أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - وليد الحلبي - جاري صاحب الكيف: علاقة آثمة مع الخليفة البغدادي














المزيد.....

جاري صاحب الكيف: علاقة آثمة مع الخليفة البغدادي


وليد الحلبي

الحوار المتمدن-العدد: 4735 - 2015 / 3 / 1 - 01:34
المحور: كتابات ساخرة
    


بعد غيبة طالت أكثر من شهر، لمحت جاري صاحب الكيف يجلس في المقهى الذي اعتدنا أن نلتقي فيه، فاقتربت منه محيياً متسائلاً عن سبب غيبته الطويلة تلك، وبعد أن سحب نفساً عميقاً، قال مع ابتسامة غمرت وجهه:
- ولا شيء، كنت في ضيافة فرع المخابرات المحلي لبضعة أيام.
- قلت: وتضحك أيضاً؟.
- قال: اسمع القصة من الأول إلى الآخر، وبعدها ستعرف لماذا أضحك. هل تعرف أن أبا بكر البغدادي، خليفة المسلمين دام ظله، قد اتصل بي؟.
وقبل أن يكمل جملته، أطبقت بكفيَّ على فمه كما يطبق فكا الأسد على عنق الفريسة: يخرب بيتك، وطّي صوتك، ألا تعلم أن الرجل مطلوب من جميع أجهزة المخابرات في العالم؟، هل تريد أن تلقي بنا وراء الشمس؟.
أزاح يدي عن وجهه، وتابع بثقة:
- نظراً لخدمتي الطويلة في دائرة المساحة في وزارة التخطيط، فقد اتصل بي الخليفة، نصره الله، طالباً مني أن أرسم له خارطة بلاد الشام والعراق كما يراها، وبطريقة فذة لكي يعممها على جميع الدول والأمم المتحدة. وبينما كنت جالساً هنا في هذه المقهى، رسمت له ما طلب وزيادة، فلم أمسح الحدود بين العراق والشام فقط كما اقترح سابقاً، بل مسحت الحدود بين بلاد الشام الأربعة كذلك، فظهرت على الخارطة دولة تمتد حدودها من شاطيء البحر المتوسط غرباً إلى حدود إيران والخليج العربي شرقاً، غير أنني لم أنتبه إلى أن جرسون المقهى كان يتلصص عليَّ ويراقب ما أرسم، وما هي إلا دقائق معدودات حتى وجدتني مرفوعاً عن الأرض عدة سنتيمترات بقبضتي رجلين كأن كلاً منهما أبو الهول في ضخامته،،، ألقوا بي في صندوق سيارة، ومنه إلى زنزانة إنفرادية تحت الأرض.
- قلت: والله تستاهل قطع رأسك،،، هل أنت مجنون لكي تقيم علاقة مع مجرم مثل البغدادي، رأسه مطلوبة من جميع دول العالم حياً أو ميتاً؟.
- قال: لا تستعجل الأمور، واستمع إلى تتمة القصة. مكثت في الزنزانة أسبوعاً كاملاً دون أن يستدعيني رئيس الفرع لأنه كان مشغولاً بالتحقيق مع بعض المعتقلين، وخلال هذه الفترة انتبهت إلى حجم الجريمة التي ارتكبتها، فسارعت إلى إدخال تعديلات هامة على الخارطة. في نهاية الأسبوع استدعاني المدير، فوقفت أمامه واثقاً من براءتي، فسألني عن موضوع الخارطة التي قمت برسمها، فأجبته بثقة مطلقة: وماذا في ذلك ياسيدي؟، فهي الخارطة التي يجب أن تكون عليها دول المنطقة، والتي يفضلها جميع الرؤساء ووزراء الداخلية والخارجية في العالم بأسره. طلب مني المدير أن أعطيه الخريطة،،، أخرجتها من جيبي، فتناولها مني وبسطها أمامه على مكتبه الفخم، فارتسمت على وجهه ابتسامة عريضة، وقبل أن يكلمني، استدعى الموظفين اللذين قاما باعتقالي، ومسح بكرامتهما بلاط المكتب:(كيف تعتقلون هذا الرجل المحترم، وما هي الجريمة التي ارتكبها؟،،،ألا تتحققون من الأمر قبل اعتقال الأبرياء يا بجم؟).
على الخارطة التي عدّلتها بينما كنت في الزنزانة، والتي تتمدد الآن على مكتب المدير، رسمت الحدود بين العراق وسوريا بخط أحمر عريض، أما دول العراق وبلاد الشام الأربعة، فقد قسمتها نفسها إلى عدة دول: العراق أصبح ثلاث دول: شيعية في الجنوب قسمتها إلى عدة دويلات حسب عدد المرجعيات، وسنية في الوسط مكونة من عدة دويلات حسب المذاهب الأربعة (الشافعي والمالكي والحنفي والحنبلي)، وكردية في الشمال ضمت دويلتان: واحدة للحزب الوطني الكردستاني والثانية للحزب الديمقراطي الكردستاني ، أما سوريا الحالية، فقد رسمت فيها حدوداً لخمس دول: واحدة للسنة فيها أربعة دويلات حسب المذاهب السنية الأربعة، وأخرى للعلويين بقسمين: واحدة لآل مخلوف والثانية لآل الأسد، وثالثة للأكراد، ورابعة للدروز وهي قسمان: واحدة لآل جنبلاط والثانية لآل أرسلان، وخامسة للإسماعيليين، أما لبنان فقد رسمت فيه حدود ثلاث دول: شيعية وهي قسمان: واحدة لحسن نصر الله، والثانية لصبحي الطفيلي، وسنية بدويلات حسب المذاهب الأربعة، ومسيحية ودويلاتها بعدد المذاهب (كاثوليك – موارنة – أرمن) إلخ، وفي الأردن رسمت حدود دولتين: أردنية في الجنوب وهي قسمان: واحدة للبدو، وواحدة للحضر، وفلسطينية في الشمال، واحدة لليسار الفلسطيني، وواحدة لفتح، أما فلسطين، فقد محوت اسمها تماماً عن الخارطة وكتبت عوضاً عنه (إسرائيل) بالخط الكوفي العريض. عاد المدير لكي يتأمل الخارطة المعدلة، واتسعت ابتسامته قائلاً: هكذا تكون الخرائط الصحيحة وإلا فلا، ثم أمر لي بفنجان قهوة، وعرض عليَّ العمل مديراً لقسم الخرائط السياسية في جامعة الدول العربية للعمل على تعديل خرائط باقي الدول العربية كما فعلت في العراق والشام، فاعتذرت عن قبول هذا العرض بأدب، حيث لا يمكن لي أن أسيء إلى سمعة عائلتي بالعمل مع مثل هذه الهيئة التافهة، لكنه مع ذلك أصر على مكافأتي، فأعطاني بطاقته التي تحمل اسمه ومنصبه وأرقام هواتفه، وكتب على خلفها توصية:(إلى جميع تجار الحشيش وغيره من أنواع الكيف في كافة أنحاء القطر، بضرورة تسهيل مهمة حاملها، وتزويده بكافة أنواع المخدرات التي يطلبها دون تأخير وبأفضل الأسعار، تحت طائلة المسؤولية عن تأخيره)، ثم منحني هذه الكأس الذهبية.
بالفعل، أخرج جاري المجنون من جيبه كأساً صغيرة من ذهب، نقش عليها عبارة (كأس المواطن العربي الأول).
- سألته: وماذا تريد أن تفعل بهذه الكأس الآن؟.
- قال: يعني هل تتصور أنني سوف أفتخر بها وأضعها في خزانة زجاجية لكي يشاهدها كل من يزورني؟، بالطبع لا، بل سوف أبيعها، وأشتري بثمنها كمية من الحشيش لا بد ستكفيني إلى آخر يوم في حياتي كي أواصل إبداعاتي.
لم أنطق بأية كلمة، فالموقف كان أجل وأسمى من أن يحتاج إلى تعليق.



