أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - احمد مصارع - الإمبراطورية كارثة إنسانية ؟














المزيد.....

الإمبراطورية كارثة إنسانية ؟


احمد مصارع

الحوار المتمدن-العدد: 1321 - 2005 / 9 / 18 - 12:11
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


الإمبراطورية : ( طالعه حرب , نازله حرب ) ...
العالم بين قطبين للكوارث الإنسانية , الكوارث الطبيعية والحروب , وهما قطبين للفناء والدمار , لعقلين شريرين , يعملان معا بدون تناوب و أو تنسيق على خراب النسيج الإنساني , ولا يوجد لدالتيهما العشوائيتين أي نقطة اتزان , أو انتظام , ولايحركهما سوى النزوة أو الغريزة , المسبقة التعبئة , وهذا شر حقيقي , ناتج عن استعلائية مستغلقة على الأ فهام , فأيهما اشد خطرا ؟ بل أيهما اشد غموضا من الآخر ؟ .
لو استطعنا تحديد الأقل خطورة , يمكننا تحديد الأشر , والأكثر شرورية ؟
الأهوال تأتي من الماء والنار والهواء والحجارة , ومن الشعوب ..
القرن العشرون حرب ساخنة وأخرى باردة ؟ وصفحات الكتاب مفتوحة على ليل الزمن البطئ الكواكب , بين دموية مارس وهمجية عطارد .
على الأقل خراب العالم مصدره إمبراطوريتان , الطبيعة والشعوب ؟
الطبيعة لا تحارب أحدا ؟
إذا كان ذلك صحيحا حقا , فلماذا أنصار البيئة , والخضر ؟ ثقب الأوزون والاحتباس الحراري , والتسمم الكيماوي لرئة العالم , ودفاع العقل البشري اتقاء لغضبة العقل الطبيعي ؟
هل العالم الذي نعيش فيه مركبة تسمح لعدد قليل من المسافرين , بينما يكتظ البشر متزاحمين على ركبها , وما الكارثة الطبيعية في هذه الحالة سوى الفوضى البشرية نفسها , بدون انتظام , بدون انضباط , بل وفي حالة استفراد , وكأن لاعقل غير عقلنا ؟ وهذا من الغرور والاعتداد والقفز على الآخر نحو الهاوية .
لاغرو ر يمكن أن يأتي إلا من الإمبراطورية , والإمبراطورية قوة تصنع مبدأ غريبا اسمه : حق القوة في التعبير عن وجودها , وإمبراطورية العصر الحديث إمبريالية , أساسها التفوق وشرعية السيطرة والقهر بلا حدود , بل والتمدد في مجالات حيوية واسعة , وهو حق غير ديمقراطي ولاانساني يمتزج فيه الخير بالشر , والحق بالباطل , بل وتتفا رق فيه الأهداف مع الوسائل .
من الغريب أن تكون أعلى فترات الازدهار الاقتصادي , وتزايد الإنتاج الصناعي , وانتشار وحش العلم وتقانته في كل الميادين , وهي فترة ذهبية للازدهار والدمار في آن واحد معا ؟ هي القوى في إحداث الدمار الحر وبي , في اندلاع الحرب العالمية الأولى , وهي المرة الأولى التي يتم فيها الاحتراب الإنساني , سبب من غرور ونشوة المقدرة على استعمال أسلحة حديثة للغاية , ذات تقنية صناعية عالية .
في قلب أوروبا التقليدية , التي كانت تقتسم العالم عبر امبراطوريتن فقط هما ( إنكلترا - فرنسا ) , تزاحمت الإمبراطوريات الثلاث : الإمبراطورية النمساوية والهنغارية , وإمبراطورية الرايخ الثاني , والإمبراطورية الروسية , فضج العالم من صراع مقيت , ومميت , فأصبحت أوروبا القارة العملاقة بخيراتها , مثل كيس صغير مغلق على مجموعة هائلة من القطط النمورية , ولم يسكن العالم , ويستقر ليله , بانجلاء الخراب العظيم , عن الجسم الإنساني البشري بدون زيادة من قوة المنافسات الإمبراطوريات التي امتدت لتشمل أطراف العالم , من إمبراطورية اليابان , وفاشية موسوليني , وعقدة فرانكو , واللفيف الغريب من المستعمرات وبقايا القديم المتهالك , وهو الأمر الذي سمح بظهور أكبر قوة اقتصادية هائلة لما بعد الحرب العالمية الأولى , والتي أصبحت ملح المفاوضات الدولية , بل قاسمها المشترك الأعظم , وهنا مكمن الغرابة والاستغلاق , ففي حين , كان من المفترض أن تلعب الولايات المتحدة الأمريكية دورا في اتزان السلام العالمي , وقعت في شراك الأزمة الاقتصادية الكبرى , في العام 1929 نتيجة لأزمة بورصة نيويورك , وهي رمز للأزمة الرأسمالية العامة في غزارة الإنتاج ومساوئ التصريف , ومن هنا فنحن معرضون للهلاك والدمار , عند ظهور الفترات الذهبية للإمبراطوريات , وعند فيضان إنتاجها , أي أسوأ أزماتها , فينقلب الخير المتوقع الى شر عميم , ومن هنا تنشأ كارثة البحث عن توازن كارثي جديد , واندلاع الحرب العالمية الثانية , والتي لم تتوقف , ويهدأ سعارها إلا بظهور قطبين للخير والشر في آن واحد معا , فإمبراطوريتان عالميتان تكفيان للجم رياح الشرق والغرب , فالشرق ديكتاتورية سوفيتية , وهي توليتارية إمبراطورية وإمبريالية , وللغرب الأمريكي ديمقراطية إمبريالية , ففي حين يتمترس قطبا الكوارث الطبيعية بين الشمال والجنوب , وهما القطب المتجمد الشمالي والقطب التجمد الجنوبي , فان قطبي الكوارث الإنسانية الإمبريالية تمترسا في الغرب والشرق .
هكذا انجلى المشهد الإمبراطوري المتعدد مختزلا, بين قطبين متعامدين مع إحداثيات الطبيعة , لنشهد نصف قرن من الحرب الباردة , وهي أكثر الحروب نفاقا وزيفا , بل وغموضا مشابها لثورة الهواء , والماء , والبراكين والزلازل , عند سيادة إمبراطوريتين ظهرت البلدان المضطربة , والباندونغ الخرافي المشوه , مابين السياسة في واد والاقتصاد في واد آخر ؟ فمن بلد سلم مفاتيحه السياسية للإمبريالية الديمقراطية الأمريكية و بين بلد آخر سلم مفاتيحه الاقتصادية وهذا نادر للغاية للقطب الإمبريالي السياسي اللا اشتراكي , والعكس صحيح .
أي رواية دستويفسكية أو هو غوية تستطيع تصوير سقوط الباستيل أو قو لاق سيبيريا ؟!. وبدون همنغواي المغامر فمن يصور لنا مأساة غوانتامو ؟ أسئلة لانهاية لها عن فداحة العبث الإمبراطوري , وتغييره الكارثي لمعالم هذا العالم خارج كل أشكال الشرعية الوهمية , من فانتازيا القوة الى وهن الموت كراهية وجبنا , ومن سيادة مبدأ أن لا حياة أبدا , والإمبراطوريات تعزف بشكل بيتهوفيني سيمفونيات الموت واللامعنى ؟..
العالم ليس إمبراطورية واحدة ولن يكون , وكل إمبراطورية تسلط زائد عن اللزوم , بل الحياة نفسها ضحية أولا وأخيرا لمثل هكذا وضاعة في العقل , وهتك مستمر لنسيج البشرية الإنسانية الواحد , وبخاصة عندما تتكلم الطبيعة الصامتة , بهوائها ومائها ونارها ....؟
وللمقالة بقية ...



