أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - وليد الحلبي - جاري صاحب الكيف ينضم إلى مشاة البحرية














المزيد.....

جاري صاحب الكيف ينضم إلى مشاة البحرية


وليد الحلبي

الحوار المتمدن-العدد: 4607 - 2014 / 10 / 18 - 02:06
المحور: كتابات ساخرة
    


ذات مساء بحثت عنه فلم أجده، فقد مضى أسبوع دون أن أراه في مقهى الحي الذي يجمعني به كل مساء. سألت عنه بعض الأصدقاء، فقالوا بأنه أرسل إليهم رسالة نصية من هاتفه الجوال يقول فيها أنه انضم إلى مشاة البحرية. ضربت كفاً بكف، فكيف ترك هذا المسطول عائلته وانضم إلى فرقة أمريكية ربما يصدر إليها الأمر بالقتال في بلاد العرب والمسلمين، فهل سيقتل إخوانه في الدين والعروبة؟، والأهم من ذلك: كيف قبلوا هم بانضمامه إلى هذا الفصيل من الجيش الأمريكي وهو المواطن العربي الذي ليس لديه خبرة قتالية، ولا حتى إقامة مؤقتة في الولايات المتحدة؟. هنا بدأت الوساوس تراودني من أنه ربما كان جاسوساً يعمل لصالح المخابرات المركزية أو الإف بي آي أو أي جهاز أمريكي أمني آخر؟، ولكن هل يعقل أنهم كانوا غافلين عن إدمانه الذي أوصله إلى حد الهبل؟، لا، هذا مستحيل، بل الأرجح أنه كان يمثل علينا، نحن أصدقاؤه، دور المدمن حتى يغطي على عمله القذر؟، فهل يمكن أن يكون قد نقل عنا معلومات إلى أسياده؟، وهل يمكن أن تتسبب لنا تلك المعلومات بأي أذى من قبل حكوماتنا العميلة لأمريكا، تلك التي استقبلت المعتقلين الذين أرسلتهم أمريكا إليهم لاستجوابهم تحت التعذيب والإكراه؟، ومع أننا نعرف أنفسنا أبرياء، بل جبناء، من الخوض في أية أحاديث سياسية حساسة على قاعدة (إن الحيطان لها آذان)، ألا يمكن أن يكون هذا الوغد قد زور علينا ما يحلو له لكي يحصل على المال ورضى أسياده ومشغليه؟. مليون فكرة سلبية طرأت على بالي قبل أن أراه صبيحة اليوم التالي. سألته بتردد وخوف واضحين: تردد خشية أن يغضب عليّ، وتودد كسباً لرضاه حتى لا يورطني فيما يمكن أن يؤذيني:
- افتقدتك بالأمس يا رفيق العمر، فسألت عنك بعض الأصدقاء، فقالوا بأنك انضممت إلى مشاة البحرية، مبروك، لكن هل هذا الخبر صحيح؟.
- قال: طبعاً صحيح.
هنا أدركت بأن جميع وساوسي كانت في محلها، فبدأت أحسب ألف حساب أن يأتيني زوار الفجر قبل الفجر بكثير، ثم يصطحبوني بالقوة إلى مركز التحقيق، حيث سأُواجه بتهم اختلقها هذا الأفاك الخائن، الذي اعتقدنا أنه حشاش، فإذا به جاسوس قذر، يتظاهر بالهبل والسذاجة، لكنه أثبت أنه أذكى منا جميعاً نحن أصدقاؤه البلهاء الذين كنا نسخر منه، فإذا به يسخر منا الآن، ويكاد أن يودي بنا في ستين داهية .
لكنني فوجئت به يتابع:
- فقد شعرت بأن وزني قد زاد كثيراً في الآونة الأخيرة، فقررت الانضمام إلى مجموعة من أمثالي الذين يريدون إنقاص وزنهم، وقررنا أن نمشي كل يوم خمسة كيلومترات على شاطيء البحر، لذا، ولكي ترتفع معنوياتنا ونثابر على المشي يومياً، فقد بحثنا عن اسم يحمل معاني الشجاعة والإصرار على تحقيق الهدف، فأطلقنا على مجموعتنا اسم (مشاة البحرية) تشبهاً بها في الشجاعة والتصميم، فهل في ذلك أي مشكل؟.
- قلت له بعصبية وقد تجرأت عليه: ولماذا يا محترم لم ترسل لي نفس الرسالة النصية التي أرسلتها إلى باقي أفراد الشلة؟.
- قال الخبيث وكأنه يقرأ أفكاري: ببساطة، لأنني أعرفك شكاكاً في جميع تصرفاتي، فلربما اعتبرتني أتظاهر بأنني صاحب كيف، بينما في الحقيقة أعمل جاسوساً أو عميلاً لجهة استخباراتية أمريكية، أو أنني سأقاتل إلى جانب مشاة البحرية الأمريكية ضد العرب والمسلمين، أليس كذلك؟.
- قلت متلعثماً وأنا أتنفس الصعداء: (لا لا، أبداً. قل لي لو سمحت: من هم أفراد فرقتكم؟، كم عددهم؟، وأين تمشون كل يوم؟، وما هو الوقت المفضل لديكم للمشي؟، وكم ساعة تمشون؟)، وقبل أن أتابع قاطعني قائلاً:
- بعد كل هذه الأسئلة، من هو عميل المخابرات؟، أنا أم أنت؟، وألا يحق لي أن أسألك بدوري: لصالح من تعمل، لحساب فرع المخابرات الجوية؟، أم لفرع فلسطين؟، أم لفرع 298؟، أم لأي فرع أمني آخر؟.
- قلت له، وقد شعرت أنه قد ضبطني مشتبهاً بي: لا والله ولا شيء من ذلك، بل لأنني أرغب في الانضمام إلى فرقتكم، فرقة (مشاة البحرية).



