أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - وليد الحلبي - جاري صاحب الكيف، طائفي ماكر














المزيد.....

جاري صاحب الكيف، طائفي ماكر


وليد الحلبي

الحوار المتمدن-العدد: 4617 - 2014 / 10 / 28 - 08:27
المحور: كتابات ساخرة
    



أثناء الحرب الأهلية الطائفية في لبنان في سبعينيات القرن الماضي، كان جاري الحشاش يعمل سائق تاكسي بين بيروت ودمشق، ومع أنه حاول جاهداً أن أكون واحداً من ركابه أثناء زياراتي المتكررة إلى لبنان، فقد كنت أرفض ذلك لأنني كنت لا أثق بقدراته على القيادة الحكيمة.
في إحدى المرات لم أجد في مكتب السفريات سوى جاري المذكور، فاضطرتني الحاجة للسفر إلى الركوب معه. اجتزنا الحدود ودخلنا إلى الأراضي اللبنانية حيث تنتشر الحواجز المسلحة للطوائف المختلفة على الطرق، والتي كانت تطلب من السائق والركاب بطاقاتهم الشخصية، تلك الحواجز التي أحياناً ما كان يقع عليها ما عرف في تلك المرحلة بـ (القتل على الهوية). لاحظت على سائقنا وكأنه قد أصيب بمرض جلدي في رقبته، فبمجرد الاقتراب من حاجز مسلح، كان يحك رقبته بشدة، فاعتقدت أن فزعه من أفراد الحراسة ربما يصيبه بنوع من الخوف الذي يتمثل بالتهاب في جلد الرقبة. تكرر ذلك مع كل حاجز عبرنا من خلاله: حواجز مختلفة المذاهب: سنة (الحركة الوطنية) وقوميون (الحزب القومي السوري) وشيعة (أمل) ودروز (جنبلاطيون) وفلسطينيون (من جميع الفصائل) وموارنة (الكتائب)، ومع كل حاجز كان يتكرر نفس السيناريو: حكة شديدة في الرقبة، واستقبال حافل من أفراد الحاجز دون تأخير أو تفتيش.
وصلنا بيروت، وبعد أن ترجلنا من السيارة وذهب الركاب، اقتربت من جاري السائق الحشاش ناصحاً إياه بمراجعة طبيب للأمراض الجلدية، لكنه قهقه ضاحكاً وهو يقول:
- صلي على النبي، لا جلدية ولا غيره يا رجل.
- إذاً لماذا تصاب بحكة شديدة في الرقبة عند كل حاجز؟.
فتح ياقة قميصه وصرخ بصوت عالٍ قائلاً:
- انظر ما هذا؟.
- قلت: سلسلة من ذهب، إذن هل عندك حساسية من الذهب؟.
- قال: أبداً، ألا ترى ما علقت بهذه السلسلة؟، هنا في المقدمة، ألا ترى هذا المصحف المذهّب؟.
- قلت: وماذا في ذلك، فأنت مسلم، وطبيعي أن تحمل في صدرك مصحفاً.
- أدار السلسلة على رقبته 180 درجة وقال: وما هذا؟.
- قلت: يخرب بيتك، صليب مذهب؟.
- عاد إلى القهقهة بصوت عالٍ قائلاً: قبل وصولي إلى الحاجز، أبحث عن أي فصيل يتبعه وذلك من خلال الأعلام التي يرفعها حراسه، أو من شكل سحناتهم كذلك، فإن كانوا مسلمين، أدرت المصحف إلى الأمام بحيث يرونه بشكل واضح، وإن كانوا مسيحيين أدرت الصليب إلى الأمام بحيث يرونه بشكل واضح، وهذا هو سر الترحيب بي من قبل جميع الحواجز.
- قلت، وكأنني قد ضبطته ما زال في خطر: وماذا لو طلب منك أحد الحواجز بطاقتك الشخصية؟، عندها ماذا سينفعك المصحف أو الصليب يا ذكي؟.
- قال جاداً هذه المرة وهو يخرج من جيب قميصه الشمال: {هذه بطاقتي الأصلية (عبد الرحمن الحاج)}، ثم أخرج بطاقة ثانية من جيب قميصه الأيمن:{وهذه واحدة مزورة بإتقان (جورج عبد المسيح)}، وهذه ثالثة مزورة متقنة أكثر من التي قبلها (عباس عبد الحسين)، ما رأيك الآن؟.
لم أجد شيئاً لكي أقوله، فقد أفحمَتني ألاعيبه، وأخرسني مكره .



#وليد_الحلبي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- جاري صاحب الكيف يكشف سر داعش
- -روديو أنغولا-
- جاري صاحب الكيف ينضم إلى مشاة البحرية
- أبو السبع
- حبل إسرائيلي، وعشماوي عربي
- هزيمة ساحقة، أم انتصار مبين
- أخطاء شائعة واجبة التصحيح
- قادم من زمن السقوط
- قل لي من تصاحب، أقل لك من أنت
- أشراف، ومرتزقة
- العيش،،، والجبن
- في مصر: هل يمكن تفادي الكارثة قبل وقوعها؟
- هل كذب من قال (الدين لله والوطن للجميع)؟
- ف ، ح ، و (فلسطينيون، حملة، وثائق)
- من المسؤول، مرسي أم السيسي
- (شرم الجنيف)
- ثواب وعذاب
- أمة العبقريات
- وكر الشيخ
- نظارة من فييتنام


المزيد.....




- منارة العلم العالمية.. افتتاح جامع قصبة بجاية -الأعظم- بالجز ...
- فنانون روس يسجلون ألبوما من أغاني مسلم موغامايف تخليدا لضحاي ...
- سمية الخشاب تقاضي رامز جلال (فيديو)
- وزير الثقافة الإيراني: نشر أعمال لمفكرين مسيحيين عن أهل البي ...
- -كائناتٌ مسكينة-: فيلم نسوي أم عمل خاضع لـ-النظرة الذكورية-؟ ...
- ألف ليلة وليلة: الجذور التاريخية للكتاب الأكثر سحرا في الشرق ...
- رواية -سيرة الرماد- لخديجة مروازي ضمن القائمة القصيرة لجائزة ...
- الغاوون .قصيدة (إرسم صورتك)الشاعرة روض صدقى.مصر
- صورة الممثل الأميركي ويل سميث في المغرب.. ما حقيقتها؟
- بوتين: من يتحدث عن إلغاء الثقافة الروسية هم فقط عديمو الذكاء ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - وليد الحلبي - جاري صاحب الكيف، طائفي ماكر