمال . فإياكم أن يظن أحدكم أنه إنسان كامل وأن الخالق كامل رغم عظمته، وأن عملية الخلق قد اكتملت والسلام عليكم .. هذا فكر بدائي لا علاقة له بالحقيقة وبالمنطق . وكل الفلاسفة والأنبياء الذين قالوا ذلك ،كانوا على خطأ ، لأنهم فكروا واعتقدوا حسب مكتسبات ثقافة عصرهم . لكن ثقافة عصرنا تقول أننا ما زلنا نحبوا .. وأن الإنسان يحتاج إلى ثمانية عشر عاما ليكتمل نموه ويحتاج إلى عمر ليلم بالحد الأدنى من ثقافة البشرية ، بل ويموت كثيرون دون أن يدركوا أبعد من أنوفهم ، ويعيشون على فكرسلفي باد معظمه إن لم يكن كله, فيعيشون حميرا ويموتون حميرا . لن يكتمل خلق الإنسان شبه الكامل إلا حين يولد وقد ألم بكل ثقافة أبويه . أي أن يولد يتكلم لغة أو لغات أبويه ويدرك ثقافتهم ويبلغ خلال أقل قدر من السنين ،كأن يكون سن البلوغ ثلاث سنين !! أما الإنسان الكامل بالمطلق والخالق الكامل بالمطلق فلا يقدر أحد مجرد تصورهما كيف سيكونان ،وما الذي يقدران عليه . هل سيذهب الإنسان غلى عمله طائرا دون طائرة مثلا ؟ّ! ممكن !
سنعود إلى هذا الإنسان العظيم الذي اخترع كل منجزات الحضارة الحديثة من علوم وفنون وآداب ماذا يمكننا أن نقول عنه ؟ ومددت يدي نحو الجمهور ليهتف : خالق !
أجل إنه خالق وإن لم يخلق الخلق الكامل بعد . وهذا يتطلب دهورا مديدة .
وعم التصفيق ...
أحبتي وأصدقائي . إذا اتفقنا على أن الخالق طاقة سارية في الخلق لم تحقق كل غاياتها خلال أربعة عشر مليارا ونيف من الأعوام ،( ثمة من قدر عمر الكون بحوالي عشرين مليار سنة )
فهل سنتفق على فكر بدائي يقول لنا أن الخالق خلق الوجود في ستة أيام واستوى على العرش في اليوم السابع وانتهى الأمر . وأنه كان قادرا على كل شيء ، وإذا أراد شيئا قال له كن فكان . بالتأكيد لا ، لن نتفق ولا بأي شكل . وقد يتساءل أحدنا :
طالما كان في مقدوره ذلك فهل هو في حاجة إلى رسل وأنبياء يشقون أعواما وينشؤون أحزابا ويشنون حروبا ليحققوا الحد الأدنى من فهمهم للألوهة ، ثم لماذا لم يبن مدنا ويشق طرقا ويبني جسورا طالما في مقدوره أن يفعل ذلك بمجرد كلمه .. لن نطالبه بصنع طائرات ولا بتمديدات كهربائية وصحية !! السؤال أحبتي : هل كان الله قادرا على ذلك ولم يفعل . بماذا تجيبون :
رددت أصوات : لم يكن قادرا .
إذن فالله خلق الإنسان ليبني المدن ويشق الطرق ويبني الجسور ويصنع الحضارة الإنسانية الإلهية ويعمق ويوسع آفاق المعرفة ليكون عونا له ، أي ليكون خالقا يساعده في عملية الخلق ، لا ليصلي له لأنه ليس في حاجة إلى صلوات . إذن في مقدورنا القول إن الإنسان الذي يساهم في صنع الحضارة هو خالق بينما الإنسان الذي هو عبء على الحضارة فلا حاجة للخالق به ، وإنه لأمر مؤسف أن تسري طاقة الخلق في جسده .. فالله في حاجة إلى مخلوقه الإنسان بقدر ما هو الإنسان في حاجة إليه . ولن ننسى أن خلق الإنسان نفسه وتطوره قد تم بفعل رغبته في ما هو أجمل وأرقى ،وبتفاعل الطاقة الناجمة عن المادة المخلوق منها بطاقة الخلق السارية فيه ، أي بطاقة الألوهة .
يقول الله بعد انبعاثه من الهيولى البدئية ( المادة الأولى ) التي كان كامنا فيها كجنين في رحم أمه :
" فحطمت جدرات الهيولى /التي عنها انبثقت / لأنتشر في كون شاسع / حدوده لا تحد/ ولينبثق معي الخلق/ كائنا من رحم المهد / فكل كائن كان فيّ / وفي كل كائن كنت / فأنا الكينونة دون حد / وآفاقي لا تحد / فليس للحد مني حد / ولا حد حيث كنت / أنا الله أل بلا حد / لا غنى للخليقة عني / ولا غنى لي عن الخليقة / فنحن الواحد في الكل / والكل في الواحد يتحد ! "
أشكر لكم حسن استماعكم أحبتي أبناء السماء . وإلى اللقاء في المحاضرة القادمة .
م.ش. 7/3/015
******



