أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - وليد الحلبي - جاري صاحب الكيف تاجر كراسٍ














المزيد.....

جاري صاحب الكيف تاجر كراسٍ


وليد الحلبي

الحوار المتمدن-العدد: 4650 - 2014 / 12 / 2 - 11:05
المحور: كتابات ساخرة
    


بمجرد أن عرض علي الاشتراك معه في مشروعه الجديد، وافقت على الفور مأخوذاً بندمي على ترددي في الاشتراك معه في مشروع سيارات الدفع الرباعي الذي جنى منه الملايين، لكنني انتبهت إلى أنني تسرعت في الموافقة، فسألته بتملق واضح:
- وما هي تفاصيل هذا المشروع، فأنا كما تعرفني لا أملك جرأتك واندفاعك في العمل الحر.
- قال بتعالٍ وغرور: هي عادتك التي لن تقلع عنها والتي بها ستبقى فقيراً مدقعاً أبد الدهر. يا رجل عندما أقدم على مشروع أكون قد محصته ملياً، وقلبته من جميع جوانبه، لكنك مقتنع بتسرعي واندفاعي، وتشكك في كلامي حتى ولو صليت على النبي.
- ما علينا، ما هو مشروعك الجديد؟.
- مشروع يكسبنا ذهباً.
- إذن عجِّل واشرحه لي.
- ما هي معلوماتك عن داعش؟.
- أسألك عن المشروع، فتسألني عن داعش، فما العلاقة بينهما؟.
- قال بنزق: يا أخي أجب على قدر السؤال: ماذا تعرف عن داعش؟.
- واضح أنها منظمة إرهابية تهدد سيادة دول المنطقة، خاصة العراق وسوريا، فقد اقتحمت الحدود بينهما وأزالتها بالقوة.
- وماذا بعد؟.
- وارتكبت مجازر بشعة بحق السكان المدنيين، وخاصة من أبناء الطوائف الغير العربية والإسلامية، وهجرتهم من ديارهم.
- وماذا بعد؟.
- ألا يكفي كل هذا الإجرام؟، فماذا تريد أكثر؟.
- وما هي علاقتها بالأجانب؟.
- اختطفت عدداً من الرهائن، وهي تفاوض على غير الأمريكيين والإنجليز لإطلاق سراحهم مقابل فدية مالية.
- وماذا بشأن الأمريكان والإنكليز؟.
- يا أخي يكفي إسهاباً في هذا الشأن،،، كما يعلم الجميع، هي تقتلهم بدم بارد.
- وما هي الطريقة التي تتبعها في قتلهم؟.
ضاق صدري من هذا المجنون، فما هي العلاقة بين مشروع تجاري، وبين ما يريد سماع ما نسمعه مئات المرات يومياً عن داعش، فسألته بنزق أن يشرح مشروعه الجديد، فقال:
- هل تعلم أنني كنت الأسبوع الماضي على اتصال بالبيت البيض،،، صحيح لم أكلم الرئيس أوباما شخصياً، بل تحادثت مع أقرب معاونيه، واتفقت معهم على بيعهم البضاعة التي هي موضع المشروع الذي أعرض عليك المشاركة فيه.
- حتى الآن تلف وتدور ولم تقل لي ما هو هذا المشروع.
- بصراحة: كما تعلم، لم ينزعج الأمريكان والإنكليز من أفعال داعش التي يرتكبونها ضد جميع أعدائهم، بل كان سبب انزعاجهم من الطريقة التي تتم بها عملية قتل رهائنهم ذبحاً بالسكاكين.
- وما علاقة الذبح بالسكاكين بالمشروع الذي في رأسك؟، وما هو هذا المشروع؟.
- هو مشروع صناعة كراسٍ.
لم أتمالك نفسي من الضحك، فما العلاقة بين تصنيع الكراسي وذبح الرهائن بالسكاكين؟. قال بمنتهى الجد:
- بما أن هؤلاء الغربيين ليسوا غاضبين من عملية القتل نفسها، بل من الطريقة التي يتم بها القتل، أي ذبحاً بالسكاكين، مما يجعل الحكومتين الأمريكية والبريطانية في موقف محرج أمام شعبيهما، وخاصة أمام أهالي الرهائن المذبوحين كالدجاج، فقد توصلت معهم إلى اتفاق أقوم بموجبه بتصنيع كراسٍ على نوعين، كتلك التي يستخدمونها في الإعدام الرحيم للمجرمين في سجونهم: نوع يعمل بالغاز، ونوع يعمل بالكهرباء، ثم أقوم بإرسال هذه الكراسي إلى داعش لاستخدامها في إعدام الرهائن الأمريكان والإنجليز فقط دون سائر الرهائن، بعد أن أقبض ثمنها من البنتاغون، وقد اتفقنا على سعر الكرسي الواحد بألف دولار، وستكون كلفته كما أتوقع لا تزيد على مئة دولار، أي أن تصنيع ألف كرسي فقط سوف يجعلنا نقبر الفقر، فما رأيك؟، هيا ابحث لنا عن مهندس بترول اختصاص غاز، ومهندس كهرباء اختصاص 220 فولت.
- ولكن، لماذا لا يقدم الأمريكان هذه الكراسي مباشرة إلى داعش؟، ولماذا يبحثون عن وسيط مثلك؟.
- وهل هم مثلك أغبياء إلى هذه الدرجة لكي يكون تعاملهم مع داعش هكذا على المكشوف؟، ألا تكفيهم الاتهامات أنهم هم من حرك داعش وأمدها بكل ما تحتاجه من مال وسلاح ورجال؟.
- هل تمزح بالحديث عن هذا المشروع؟، أم أنك فقدت عقلك وستقدم عليه؟.
- لا هذه ولا تلك، لكن لا تقل بعد الآن أنني لا أريدك أن تقاسمني الربح في مشاريعي، فإنك إن رفضت، فسأفتش عن صديق آخر كي يكون شريكي، يحمل في رأسه مخاً تجارياً ، لا مخ موظف متخلف مثلك.
تركته يحلق في أوهامه وأنا بين مصدق ومكذب، وشيء من الندم يتسلل إلى نفسي خشية أن يفعلها المجنون، فيجني أرباحاً طائلة كما في صفقة سيارات الدفع الرباعي التي امتنعت عن مشاركته فيها، فلا يكون لي في الطيب نصيب.
2 نوفمبر 2014