#وليد_الحلبي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عنجهية فرنسية فارغة
- لا أحد يستطيع معاندة الحكومة،،، يا بُني
- جاري صاحب الكيف تاجر كراسٍ
- الحمار الفلسطيني، وجزرة الدولة الوهمية
- سائق القطار
- اللاشيء
- جاري صاحب الكيف تاجر سيارات مستعملة
- جاري صاحب الكيف يتاجر بالمسؤولين العرب
- جاري صاحب الكيف، طائفي ماكر
- جاري صاحب الكيف يكشف سر داعش
- -روديو أنغولا-
- جاري صاحب الكيف ينضم إلى مشاة البحرية
- أبو السبع
- حبل إسرائيلي، وعشماوي عربي
- هزيمة ساحقة، أم انتصار مبين
- أخطاء شائعة واجبة التصحيح
- قادم من زمن السقوط
- قل لي من تصاحب، أقل لك من أنت
- أشراف، ومرتزقة
- العيش،،، والجبن


المزيد.....




- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو
- نجم مسلسل -فريندز- يهاجم احتجاجات مؤيدة لفلسطين في جامعات أم ...
- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...
- العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة
- -من داخل غزة-.. يشارك في السوق الدولية للفيلم الوثائقي
- فوز -بنات ألفة- بجائزة مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة
- باريس تعلق على حكم الإعدام ضد مغني الراب الإيراني توماج صالح ...
- مش هتقدر تغمض عينيك.. تردد قناة روتانا سينما الجديد على نايل ...
- لواء اسرائيلي: ثقافة الكذب تطورت بأعلى المستويات داخل الجيش ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - وليد الحلبي - جاري صاحب الكيف: علاقة آثمة مع الخليفة البغدادي