#وليد_الحلبي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أبو السبع
- حبل إسرائيلي، وعشماوي عربي
- هزيمة ساحقة، أم انتصار مبين
- أخطاء شائعة واجبة التصحيح
- قادم من زمن السقوط
- قل لي من تصاحب، أقل لك من أنت
- أشراف، ومرتزقة
- العيش،،، والجبن
- في مصر: هل يمكن تفادي الكارثة قبل وقوعها؟
- هل كذب من قال (الدين لله والوطن للجميع)؟
- ف ، ح ، و (فلسطينيون، حملة، وثائق)
- من المسؤول، مرسي أم السيسي
- (شرم الجنيف)
- ثواب وعذاب
- أمة العبقريات
- وكر الشيخ
- نظارة من فييتنام
- وزراء الدفاع،،، عن مصالحهم
- وداعاً يا عرب
- القداسة المزيفة


المزيد.....




- الإعلان الثاني جديد.. مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 الموسم ا ...
- الرئيس الايراني يصل إلي العاصمة الثقافية الباكستانية -لاهور- ...
- الإسكندرية تستعيد مجدها التليد
- على الهواء.. فنانة مصرية شهيرة توجه نداء استغاثة لرئاسة مجلس ...
- الشاعر ومترجمه.. من يعبر عن ذات الآخر؟
- “جميع ترددات قنوات النايل سات 2024” أفلام ومسلسلات وبرامج ور ...
- فنانة لبنانية شهيرة تتبرع بفساتينها من أجل فقراء مصر
- بجودة عالية الدقة: تردد قناة روتانا سينما 2024 Rotana Cinema ...
- NEW تردد قناة بطوط للأطفال 2024 العارضة لأحدث أفلام ديزنى ال ...
- فيلم -حرب أهلية- يواصل تصدّر شباك التذاكر الأميركي ويحقق 11 ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - وليد الحلبي - جاري صاحب الكيف ينضم إلى مشاة البحرية