#وليد_الحلبي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الحمار الفلسطيني، وجزرة الدولة الوهمية
- سائق القطار
- اللاشيء
- جاري صاحب الكيف تاجر سيارات مستعملة
- جاري صاحب الكيف يتاجر بالمسؤولين العرب
- جاري صاحب الكيف، طائفي ماكر
- جاري صاحب الكيف يكشف سر داعش
- -روديو أنغولا-
- جاري صاحب الكيف ينضم إلى مشاة البحرية
- أبو السبع
- حبل إسرائيلي، وعشماوي عربي
- هزيمة ساحقة، أم انتصار مبين
- أخطاء شائعة واجبة التصحيح
- قادم من زمن السقوط
- قل لي من تصاحب، أقل لك من أنت
- أشراف، ومرتزقة
- العيش،،، والجبن
- في مصر: هل يمكن تفادي الكارثة قبل وقوعها؟
- هل كذب من قال (الدين لله والوطن للجميع)؟
- ف ، ح ، و (فلسطينيون، حملة، وثائق)


المزيد.....




- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...
- العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة
- -من داخل غزة-.. يشارك في السوق الدولية للفيلم الوثائقي
- فوز -بنات ألفة- بجائزة مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة
- باريس تعلق على حكم الإعدام ضد مغني الراب الإيراني توماج صالح ...
- مش هتقدر تغمض عينيك.. تردد قناة روتانا سينما الجديد على نايل ...
- لواء اسرائيلي: ثقافة الكذب تطورت بأعلى المستويات داخل الجيش ...
- مغنية تسقط صريعة على المسرح بعد تعثرها بفستانها!
- مهرجان بابل يستضيف العرب والعالم.. هل تعافى العراق ثقافيا وف ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - وليد الحلبي - جاري صاحب الكيف تاجر كراسٍ