#محمود_شاهين (هاشتاغ)       Mahmoud_Shahin#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عشاء قط متسول !!
- ملل. قرف . ضجر . جنون .
- شاهينيات الفصل (90) اعثر على الله في قلبك فقد تكون إلها وأنت ...
- شاهينيات (89) (1024) حروب طاحنة بين بني اسرائيل ومقتل عشرات ...
- شاهينيات (88) دليلة الغزاوية تقص شعر شمشون !(1023) شمشون يهد ...
- شاهينيات (87) (1022 ) حروب طاحنة وأهوال وحرق مدن !
- شاهينيات (86) (1021) بنو اسرائيل يحرقون القدس ويرتدون كثيرا ...
- شاهينيات . الفصل : (85) *في الخلق والطاقة الخالقة ( الخالق ) ...
- شاهينيات (84) (1008) موت يشوع بن نون وتقسيم بلاد الشام على ب ...
- شاهينيات (83) (1007) يشوع يبيد (31) مملكة بمعونة يهوة . * يه ...
- شاهينيات (82) (1006) يهوة ويشوع يبيدون سكان أريحا عن بكرة أب ...
- شاهينيات (81) (1005) يهوة يأمر موسى بالصعود إلى جبل نبو والم ...
- شاهينيات (80) (1004) يهوة (إله) لا يثق بنفسه ولا بشعبه ! * ق ...
- شاهينيات (79) (1003) قتل بنو اسرائيل كل من شكوا في نبوته حتى ...
- شاهينيات (78) (1002) يهوة يعترف بأن الشعوب التي سيبيدها أمام ...
- شاهينيات .الفصل (77) (1001) يهوة يغضب على موسى ويقرر أن لا ي ...
- شاهينيات . الفصل (76) ختام المقولات الألف. 982- في الخلق وال ...
- شاهينيات (75) (981) حقا إنها مسألة تجنن . * الحوارات مع المؤ ...
- شاهينيات (74) (980) بنو اسرائيل يقتلون جميع ملوك ورجال مديان ...
- شاهينيات (73) (979) المؤابيات يغوين أبناء اسرائيل وينكحنهم و ...


المزيد.....




- مصر.. شائعة تتسبب في معركة دامية وحرق منازل للأقباط والأمن ي ...
- مسئول فلسطيني: القوات الإسرائيلية تغلق الحرم الإبراهيمي بحجة ...
- بينهم طلاب يهود.. احتجاجات مؤيدة للفلسطينيين تهز جامعات أمري ...
- أسعدي ودلعي طفلك بأغاني البيبي..تردد قناة طيور الجنة بيبي عل ...
- -تصريح الدخول إلى الجنة-.. سائق التاكسي السابق والقتل المغلف ...
- سيون أسيدون.. يهودي مغربي حلم بالانضمام للمقاومة ووهب حياته ...
- مستوطنون يقتحمون المسجد الأقصى في ثاني أيام الفصح اليهودي
- المقاومة الإسلامية في لبنان .. 200 يوم من الصمود والبطولة إس ...
- الأرجنتين تطالب الإنتربول بتوقيف وزير إيراني بتهمة ضلوعه بتف ...
- الأرجنتين تطلب توقيف وزير الداخلية الإيراني بتهمة ضلوعه بتفج ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - محمود شاهين - شاهينيات(91) في الخالق والخلق ! * ( 1026) تكامل الخلق بين الخالق والمخلوق !