#احمد_مصارع (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل ستخفق منظمة الأمم المتحدة ؟
- الوجود واللا عدم ؟
- إنهم خلف الستارة
- أمريكا أضعف من الماء والهواء ؟
- النفط مقابل الدستور
- الحضارة الرومانية , حضارة عالمية ؟
- الأنظمة الشمولية محكومة بالتوسع والعدوان
- ?المدرسة العلمانية وبيان حقوق الإنسان والإرهاب
- المعتقل السياسي السوري المنبوذ ؟
- بدون نهاية نحو اللانهاية
- أسئلة في العشق لا , ثم لا ؟
- ?الإيديولوجية الذئبية والداروينية الطبيعية
- الجزائر , هل من فرصة لتحقيق السلم والمصالحة الوطنية ؟
- ؟هل أقصى اليمين يسار , والعكس صحيحان
- جعلكة- الأشياء بحثا عن النقطة الصامدة ؟
- الأممية الرابعة تتأرجح بين الحتمية والتلقائية ؟
- هل البراغماتية سر القوة الأمريكية ؟
- اشتراكية قوى الإنتاج , وأريستوقراطية علاقاته ؟
- شفافية الأخلاق وانسيابية الحلم العلمي ؟
- العصر الحديث وما بعد الحداثة - ايزومورفيزم


المزيد.....




- القاديانية.. 135 عاما من الجدل حول النبوة والانتماء للإسلام ...
- ماذا قال ترامب عن-نتائج- الضربات على المواقع النووية الإيران ...
- الأسلحة وحجم الضرر: ما نعرفه عن الضربات الأمريكية على ثلاثة ...
- كم عدد القنابل والصواريخ التي استخدمتها واشنطن في هجماتها ضد ...
- روسيا تشن -هجوما كبيرا- بالمسيّرات على كييف
- عملية -مطرقة منتصف الليل-.. كيف اتخذ ترامب -القرار التاريخي- ...
- تحليل لـCNN: هجوم ترامب على إيران يعد انتصارا لنتنياهو لكن ا ...
- واشنطن تصدر -تحذيرا عالميا- على خلفية الصراع بالشرق الأوسط و ...
- أولمرت: الضربة الأميركية لإيران منحت نتنياهو فرصة لن يفلح با ...
- مصادر: إسرائيل تقبل إنهاء الحرب إذا أوقف خامنئي إطلاق النار ...


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - احمد مصارع - الإمبراطورية كارثة إنسانية ؟